أقلام عابثة


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

 

من الأكاذيب التي حاول -ونجحوا في ذلك- أعداء الإسلام ترويجها بين المسلمين أُكذوبة الأدب، حيث أشاعوا بين المسلمين أن الأدب -سواء كان شعراً أو قصّة أو غير ذلك- ما هو إلاّ لهو وعبث، ولا يكون الأديب أديباً ما لم يكن فاسداً في أخلاقه، شارباً للخمر مبيحاً للمحرمّات، وحتّى يُقنعونا بفكرتهم أخذوا يسلّطون الأضواء على الأُدباء الذين صنعوهم في معاملهم وقد اتّخذوا من الفساد الفكري أو الأخلاقي ثوباً يتباهون به أمامنا وفي الوقت نفسه نجد أن الإعلام -المسيّر بأمرهم- يصوّرهم لنا على أنهم أُدباء عظام يستحقون كلّ التقدير والإحترام ولا يطعن بهم إلاّ جاهل كما فعلوا مع طه حسن ونجيب محفوظ ونزار القبّاني وإحسان عبد القدوس وغيرهم كثير، أمّا لو برز أديب ذو قلم إسلامي أخلاقي يحاول أن ينشر الفضيلة بكلماته، فإنك لا تكاد تسمع بهم وإذا ذُكِر اسمهم فإنه سيمرّ مرّ الكرام، كما فعلوا مع الرافعي ونجيب الكيلاني ووليد الأعظمي وغيرهم.

نجيب محفوظ:

من منّا لم يسمع به ألم يكن هو الأديب الوحيد الذي أخذ جائزة نوبل!! بالله عليكم ألا تعجبون من ذلك! ولكن كما قيل إذا عُرف السبب بطُل العجب، فلا تكاد تجد رواية واحدة لنجيب محفوظ تخلو من الفساد والمجون، فضلاً عن ذلك فهو لم يأخذ جائزة نوبل إلاّ من أجل روايته (أولاد حارتنا) هذه القصّة التي أثار الأزهر الضجّة من أجلها، ومنعت من الطبع، وذلك أن هذه الرواية رسمت تاريخ البشرية منذ الخليقة الأولى،

وقد سمّى الأنبياء بأسماء مستعارة، بل انه أعطى لله عزّوجلّ اسماً مستعاراً هو (الجبلاوي).

وإذا كانت هذه القصّة قد انكشف عوارها بإلحادها، فإن قصصه الأخرى لم تكن تخلو من الدسّ، فمثلا في (السكرية) يقول على لسان أحدى شخصياته (الشيوعية علم أمّا الدين فأُسطورة) ويقول في مكان آخر من القصّة (الزواج والدفن على سنن ديننا القديم، أمّا الحياة فعلى دين ماركس) وهناك الكثير من هذا الهراء في قصصه.

وقد يقول قائل ليس من الضرورة أن تكون هذه الأفكار أفكار الكاتب نفسه، وإنما هي أفكار شخصيات القصّة المستوحاة من الواقع، فهو فقط يعكس أفكار الواقع، فنقول له نعم أنت محقّ في ذلك، ولكنك لو قرأت قصص نجيب محفوظ هذه أو حتى غيرها ـ كما سنبين بعد قليل ـ ستجد أُولئك القصّاص يحاولون إبراز هذا الفكر الماجن أو الملحد بصورة جميلة من خلال إبراز الشخصية بشكل مثقف ومحبوب وجميل فضلاً عن تركيزه على هذه الشخصية أو الفكرة، أمّا أصحاب الفكر السليم أو الخلق القويم فإنه يعرضه بشكل قريب الى السخرية، فهو شخص ساذج جاهل لا يعرف كيف يدافع عن فكره وأخلاقه.

جرحي زيدان:

ولم يكن هذا حال نجيب محفوظ فحسب، وانما حال الكثيرين من أمثاله ممن استخدمهم أعداء الإسلام معاول لتهديم صرح الإسلام الشامخ كما فعل جرجي زيدان الذي حاول أن يرسم أبطالنا الذين فتحوا مشارق الأرض ومغاربها بإيمانهم وجهادهم في سبيل إعلاء كلمة (لا إله إلاّ الله)، فإذا بـ(زيدان) النصراني هذا يرسم أُولئك الأبطال من الصحابة والتابعين على أنهم عشّاق لا همّ لهم سوى معشوقاتهم، فخالد بن الوليد - رضي الله عنه - الذي يقول (والله ما ليلة أُزف فيها إلى عروسي أحب إلي من ليلة شاتية في ساحة الجهاد) فإذا بزيدان هذا يرسم لنا خالداً وهو يقضي الليل مشغولاً مهموماً يفكّر بمعشوقته، هذا إذا تفضل علينا ولم يرسمه لنا وهو يتواعد معها في الليل!!!!!

يوسف إدريس:

وتعالوا معنا لنر ما كتبه أُدباؤنا أقران محفوظ، فهذا يوسف إدريس يكتب قصّة قصيرة اسمها (أكان لابدّ يا لي لي أن تضيئي النور)، فهو اتخذ من هذه القصّة وسيلة للاستهزاء بالمصلين، راسماً لك المصلين بشكل (كوميدي) ساخر، فانظر قوله (وبينما الجميع ساجدون كالقطيع....)، وانظر إلى هذا الموقف عندما يأتي بطل القصّة إلى شقّة هذه الداعرة فيقول لها: (جئت أعلمك الصلاة، انزلقت الملاءة عنها، فضممتها بقوة، وهي تستدير... وتقول: أنا اشتريت الأُسطوانة الإنكليزي اللي بتعلم الصلاة)، وهكذا يستمر يوسف إدريس في تطاوله على دين الله عز ّوجل.

أسامة أنور عكاشة:

ومن منّا لا يعرف مسلسل (ليالي الحلمية)، فمؤلفه أُسامة أنور عكاشة، حيث ركّز المسلسل على الشخصيات الشيوعية وأظهرهم بأنهم الوطنيون وأصحاب المبادئ والقيم، وأن أفكارهم هي التي تنجي المجتمع والعالم من هذه الفوضى التي يحياها، أمّا الشباب فهم ضائعون في هذا الزمن مما أضطرهم للهرب من واقعهم إلى المخدرات أو إلى الدين كما جاء على لسان علاّم السماحي، فانظر كيف ربط المخدرات بالدين ليقرّر مقولة شيخه لينين حينما وصف الدين بأنه أفيون الشعوب، بينما رسم الدين بشخصيتين مهزوزتين انتهازيتين نصّابتين هما شخصيتا (بسه والخمس).

أمّا مقارعة الإنكليز فقد جعلها عكاشة من نصيب أولئك الشيوعيين، وأغفل تماماً موقف الأُخوان المسلمين، ومن يستقرئ التاريخ سيجد أن الأخوان هم أشدّ وأكثر الناس كانوا مقارعة للإحتلال الإنكليزي حينها.

ونختم كلامنا عن عكاشة بقوله وهو يطعن بأحد صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حينما قال عن عمرو بن العاص بأنه أحقر شخصية في التاريخ.

والآن أما لنا أن نحرك أقلامنا الأدبية الإسلامية والعربية بدلاً من أن ندع هولاء يعبثون بعقول عالمنا الإسلامي؟

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply