الإسلاميون وسراب الديموقراطية *


بسم الله الرحمن الرحيم

 

 يعتبر الكتاب بحق إضافة هامة للمكتبة الإسلامية في حقل شديد الحساسية وهو شرعية دخول الإسلاميين للبرلمانات، والموضوع وإن طرقه الكثيرون سابقاً وكتبوا فيه، لكن كل ما كتب - فيما أعلم - إما أن يكون تبريرات عاجلة في وريقات قليلة أو اتهامات شديدة على عجل وقد نشر بعض منها في مجلات إسلامية في أوقات متفرقة.

 وبالتالي فإن هذا الكتاب يعتبر الأول من نوعه في هذا المضمار حيث إنه دراسة أصولية شرعية مستفيضة لمشاركة الإسلاميين في المجالس النيابية.

الكاتب يقرر ابتداء عدم الموافقة على دخول الإسلاميين البرلمان ثم هو ينقد الإسلاميين المجلسيين كما يسميهم في إجازتهم لأنفسهم الدخول فيه من دون دراسة لحكم الدخول في تلك المجالس دراسة شرعية متعمقة.

 ويقوم الباحث بجمع كافة المبررات والمسوغات التي يحتج بها هؤلاء الإسلاميون وبالأخص قضية المصلحة ثم يفندها بنداً بنداً مؤصلاً لمبدأ مهم وهو أن المشاركة في هذه البرلمانات هو تأصيل لواقعها المخالف لدين الله دستورياً وقانونياً.

والكاتب بذل جهداً مضنياً ومستفيضاً في دراسته التي استغرقت - كما يقول - سنين طويلة.

 وتبدأ الدراسة بمقدمة ضافية تمثل دراسة نقدية موجزة للواقع المعاصر وموقف الجماعات الإسلامية منه، وهي مقدمة رائعة - حبذا لو نشرت مستقلة - ثم يتبعها ثلاثة أبواب بفصولها ومباحثها المتعددة وهي كالتالي:  الباب الأول: الديمقراطية، وفيه فصول:  - النظام الديمقراطي.

 - مصلحة الأنظمة الحاكمة من النظام الديمقراطي.

 - مصلحة الإسلاميين المجلسيين من النظام الديمقراطي.

 الباب الثاني: المجالس النيابية ومقاصد الشرع، وفيه مباحثº * الاندراج في مقاصد الشرع، وفيه فصول:  - مصلحة تحكيم الشريعة.

 - مصلحة الإصلاح.

 - مصلحة عدم تمكين أعداء الله من الانفراد بالسلطة.

 - مصلحة نشر الدعوة.

 - مصلحة الدفاع عن حقوق المسلمين في العالم.

 * عدم المعارضة للكتاب والسنة، وفيه فصول:  - حق التشريع.

 - تضييع حدود الولاء والبراء..

 - تثبيت أركان الأنظمة المتبرقعة بالديمقراطية.

 - تضييع المنهاج النبوي في طريقة تغيير الواقع الشركي إلى واقع إيماني.

 - التلبيس على المسلمين في عقيدتهم من خلال إضفاء ثوب إسلامي على أنظمة غير إسلامية.

 - الرضا بواقع الأنظمة الديمقراطية.

 * عدم المعارضة للقياس، وفيه فصلان:  - القياس..

 - وقفات مع استدلالهم بالقياس.

 * عدم تفويتها مصلحة أهم منها أو مساوية لها، وفيه فصول:  - إجمالي المصالح التي تضيع بمشاركة الإسلاميين في المجالس النيابية.

 - ميزان النظر في المصالح.

 الباب الثالث: مصالح متوهمة أمام أبوب مغلقة، وفيه فصول:  - عدم اندراجها في المصالح المرسلة.

 - عدم اندراجها في باب سد الذرائع.

 - عدم اندراجها في باب الضرورة.

 يختم الكاتب بحثه بخلاصة موجزة لأهم النتائج التي حصل عليها ويقول إن النتيجة النهائية التي يُخرج بها من هذه الدراسة أن الإسلاميين المجلسيين اختطوا بمشاركتهم في المجالس النيابية منهجاً في التغيير مخالفاً لمنهج الأنبياء في ذلك، متجردين عن الدليل الشرعي، مما أدى إلى إضاعة الجهود الكثيرة في غير ما طائل، فضلاً عن صرف الأنظار عن المنهاج النبوي في مواجهة الملأ وتغيير الواقع الشركي إلى واقع إيماني ثم يقول: » وبصوت عال أدعو الإسلاميين المشاركين في المجالس النيابية أن ينسحبوا منها ويوظفوا جهودهم لصالح خدمة الإسلام وفق منهاج الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأن يبينوا للناس حقيقة تلك المجالس بعد أن عرفوها من الداخل وعرفوا أساليبها في الوقوف في وجه أي مشاريع إسلامية جادة «.

 وأخيراً فالكتاب جدير بالقراءة، مع التركيز والتمعن فالكتاب عميق في طرحه دقيق في معالجته.

 

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply