الجمعيات النسائية صلاح أم ...؟!


بسم الله الرحمن الرحيم

 

إنَّ السببَ في دخول البلاء على ديار الإسلام، هي دعوات فاجرة، ظهرت وتدرجت بالمسلمين شيئاً فشيئاً، إلى أن وصل بهم الحال إلى ما نراه اليوم، وقد تكون هذه الدعوات قد دخلت عن طريق بعض المشاريع الخيرية، كما هو حاصلٌ في الجمعيات النسائية التي تُسمى بالخيرية، فتعمل أعمالاً فيها نفعٌ للمجتمع، كاستقبال المعونات والزكوات والصدقات من الناس، وتأخذ ما زاد عن الحاجة من الولائم، مما قد يرمى في أماكن جمع النفايات، فتوزع ذلك بين الفقراء، ولكن هذه الجمعيات النسائية لا ينطلي جيلها على من سير أحوال الأمة الإسلامية جمعاء، فإنَّ الشر ما دخل عن طريقها إلاَّ لكونها ذريعةً لخروج المرأة من بيتهاº ولأنَّه يتسلل إليها عناصر مشبوهة، فتنشر أفكارها من خلالها، وتقوم بنشاطاتٍ, مخالفة للإسلام، وتكمنُ خطورة هذه الجمعيات في صعوبةِ مراقبتها، لكونها أماكن مغلقة، فلا يدري ما يدورُ في داخلها، وهي إحدى الوسائل التي استعملت لإفساد المرأة في بلاد المسلمين، ولنأخذ مثالاً على ذلك مصرº لكونها من أوائل البلدان الإسلامية التي مرت بهذه التجربة، والتي كانت عاقبتها وخيمة جداً، يراها كل مبصر، فحينما كانت الدول العربية تخوض حربها الأولى مع اليهود، تكون حزبٌ نسائي اسمه حزب بنت النيل في عام 1949م، ولم يمضِ قليل حتى أصدر ذلك الحزب الناشئ مجلة اللغة الفرنسية، ثُمَّ أصدرَ مجلةَ البلبل للأطفال، وبعد أشهرٍ, قليلة من تكوين ذلك الحزب، سافرت رئيسته إلى بريطانيا، فقوبلت بحفاوةٍ, عظيمة، ورحبت بها الصحف البريطانية، ونشرت عنها الأحاديث العديدة، التي تصورها بصورة الداعية إلى تحرير المرأة المصرية، من الأغلال التي تثقل كاهلها، وتعوقها عن التقدم، ومنها أغلال الحجابِ والطلاق وتعدد الزوجات، وقد ازدادت صلة هذا الحزب بالاستعمار وضوحاً، حينما نشرت مجلة روز اليوسف بعد ذلك مقالاً جاء فيه، قولها: (استقالت عضوة في إحدى الهيئات النسائية، وأرسلت استقالةً مسببةً إلى رئيسة الهيئة، تتهمهمُ فيها بأخذ إعاناتٍ, مالية من إحدى السفارات الأجنبية، وقد قبلت الرئيسة الاستقالة دون عرض الخطاب على مجلس الإدارة)، ولم يمضي إلاَّ قليل، حتى أكدت للجمهور المصري في عددها (24) هذا النبأ، وزادته وضوحاً حيث قالت: ((تشترك كل من السفارات البريطانية والأمريكية بمبلغ ألف جنيه سنوياً، في بعض المجلات التي يصدرها حزب بنت النيل))، هكذا كُشف الغطاء، فظهر المستورُ، وعرف الناسُ سرَّ هذه القوة الجبارة، التي استطاعت إصدار ثلاث مجلات مختلفة في آنٍ, واحد، وعلى ورق مصقول، وبدأت نساء هذه الجمعيات في الاتجاه على المظاهرات، مطالبات بالنقمة نفسها، إلغاءَ الطلاق، وتعدد الزوجات، وأبرقت جمعية سان جيمس النسائية بإنجلترا تهنئ الهيئات النسائية المصرية، على كفاحها من أجل الحقوق السياسية، وتعلن تأييدها لها باهتمامٍ, عجيب من كل ناحية، لا يفسرهُ إلاَّ اتفاق هذه النواحي في موقفها من مصر، وقد شوهدت بعض القرارات التي اتخذت في مؤتمر أثينا، الذي حضرته رئيسة بنت النيل سنة 1951م، كشفت سرَّ اهتمام الهيئات النسائية الدولية بحركات الأحزاب النسوية في مصر، حينما أيدت مندوبة الحزب المصري سياسة التسلح الدفاعي، التي يندرج بها الاحتلال البريطاني للبقاء في أرض الوطن، ورفض الجلاء، ومثل هذا الحزب النسائي امتداداً لتلك الحركة التي قامت بها نازلي فاضل، وهدى شعراوي.فأما نازلي فاضل هذه فجدها إبراهيم باشا الذي هدم بدرعية، وفعل أفاعيله المعروفة، ونازلي هذه كانت أداة في يد الإنجليز، وذلك أن الصبي الحقود مرقص فهمي، حينما أصدر كتابه (المرأة في الشرق)، الذي دعا فيه صراحة القضاء على الحجاب الإسلامي، ودعا لإباحة اختلاط المرأة المسلمة بالأجانب عنها، ولتقييد الطلاق، وإيجاب وقوعه أمام القاضي، ومنع الزواج بأكثر من واحدة، وإباحة الزواج بين المسلمات والأقباط النصارى، فقد أحدث هذا الكتاب ضجةً عنيفة، فبدأ الاستعمار الإنجليزي إثر هذه الضجة يبحث عن وسيلة لشد أزر مرقص فهمي، فلجأ إلى الأميرة نازلي فاضل ليستعجلها على عمل شيء يساندُ مرقص فهمي، من خلال صالونها الذي افتتحتهُ آنذاك، ليكون مركزاً تبث منهُ الدعوة إلى التغريب عامة، وإلى تحرير المرأة خاصة، وكان من نتيجة تعاونها مع الإنجليز على شدِّ أزر مرقص فهمي، أن ضغطت على قاسم أمين الذي ألف كتابهُ تحرير المرأة، وما بعده من كتب،

وأما هدى شعراوي فهي ابنة محمد باشا سلطان، الذي كان يرافق جيش الاحتلال البريطاني في زحفه على القاهرة، ويدعو الأمة إلى استقباله وعدم مقاومته، ويهيبُ بها إلى تقديم كافة المساعدات المطلوبة له، وقد سجل له التاريخ تقدمهُ مع فريق من الخبراء بهديةٍ, من الأسلحة الفاخرة إلى قادة جيش الاحتلال، شكراً لهم على إنقاذ البلاد، وقد قوبلت خدمات سلطان باشا هذه من الإنجليز بالإنعام عليه بألقاب تخوله للقب سير، وأشاروا على الخديوي فمنحه عشرة ألاف من الجنيهات الذهبية، ولذلك فغير مستغرب أن ينتج هذا الأفعى تلك العقرب هدى شعراوي، فهي ذرية بعضها من بعض، فهدى هذه هي التي أكدت الإتحاد النسائي المصري عام 1923م، الذي أصبح يمارسُ نشاطه، حتى استطاع أن يمهدَ لعقد المؤتمر النسائي العربي عام 1944م، وقد حضرت مندوبات عن الأقطار العربية المختلفة، واتخذت منه القرارات المعتادة وفي مقدمتها: الطلاق وتعدد الزوجات، والمساواة التامة مع الرجال، وزاد على ذلك المطالبة بحذف نون النسوة.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply