من يصنع التاريخ ؟


بسم الله الرحمن الرحيم

 

صرحت مستشارة الأمن القومي في الحكومة الأمريكية (كوندليزا رايس) بأنهم (الفئة الحاكمة في أمريكا) يصنعون تاريخ المنطقة، وهي تعني أنهم يغيرون تاريخ المنطقة، وفي اليوم نفسه صرح (كولن باول) وزير الخارجية أن هوية أمريكا هي: اليهودية والنصرانية، وذكر اليهودية أولاً، ثم استدرك وذكر الفئات الأخرى، كما فعل رئيسه (بوش) حين ذكر الحرب الصليبية ثم تنصل منها بعدئذ.

 

إن تصريح باول ورايس يصبان في مجرى واحد، إنهم فعلاً يريدون تغيير المنطقة، بالقوة والمال والضغوط، والخنوع العربي، ومن ورائهم إسرائيل تؤزهم أزاً، ولكن تصريح رايس يدل دلالة واضحة وأكيدة أن الأمريكيين لا يفهمون المنطقة ولم يتعرفوا بعد على الإسلام والمسلمين. وإن بدوا أنهم منسجمون مع ما ينظرون له من موقع الم - تعالى - المتغطرس الذي يظن أنه يحكم العالم.

 

إن على المسلمين أن يفهموا ويتأملوا قوله - تعالى -: ((ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم))، يقول الشيخ رشيد رضا في تفسيرها: "آية للنبي كاشفة عن حال أهل الملتين في عصره.. ولا تزال مطردة في أمته من بعده، وقد اغتر زعماء بعض الشعوب الإسلامية فحاولوا إرضاء بعض الدول بما دون اتباع ملتهم، فلم يرضوا عنهم، ولو اتبعوا ملتهم لاشترطوا أن يتبعوهم في فهمها والعمل بها.."[1]، وهم الآن يطلبون تغيير المناهج أو إنقاصها، حتى يصلوا إلى القرآن ويطلبون حذف آيات منه.

 

يذكر الأمير عادل أرسلان أن مناقشة وقعت بين كميل شمعون أحد رؤساء لبنان السابقين والبطريرك عريضة، قال الأخير: وفي سورية كتب مدرسية يقال فيها إن المسيح لم يصلب، وهذا إهانة للدين المسيحي، ويعلق أرسلان: البطريرك يطلب إذاً من المسلمين أن يتركوا القرآن لأجل خاطره؟!"[2].

 

ولاشك أن التفريط في الدين وفي الحقوق كما يفعل الحكام العرب اليوم يطمع أحقر الأعداء، فكيف بأمريكا.

 

إن الحصار الذي تضربه أمريكا ومن معها على العرب والمسلمين لا يزاح إلا بمبادرة تاريخية، فيها من الوضوح والصراحة، وجمع الأمة ووضع الأمور في نصابها، مبادرة شجاعة وجريئة، عندئذ يكون المسلمون وليس (رايس) ومن تمثلهم، هم الذين بفضل الله يصنعون تاريخهم، إن الأمريكيين يتكلمون بأوهام وتنظير وتخطيط من يضع الخارطة أمامه ويقسم العالم، إن (بوش) يريد تحويل المنطقة إلى منطقة (مسيحية) كما نقلت عنه مجلة (نيوزويك) الأمريكية، فهل يتخيل هذا إلا أحمق متهور

 

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply