أفغانستان .. المستنقع الأمريكي الجديد


  

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخبار الواردة من أفغانستان تظهر وبشكل جلي وواضح أن المقاومة التي تستهدف الوجود الأمريكي وحلفاءه تشتد عوداً وتزداد ضراوة، وأنّ أنصار النظام السابق قد انتقلوا من حالة الدفاع إلى مرحلة الهجوم المتصاعد وتيرة وبشكل ملحوظ، وقد ازدادت أعداد القتلى من الجنود الأمريكيين الذين يتم الإعلان عنهم وبشكل رسمي.

عندما تم نشر وحدة من الجنود الكنديين في قندهار للإشراف على الانتخابات المزمع إجراؤها في أفغانستان، غطى الإعلام الكندي بشكل واسع الحدث وكان المحور الأساسي للمتحدثين العسكريين الكنديين يدور حول صعوبة المهمة وخطورتها مع توقع وقوع إصابات بين القوات الكندية لتهيئة الرأي العام لاستقبال الأخبار السيئة.

إسقاط أو سقوط طائرة أمريكية ومن بعد طائرة تابعة للناتو تحمل جنوداً إسبانيين وسقوط ضحايا في الحادثتين كل على حدة يربو على العشرين، يظهر أن المقاومة العسكرية للوجود الأجنبي في أفغانستان قد دخلت طوراً جديداً بامتلاكها صواريخ مضادة للطائرات، كما أن ارتفاع عدد القتلى من الجانب الأمريكي في الحوادث الأخيرة يشير إلى تطور أساليب المقاومين ووسائلهم وإمكاناتهم.

ولعل الأسلوب الأمريكي بقسوته في التعامل مع مواطني البلدين قد ساهم بتسارع وتيرة المقاومة واتساع عمقها الشعبي، فالقوات الأمريكية التي قتلت أكثر من عشرين عراقياً من المتظاهرين سلمياً في الفلوجة منذ ما يربو على عامين مشعلة فتيل مقاومة هادرة، فعلت الشيء نفسه في أفغانستان هذا العام مع المظاهرات التي انطلقت احتجاجاً على تدنيس القرآن في جوانتانامو. كما أن الخدمات العامة والأحوال الأمنية في كلا البلدين شهدت تدهوراً حاداً، ففي أفغانستان عاد زعماء الحروب ولورداتها للسيطرة على مناطق وأقاليم في البلاد فارضين الإتاوات، وازدهرت تجارة الحشيش والأفيون. وفي العراق عرفت البلاد للمرة الأولى نفوذ المليشيات وسطوة عصابات الخطف والقتل وازدهرت في البلاد تجارة الأعضاء البشرية وأصبحت البلاد بتوصيف تقرير صادر عن الأمم المتحدة محطة ترانزيت دولية لتجارة المخدرات.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply