لماذا الإسلام هو الحل


 

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي القارئ: تريد أن تعرف لماذا نريد الإسلام قائداً لمسيرة التحرير؟

فإليك ما قالته صحيفة الجارديان البريطانية سنة 1967م، لقد جرب العرب أوراقاً حمراء وصفراء كثيرة في حربهم مع اليهود( مع عدونا عدو العقيدة والإنسانية الصهيوني التلمودي)، فقد جربوا القومية والاشتراكية، والثورية الوطنية والتعددية الحزبية، وفشلت كل تلك الأوراق ولم يبقَ إلا ورقة الإسلام، ويخشى بعد أن فشلت تلك الحلول والأنظمة ألا تجد شعوب المنطقة غيرها منهجاً وسلاحاً.

نعم أخي المسلم يقولون ذلك لأن ماضي الإسلام يشهد، فقد جُرِب الإسلام، وأثبت قدرته على التحرير وعلى النصر، وذلك لأن الإسلام يحمل راية الحق وسيفه ضد الظلم وسيوفه مشهرة، وأنها حقيقة يجب أن لا تموت، وهي أننا نحارب عدواً رفع سلاح العقيدة، وينطلق في حربنا من تصورات عقائدية باطلة ضمنها في كتبه المحرفة من توراة وتلمود، والتاريخ بحروبه وصراعاته يثبت هذه المنطلقات، وهذه الحقيقة التي تؤكد أن الصراع بين المسلمين ومن يدعون اليهودية صراع عقائدي، وحري بنا أن نرفع سلاح الإسلام في وجه كل العقائد الفاسدة، ومن الدلائل على عقائدية المعركة، وحتمية النصر للإسلام والمسلمين ما روي عن الرسول - صلى الله عليه وسلم – قوله : (لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، وحتى يختبئ اليهودي خلف الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي تعال فاقتله) رواه مسلم.

هذا هو الإسلام، وهذه هي البشارة الربانية بالنصر، وهذا هو التوجيه الحكيم نحو الطريق المنهجي الذي يرى أن مسألة الإيمان والإسلام كلُّ لا يتجزأ، فهما متلازمان إذ لا فائدة من إيمان لا يتبعه عمل، ولا فائدة من عمل لا يصدر عن إيمان. مصداقاً لقوله تعالى: (وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزبَ اللَّهِ هُم الغَالِبُونَ) [المائدة: 56]. وهذا شاعرنا يقول:

ما قيمة العمر إلا الدين يوقظنا        ولذة العيش غير الحق في نظري

نعم.. لهذا نريد الإسلام شعاراً وتطبيقاً لأن الإسلام حدد الطريق، ووضع الأساس للخلاص من كل ألوان العبودية لغير الله، من عبودية الأفراد، والمال، والشهوات، وأهواء الذات وغرائزها، ذهاباً بالإنسانية كما قلنا إلى وحدة التوجه والمحاكمة لشرع وإرادة رب العباد، وملك الملوك والأسياد ترسيخاً لمعنى التوحيد والعدل والحق والسلام والوحدة والتعاون، وهذه هي الفطرة القائمة بمبادئها ضد الكفر والطغيان، وضد العداوة والاقتتال، وضد العنصرية والانفصال، ولذلك جاء الإسلام داعياً إلى مجتمع مجاهد يقف مع الحق ضد الضلال، ومع العدل ضد الجور والظلم، ومع السلام ضد الحرب، والإسلام بصفته دين يمتاز بالشمولية والديمومة والعالمية فهو قادر على النهوض بالأمة المرة تلو المرة بعد كل كبوة أو هزيمة، والتاريخ يشهد أن المسلمين أعقبوا كل نكسة بنهضة بفضل وجود رجال الدعوة العاملين، وعلمائها المجتهدين المدافعين عن الشريعة، ويأتي هذا تأكيداً لقوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها) رواه أحمد وأبو داود )، ولهذا فالإسلام نظام اجتماعي وسياسي واقتصادي ليس فيه شبهٌ لأي نظام سياسي واقتصادي آخر كالشيوعية والعلمانية والرأسمالية والاشتراكية والديمقراطية، فهو دين قائم على أساس عقيدة التوحيد التي يُغذى من خلالها كل مبدأ، ويُشرع كل نظام يضمن توازن النوازع الداخلية والرغبات الخارجية نهوضاً بالأمة إلى أعلى درجات المسؤولية الداخلية والخارجية، فيصنع منها أمة رائدة ذات حضارة متميزة.

نعم أخي المسلم.. إذا كان الإسلام مطلوباً لأنه حدد الطريق فكذلك هو مطلوب لأنه قد حدد الهوية، فالإسلام بميزاته ومبادئه لا يلقى من أعدائه إلا تنوعاً وتفنناً في ألوان العداء، وصور المكائد له، كمبدأ ولأهله كعاملين، فقوى الشر والطغيان والباطل تعمل متحدة على محاربة هذا العملاق على اختلاف أسمائها وأحلافها ومنطلقاتها، والتاريخ يحفظ في صفحاته كل هذه الممارسات التي مورست بهدف السيطرة على الإسلام، والقضاء على الأمة الإسلامية والعربية بالعنف، وهذا ما ظهر في العديد من الحروب التي دارت بين دار الإسلام ودار الكفر والطغيان، وانتهت بسقوط أجزاء كبيرة من الأراضي العربية والإسلامية لفترة من الزمن، وما كان هذا ليحصل بنا ولن يقع لنا مثيله لولا أن غزا التباغض والاستبداد والظلم والتحاسد والفساد والخيانة قادتنا والمتنفذين أصحاب الشأن والقرار، وسنبقى نكرر أنه بضعفنا وبعدنا عن ثوابت عقيدتنا ظهر علينا عدونا وأركعنا وقطع أوصالنا، فالأب في لبنان، والأخ في عمان، والأم في مصر، والأخت هناك تاهت في صحرائنا، وهنا في فلسطين الجريمة ظل ينزف أقصانا جريح الخيانة، وتجزأ الوطن وتمزقت الهوية، وضاع الاسم، واستقر في القلب سهم الغربة حتى أصبح أمرُ الوحدة أملاً بعيداً بل سراباً خادعاً كداعيها.

هم هزمونا في المعركة ومزقونا وليس معنا هوية، بحثنا عنها فخدعونا أنها ليست هي وليست ذات الهوية إنها وثنية، إنهم أدخلوا عليها عبارات ليست من قاموس أصالتنا، قالوا في دفاترهم أن الأم شيوعية، وأن الأخت اشتراكية، وعن الجدة أسقطوها من مجالسهم وقالوا عنها أنها رجعية، هم حطمونا بنوا علينا جسرهم، وزرعنا أحرقوه وزرعوا حنظلهم ومعه بدأ التقيح والألم، وهل تعلمون ما هو حنظلهم..؟ إنه رأس الفتن، إنه الكفر، إنه الوثن، إنه الظلم وروح العداء، إنه إسرائيل، نحن لا نريدهم ونريد هويتنا غير ممزقة، وليست من دفاترهم كما عوضونا هم جزءونا فلنتحد، هم أضعفونا فلنجتهد، هم روضوا منا ما استطاعوا فلنبتعد، هم حاربونا فلنستعد، وعلى العقيدة نستند في تقويم اعوجاجنا، ومحاربة أعدائنا، وتنمية طاقاتنا، متمثلين في مسيرتنا مبدأ الإسلام في عدم الإفراط والتفريط في مواجهة الطواغيت، فالدراية في أمور السياسة واجبة، ما الدراية في أمور الحرب والحكمة في خوض الصراع كما الشجاعة والإعداد للحرب سُر النصر فيها. وإذا قلنا لابد من مواجهة الأعداء وحربهم فقد يذهب بنا الإفراط إلى القتال بلا حيطة ولا استعداد فيكون المصير الإجهاض، ولسنا هنا من دعاة الإفراط بالإعداد والاستعداد لأن ذلك يدفع الكثير ممن ينافقون في عداوتهم لعدونا، وحبهم للإسلام وأهله وإن كانوا من أبنائه إلى رفع شعارات لا نرى منها إلا الاستسلام والجبن، وهذا فعلاً نراه حيث لاحت في سماء وطننا شعارات مثبطة للعزائم، قاتلة لروح المواجهة مثل شعار التوازن الاستراتيجي ضرورة ومطلب أولي يسبق لخطة المواجهة مع العدو، فأي توازن هذا الذي تطلبه البلاد العربية والإسلامية وممن؟ من أعدائها الطامعين أصلاً في خيراتها، والساعين إلى القضاء على أي مظهر من مظاهر القوة التي يرون فيها خطراً على ربيبتهم إسرائيل، وما حربهم للعراق إلا برهاناً واضحاً على أنه لن تسمح قوى الاستعمار والكفر أن تتفوق ولو بجهدها الذاتي أية دولة عربية على إسرائيل، ويكفي هنا أن نذكر أن الشروط السرية لابتياع أية دولة عربية السلاح من روسيا كانت تصب في هذا المعنى، وهذه الشروط هي:

1- أن تبقى إسرائيل داخل حدودها فلا تهاجَم ولا تُمَس ولا يحاول أحد النيل منها.

2- إن السلاح الذي تأخذه البلاد العربية سلاح دفاعي.

3- إن هذا السلاح يباع بأغلى الثمن بينما يقدم لإسرائيل كهبات.

4- أن يكون جهاز الرقابة والصيانة لهذه الأسلحة بإشراف روسي.

5- السماح للنشطاء الشيوعيين في البلاد العربية من التحرك والعمل بحرية كاملة بدءاً بالتنظير وانتهاءً بالهجوم على الاتجاهات الإسلامية والنيل من العقيدة.

إنه وبعد كل هذا علينا أن نتمثل في استعدادنا لحرب عدونا القاعدة الربانية في قوله تعالى: ( وَأَعِدٌّوا لَهُم مَا استَطَعتُم مِن قُوَّةٍ, وَمِن رِبَاطِ الخَيلِ تُرهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُم)، وفي الحديث يتبين أن معنى القوة كل وسيلة تصيب هدفها عن بُعد حيث قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ألا إن القوة الرمي)، وإطلاق الرمي في الحديث يشمل كل ما يرمى به العدو عن بُعد كالسهم والرمح والرصاصة والصاروخ، فالآية والحديث يشكلان دعوة إلى التصنيع والاعتماد على الذات لا أن نعتمد في تعزيز قوتنا وتحديث وسائلنا على أعداء الإسلام والمسلمين كما هو الحال في أنظمتنا ودولنا في وطننا الكبير.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply