المسلم الجديد


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:

فإن من المعلوم أن هناك توجه نصراني عالمي لنشر ثقافة الردة بين جموع المسلمين التي يراد لها أن تتحول إلى جموع ممسوخة العقيدة ممسوخة الخلق ممسوخة التفكير، وهذا النشاط النصراني واضح وجلي من خلال ما تقوم به أمريكا قائدة المسيحية في هذا العصر التي تريد من المسلمين أن يقوموا بأنفسهم بتقطيع أوصال دينهم واللعب بأحكامه، ومن ثم يسهل لها استنساخ مسلمين جدد على الطراز الأمريكي ومتوائم مع الموضة الغربية عموما التي تحبذ الطراز المسخي على الأصيل.

 

ولاشك أن لهذا المسلم الجديد، أو لهذا الممسوخ الجديد مواصفات، ومقاييس، ومعايير تم وضعها من قبل الحزب اليميني المتطرف المسيحي واليمين المتطرف اليهودي، وهذه المعايير لا تمنع هذا المسخ من أداء عباداته كالصلاة والصيام والحج وإن كانت لا تنصح بذلك بكثرة ولكنها أيضاً تحرم عليه وبشدة أن يؤمن بعقيدة الولاء والبراء، أو يعتنق شعيرة الحب في الله والبغض في اللهº لأنها تنمي روح البغضاء والكراهية للآخر فهي عقيدة تعلم حب المؤمنين الصالحين فقط وما يراد من هذا المسلم الجديد هو أن يحب الناس جميعا ويستوي لديه حب أبي بكر وعمر وعثمان وعلي - رضي الله عنهم جميعا - مع حب فرعون وهامان والنمرود وشارون وبوش الأب والولد وحب قولدا مائير فهؤلاء جميعا يشتركون في الآدمية وهذه هي العقيدة الجديدة التي تريد أمريكا النصرانية تصديرها للعالم الإسلامي، وكذلك من مواصفات هذا المسلم الجديد أنه لا يؤمن بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأنه اعتداء صارخ على حريات الآخرين فلا بأس من التصفيق للزاني والزانية ولشارب الخمر وللمرابي وللوطي فهؤلاء يمارسون حرياتهم والاحتساب عليهم تطرف وإرهاب.

 

ومن الصفات اللائقة بالمسلم الجديد الذي تريده أمريكا المجرمة أن يكون بعيدا كل البعد عن التفاعل مع قضايا إخوانه المسلمين في أنحاء العالم فهو لا يحزن لمصاب المسلمين ولا يتكافل مع المظلومين منهم ولا يتصدق لنصرة دينه فهذا عبث جنوني وتطرف ومساعدة للإرهاب والإرهابيين في العالم، ومما يجب على هذا المسلم الجديد اعتقاده أنه لا يوجد شيء اسمه الجهاد في سبيل الله لأن هذا الجهاد مفهوم يعلم بغض الآخر وينمي ثقافة العنف وخصوصا إذا كان دفاعا عن مقدسات المسلمين وأعراضهم وحرماتهم أمام عدو غاصب نصراني أو يهودي أو شيوعي أو هندوسي فمقاومة العدو ودفع الصائل جرم خطير قد يدرج صاحبه تحت قائمة الإرهابيين الدوليين المطلوبين للعدالة الأمريكية البائسة.

 

وهذا المسلم الجديد بما لديه من بعد نظر وشمولية وعمق فكري يتفهم بشكل حضاري كل ما تقوم به أمريكا من قتل للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها لأنه من باب الحرب على الإرهاب وليس موجها ضد المسلمين كما أن احتلال بلاد المسلمين إنما هو من باب تعليمهم كيف يحكمون أنفسهم بأنفسهم وبالنسبة لمسألة البترول العراقي المنهوب القصد منه أن تقوم شركات دك تشيني باستثماره للعراقيين في أمريكا إلى أن يستطيعوا تشكيل دولة لحماية هذه الثروات.

 

والمسلم الجديد متفهم أيضا للأهداف الإسرائيلية السامية من وراء هدم البيوت على رؤوس أهلها وذلك لأن قتلهم ليس الهدف من هذا الهدم وإنما الهدف هو إعادة ترميم تلك البيوت الفلسطينية المتهالكة، وأما ما يحدث من أهل فلسطين والعراق والشيشان وكشمير والفلبين وأفغانستان من مقاومة للاحتلال فهذا هو التطرف والغلو بعينه ومينه وهذا هو الإرهاب بأبشع صورة وأوضح معانيه إذ كيف يليق بالمسلم المثقف المتنور والمتحضر أن يمارس مقاومة أسياده المحتلين الذين جاءوا لنشر الديموقراطية والسلام؟؟!!

 

إن على المسلم الجديد في مفهوم أمريكا أن يرمي بجهاد شعب فلسطين عرض الحائط وأن يعتبر حماس والجهاد الإسلامي منظمات إرهابية لأنها تريد استعادة مقدسات المسلمين، وهذا النوع من الإسلام هو مفهوم الردة الذي تريد أمريكا وإسرائيل وذنبهم المنافق الاتحاد الأوروبي وحفنة من علمانيي العالم العربي فرضه على المسلمين.

 

إنها عملية غسل دماغ كبرى للمسلمين تريد تركيعهم وإجهاض تطلعاتهم ولهذا نجد اقتراحات متوالية فتارة يقترحون حذف آيات من القرآن الكريم واستبدالها بنصوص إنجيلية، وتارة يصمون الجهاد في سبيل الله بأنه إرهاب لأنهم يرون أن الواجب على أي قطر إسلامي تطؤه أقدام الاحتلال أن يرضخ وأن يركع وأن يقول سمعا وطاعة للمحتل بل ويجب على أهل ذلك القطر جميعا وجوبا عينيا أن يقابلوهم بالورود والزهور ولكن هل نجحت أمريكا في فرض هذا اللون من الدين الذي تريده على المسلمين ؟؟؟

 

الجواب طبعا كلا وألف كلا فأمريكا لم تجد من يسوق لبضاعتها المسخ في عالمنا إلا حفنة من الغربان المفلسة التي تجاوزها قطار الزمان والمكان والتي أصبحت في عالم قصي تعيش مع الزواحف والديناصورات البائدة في متاحف الهالكين، وأما الشريحة الكبرى من المسلمين فهي تدين الله – عز وجل - بأن قائدة الإرهاب في العالم هي أمريكا وإسرائيل والغالبية العظمى في العالم الإسلامي نما وعيها وعلا صوتها وزادت عزيمتها واستجمعت شكيمتها لتقول بصوت يشق عنان السماء: كفرنا بأمريكا.. كفرنا ببوش... كفرنا بإسرائيل وشارون وآمنا بالله وحده...لسان حالهم وقالهم " ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين "

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply