البصمات الإسرائيلية والقرار 1706: تفتيت للسودان أم حماية لدارفور؟


 

بسم الله الرحمن الرحيم

"نحن شعب صغير، وإمكانياتنا ومواردنا محدودة، ولا بد من العمل على علاج هذه الثغرة في تعاملنا مع أعدائنا من الدول العربية من خلال معرفة وتشخيص نقاط الضعف لديها، وخاصة العلاقات القائمة بين الجماعات والأقليات العرقية والطائفية، بحيث نسهم في تفخيم وتعظيم هذه النقاط لتتحول في النهاية إلى معضلات يصعب حلها أو احتواؤها" ديفيد بن جوريون أول رئيس وزراء لإسرائيل.

لتنفيذ هذه السياسة شكل بن جوريون في مطلع الخمسينات فريق عمل ضم العديد من الخبراء في الشؤون الاستراتيجية والسياسية، توصل الخبراء بعد عدة لقاءات إلى وضع استراتيجية تقوم على ثلاث ركائز هي:

أولاً: بناء قوة عسكرية متفوقة للاحتفاظ بقوة ردع قادرة على حماية أمن إسرائيل.

ثانياً: توثيق علاقات التعاون والتحالف مع أهم الدول المحيطة بالعالم العربي، تطبيقاً لسياسة "شد الأطراف" التي استهدفت إقامة ما عرف بحلف المحيط، والدول التي توجهت إليها الأنظار هي تركيا أولاً، وإيران ثانياً، وإثيوبيا ثالثاً.

ثالثاً: عقد تحالفات مع الأقليات العرقية والطائفية في الوطن العربي.

وردت هذه الاستراتيجية في كتاب صدر في العام 2003م عن "مركز ديان لأبحاث الشرق الأوسط وإفريقيا" التابع لجامعة تل أبيب تحت عنوان: "إسرائيل وحركة تحرير جنوب السودان نقطة البداية ومرحلة الانطلاق" أما مؤلفه فهو موشى فرجي عميد متقاعد كان قريب الصلة بدوائر القرار في المخابرات "الإسرائيلية".

يشرح الكتاب بالتفصيل الدور الكبير الذي قامت به المخابرات الإسرائيلية في مساندة حركة تحرير الجنوب في السودان من خلال إمدادها بالسلاح والخبراء والمال من جانب، وحشد التأييد الدبلوماسي والسياسي لمصلحتها من جانب آخر، ويبدو أن الاستراتيجية الإسرائيلية "شد الأطراف" المتناغمة مع الأمريكية "الفوضى الخلاقة" قد انطلقت إلى مرحلة تقطيع الأطراف بعد شدها بغية تمزيقها، وإلهائها بجرحها النازف لتنكفئ على ذاتها في الوقت الذي يعمل الغازي الصهيوني على استنزاف الطاقات، وسلب الخيرات لهذه الأطراف.

ولعل بعد الشروع في تقسيم العراق، ومحاولة تفتيت لبنانº أصبحت السودان في دائرة المخطط التفتيتي، وما اتفاق ابوجا ومن قبله اتفاق نيفاشا بوصاية أمريكية، ومن ورائها الأيادي الإسرائيلية، سيما أنه ثبت كيف تم وما يزال التنسيق بين حركة تحرير الجنوب في السودان والإسرائيليين للوصول إلى استقلال الجنوب الذي منحه إياه اتفاق نيفاشا بعد خمس سنوات حين يقبل حق تقرير المصير للجنوب.

ولعل المتأمل قليلاً يرى أن إسرائيل وسعت دائرة عملها من الجنوب إلى الغرب في السودان، بل ثبت لدى المسئولين السودانيين أن حركة تحرير الجنوب على علاقة وثيقة ودعم مباشر لحركات التمرد في دارفور، علماً أن إقليم دارفور جميع سكانه من المسلمين، وأن ما يدور فيه من صراع ليس وليد الساعة، ويعود معظم الخلافات بين سكانه حول قضايا اقتصادية وليس لأسباب عرقية، بدليل أن الصراعات أحياناً تدور بين القبائل ذات العرق الواحد.

هذا المخطط التفتيتي بدأ تنفيذه في أواخر الخمسينات وأوائل الستينات، ومهندس العملية كلها شخص يدعى "أروي لوبراني" الذي كان مستشار ابن جوريون للشؤون العربية.

ويشير الكاتب في الفصل الأول منه إلى أهمية السودان في الاستراتجية الإسرائيلية فيقول: إن "إسرائيل" قررت احتواء أفريقيا، والانتشار في قلبها للاقتراب من السودان والإحاطة به، ومن ثم يتسنى لها الضغط على مصر، وتهديد بعدها الاستراتيجي الجنوبي, وقد استطاعت إسرائيل في الفترة من عام 56 إلى 77 إقامة علاقات مع 32 دولة إفريقية.

* السودان في الدائرة الإسرائيلية:

يقول ممدوح عبد المنعم الخبير الاستراتيجي في مقال له في صحيفة الحياة السودانية أن الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي هو أول من تعامل مع إسرائيل في العام 1954، معتمداً على وثيقة تحدثت عن وجود وفد سياسي من حزب الأمة في ذلك العام 1954م في العاصمة البريطانية لندن، وكان الوفد يبحث مع المسئولين البريطانيين سبل دعم موقف السودان في مواجهة ما وصفوه بسياسة عبد الناصر التوسعية، وضرورة العمل على مساعدة السودان من أجل نيل استقلاله.

واضطر الوفد - بحسب الوثيقة - ومن بينهم السيد الصادق للالتقاء بدبلوماسي إسرائيلي يدعى موردخاي جازيت، وكان يعمل كسكرتير أول للسفارة الإسرائيلية في لندن، وتم اللقاء في فندق "سافوي"، وجرت محادثات مختلفة تصب كلها في سياق الوقوف ضد ما كان يعرف وقتها بالمد الناصري في المنطقة، إلا أن هذه اللقاءات لم تعزز الوجود الإسرائيلي في السودان إلا في الحقبة المايوية حينما بارك السودان اتفاقية كامب ديفيد في 1978.

وقد وصل التأثير الإسرائيلي في السودان إلى مرحلة خطيرة عندما دخلت إسرائيل في علاقات تحالفية مع قيادة حركة التمرد في الجنوب ابتداءً من الستينيات، حيث كشف طرفاً من ذلك أحد قادة حركة التمرد في مذكراته وهو سفيريانو فولي، أنه تم تعيينه سكرتيراً إدارياً في حزيران 1963، وأنه قدم إلى السفارة الإسرائيلية في كمبالا، وأصبح حلقة الوصل الأساسية بين الحركة وإسرائيل، وفي عهده تم التنسيق مع إسرائيل فيما يتعلق بالتدريب والتسليح، كما تم إعداد مطار "اوبيخ" في بول، كما وقد أرسلت إسرائيل أعضاء من قواتها المسلحة للإشراف على استلام السلاح، وقامت بإرسال ضباط الحركة للخارج للتدريب.

وحينما قامت حكومة الرئيس ملتون ابوتي بالتضييق على حركة التمرد نسقت المخابرات الإسرائيلية الإطاحة بالرئيس ابوتي والذى كان يحضر اجتماعات رؤساء دول الكمنولث في سنغافورا 1971م، وظهر الملحق العسكري الإسرائيلي بارليدف في يوم الانقلاب يجوب كمبالا مع الرئيس عيدي أمين الذي ذهب في أكثر من دورة تدريبية عسكرية في إسرائيل، إلا أن هذا الود لم يدم طويلاً، حيث انقلب الرئيس عيدي أمين بعد أقل من سنة على إسرائيل، وتم إغلاق السفارة الإسرائيلية في يوغندا، وانتقل التنسيق مع حركة التمرد إلى سفارتي نيروبي وأديس بابا.

وسعت إسرائيل لعرقلة إكمال التوقيع على اتفاقية اديس ابابا، ولكن تدخل الإمبراطور هيلاسلاسي محذراً السفير الإسرائيلي من أنه إذا قامت إسرائيل بعرقلة مسار المفاوضات فإن ذلك سيضر بالعلاقات الإثيوبية الإسرائيلية، ولم يكن أمام إسرائيل إلا الحفاظ على علاقاتها مع إثيوبيا، والانسحاب التكتيكي من جنوب السودان، كما يورد الباحث السوداني حسن مكي.

ومع بروز الثورة الإثيوبية بعد القضاء على نظام الإمبراطور هيلاسلاسي أحيت إسرائيل مشروع تهجير الفلاشا، والذي كان مثبتاً في الأوراق والسجلات منذ أيام النود كرومر المندوب السامي البريطاني في مصر، وفي وقت بنت فيه المخابرات الإسرائيلية بنية تحتية في السودان مربوطة بشبكات لتهجير الفلاشا من منطقة غندر إلى السودان، ثم تسريبهم أفراداً وجماعات بمطار جوبا ونيروبي إلى محطات أخرى تنقلهم إلى إسرائيل، مقابل تقديم خدمات عسكرية وتقنية إسرائيلية لأثيوبيا من ناحية، وحركة تحرير السودان من ناحية أخرى، إلا أن العملية توقفت بعدما كشف عنها وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق موشي ديان، ما أدى إلى زيادة أهمية البوابة السودانية كنافذة للترحيل، وبدأ ترحيل الفلاشا عن طريق قرية عروس السياحية على البحر الأحمر، ومطار الخرطوم بدعوى إعادة التوطين.

ونجحت السياسة الإسرائيلية بالتحالف مع المخابرات الأمريكية في توريط السودان في حادث اغتيال حسني مبارك، كما استطاعت فض التحالف السوداني، الإثيوبي، الاريتري، وليد خدمات السودان الجليلة في الإطاحة بنظام منجستو مما أدى إلى تحويل أريتريا إلى أقوى حليف استراتيجي لإسرائيل، وإلى قاعدة عسكرية لدعم جون قرنق والمعارضة السودانية، ولتهديد اليمن، حتى أصبحت أريتريا تحتل المرتبة الأولى في الدعم الإسرائيلي، حيث يعمل 650 ضابطاً إسرائيلياً في تدريب القوات الاريترية، وتحريك الملفات الأمنية.

وكشف عضو الكنيست نساي جزان عن الحشد الإسرائيلي في أريتريا لمواصلة العدوان على السودان، بما في ذلك تورط إيهود باراك رئيس الأركان السابق ووزير الخارجية السابق في حكومة حزب العمل، كما سعت الاستخبارات الإسرائيلية لاستعادة دورها في أثيوبيا لأن هذه الأخيرة تشكل في العقل الإسرائيلي الخاصرة الرخوة للسودان ومصر، حيث يكون وقع الأذى شديداً.

لا عجب أن جاء قانون سلام السودان من صلب الكونجرس الأمريكي، بتأييد ودفع من اللوبي اليهودي وجماعات الصهيونية المسيحية، والمحافظين الجدد، لابتزاز حكومة السودان وجعلها في موقف تفاوضي ضعيف ومرتبك، حتى يتم إعلاء وضع حركة التمرد، وتمليكها مفاصل السودان، أو تمزيق السودان.

* العلاقة الخفية بين حركة تحرير السودان وإسرائيل:

درس معظم قادة التمرد في أمريكا وإسرائيل، وحتى العقيد جون قرنق حصل على دورة عسكرية في كلية الأمن القومي في إسرائيل، ومعظم القادة مسكونين بالعقل الإسرائيلي ممثلاً في اوري لوبراني، وكذلك ديفيد كمحي، ويوسف ميوحاسي وغيرهم.

كما أن كل رؤساء الحكومات الإسرائيلية كانوا يتابعون بأنفسهم ملف التعاون مع الحركة الشعبية لتحرير السودان، وملف مفاوضات السلام يومياً، وقام شارون شخصياً بدور في المصالحة بين الفصائل المتحاربة في جنوب السودان، ويرى الإسرائيليون إلى أن اتفاقيات السلام تضع أساساً شرعياً وعملياً لانفصال جنوب السودان، كما تفتح الفرص لإعادة بناء السودان بعد تفكيكه على يد الجماعات العرقية، خاصة أن جيوش الحركات المتمردة أصبحت في قوة وضخامة الجيش السوداني، كما أن استراتيجية بناء القدرات لهذه الوحدات سياسياً واقتصادياً ماضية بصورة مضطردة، وأن قادة هذه الفصائل يترددون على إسرائيل بانتظام.

ووضعت الحكومة الإسرائيلية قبل أعوام مجموعة من الضباط من الأصل الإثيوبي يخدمون في الجيش الإسرائيلي تحت تصرف هذه الحركات كالملازم أول عقبة بن دافيد، وعزر بن يعقوب.

وزادت أطماع إسرائيل في جنوب السودان بعد بروز ثروته النفطية، إذ أوفدت إسرائيل الخبير البروفيسور "ايلياهو لونفسكي" إلى جنوب السودان، حيث قدر حجم الثروة النفطية السودانية بسبعة مليارات من البراميل.

* بعد نجاح المشروع في جنوب السودان إسرائيل تتجه إلى غربه:

أوردت صحيفة "الحياة" السودانية أن وفداً يهودياً رفيع المستوى من أصل أمريكي زار العاصمة البريطانية لندن الأسبوع الماضي، وعقد لقاءات مطولة مع قادة الحركات المتمردة بدارفور، وبصفة خاصة حركة العدل والمساواة، مع كل من مسئول العلاقات الخارجية بالحركة هارون عبد الحميد، وجبريل إبراهيم، بالإضافة إلى بعض أبناء دارفور من الموالين للحركة، وبحسب الصحيفة فإن هدف اللقاء إقناع كل أهل دارفور بأن تحالف إنقاذ دارفور يهدف إلى مناهضة اتفاق السلام لتحقيق أهداف الحركات المتمردة، وأن مهمة القوات الدولية القادمة إلى دارفور ستكون العمل على إسقاط نظام الإنقاذ، وتقديم قادته إلى المحاكمات الجنائية الدولية.

وتتابع الصحيفة أن الناطق باسم حركة العدل والمساواة وقبل شهور قليلة سبق وأن التقى بدبلوماسيين إسرائيليين في لندن، وقبض منهم مبلغ خمسين ألف جنيه إسترليني لدعم الحركة في تنفيذ خطتها.

في ذات المنحى ذكرت أنباء أخرى أوردتها صحيفة "آخر لحظة" السودانية أن حكومة جنوب السودان ظلت تستقبل إسرائيليين في الجنوب يزورون الجنوب عبر مكتب الحركة الشعبية في العاصمة الكينية نيروبي، وأن مكتب الحركة في نيروبي ظل يمنح تراخيص الدخول، ووثائق المرور إلى الجنوب بشكل مستقل، وبعيداً تماماً عن علم السفارة السودانية في نيروبي، ودون علم وزارة الداخلية السودانية.

* "إسرائيل" والقرار الدولي 1706:

لقد لعب نظام أسياس أفورقي صلة الوصل بين حركات التمرد في دارفور وإسرائيل، إلى جانب تقديمه الدعم المباشر لتلك الحركات، ودفعها للتمرد، ما أدى بمصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس السوداني إلى اتهام إسرائيل بالتدخل في قضية دارفور، مشيراً إلى امتلاكه وثائق تؤكد مسئولية إسرائيل عن إشعال التمرد في دارفور، وأوضح إسماعيل أن إسرائيل دربت العديد من القيادات المتمردة ومنهم الشريف حرير نائب رئيس حزب التحالف الفيدرالي السوداني، مؤكداً أن الشريف حرير زار إسرائيل وله ارتباطات معها.

وأشار إلى اعتقال عدد من تجار السلاح الإسرائيلي الذين كانوا يبيعون أسلحة للمتمردين في دارفور، وهذا ما أكده في صحيفة البيان الإماراتية في 412004م الصادق هارون المتحدث باسم الجماعة التي انشقت عن الحزب احتجاجاً على مشاركة الشريف حرير في لقاءات عقدت بترتيب أرتيري مع مسئولين إسرائيليين في إحدى سفارات دول غرب أفريقيا.

ومن جانب آخر، وبحسب ما أعلن المر˜ز السوداني للخدمات الصحفية فإن "متحف الهولوكوست" في واشنطن قام بعرض للوضع في دارفور غرب السودان الذي اعتبره عملية إبادة، وأعلنت إدارة المتحف في بيان لها في 1872004م أن على الولايات المتحدة والأمم المتحدة والدول الأخرى التحرك الآن لمنع استمرار هذه الإبادة، ومعاقبة المسئولين عنها، في حين ذهب الحاخام ديفيد سبارستين رئيس مركز العمل اليهودي أن الإدارة الأمريكية لا يجب أن تقلق من التدخل العسكري في دارفور لأن الدعم الدولي في صفها.

وتورد صحيفة "الرأي العام" السودانية في عددها الصادر بتاريخ 14/7/2004 للكاتب الدكتور الطيب زين العابدين مقاله عن اجتماع دعت إليه في واشنطن منظمة اليهود الأمريكية العالمية لتنظيم حملة للتبرع لأهل دارفور ومناصرتهم، وبادر المركز اليهودي للإصلاحات الدينية إلى تنظيم مظاهرة احتجاجية صاخبة أمام السفارة السودانية في العاصمة الأمريكية، وشاركته في الحملة "روث ميسنجر" رئيسة منظمة اليهود الأمريكية التي صرحت بأنها تستطيع عن طريق هذه الحملة جمع أموال طائلة لأكثر من غرض، خاصة وأن مشكلة السودان أصبحت شأناً عالمياً، واعتذرت بأن الحملة قد تأخرت لأننا لم نفهم مشكلة غرب السودان إلا أخيراً!. وساهمت مجموعة "يهود منطقة واشنطن" بتنظيم ورشة عمل دينية لتتخذ مواقف احتجاجية ضد ما وصفته بالعنف المستشري في غرب السودان.

لقد نجحت إسرائيل في جعل حكومة السودان منبوذة على المستويين الإقليمي والعربي، وضخمت بعض الأخطاء التي وقعت فيها الحكومة، كما عبّأت إسرائيل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة في أكثر من دولة خاصة الولايات المتحدة لنصرة الحركات المعادية لحكومة السودان، سيما أن تخاذل الحكومة السودانية إزاء قضاياها الداخلية، إلى جانب الحرص الشديد للحزب الحاكم في الخرطوم على البقاء في السلطة مهما كانت الضريبةº هذه الأمور مجتمعة سهلت لمن يقفون خلف مجلس الأمن إصدار القرار 1706 المتعلق بإرسال قوات دولية إلى دارفور تحت البند السابع الذي يجعل من القوات الدولية قوة هجومية، الأمر الذي فتح في وجه وحدة السودان وخيراته أبواب المجهول، وكيف لا؟ خاصة وأنه عقب صدور القرار أعلن تحالف المجلس اليهودي الأمريكي للعلاقات العامة عن تنظيم عشرة أيام من الاحتفالات المستمرة احتفاء بهذا القرار.

وقال رئيس المجلس اليهودي: إن الجمعيات اليهودية في الولايات المتحدة يحق لها الاحتفال بالنصر، لأنها 'قادت جهود التعريف بالمذابح التي ارتكبتها الحكومة السودانية والميليشيات الموالية لها في دارفور، وأشار وفق ما ذكرت صحيفة الخليج إلى أن الاحتفالات التي ينظمها المجلس اليهودي وتحالف "أنقذوا دارفور" الذي يضم جمعية دينية وحقوقية بقيادة اللجنة الأمريكية اليهودية، ومؤسسات تحالف اليمين المسيحي الصهيوني، ومتاحف ومعاهد الهولوكوستº ستبدأ "إضاءة الشموع" أمام البيت الأبيض.

ويعتبر أنصار اللوبي "الإسرائيلي" الأمريكي أن نشاطهم لما يوصف بحملة إنقاذ دارفور كان وراء تشكيل رأي عام عالمي وزخم سياسي على الساحة الأمريكية والدولية، لدفع المجتمع الدولي نحو اتخاذ قرار أممي لإرسال قوات دولية إلى دارفور، الأمر الذي يثير تساؤلات عديدة حول "ألم الضمير" الذي صحت عليه المنظمات الصهيونية في دارفور، في حين أنه لم تشعر به مع أطفال لبنان، سيما أن الدارفوريين واللبنانيين ينتمون لنفس الأمة، ويشتركون في نفس المصير.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply