دار ( فور ) : تحت أضواء السياسة الشرعية


  

بسم الله الرحمن الرحيم

دار (فور) أرض إسلامية تابعة لبلد من بلدان المسلمين غفل عنها المسلمون زماناً ثم أفاق (بعضهم) اليوم على أصوات تهديدات صليبية بنزعها، أفاقوا ليجدوا تلك السلطنة الإسلامية على مر القرون السالفة مهددة من قبل منظمات مشبوهة بنزع الهوية الإسلامية من سكانها البسطاء.

فهل تسلب هويتها الإسلامية حقاً؟ وهل تنتزع تلك الرقعة من بلاد المسلمين قريباً؟

  

 أسباب المشكلة:

يرى كثير من المحللين أن السبب الرئيس هو تفاقم مشكلة الموارد البيئية المحدودة المتنازع عليها بين الرعاة وأغلبهم من أصول عربية- والزراع ومعظمهم من أصول أفريقية.

 

وقد امتدت أياد مشبوهة سوداء وبيضاء وسمراء على حد سواء فساعدت على تفاقم المشكلة واستفحالها بل وتحولها إلى كارثة إنسانية.

 

ولعل تلك بعض الأسباب المعتبرة بَيدَ أن غيرها من الأسباب لا ينبغي أن يغفل، فالأيادي الثلاثة السالفة والتي كان لها دورها في إشعال المنطقة، كانت لها مبرراتها ودوافعها المرتبطة بمصالح غربية أو مصالح سياسية تدور حول كرسي الرئاسة!

 

ولهذا فإن من العدل والإنصاف بل من واجب النصح والإرشاد حيال هذه القضية أن نعرض لبعض الأسباب المؤثرة بغض النظر عن ما وراءها من مبررات مرضية أو غير مرضية لتؤخذ في الاعتبار عند البحث في علاج الأزمة.

 

ولعل الناظر في واقع البلاد يجد أن من جملة أسباب تفاقم المشكلة ما يلي:

- تهميش تلك المنطقة، ولا أعني بتهميشها التهميش الاقتصادي المبني على نظرية ارتباط حاسة سمع الشعوب بالشبع! فمثله يمكن أن يبرر بالحالة الاقتصادية المتردية للبلاد بأسرها، ولكن شمل التهميش مشاكلها التي كانت في يوم من الأيام صغيرة لا يلتفت إليها، أو على الأقل لم يلتفت إليها كما ينبغي إلاّ فترات بعض الولاة السالفين، مع أن من أولويات عمل الحاكم المسلم إحقاق الحق وإقامة العدل، وإذا كان التهويل الغربي لما آلت إليه الأوضاع ممقوتاً فكذلك التهميش الرسمي لما كان يحصل من انتهاكات لا يمكن قبوله، ولئن كان العجب لا يتناهى من مبالغات الغربيين المفضوحة، فإنه لا يمكن أن يزول عن بعض التقارير التي تنفي وقوع ولو حادثة اغتصاب واحدة مما تشير إليه التقارير الغربية، ونحوها مما لا ينكر وقوعه حتى في قعر العاصمة.

 

- ومن الأسباب عمل بعض منظري الأسلمة في سبيل المصلحة التي يراها! على تشريع أو تبرير بعض النعرات الموجودة كسلاح للضغط من أجل تحقيق بعض المصالح، ولئن لم تكن هناك أدلة قاطعة تربط الكتاب الأسود مثلاً برموز وأشخاص فإن من عايش واقع عامة أتباع الرموز والرؤوس يرى رضاهم بما جاء فيه وحرصهم على توزيعه وتداوله، وأياً ما كان لو لا عمل بعض المسلمين على إثارة نعرات عنصرية لتحصيل مكاسب سياسية لولا تلك الفتنة لما استمرأ الكثير المسلم إثارة القلاقل والخروج عن سلطان الدولة بحجة ظلم فئوية أو جهوية. إن من أخطر ما يهدد الكيان المتماسك تلك الدعوات الخاطئة التي يتستر أصحابها بمسوك الشريعة والعدل، وينجم الشر عندما يكون أصحابها من هشيم ذلك الكيان أو أجزائه، ويتفاقم الأمر يوم يكون معهم شيء من حق.

 

- ومن الأسباب الاستبداد بالرأي من قبل حزب وإن كان حاكماً غير أنه لا يمثل من شرائح المجتمع وألوان الطيف الإسلامي غير القليل، وقد بدا من أحداث التاريخ المعاصر أن الغربيين يستمرئون الضغط على الثلل المستبدة بالدول، فإذا كان القرار بيد رجال معدودين أمكن الضغط عليهم، بخلاف الدول التي يكون قرارها بأيدي شعوبها ولاسيما أهل الحل والعقد منهم الذين لا يخضعون لغير سلطان الشريعة. قد يقول قائل لا يتوقع من أي دولة أن تذهب فتستشير ربات الخدور؟ وهذه شنشنة دأب دعاة الاستبداد الذين لا يحترمون العقول على طرقها، ومرادهم إيهام الناس بأن الخيارات اثنين لا ثالث لهما! إما أن تشاور كل صغير وكبير، وإما أن تتفرد بالرأي وتعتز به! أَمَّا أَن يكون القرار بيد حملة مشعل الشريعة من العلماء الذين يقدرون المفاسد والمصالح تحت أضوائها، وكذلك من يملكون تعبأة المجتمع من الفصائل الأخرى ونحوهم ممن يراعون المصلحة القومية، ليتحمل المجتمع كاملاً تباعته عن قناعة، فخيار يأتي بعد تأزم الأوضاع واستفحال الداء.

 

إن البلاد الإسلامية يغلب على مجتمعاتها الطابع الإسلامي الذي من سمة أهله الانقياد إلى حملة الشريعة العدول، ومهما اتفق هؤلاء كان معهم السواد الأعظم، أو الأغلبية الشعبية الساحقة، وعلى الرغم من تباين رؤى قادة الإسلاميين في مسائل كثيرة فرقتهم وأذهبت ريحهم، فإن دواع الاتفاق على القضايا المصيرية موجودة، ولذا يصعب تبرير استبداد طائفة منهم بالرأي في قضية يتحمل الجميع تبعاتها.

 

- ومن الأسباب انطواء القطاع العريض من الإسلاميين وتقوقعه في مكان قصي واضعاً رأسه في التراب، أو مكتفياً بكيل الشتائم والسباب للطائفة المستبدة، متذرعاً بين الفينة والأخرى بأشغال يجعلونها أولويات مقدمة على مهددات الدين والنفس والمال والعرض! معتذرين بما لا سبيل لهم إليه عن ما لهم إليه سبيل، وما أكثر ما يعتذر الناس بعدم توفر مقومات العمل، مع أنهم لو سعوا حصلوها! (ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم)، وإلاّ فأين المشاريع وأين الدراسات وأين البحوث التي تبين أن ما بالوسع مبذول، وتثبت صحة العذر، ألا يمكن أن يتدارك بها شيء من الأمر يوم يفيق المستبد؟

 

إن من إشكالات المقاومة في أحيان كثيرة عدم وجود تنسيق بين قياداتها، وعدم انسجام رجالاتها مع أنهم يبذلون نفوسهم في سبيل هدف واحد ولكن ليس ثمة ميثاق محرر مشترك ورؤية واحدة محكمة تجمعهم ومن ثم تتشتت الجهود وتتباين الاجتهادات. ولعل من أعظم أسباب ذلك أن المقاومة تجيء في ربوع عالمنا الإسلامي كردة فعل لواقع المحتل الماثل، ردة فعل غير مرتب لها مع أن الخطر متوقع مترقب! ولعل من أسباب ذلك عدم تصور أن نقاط الاختلاف يمكن تجاوزها ولو مرحلياً في سبيل توحيد الجهود ضد عدو مشترك درء خطره أولى من منابذة غيره في ذلك الوقت، فهل نعي هذا الدرس المتكرر فنخرج من تقوقعاتنا وذواتنا إلى حيز عمل مشترك يكفل تجاوزاً لمحنة مرتقبة قبل وقوعها؟

 

إن ترك ما بالوسع بحجة عدم القدرة على ما ورائه يناقض التحرق الذي يبديه كثيرون تجاه قضايا الأمة! قد يعذر المسلم البسيط الذي خرج في مظاهرة حاشدة..يصف الحُكّام بالخيانة والعمالة ويطالب بفتح الحدود ليذيق العدو الصهيوني الوبال، مع أنك لو فتشته لم تجد معه غير قبضتيه التين أكل منهما الدهر وشرب! ولعله نظراً لاشتغاله بالأمور الحياتية لم يجل بخاطره يوماً أن يؤهل جسده ويعد نفسه فضلاً عن أمته لجهاد يتحرق له! فتكون النتيجة أن يعيش المسكين بهمه طول عمره لا يصنع شيئاً وإن أُتِيحت له فرصة! ولئن عَنَّّت لمثل هذا المسكين سانحة فابتدرها بقبضتيه الخاليتين لمثل عبئاً على أهل المقاومة أو جرحاً جديداً أوهَمَّا يضاف إلى هموم الأمة.إن أمثالي وأمثال هذا المسلم البسيط قد يعذرون وقد لا يعذرون، ولكن هل يعذر القادة وبالأخص قادة العمل الإسلامي عندما يتصرفون بنفس تلك الطريقة الساذجة!

 

استشراف المستقبل:

(قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلاّ الله) غير أن معطيات الواقع ونواميس الكون تجعلنا نمد الأعناق في محاولة لرؤية القادم وفقاً لدلائل وعلامات، والذي ينظر في أرض الواقع يجد الحقائق التالية:

 

1- أمريكا لا تريد خيراً بالسودان العربي المسلم بالأغلبية، والذي لم يخضع لها حق الخضوع، وهذا لا يتوائم مع العقيدة البروتستانتية في أرض (كوش)، ولا المصالح الأمريكية في الموارد النفطية والمائية والرعوية والزراعية في أرض لا تزال بكراً شغلت الناس عنها الحروب المتتالية التي أشعل فتيلها المحتل البريطاني قبيل خروجه، بل نوقن بأن أمريكا تتربص بالسودان الدوائر، ولهذا لم تيأس بعد أن خرج من شراكها في الجنوب بشق الأنفس ولم ترحم ما أصيب به في ذلك الشرك من ثلمات وكدمات ربما تُشفى، فسارعت بنصب فخ آخر فوضعت السودان داخل سرب طويل يضيق يوماً بعد يوم وهاهي ذي الحكومة السودانية تحاول جاهدة الخروج مع أن جراحات الشرك الأول لم تندمل بعد، كما أن العمل على نصب شراك في الشرق جار على قدم وساق تحت رعاية دول الجوار.

 

2- الولايات المتحدة تعمل عملاً دؤوبا على إخراج قواتها من العراق بعد أن اطمأنت على مصالحها، ونصبت الحكومة التي تريدها وتأكدت من امتلاك البنية التحتية للدولة الجديدة. ومن المتوقع أن يتكرر سيناريو الخروج من أفغانستان إلى دولة لها فيها مصالح أخرى، على أن تبقى بعض فلول المرتزقة الأمريكية لحفظ رؤوس حراس مصالحها، وربما توكل هذه المهمة إلى هيئة دولية للعرب فيها حظ مقدر! وعندها يمكن إقناع المجتمع الأمريكي بتوظيف مرتزقة آخرون في حرب أخرى تخدم المصالح الأمريكية أو الصهيونية، ولعل الخيارين الأقرب في الوضع الراهن سوريا والسودان، ففي أيهما توفرت الذرائع بدئ به، وبعد الخلاص منهما مع العمل الدؤوب على "محاور شر"! أخرى يتوقع أن تكون الظروف مواتية لإخضاع كل من طهران فالقاهرة ثم النيل من الرياض فشرقي الديار السعودية.

 

3- لا يحتاج السودان إلى طول حصار أو عقوبات حتى تخور قواه الاقتصادية والعسكرية، ومع وجود فئام من أبناء بلده يمكن توظيفهم لخدمة أهداف المحتل، فإن الخسائر الأمريكية لن تكون ذات بال، خاصة إذا انضم إلى متمردي الغرب متمردي الجنوب، مع مشاغبات أرتريا وتجرؤها على التخوم الشرقية للبلاد السودانية.

 

ولعل تلك وغيرها مؤشرات كافية تبين أن ثلاث سنوات إلى خمس -كحد أعلى- من العقوبات الاقتصادية وتدبير المؤامرات المتواصل كفيل بتمهيد للاجتياح سهل يعم أرجاء السودان، إلاّ أن يقضي الله للبلاد أمر رشد بمنّه.

 

 لكن:

1- السودان بلد مترام الأطراف، وإدارته تتطلب طاقماً ضخماً من الرجال المؤهلين ذوي الخبرات والاختصاصات المتنوعة، فلا يمكن أن يعول الغرب على أبناء الجنوب أو دار فور وحدهم من أجل إدارته خاصة مع مناصرة نسبة مقدرة من أبناء تلك البقاع للخرطوم وبالأخص أبناء دار فور. إضافة إلى شح الكادر المؤهل في تلك المناطق وبالأخص في الجنوب.

 

2- مازالت المبررات لاجتياح الخرطوم اجتياحاً (خارجياً) كاملاً وتغير نظام الحكم فيها بالقوة، محدودة في الوقت الراهن، خاصة وأن نزع سلاح مليشيات الجنجويد في الغرب لا يستلزم ذلك، ولا سبيل إلى أن يتم إلاّ بأياد سودانية تنطلق من دار فور وتساندها أيدي جنوبية تحت مظلة أمريكية مستنيرة ببعض من لا خلاق لهم من العملاء، والأيسر هو خيار فصل بعض بقاعه ذات الأثر المحدود على مصالح الدول العربية، كخطوة ابتدائية وراؤها ما بعدها.

 

3- بعض الدول العربية ذات الوزن المقدر تعي تماماً أن تهديد تقسيم السودان أو السيطرة على الخرطوم تهديد حقيقي لها، فسوريا تعلم أن اليد الصهيونية تشير إليها والعين الأمريكية ترمقها فإن لم تُتخذ مواقف حاسمة فيوشك أن يمتد السوء إليها، ومصر تعي بأن التحكم في الخرطوم تحكم في ثروتها المائية، بالإضافة إلى وضعها بين فك كماشة صهيونية، وسبيل إلى فرض إملاءات أمريكية، وعندها يمكن تطويعها لخدمة المصالح الغربية، لا الرجوع إليها واستمالتها بالمغريات لما له من نفوذ في المنطقة، كما أن قطاعاً شعبياً عريضاً من المجتمع السعودي الرسالي يرى في إسقاط الخرطوم إسقاط لتجربة إسلامية، وعمق استراتيجي مهم للدعوة الإسلامية في القارة الإفريقية.

 

 والمطلوب:

1- أن تتعامل الحكومة مع الأزمة تعاملاً رصيناً مدروساً، بعيداً عن الآراء الأحادية سواء على نطاق الحزب أو الأفراد، وإن مما يؤسف له في هذا الصدد أن يتناقل الإعلام بعد لحظات من صدور قرار مجلس الأمن رقم 1556المتعلق بمهلة الثلاثين يوماً، رفض الحكومة له ثم يأتي بعيد هنيئة التصريح بقبوله والعمل به! ولاشك أن الموقف متأزم غير أن ضبط النفس مطلوب بل واجب وبخاصة من المسئولين، ولا ينبغي أن يعذر الناس بحسن القصد في هذه القضايا المصيرية، بل يجب التعامل مع المتسرعين بحسم ممزوج بحكمة لا تفارقه.

 

2- الثبات على المبادئ الشرعية، والحرص على مقدرات البلاد، وعدم التنازل لمصالح متوهمة بحجة أنها قد تصرف سوءً، فقد أثبتت الأحداث أن الغرب يُحَصِّلُ مكسباً لينتقل إلى آخر ولا يرضيه تنازل، ثم إن الصبر على الأذى والثبات على الحق هو الأصل، فلا يُصار إلى غير ذلك ولا يُتعلل بالإكراه، إلا إذا تحقق الإكراه بالفعل وليس لمجرد التهديد أو الوعيد، ولا شك أن مراعاة المصالح والمفاسد أصل عظيم في هذا الشأن، ولكن المصلحة ليست مطلقة بل لها ضوابط منها:

 

- أن تكون المصلحة الدينية هي المعتبرة أو المقدمة.

 

- أن يكون تقريرها من أهل الحل والعقد الشرعيين.

 

- أن تقدر الضرورات بقدرها، فلا يصبح الاستثناء هو القاعدة.

 

3- العمل على استعداد دؤوب لمواجهة مرتقبة محتملة، وإعداد كل ما بالوسع للخروج من براثن الوحش الغربي، وعلى رأس ذلك التعبئة العسكرية المبنية على بث الحماس والتفاؤل ولكن بواقعية بعيداً عن الجعجعة بعبارات تملأ الأفواه ولا تحقق على أرض الواقع غير نتائج سلبية، وإذا كان السودانيون يبغون الخلاص "من براثن الوحش الغربي، فهناك طريق واحد لا تتشعب فيه المسالك، وهو أقرب طريقº أعرف نفسك وراجع قواك، واستعد للصراع، وابدأ في الكفاح، ولا تستمع إلى صوت خادع يوسوس لك بالثقة في ضمير الغرب المدخول. وأما إذا كنت تبغي الراحة والسلامة تحت رحمة وبراثن الوحش الغربي برهة إلى حين فترة، فأمامك طرق كثيرة ذات شُعب ومسالك، وذات منعرجات ودروب. وحينها بإمكانك أن تخلد للمفاوضات، والمحادثات، وجس النبض واستطلاع الآراء. وتركن للدبلوماسية الناعمة الرقيقة، والكلمات الظريفة، وهناك الانتظار الذي لا ينتهي، والاستجداء الذي لا يغني. وهناك المؤتمرات الحافلة، والموائد المستديرة" التي سوف تؤكل عليها في خاتمة المطاف! وقد ثبت أن الساسة الغرب فيهم نسبة مقدرة من أكلة اللحوم المسلمة.

 

4- الاستفادة من الدول العربية التي ترتبط مصالحها بالسودان وتقع معه تحت طائلة التهديد الأمريكي، والعمل على تفعيلها للخروج بموقف عربي قوي! وحتى نكون واقعيين منطقيين فليس المراد بالموقف العربي القوي سوى عدم مد يد عربية ظاهرة أو خفية للعدو الذي سوف يمد يده طالباً يد العون من العرب أهل المروءة والفزعة. ولاشك أن خذلان العرب له! مكسب كبير وفقاً لمعطيات واقعنا المعاصر.

 

5- اجتماع الإسلاميين في السودان وهم كم مقدر- على كلمة سواء وتنسيق مشترك من أجل إسهام فعال للخروج من الأزمة والتخطيط لتطوراتها، فالتيار الإسلامي في السودان له كم مقدر من القوى البشرية نظراً لانفتاح الدولة وحرية الدعوات فيها، كما أن كثيراً من اتجاهاته تمثل امتداداً لتيارات متعددة لها وزنها الشعبي في العالم الإسلامي، وهذا بدوره كفيل بأن يجعل التنسيق تنسيق شعبي عالمي على مستوى العالم الإسلامي، والمشكلة أن هذه التيارات يعوزها التنسيق فيما بينها ولاسيما في مثل هذه القضايا المشتركة التي يمكن من الناحية النظرية أن تتفق عليها، ولذا فإن الواجب على روؤس تلك التيارات عظيم والمسؤوبية جسيمة، ولعل كثيراً منهم له من الوعي والإدراك ما يؤهله لتفهم ذلك.

 

6- الحرص على إقامة العدل، في سائر المناطق المهمشة سواء في الغرب أو الشرق أو الشمال، فلتكن الأزمة دافعاً لإحقاق حق ربما ضاع بعضه في دار فور، والحذر الحذر من أن تقود الأزمة لظلم في الشرق أو العاصمة أو الشمال، فإن عاقبة الظلم وخيمة حيث كان، وبالعدل تقوم مصالح البلاد والعباد على استقامة.

 

وفي الختام أذكر بوصية الله للعالمين بتقواه، (وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً إن الله بما يعملون محيط).

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply