المضحكات المبكيات


  

بسم الله الرحمن الرحيم

من المضحكات المبكيات أن يعمد نفر من المسلمين ـ إذا أخذنا بالظاهر ـ ويوافقون على مقررات تمنع قيام الأحزاب على أساس دينيº مثلما فعل بعض أعضاء التجمع الوطني العلماني في مقررات أسمرا 1995م وغيرها من وثائقه الأساسية، والمضحك في الأمر أن زعيمي أكبر حزبين في التجمع حينها ـ وفي السودان ـ أحدهما (مرشد) لطريقة صوفية، والآخر (إمام) لطائفة دينية، وكلاهما توارث منصبه عبر سلسلة تمتد لأكثر من مائة عام. والمبكي في المسألة أن يصل الأمر ببعض المسلمين إلى هذا الدرك السحيق.

أما المؤتمر الوطني والحركة الشعبية اللذان يعكفان على إعداد الدستور الانتقالي للسودان عبر مفوضية الدستور التي شارفت على الانتهاء من أعمالهاº فقد صاغا في المادة 40/3 من المسودة ما نصه:

(لا يحق لأي تنظيم أن يعمل كحزب سياسي على المستوى القومي إلا إذا كان ضمن أشياء أخرى:

أـ عضويته متاحة لكل السودانيين بغض النظر عن الدين أو الأصل العرقي أو النوع أو مكان الميلاد. ) أ. هـ

وهذا النص المسخ هو نفسه ما قرره التجمع الوطني العلماني في مقررات أسمرا 1995م، وهو مسخ لأنه ليس إسلامياً ولا ديمقراطياً، وكونه ليس إسلامياً لأن الإسلام لا يقر الملامح العلمانية الواضحة في هذا النص. أما كونه غير ديمقراطي فلأن الديمقراطية لا تحجر على أي مجموعة من الناس تنظيم نفسها كما تشاء، ولا تـتدخل في معتقداتهم، وفي الغرب حيث قِبلة بعض المنهزمين تنشأ أحزاب مسيحية!!!

إن الأمة الإسلامية قائمة منذ بدايتها على أساس ديني وهو الإسلام الشامل لكل نواحي الحياة كما في قوله - تعالى -: (ادخلوا في السلم كافة) أي في الإسلام كله، والأمة بدينها تشهد على الناس جميعا، وبغير دينها لن تشهد على أحد بالضرورة: (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً)(كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) لكن الغرب ووكلاءه بالداخل يريدون إبعادنا عن سبب الخيرية لنكون في السوء سواء.

 

إن منشأ التخبط في هذه المسائل يعود كما ذكر الدكتور جعفر شيخ إدريس إلى أن السودانيين حاولوا منذ الاستقلال الجمع بين أمرين يستحيل عقلاً الجمع بينهما وهما: الإسلام والعلمانية.

 

وفي هذه الفترة الحرجة من تاريخ السودان يجب على المسلمين الانحياز لدينهم بوضوح وقوة وإيقاف العبث بعقيدتهم.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply