توسيع حلف الناتو للانقضاض على الأمة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

جميع قوى الظلام في العالم تحمل بيدها شعلة، بعض الناس ترى الشعلة، ولا ترى الظلام الممسك بها، فتندفع صوبها كما يندفع الفراش نحو النار، وكذلك تكون الهاوية. تلك هي التي لا ترى مشكاة النبوة، التي انبثقت قبل أربعة عشر قرناً، والتي تضيء البصائر ولا تعمي الأبصار. الإسلام تم استبعاده خلال العقود الماضية، وتم التقليل من قيمته، لأن ذلك وحده يمكن أن يسهّل انتزاع فلسطين من وسطها الإسلامي والعربي، ولما كان إذلال العرب والمسلمين هو الغاية، فقد حوكم الدين الإسلامي محاكمة ظالمة، هدفها إزاحته من النفوس، لأن وجوده كفيل بأن يعيد الإنسان المسلم للانكباب بين يدي ربه خاضعاً متذللاً إليه، وهو ما يجعله حراً عزيزاً في الدنيا مرفوع الهامة بين الناس. فلسطين قضية تستحق أن تتوارثها الأجيال، وتحمل عبء الدفاع عنها والذود عن حرماتها، فهي المكان المناسب الذي يرجو كل مسلم أن يجاهد فيه ويستشهد على ثراه، بوصف فلسطين الأرض المباركة التي أسرى إليها نبينا الكريم - صلى الله عليه وسلم -، وعرج منها وعاد إليها حاملاً خبر السماء. والفلسطينيون الصابرون يتوارثون الجهاد على أرضها، كما تتوارث الأمم الأخرى متاع الدنيا، فهذه البقعة الطاهرة من الكون تتميز بخصوصية فريدة من نوعها، فهي في قلب العالم الإسلامي، وهي خط الدفاع الأول عنه. فعندما نتخلى عن الإسلام ستهون فلسطين، وعندما ستقع فلسطين فريسة الاستعمار، ستتعمق الأزمات في بلاد العرب، ولا راحة للأمة، إلاّ بعودة فلسطين، طاهرة من كل ما حط عليها من رجس. هذا هو مصابكم لأنكم لم تتوجهوا صوب فلسطين، بهذه الكلمة نستطيع أن نتوجه إلى كل البلدان العربية، التي بدأت تتفاعل فيها العديد من المشكلات، وبات استقرارها أو حياتها تشوبها المشكلات المعقدة. حالة الاستقرار الذي شهدته أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية يبدو أنها طالت بما فيه الكفاية، والدول الأوروبية أخذت تحن إلى أيام الاستعمار الخوالي، فبدأت تحيي حلف الناتو لهذه الغاية، والذي انتهت مبررات وجوده بانتهاء الحقبة الشيوعية التي أنشئ من أجلها، لكنه اليوم يتوسع شرقاً، ليضم دول أنقاض الاتحاد السوفييتي البائد، حيث زار تشيني تلك البلدان، لإعادة ترتيب المنطقة، بغية استكمال تطويق العالم الإسلامي قبيل الانقضاض عليه، بعد أن تم ترتيب دول الجنوب في

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply