تنصير في دولة الخلافة !


بسم الله الرحمن الرحيم

 

 في الوقت الذي كانت فيه الحكومة التركية منشغلة طيلة العام الماضي بالحرب الأمريكية على العراق والتفجيرات التي شهدتها مدينة إسطنبول مؤخراً، كثفت المنظمات المسيحية من عملها في تركيا، واستطاعت في فترة وجيزة الوصول إلى مناطق عديدة لتنشر المسيحية وتفتح الكنائس فيها بحيث تم افتتاح نحو 21 ألف كنيسة في مختلف أنحاء تركيا في غضون العام الماضي، حسبما ذكرت صحيفة ملي جازيت الإسلامية.

 

نعم... لم تخطئوا القراءة "21 ألف كنيسة" بالتمام والكمال ولكنها ليست على شكل الكنائس الكبرى الفاخرة التي ألفناها والتي تدق فيها الأجراس بل هي على شكل شقق في مبان عادية. لقد تحدث أحد المواطنين الأتراك من الذين تم تعميدهم في الكنيسة للصحيفة وكانت حالته في غاية السوء والخجل وهو يقول: "لقد كنت محطماً بالفعل، إذ كنت عاطلاً عن العمل ولا أجد حتى قوت يومي لي ولأولادي، وحالتنا كانت في ازدراء مستمر إلى أن وجدوا لي عملاً في الكنيسة".

في مثل هذه الحالة يمكن القول بأن هذا المواطن ليس مسيحياً بكامل الكلمة والمعنى، لأنه كان مضطراً ولكن الخطر الأعظم هو ما ينتظر أولاده الذين هم تحت وعد إيجاد منحة مجانية لهم للسفر إلى الخارج وإكمال دراستهم في مدارس رفيعة المستوى ليتعلموا فيها اللغة الأجنبية ويصبحوا قادرين على احتلال مناصب رفيعة ومقابل ذلك كله تغيير هويتهم الإسلامية إلى المسيحية.

وفي حادثة أخرى تؤكد محاولة استغلال المنصرين للمسلمين الفقراء والجاهلين و(جرجرتهم) إلى فخها، توفيت إحدى السيدات العجائز في مدينة ألانيا السياحية التركية، وفي وصيتها كتبت بأنها ترغب بأن يحضر "إمام مسلم" جنازتها ويقرأ الدعاء عليها، وهكذا حصل..

وفي جنازتها التي أشرف عليها قسيس كاثوليكي حضر الإمام، وبذلك فقد تم بتعبير العالم الحديث لعب المسرحية الهزلية التي تسمى "بالحوار بين الأديان من أجل تعزيز الصداقة والأخوة"!!.

وفي بعض المدن السياحية التركية مثل ألانيا وأنطاليا يتم بناء كنائس كبرى للأجانب الذين يشترون أراضي ومنازل يقيمون فيها إلى جانب ترميم المئات من الكنائس الرومية والأرمنية القديمة.

وطبقاً للأرقام الرسمية الحديثة فإنه تم طبع وتوزيع نحو ثمانية ملايين كتاب وصحف دعائية وإنجيل.

وقد ذكرت صحيفة "زمان" التركية الإسلامية في شهر نوفمبر الماضي نقلاً عن تقرير أمني أن منصرين بروتستانت يسعون إلى تنصير حوالي خمسين ألف تركي في السنتين المقبلتين. وقال تقرير جهاز الاستخبارات للأمن إن المنصرين يعتزمون أن يقوموا أولاً من أجل نشر ديانتهم في تركيا بإرساء أسس كنيسة جديدة في البلاد وإعطاء دروس في الدين لمواطنين، حالتهم الاقتصادية متواضعة ولا يعرفون الكثير عن الدين الإسلامي خاصة في المناطق التي دمرها زلزال 1999 بوسط تركيا. وأضافت الصحيفة أن المنصرين يأملون في تركيز نشاطهم التنصيري على العلويين في محافظات وسط وشرق الأناضول حيث يتراوح عدد العلويين الذي يؤيدون بشدة الفصل بين الدولة والدين بين عشرة ملايين و15 مليون نسمة في تركيا التي يبلغ عدد سكانها سبعين مليون نسمة، ويعيش معظمهم في ظروف متواضعة، وهم ممثَّلون خصوصاً في المنظمات اليسارية علما بأن المسلمين يشكلون في تركيا (الدولة العلمانية) حوالي 99% من السكان، ويتمركز عدد من الكنائس وخصوصاً البروتستانتية في عدد من المدن التركية الكبرى لكن نشاطاتها تخضع لمراقبة دقيقة من السلطات.

وبينما تتم ممارسة أقسى أنواع الضغوط وتضييق الخناق على المسلمين عامة والمحجبات خاصة في بلد مسلم مثل تركيا، نرى المسيحيين وهم يمارسون نشاطاتهم فيها بحرية مطلقة دون رقيب أو حسيب بل والأخطر من ذلك كله أنه يتم تسهيل مهمتهم بكل الوسائل المتاحة حديثاً، بحيث نرى رئيس هيئة الشؤون الدينية في تركيا يفتي بجواز الاستمتاع بليلة عيد رأس السنة بينما لا تنبث شفته بكلمة فيما يتعلق بمسألة منع الحجاب. من هذا نفهم أن إحياء رأس السنة بشرب الخمر وسماع الموسيقى التي تحرك الغرائز والاستمتاع بالرقص والاختلاط بين الرجال والنساء (بما ينبذه الإسلام والأخلاق الرفيعة نبذاً تاماً) جائزاً بينما ''يحرم ارتداء الحجاب.!!

 

المسيحية العالمية:

لا شك أنه لا مكان للصدف في الأحداث التي تجري في العالم، فكل حادثة يقبع خلفها العديد من التحركات والترتيبات الخاصة. فأمريكا التي تجمع قوة العالم الاقتصادية والعسكرية بين يديها والخاضعة تماماً للصهيونية المسيحية بدأت بتنفيذ الخطط التي كانت تعدها منذ سنين طويلة على أرض الواقع الواحدة تلو الأخرى. وقد دخل الأمن التركي بعد احتلال العراق في مرحلة الخطر الفعلي. ولهذا السبب نرى أن وجود تركيا في شمال العراق يزعج بعض الجهات التي تريد القضاء على تركيا.

 

وفي حال سقطت كل من إيران وسورية في يد الصهيونية المسيحية فإن تركيا ستجد نفسها ضمن أخطر حرب مسيحية إسلامية عرفتها في تاريخها. الصهيونية المسيحية ''تسخر حالياً كل الإمكانات المتاحة لإقامة (إسرائيل) الكبرى مع جعل العاصمة العالمية إسطنبول عاصمة للمسيحية من جديد!

ومن إسطنبول إلى أنطاكية وإيفيس حتى إزنيك كل بقعة في تركيا لها معنى وأهمية خاصة لدى المسيحيين. باختصار، لقد بات العيش فوق هذه الجغرافية وحمايتها أمراً صعباً للغاية، ولا سيما أن بعض الدول الغربية حاولت إبان الحرب العالمية الأولى احتلال الأناضول وحاربت من أجل ذلك ولكن الله لم يكتب لهذه الدول التوفيق.

أما اليوم وفي مثل هذا الوقت العصيب، فقد بدأت أجراس خطر الحروب المسيحية تدق بالفعل، خصوصًا أن الأيدي الخفية ظلت كالسوسة تنخر في عظام تركيا حتى أوقعت بين المؤسسة العسكرية والإسلاميين. لهذا السبب يجب الاحتراس من أجل مواجهة خطر الذين يريدون تسليم الأناضول إلى الصهاينة وإسطنبول إلى المسيحية.

 

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply