أشكال الجن وطعامهم ودوابهم


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

السؤال: ماهي دواب الجن؟ وما هي مواصفاتها؟ وما هي مواصفات الجن؟ وماذا يأكل الجن ودوابهم لماذا يحتاج الجن الدواب؟

 

الجواب: فقد ذكر ابن حجر في الفتح في باب ذكر الجن وثوابهم وعقابهم عن أبي يعلى بن الفراء أنه قال: الجن أجسام مؤلفة، وأشخاص ممثلة، يجوز أن تكون رقيقة وأن تكون كثيفة.

وذكر عن وهب بن منبه أنه قال: الجن أصناف مخالعهم ريح لا يأكلون ولا يشربون ولا يتوالدون وجنس منهم يقع منهم ذلك.

ومنهم السعالي والغول والقطرب، ثم قال ابن حجر: ويؤيد هذا ما رواه ابن حبان والحاكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الجن ثلاثة أصناف صنف لهم أجنحة يطيرون في الهواء، وصنف حيات وعقارب، وصنف يحلون ويظعنون. والحديث صححه الحاكم ووافقه الذهبي والألباني.

وقد ذكر أهل العلم أن الجن يتشكلون بأشكال مختلفة فيتصورون بصور الكلاب، ففي صحيح مسلم الكلب الأسود شيطان، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى: الكلب الأسود شيطان الكلاب والجن تتصور بصورته كثيرًا، وكذلك بصورة القط الأسود، لأن السواد أجمع للقوى الشيطانية من غيره وفيه قوة الحرارة.

وقد يتصور الجن أحيانًا بشكل بني آدم كما في حديث البخاري في قصة السارق الذي أخذه أبو هريرة ثلاث مرات ثم أطلقه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: تعلم من تخاطب منذ ثلاث يا أبا هريرة ذلك شيطان.

وقد ذكر الطبري والقرطبي وابن كثير عن ابن عباس أن إبليس تمثل لقريش يوم بدر في صورة سراقة بن مالك المدلجي وجاءهم بجيش وزعم أنه أراد نصرهم، فلما رأى الملائكة فر وهرب.

وأما أكل الجن فإنهم يشاركون الناس في طعامهم إذا تيسر لهم دخول بيوت الناس، ولم يسم الناس عند الطعام، ففي الحديث الذي رواه مسلم وغيره قال صلى الله عليه وسلم: إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء.

وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان: أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال: أدركتم المبيت والعشاء.

ويأكلون أيضًا من اللحوم التي يجعلها الله على العظم بعد انتهاء الإنس منها، ففي صحيح مسلم أن الجن سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم الزاد، فقال: لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحمًا، وكل بعرة علف لدوابكم.

ولا مانع من أن يأكلوا مما خلق الله من نبات الأرض في الصحاري.

وأما مأكل دوابهم فقد ذكر في حديث مسلم السابق أن البعر علف لدواب الجن، ولا مانع أن تأكل من نبات الأرض في الصحراء، وأما الدواب نفسها فلم نعثر على دليل يوضح ماهيتها، إلا أنه ثبت في الحديث ما يدل على ركوبهم الإبل، ففي الحديث: على ذروة كل بعير شيطان فامتهنوهن بالركوب فإنما يحمل الله رواه ابن خزيمة والحاكم وصححه الألباني.

وذكر بعض الباحثين استنادًا إلى بعض الأشعار المعزوة إلى الجن أنهم يركبون الفئران والثعالب، والله أعلم بصحة ذلك.

ولا مانع من كون الجن يركبون السيارات والطائرات.

وأما حاجتهم إلى الدواب فهي كحاجة الإنس إلى الدواب فهم يظعنون ويحلون كما في حديث الحاكم السابق.

ثم إننا ننبه إلى أن أهم ما يعتني به المسلم هو التحصن من الشيطان حتى لا يغويه أو يؤذيه، ودفع ما يلقيه على الناس من الشبهات والشهوات.

والله أعلم.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

 

تاريخ النشر: الخميس 25 صفر 1425 هـ - 15-4-2004 م

 

رقم الفتوى: 47212

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply