عصابات الصدر والحكيم التكفيرية يعدان العدة لاجتياح سامراء !!


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

تحت دعوى إعادة إعمار مرقدي الإمامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء ذات الأغلبية السنية، وتماشياً مع دعوة السيد مقتدى الصدر التي أطلقها في الثلاثين من يونيو في خطبة الجمعة، والتي دعا فيها إلى حملة لجمع توقيعات المتطوعين من "المؤمنين" لإعادة إعمار المرقدين وحمايتهما، تأتي هذه الدعوة بعد التعبئة الدينية والفكرية الكاملة والمتواصلة من قبل رجال العلم الشيعة في كل من العراق وإيران، ومن خلال فتاوى مسموعة ومكتوبة زخرت بها مواقع على شبكة الانترنيت، تدعوا إلى استباحة السنة قتلاً وخطفاً وتهجيراً وهدماً وحرقاً لمساجدهم، ومن هؤلاء المرجع الديني الشيرازي وخطبته المشهورة في تحريضه على قتل السنة وحرق مساجدهم (انظر موقع وكالة حق).

 

وكذلك المدعو ياسر الحبيب في خطبته المنشورة أيضا على النت (المجوس دوت كوم)، والتي يدعو فيها إلى ضرورة تطهير المدن كل المدن العراقية من السنة وخاصة سامراء، وتدمير مساجد السنة لأنها مساجد نفاق، وطالب بضرورة إعادة إعمار المرقدين من قبل الشيعة بأن ينتدب إلى سامراء لواء يعتد بقوته ليتحمل مسؤولية حماية المرقدين، (إذا كانت الحكومة عاجزة عن ذلك، فلتترك الأمر للشعب ليتحمل مسؤولياته)، وهو ما وقع فعلاً بعد حادثة التفجير في سامراء من قبل عصابات جيش المهدي والحكيم في كافة مدن الجنوب ومناطق في بغداد، حتى وصل عدد المساجد التي أصابها الضرر ما بين حرق وتفجير وتدمير إلى أكثر من مائتي مسجد، بالإضافة إلى قتل أكثر من 1200 سنيا في اليومين الذين أعقبا حادث التفجير في سامراء.ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم، مسلسل القتل والخطف والتهجير الطائفي للسنة جاري على قدم وساق، وخاصة في المناطق التي يوجد فيها شيعة وسنة.

 

تأتي دعوة الصدر هذه بعد فترة من أحداث التفجير الأثيم الذي تعرض له المرقدين في سامراء من قبل مسلحين مجهولين، غير أنه وطبقا ولشهود العيان ولأهالي المنطقة وقتها وكذا روايات أخرى، فإن الحكومة العراقية ووزارة الداخلية تحديدا متورطة في تدبير الحادث لأهداف سياسية وطائفية. ويذكر أن حكومة الجعفري قد طلبت ضم المرقدين إلى الوقف الشيعي رسمياً قبل شهر من موعد التفجير، وقد قوبل هذا الطلب بالرفض من قبل الوقف السني يومها.

 

دعوة الصدر وتواتر الإعدادات لها وقسائم التطوع، التي يتم توزيعها عبر مكاتب الصدر في بغداد والجنوب على الذين يرغبون في "النفير" لإعادة إعمار وحماية المرقدين في سامراء، تؤشر إلى جدية الأمر، والنية المبيتة لهذه العصابات في استكمال سيناريو التفجير، ولكن هذه المرة تحت غطاء إعادة الإعمار للمرقدين، وكأن أهل سامراء ليسوا عراقيين حتى يتم حماية المرقد منهم، (والمرقد طيلة الحقبة الزمنية الماضية كان تحت رعايتهم، ولم يتعرض لأي أذى حتى مجيء الطائفية الصفوية مع الاحتلال الأمريكي للعراق، والكل يعلم أن سامراء كانت قبل التفجير ولمدة تسعة أشهر تقريباً، خاضعة إلى حد كبير للمقاومة، فلماذا لم يتم تفجير المرقدين وقتها)، وبحسب توجيه رجال العلم الشيعة "التكفيريين"، يراد تطهير سامراء من السنة على غرار مدينة البصرة حتى ينعما المرقدين وزائريهما بالأمن والأمان بحسب زعمهم.

 

 

هذه الدعوة الخبيثة واجهها أهل السنة في سامراء بالرفض والاستنكار، ووصفوها بأنها مخطط طائفي خبيث يراد له الإيقاع بأهالي سامراء قتلا وتهجيراً من خلال المظاهرات التي خرجت في سامراء، والتي ضمت شيوخ العشائر والعلماء السنة وممثلين عن هيئة علماء المسلمين والحزب الإسلامي العراقي، أكبر الأحزاب السنية المشاركة في الحكومة.

 

والذي يثير الشك والريبة في دعوة الصدر هذه، قوله "إعمار وحماية المرقدين"، والسؤال المطروح: هل إعمار المرقدين يتوجب كل هذه الغوغاء المليونية، ولماذا هذا العدد؟ والحماية المزعومة ممن، وكيف؟ هل حمايته من الحكومة والمليشيات الشيعية التي نفذت جريمة التفجير المزعوم في عهد حكومة الجعفري، واليوم تنوي تنفيذ جريمة الإعمار، أم حماية المرقدين من أهل السنة الأغلبية في سامراء وتهجيرهم منها؟ والسؤال الأهم هو هل ستتواطأ حكومة المالكي "الوطنية" في تنفيذ هذا المخطط الطائفي البغيض الجديد على سنة سامراء، مثلما تواطأت حكومة سلفه الجعفري، أم ستتحمل الحكومة مسؤوليتها وتسارع في اتخاذ التدابير اللازمة في منع مثل هذه الأعمال، التي يراد بها بث الفتنة الطائفية في سامراء بعد أن عمت مدن الجنوب وبغداد.

 

الجواب ما ستشهده الفترة القادمة من تجاذبات طائفية لا يعلم أحد حجمها وأمدها. ويذكر أن القوات الأمريكية الموجودة في المدينة قد انسحبت منها قبل أيام، مما زاد من مخاوف السكان بقرب موعد الحملة الطائفية على سامراء، ويرى مراقبون أنه ربما ستتزامن الحملة مع ما يجري في لبنان من مواجهات مفتوحة، وانشغال وسائل الإعلام بتغطيتها، مما يفسح المجال لارتكاب جريمة سامراء بعيداً عن أعين الإعلام..

 

وتعليقاً على دعوة الإعمار والحماية التي أطلقها الصدر، نتساءل: هل حملة الإعمار والحماية المزعومة للمرقدين، بسبب مكانتهما الدينية عند الشيعة، أم لما يدره المرقدان من عوائد مالية كبيرة تصلح أن تكون مورداً وميزانية لتغطية أنشطة التيار الصدري ومخططاته ومشاريعه الطائفية المريبة، سيما بعد أن فقد التيار موارد المراقد في النجف من خلال تسلط المرجع الديني علي السيستاني ورفاقه عليها، وهذا أحد أهم أسباب ودوافع الحملة الطائفية التي يتولى كبرها الزعيم مقتدى الصدر.

 

لاشك أن هذه الدعوة تسير جنباً إلى جنب مع الخطة الشيعية الرامية إلى إفراغ بغداد من السنة، تمهيداً لأن تكون بغداد عاصمة الإقليم الشيعي المنشود الذي ينادي به الحكيم وبدعم إيراني متواصل.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply