الغزو الماسوني للجاليات الإسلامية بالبرازيل


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

تعد الحركة الماسونية من ألد أعداء الإسلام وأكثر المحاربين له.. ونأسف كثيراً ونحن نشاهد أو نسمع أن كثيرين من أبناء الجاليات الإسلامية اعتنقوا مبادئ هذه الحركة فأصبحوا من المدافعين عنها وعن أهدافها ومبادئها، الأمر الذي يدعونا إلى التوقف قليلاً أمام أنشطتها في بلاد المهجر لبيانها للناس المخدوعين بشعاراتها البراقة في أوطان المسلمين.

 

وبعد بحث وتنقيب تحقق لي أن جمعية "القوة الخفية" التي أسسها اليهود عام 43 للميلاد وذلك لمناهضة المسيحية هي نفسها التي ظهرت عام 1818م تحت اسم الماسونية أي (البناؤون) وذلك بعد تغيير اليهود لاسمها. وقد اختلف المؤرخون حتى الماسون منهم، في تحديد نشأتها، فمنهم من قال بحداثتها، ومنهم من أوصلها إلى الحروب الصليبية، وآخرون تتبعوها إلى أيام اليونان في الجيل الثامن قبل الميلاد، والراجح من الأقوال أنها أنشئت في هيكل سليمان. وهذا ما رجحه الماسوني العربي جورجي زيدان، وإيليا الحاج وشاهين مكريوس.

الأستاذ محمد ليلى أحد الخبراء بهذه الحركة وأحد المتابعين لأنشطتها. وقد سألناه عن تأثيرها على الشباب المسلم بالبرازيل فأجاب قائلاً: هناك الكثير من المسلمين الذين يعيشون في هذه البلاد تأثروا بشعارات الماسونية فاعتنقوها وانغمسوا في دواليبها نظراً للشعارات النبيلة التي تحملها والوهم التي تقدمه لمن ينتسب إليها، كالإغراء بالمنفعة الشخصية على أساس أن كل ماسوني مجند في عون كل ماسوني آخر في أي بقعة من بقاع الأرض يعينه في حاجاته ويحل له مشكلاته، ويساعده إذا وقع في مأزق كالفشل في تجارته، وهذا أعظم إغراء تصاد به الناس في مختلف المراكز الاجتماعية. ويضيف موضحاً أنه يعرف الكثير من الماسونيين العرب لكنه اعتذر عن ذكر أسمائهم.

ويؤكد محمد ليلى أن له خبرة طويلة ودراية واسعة بالماسونية والماسونيين منذ أن كان طالباً في لبنان.. وكشف عن أن صاحب كتاب "فضائح الماسونية" الأستاذ محمد علي الزغبي هو أستاذه وقال: لقد مات شهيداً في لبنان بسبب تأليفه لهذا الكتاب. والجدير بالذكر أن الأستاذ الزغبي قد تدرج في أسلاك الماسونية في لبنان وسورية على مدى أكثر من 15 سنة قبل أن يعرف أهدافها الخبيثة، وعندما اكتشف أهدافها الشيطانية انسحب منها وألف كتابه هذا الموجود إلى اليوم في المكتبات العربية.

في هذا السياق سألت الداعية أبا محمد إمام أحد المساجد بمدينة ساو باولو عن التأثير الماسوني على الجاليات الإسلامية في البرازيل فسكت قليلاً خائفاً مضطرباً وقال: من الصعب الخوض في هذه الحركة، ولكن ما أريد أن أوضحه أن الحركات الماسونية في هذه البلاد منظمة وتعمل وفق برامج محددة لا تعمل عشوائياً، فهي تدرس الناس دراسة علمية دقيقة من حيث عقيدتهم وأفكارهم، وأحوالهم الاجتماعية. وأساليبهم في بلوغ أفكارهم إلى جاليتنا في هذه البلاد، تختلف حسب الشخص المستهدف ومدى تمسكه بدينه، كذلك مدى احتياجه إلى المال والصحة والتعليم.. أما غير المتدينين فأغلبهم يسقطون كأوراق الخريف على ساحة الملذات والشهوات والوعود الموهومة، كوعود الشخص المستهدف بمنصب راقٍ, في الدولة.. ومما نتألم له أن أطرافاً كثيرة لا تستطيع كشف النقاب عن هذه الحركة إرضاءً لبعض الأطراف الذين سقطوا في حبال هذه الحركة.

أحد الشباب المسلم اسمه إبراهيم كان قد وقع فريسة هذه الحركة يقول: تعرفت على النادي الماسوني بواسطة صديق لي، حيث طلب مني مرة أن أذهب معه إلى النادي الواقع بمدينة سانتو أماروا فاستقبلوني استقبالاً حاراً.. شعرت بقيمتي كإنسان يحترم من طرف الآخرين.. وهذا العطف والاحترام كنت أفقده حتى داخل المسجد ووسط أصدقائي وأسرتي حيث لا أحد "يسأل فيك".

في البداية سألني رئيسهم عن ديانتي فقلت له أنا مسلم، فقال لي: نحن نحترم جميع الأديان وإنما نريد لك الخير ونريد أن نساعدك، وكل ماسوني في العالم هو صديقك، يساعدك ويقف بجانبك، فأهلاً بك معنا في بيتك وأسرتك.

لا نستغرب إذاً ونحن نسمع هذه القصص من أفواه أبناء الجالية إذا علمنا أن الماسونية هي البنت الشرعية للصهيونية، واليهود الصهاينة في البرازيل يسيطرون على الإعلام والمؤسسات الاقتصادية الكبرى، فهم يسيطرون على كبريات الصحف والمجلات، كما يمثلون محطات إذاعية وقنوات فضائية ويستغلونها في نشر أهدافهم وأفكارهم السامة.. لكن ومع ذلك ولله الحمد فأغلب الشعب البرازيلي لا تؤثر فيه هذه السموم التي تقذفها هذه المجلات والقنوات بين الفينة والأخرى تجاه الإسلام، فالتعاون قائم بين أغلب المراكز الإسلامية والجمعيات الخيرية والمذاهب المسيحية كالكاثوليكية والأرثوذوكسية والبروتستانتية.. إلا أن هناك حركة جديدة داخل الحقل الديني المسيحي بالبرازيل تسمى ب (الإنجليون الجدد).. هذا الفصيل مع الأسف سيطرت عليه الصهيونية والماسونية. هذه الطائفة من النصارى المتدينين أقنعها اليهود الصهاينة بأن السيد المسيح سيعود إلى مسقط رأسه ووطنه "فلسطين"، لكن فلسطين كما أوهموهم محاصرة بالأعداء من المسلمين، وعليه لابد من مساعدتهم على تحريرها وإيجاد مناخ وظروف دولية وسياسية واقتصادية ونفسية وعسكرية وأمنية ليعود السيد المسيح إلى وطنه سالماً مطمئناً.. فجند هذا الفصيل جميع قدراته المادية والمعنوية والإعلامية في خدمة اليهود وأعلن عداءه الشديد لمن يدين بدين الإسلام أو من يحاول أن يفضح مخططات صهيون.

هذا التوجه الجديد في الحقل الديني المسيحي بالبرازيل بدأ يسيطر على الساحة. فبعد 20 سنة من ظهوره أصبح يملك كبريات الكنائس في جميع المدن البرازيلية، وخاصة مدينة ساوباولو، وريو دي جانيروا، وبرازيليا، وفوز دي كواسو، وكوريتيبا وغيرها من المدن، ويُقدر اتباع هؤلاء بالملايين.

إن الدراسات والمعلومات التي وصل إليها علماء التاريخ والاجتماع والسياسية تؤكد أن الحركات الماسونية لها علاقة ب"إسرائيل" وبالصهيونية العالمية، ومؤسسها كما هو معلوم من الصهاينة، وهذه العلاقة ثابتة منذ التقاء مؤسس هذه الحركة مع حكماء صهيون في المؤتمر الصهيوني بمدينة (بال) السويسرية برئاسة تيودور هرتزل سنة 1897م التي انبثقت عنها خطة إنشاء "دولة اسرائيل" وهناك عدة دلائل منها:

1- أن اسم هذه الحركة الماسونية تعني (البناؤون) إشارة إلى محاولة بناء هيكل سليمان مكان المسجد الأقصى الشريف وهو هدف الصهيونية العالمية.

2- أن المحافل الماسونية في جميع أنحاء العالم تضع على واجهتها في غالبية مراكزها نجمة داوود وهي شعار الكيان الصهيوني، كما أن اللون الأزرق الذي تطلى به مباني المحافل هو لون علم الكيان الصهيوني.

3- المطرقة والميزان وآلات النجارة التي تستعملها هذه المحافل هي رمز هدم هيكل سليمان وإعادة بنائه.

وللإشارة فإن الصهيونية والماسونية العالمية غزت الكثير من الجمعيات العربية والإسلامية في البرازيل.

وفي النهاية نضع بين يدي الدعاة والشيوخ ورؤساء الجمعيات والمراكز الإسلامية وأصحاب المال والأعمال في هذه البلاد الطيبة المضيافة أرض البرازيل أرض الحرية والتسامح، بفتوى صدرت عن مجمع الفقه الإسلامي بمكة المكرمة تحرم على المسلمين الانضمام إلى الماسونية.. وهذا نصها:

اتخذ مجمع الفقه الإسلامي في دورته المنعقدة في 15-7-1978م برئاسة سماحة الشيخ عبد الله بن حميد رئيس مجلس القضاء الأعلى ورئيس المجمع الفقهي قراراً شرعياً مهماً حول الماسونية وحكم الانتماء إليها وحول علاقتها بالصهيونية العالمية جاء فيه:

1- أن الماسونية منظمة سرية تخفي تنظيمها تارة وتعلنه تارة أخرى.. بحسب ظروف الزمان والمكان ولكن مبادئها الحقيقية التي تقوم عليها هي سرية في جميع الأحوال، محجوب علمها على أعضائها، إلا خواص الخواص، الذين يصلون في التجارب العديدة إلى مراتب عليا فيها.

2- أنها تبني صلة أعضائها بعضهم ببعض في جميع بقاع الأرض على أساس ظاهري للتمويه على المغفلين، هو الإخاء الإنساني المزعوم بين جميع الداخلين في تنظيمها دون تمييز بين مختلف العقائد والمذاهب.

3- أنها تجتذب الأشخاص إليها ممن يهمها ضمهم إلى تنظيمها بطرق الإغراء بالمنفعة الشخصية على أساس أن كل ماسوني مجند في عون كل أخ ماسوني آخر في أي بقعة من بقاع الأرض، يعينه في حاجاته وأهدافه ومشكلاته ويؤيده في الأهداف إذا كان من ذوي الطموح السياسي، ويعينه إذا وقع في مأزق من المآزق أياً كان على أساس معاونته في الحق والباطل ظالماً أو مظلوماً، وإن كانت تتستر ذلك ظاهرياً بأنها تعينه على الحق والباطل.. وهذا أعظم إغراء تصطاد به الناس في مختلف المراكز الاجتماعية وتأخذ منهم اشتراكات مالية ذات بال.

4- أن الدخول فيها يقوم على أساس احتفال بانتساب عضو جديد تحت مراسم وأشكال رمزية إرهابية لإرهاب العضو إذا خالف تعليماتها والأوامر التي تصدر إليه بطريق التسلسل بالرتبة.

5- أن الأعضاء المغفلين يُتركون أحراراً في ممارسة عباداتهم الدينية وتستفيد من توجيههم وتكليفهم في الحدود التي يصلون إليها ويبقون في مراتب دنيا، أما الملاحدة أو المستعدون للإلحاد فترتقي مراتبهم تدريجياً في ضوء التجارب والامتحانات المتكررة للعضو على، حسب استعدادهم لخدمة مبادئها الخطيرة.

6- أنها ذات أهداف سياسية ولها أصابع ظاهرة أو خفية في معظم الانقلابات السياسية والعسكرية والتغيرات الخطيرة.

7- أنها في أصلها وأساس تنظيمها يهودية الجذور ويهودية الإدارة وصهيونية النشاط.

8- أنها في أهدافها الحقيقية السرية ضد الأديان جميعاً وخاصة الإسلام.

9- أنها تحرص على اختيار أعضائها من ذوي المكانة المالية والسياسية والاجتماعية أو أية مكانة يمكن أن تستغل نفوذاً لأصحابها في مجتمعاتهم، ولا يهمها انتساب من ليس لهم مكانة يمكن استغلالها، لذلك تحرص كل الحرص على ضم الملوك والرؤساء والوزراء وكبار موظفي الدولة ونحوهم.

10- أنها ذات فروع تأخذ أسماء أخرى تمويهاً وتحويلاً للأنظار لكي تستطيع ممارسة نشاطاتها تحت مختلف الأسماء إذا لقيت مقاومة في محيط ما وتأتي بأسماء مختلفة مثل منظمة الأسود (الليونز) والروتاري وغيرها.

وقد تبينت للجميع بصورة واضحة العلاقة الوثيقة للماسونية باليهودية والصهيونية العالمية، وذلك بأن استطاعت أن تسيطر على نشاطات بعض المسؤولين في البلاد العربية وغيرها بالنسبة لقضية فلسطين، وتحول بينهم وبين كثير من واجباتهم نحو هذه القضية المصيرية لمصلحة اليهود والصهيونية العالمية، لذلك ولكثير من المعلومات الأخرى عن نشاطات الماسونية وتلبيساتها الخبيثة وأهدافها الماكرة يقرر المجمع الفقهي اعتبار الماسونية من أخطر المنظمات الهدامة على الإسلام والمسلمين وأن من ينتسب إليها عن علم بحقيقتها وأهدافها فهو كافر بالإسلام مجانب لأهله.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply