عملاق في عصر الأقزام


 

بسم الله الرحمن الرحيم

عندما نتحدث عن الشهيد القائد عبد العزيز الرنتيسي، لا بد أن نذكر أنه رقم صعب في معادلة الجهاد لشعبنا الفلسطيني، ومرحلة من مراحل العز للأمة العربية والإسلامية، وإرادة إنسان قهر الاحتلال وجابه غطرسة وإرهاب عصابات الإجرام، ورجل في عصر قل فيه الرجال، فمن هو هذا الرجل الذي أحبه الأطفال وفاخر به الكبار وعشقته حبات رمل فلسطين وداعبته رفيقةً نسائم فجر أذانها، وراقصته أغصان أشجارها، وإنني في هذا البحث سوف أسلط الضوء على مفردات حياة وجهاد الشهيد عبد العزيز الرنتيسي؟

 

اسمه مولده

الرنتيسي اسم اشتهر به الشهيد القائد عبد العزيز علي عبد الحفيظ الرنتيسي والذي لقب بأسد فلسطين، وقد ولد بتاريخ 23/10/1947 في قرية يبنا (بين عسقلان و يافا). لجأت أسرته بعد حرب 1948 إلى قطاع غزة و استقرت في مخيم خانيونس للاجئين و كان عمره وقتها ستة شهور. نشأ الرنتيسي بين تسعة إخوة و أختين.

 

تعليمه ومهنته

مثله مثل آلاف الأطفال من شعبنا الذين هجروا من بلادهم، وقست عليهم الظروف، وحاصرتهم أنياب الاحتلال وظلم دول الجوار، وأصبحوا في بلادهم غرباء، ليس لهم حقوق، ولا يتمتعون كغيرهم من أطفال العالم بطفولتهم لأنها مسروقة وبسمتهم مخنوقة، ولكنه أبى إلا أن يقهر الظلم والظالمين والاحتلال والمتآمرين شأنه شأن أبناء شعبنا المكافح فالتحق وهو في السادسة من عمره بمدرسةٍ, تابعة لوكالة غوث و تشغيل اللاجئين الفلسطينيين، واضطر للعمل أيضاً و هو في هذا العمر ليساهم في إعالة أسرته الكبيرة التي كانت تمرّ بظروف صعبة، فكانت هذه بدايات صقل شخصيته القيادية، الصلبة والواثقة، و أنهى دراسته الثانوية عام 1965، وتابع دراسته الجامعية في مصر، وتخرّج من كلية الطب بجامعة الإسكندرية عام 1972، و نال منها لاحقاً درجة الماجستير في طب الأطفال، ثم عمِل طبيباً مقيماً في مستشفى ناصر (المركز الطبي الرئيسي في خانيونس) عام 1976.

 

حياته الاجتماعية ونشاطاته السياسية

- متزوّج و أب لستة أطفال (ولدان و أربع بنات).

- شغل الدكتور الرنتيسي عدة مواقع في العمل العام منها عضوية هئية إدارية في المجمع الإسلامي، و الجمعية الطبية العربية بقطاع غزة (نقابة الأطباء)، و الهلال الأحمر الفلسطيني.

- عمِل في الجامعة الإسلامية في غزة منذ افتتاحها عام 1978 محاضراً يدرّس مساقاتٍ, في العلوم و علم الوراثة و علم الطفيليات.

- أسّس مع مجموعة من نشطاء الحركة الإسلامية في قطاع غزة تنظيم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في القطاع عام 1987.

 

اعتقالاته

- اعتقل عام 1983 بسبب رفضه دفع الضرائب لسلطات الاحتلال، و في 5/1/1988 اعتُقِل مرة أخرى لمدة 21 يوماً.

- اعتقل مرة ثالثة في 4/2/1988 حيث ظلّ محتجزاً في سجون الاحتلال لمدة عامين و نصف على خلفية المشاركة في أنشطة معادية للاحتلال الصهيوني، و أطلق سراحه في 4/9/1990، و اعتُقِل مرة أخرى في 14/12/1990 و ظلّ رهن الاعتقال الإداري مدة عام.

- اعتقلته قوات الاحتلال الصهيوني فور عودته من مرج الزهور و أصدرت محكمة صهيونية عسكرية حكماً عليه بالسجن حيث ظلّ محتجزاً حتى أواسط عام 1997.

- كان أحد مؤسّسي حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في غزة عام 1987، و كان أول من اعتُقل من قادة الحركة بعد إشعال حركته الانتفاضة الفلسطينية الأولى في التاسع من ديسمبر 1987، ففي 15/1/1988 جرى اعتقاله لمدة 21 يوماً بعد عراكٍ, بالأيدي بينه و بين جنود الاحتلال الذين أرادوا اقتحام غرفة نومه فاشتبك معهم لصدّهم عن الغرفة، فاعتقلوه دون أن يتمكّنوا من دخول الغرفة.

- و بعد شهرٍ, من الإفراج عنه تم اعتقاله بتاريخ 4/3/1988 حيث ظلّ محتجزاً في سجون الاحتلال لمدة عامين و نصف العام حيث وجّهت له تهمة المشاركة في تأسيس و قيادة حماس و صياغة المنشور الأول للانتفاضة بينما لم يعترف في التحقيق بشيء من ذلك فحوكم على قانون "تامير"، ليطلق سراحه في 4/9/1990، ثم عاود الاحتلال اعتقاله بعد مائة يومٍ, فقط بتاريخ 14/12/1990 حيث اعتقل إدارياً لمدة عامٍ, كامل.

- و في 17/12/1992 أُبعِد مع 416 مجاهد من نشطاء و كوادر حركتي حماس و الجهاد الإسلامي إلى جنوب لبنان، حيث برز كناطقٍ, رسمي باسم المبعدين الذين رابطوا في مخيم العودة في منطقة مرج الزهور لإرغام سلطات الاحتلال على إعادتهم و تعبيراً عن رفضهم قرار الإبعاد الصهيوني، وقد نجحوا في كسر قرار الإبعاد و العودة إلى الوطن.

 

خرج د. الرنتيسي من المعتقل ليباشر دوره في قيادة حماس التي كانت قد تلقّت ضربة مؤلمة من السلطة الفلسطينية عام 1996، و أخذ يدافع بقوة عن ثوابت الشعب الفلسطيني وعن مواقف الحركة الخالدة، و يشجّع على النهوض من جديد، و لم يرق ذلك للسلطة الفلسطينية التي قامت باعتقاله بعد أقلّ من عامٍ, من خروجه من سجون الاحتلال و ذلك بتاريخ 10/4/1998 و ذلك بضغطٍ, من الاحتلال كما أقرّ له بذلك بعض المسؤولين الأمنيين في السلطة الفلسطينية و أفرج عنه بعد 15 شهراً بسبب وفاة والدته و هو في المعتقلات الفلسطينية..ثم أعيد للاعتقال بعدها ثلاث مرات ليُفرَج عنه بعد أن خاض إضراباً عن الطعام و بعد أن قُصِف المعتقل من قبل طائرات العدو الصهيوني و هو في غرفة مغلقة في السجن المركزي في الوقت الذي تم فيه إخلاء السجن من الضباط و عناصر الأمن خشية على حياتهم، لينهي بذلك ما مجموعه 27 شهراً في سجون السلطة الفلسطينية.

- حاولت السلطة اعتقاله مرتين بعد ذلك و لكنها فشلت بسبب حماية الجماهير الفلسطينية لمنزله.

- الدكتور الرنتيسي تمكّن من إتمام حفظ كتاب الله في المعتقل و ذلك عام 1990 بينما كان في زنزانة واحدة مع الشيخ المجاهد أحمد ياسين، و له قصائد شعرية تعبّر عن انغراس الوطن و الشعب الفلسطيني في أعماق فؤاده، و هو كاتب مقالة سياسية تنشرها له عشرات الصحف.

و لقد أمضى معظم أيام اعتقاله في سجون الاحتلال و كلّ أيام اعتقاله في سجون السلطة في عزل انفرادي... و الدكتور الرنتيسي يؤمن بأن فلسطين لن تتحرّر إلا بالجهاد في سبيل الله.

 

محاولات اغتياله

- في العاشر من حزيران (يونيو) 2003 نجا صقر "حماس" من محاولة اغتيالٍ, ن

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply