البطحي : كانت مناصرة الرسول باهتة !


 

بسم الله الرحمن الرحيم

يشيد الناطق باسم اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء بالانتفاضة الشعبية الكبيرة التي هبت مناصرة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - من إساءة صحيفة دنماركية نشرت رسوماً مشينة بحق النبي - عليه السلام -.

ولكن في الوقت نفسه يشير البطحي إلى إساءة قساوسة أمريكان من قبل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - "لكن كانت ردود الفعل الإسلامية باهتة نوعا ما لعدم اتضاح الصورة فيما يبدو للرأي العام عن حجم الهجمة التي يتعرض لها الإسلام ".

ويضيف البطحي في حديثه لشبكة الإسلام اليوم: " لكن من الواضح أن ردة الفعل الإسلامية نضجت بعد مرور خمس سنوات على أحداث 11سبتمبر، الجميع كان محتقنا من كثرة الإساءات التي تعرض لها الإسلام والمسلمون في أنحاء العالم، فجاءت هذه الرسومات الوقحة لتكون" القشة التي تقصم ظهر البعير.

وهنا حوار معه حول اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء، ومواقفها من الإساءة الدنماركية للنبي - صلى الله عليه وسلم -.

 

*متى تأسست اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء..ولماذا؟

تأسست اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء في 31 ديسمبر 2002م وهي هيئة مستقلة، مسجلة رسميا في الولايات المتحدة الأمريكية، تختص بتناول وعرض أساليب التعريف بخاتم الأنبياء - صلى الله عليه وسلم - ورسالتهº كما تعمل على نصرته، ودحض الشبهات التي تثار حوله، والذب عنه

 

*لم يكن ما نشرته الصحيفة الدانمركية أول إساءة للنبي - عليه السلام -، كيف تقيمون التحرك الشعبي، وما رأيكم في التحرك السياسي الداعم للقضية؟

اللجنة منذ الحملة الأولى التي قام بها القساوسة الأمريكان وهي تطالب بالوقوف صفا واحدا لنصرة نبينا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وكانت ردود الفعل الإسلامية باهتة نوعا ما، لعدم اتضاح الصورة فيما يبدو للرأي العام عن حجم الهجمة التي يتعرض لها الإسلام.من الواضح أنها أصبحت أقوى بعد مرور ما يقارب الخمس سنوات على أحداث الـ11 سبتمبر، الجميع كان محتقنا من كثرة الإساءات التي تعرض لها الإسلام ومقدساته في أنحاء العالم، فجاءت هذه الرسومات الوقحة لتكون سببا في انتفاضة الأمة الإسلامية بجميع مستوياتها السياسية والاقتصادية والشعبية نصرة لنبيها بدرجة فاقت كل توقعات أكثرنا تفاؤلا.

 

*ما هي مشاريع اللجنة العالمية للرد على هذه الإساءة.. والتصدي لها؟

نحن نعمل من خلال عدة محاور منها:

المحور الرئيسي الأول: تفعيل المقاطعة الاقتصادية وتوظيفها التوظيف السليم لتحقيق الغاية منها.

والمحور الثاني: الملاحقة القضائية للصحيفة التي أساءت لجميع المسلمين بحيث تصبح سابقة قضائية يمكن الاستفادة منها في ملاحقة كل من يتطاول عبر الصحف في حق نبينا أو أي نبي من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.

المحور الثالث: متابعة الحدث لحظة بلحظة، والمبادرة بتوجيه الرأي العام، بما ينبغي القيام به منعا لاختراق الصف، وإساءة التأويل وذلك بإصدار مجموعة من البيانات والرسائل، والعمل على توحيد المرجعية، وتنسيق الجهود والمواقف بين القيادات الشعبية والجمعيات الإسلامية.

 

*إلى أين وصلت مقاضاة الصحيفة الدنمركية؟

قمنا بالاستئناف ونحن بانتظار رد المحكمة، وفي حالة رفضها سيتم رفعها لمحاكم الاتحاد الأوربي بصفة الدانمارك أحد أعضائه.

 

*استنكرت اللجنة العالمية إحراق السفارات الدنمركية والنرويجية، فما هي المآخذ لديكم على التحرك الشعبي؟

لقد بادرت اللجنة بالتحذير من بعض السلبيات والتجاوزات التي لا تخدم قضيتنا جميعا، مثل الاعتداء، وترويج الشائعات، واختراق مواقع بعض الجهات الغربية، والكذب وتضخيم الأحداث، وخلافه من الأمور التي لا تخدم الهدف المنشود من المناصرة.

 

*ما هي مطالب اللجنة العالمية لإنهاء الأزمة مع الدنمارك؟

هناك مطلب رئيس قبل البدء بأي حوار أو مفاوضات ألا وهو الاعتراف الواضح والصريح بالخطأ، والتعهد بعدم تكراره، بالإضافة إلى مطالب أخرى يمكن التفاوض عليها في حالة تنفيذ هذا المطلب الرئيس، كشرط أساس.

 

*الجالية المسلمة في الدنمارك قبلت اعتذار الصحيفة، لكن الشعوب العربية و الإسلامية لم تقبله، فكيف ستتعامل اللجنة مع موقف الجالية المسلمة في الدنمارك؟

لا يوجد أي إنسان على وجه الأرض يحق له أن يقبل اعتذاراً عن نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - وما أحدثه هذا العمل هو إساءة لمشاعر أكثر من مليار مسلم، وليس للمسلمين الدانمركيين فحسب، إخواننا المسلمين هناك بحاجة إلى العمل على توحيد موقفهم مع بقية إخوانهم المسلمين في العالم قدر المستطاع، بحيث يصبح هذا الأمر دعامة قوية لهم أمام أي محاولة للنيل منهم، ونحن - ولله الحمد- أرسلنا مندوبا من اللجنة والتقى ببعض القيادات هناك لتنسيق المواقف والاتفاق على تفويض اللجنة للقيام بالتفاوض نيابة عنهم.

 

*فيما لو أرادت الحكومة الدنماركية التفاوض لإنهاء أزمة الرسومات فما هي المرجعية التي تمثل الجموع الشعبية للتفاوض مع الحكومة، في ظل اتساع وازدياد اللجان الشعبية لمناصرة النبي - عليه الصلاة والسلام -؟

نعتقد أن أقصر طريق يمكن أن تسلكه الحكومة الدانمركية هو طريق الجمعيات الخيرية ومؤسسات المجتمع المدني، واللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء - صلى الله عليه وسلم - بالتعاون مع بعض الجمعيات لديها الإمكانية (بإذن الله) للقيام بذلك، وقد بدأت فعلا بالتحرك على المستوى الخليجي والعربي والإسلامي لتوحيد الأهداف والمواقف، ليسهل فيما بعد القيام بذلك الدور.

 

*بعد نشر الصحيفة الدنماركية الرسوم التي تسيء للنبي - عليه الصلاة والسلام -، نشرت بعدها صحف أوربية عديدة نفس الرسوم المسيئة، فما هو الموقف الذي تراه اللجنة من اتساع دائرة الإساءة للنبي - صلى الله عليه وسلم - على المستوى الغربي؟

لقد بادرت اللجنة مباشرة بإصدار بيان بعد إعادة إحدى الصحف الفرنسية نشر الرسومات، ذكرنا فيه أن هذه محاولة لتشتيت جهود المسلمين التي انتفضت لنصرة نبيها في محاولة لفك الخناق عن الدانمارك، وطالبنا بألا يُلتفت في الوقت الحاضر إلى ذلك، والتركيز على الدانمارك مع احتفاظنا بحق اتخاذ أي إجراء في المستقبل ضد أي صحيفة قامت بإعادة نشر هذه الرسوم، ونحن نرصد الآن كل الصحف التي أعادت نشر هذه الرسومات، وكلفنا الفريق القانوني بدراسة إمكانية رفع قضايا على هذه الصحف.

 

*لكن بماذا تفسر إدخال بعض المنتجات الأخرى في مقاطعة الدنمارك؟

هناك قاعدة في المقاطعة يجب أن نتعامل بها في مثل هذا الحدث وهيº أن المقاطعة سلاح يستعمل حين يلحق الضرر بمرتكب المخالفة أو الجريمة، فردا كان أو جماعة أو دولة، ولا يستعمل إذا لم يكن مؤثرا، أو إذا كان من شأنه أن يلحق الضرر بالمقاطع (بكسر الطاء) لا المقاطع (بفتح الطاء).

 

*ما هو موقف الشعب الدنماركي من إساءة صحيفة "يولاند بوسطن" للرسول الكريم؟

المجتمع الدانمركي الآن منقسم، فهناك من يؤيد ما قامت به الصحيفة من مبدأ "حرية التعبير" التي سوقت لها الحكومة الدانمركية اليمينية وبعض وسائل الإعلام، وآخرون لا يؤيدون ذلك ويعتبرونه إساءة بالغة للمسلمين، ويجب تقديم الاعتذار عنها، ويعتبرون أن التبريرات التي تستخدمها الحكومة اليمينية المتطرفة غير مسوغة، ولذلك فإننا نعتقد أنه يمكن لنا أن نعمل لدعم الطرف المعارض للإساءة.

 

*هناك من يقول لو صدرت هذه الإساءة من صحيفة أمريكية أو بريطانية، فلن نشاهد مثل هذا التحرك الشعبي لأن السياسي سيقمعه بشدة، خصوصاً مع تدنيس المصحف الشريف قبل فترة قريبة من قبل جنود أمريكان.. ما رأيكم؟

إن ما نراه حتى الآن من هبة شعبية لجميع المسلمين هي مظهر من مظاهر العزة لهذه الأمة التي انتفضت نصرة لنبيها - صلى الله عليه وسلم -، ويمكن لها أن تنتفض مرة أخرى إذا استطعنا أن نقطف هذه الثمرة في الوقت المناسب، ونجعل منها سلاحا يمكن أن نشهره مرة أخرى في وجه كل من يتطاول على مقدساتنا.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply