دفاع الأسرة المسلمة عن نبيها صلى الله عليه وسلم


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه..وبعد.

فإن الأسرة المسلمة بكافة أفرادها كانت فداءً لرسولها محمد - صلى الله عليه وسلم -، فرجالها ونساؤها وأطفالها ضربوا أروع الأمثلة في الدفاع عن هذا النبي الكريم، ليس فقط بالكلام والادعاء، إنما بالعمل والفداء، وبذل الأرواح، والأزواج والآباء والأبناء كل ذلك فداءً ودفاعًا عن نبي الإسلام، فإنهم كانوا يعرفون حق المعرفة مكانته عند الله - سبحانه - وعند المؤمنين.

قال الله - تعالى -: " إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا " [التوبة: 04]، وقال: فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير [التحريم: 4].

وهذه صورة مشرقة لرجل أخذته الغيرة على عرض رسوله - صلى الله عليه وسلم - فانظروا كيف فعل مع امرأة هي أم ولديه اللذين يشبهان القمر واللؤلؤ، ومع أن هذه المرأة كانت رقيقة رفيقة بهذا الرجل. فماذا حدث بينه وبينها؟

 

أولا: الصحابة ودفاعهم عن نبيهم - صلى الله عليه وسلم -

عن عكرمة عن ابن عباس - رضي الله عنهم - أن أعمى كانت له أم ولد تشتم النبي - صلى الله عليه وسلم - وتقع فيه، فينهاها فلا تنتهي ويزجرها فلا تنزجر، قال: فلما كانت ذاتَ ليلة جعلت تقع في النبي - صلى الله عليه وسلم - وتشتمه، فأخذ المِغول (وهو السكين) فوضعه في بطنها واتكأ عليها فقتلها، فوقع بين رجليها طفل فلطَّخت ما هناك بالدم، فلما أصبح ذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فجمع الناس فقال: «أنشد الله رجلا فعل ما فعل لي عليه حق إلا قام»، قال: فقام الأعمى يتخطى الناس وهو يتزلزل حتى قعد بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول اللهº أنا صاحبهاº كانت تشتمك وتقع فيك فأنهاها فلا تنتهي وأزجرها فلا تنزجر، ولي منها ابنان مثل اللؤلؤتين وكانت بي رفيقة، فلما كان البارحة جعلت تشتمك وتقع فيك فأخذتُ المِغوَل فوضَعتُه في بطنها واتكأتُ عليها حتى قتلتُها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ألا اشهدوا أن دمها هدر».

[سنن أبي داود. وقال الألباني صحيح]

(أم ولد)، أي غير مسلمة، ولذلك كانت تجترئ على ذلك الأمر الشنيع، (وتقع فيه)، أي: تعيبه وتذمه - صلى الله عليه وسلم -، (ويزجرها)، أي: يمنعها. (فلا تنزجر)، أي: فلا تمتنع. (فلما كانت ذات ليلة) (فأخذ)، أي: الأعمى. (المِغوَل) مثل سيف قصير يشتمل به الرجل تحت ثيابه فيغطيه، وقيل: حديدة دقيقة لها حدٌ ماضٍ,، (واتكأ عليها)، أي: تحامل عليها. (فوقع بين رجليها طفل): لعله كان ولدا لها، والظاهر أنه لم يمت. (فلطخت)، أي: لوثت. (ما هناك) من الفراش، (فقال - صلى الله عليه وسلم -: أنشد الله رجلاً)، أي: أسأله بالله وأقسم عليه. (فعل ما فعل، لي عليه حق)، أي: يجب عليه طاعتي وإجابة دعوتي. (يتزلزل)، أي: يتحرك (بين يدي النبي): أي: قدَّامه - صلى الله عليه وسلم -. (مثل اللؤلؤتين)، أي: في الحسن والبهاء وصفاء اللون، (أَلا) بالتخفيف، (إن دمها هَدَر) لعله - صلى الله عليه وسلم - علم بالوحي صدق قوله، وفيه دليل على أن الذمي إذا لم يكف لسانه عن الله ورسوله فلا ذمة له فيحل قتله، قاله السندي.

قلتº لأنه لا يجوز أن يقوم بهذا العمل فرد على حده، إنما يكون ذلك عن طريق إمام المسلمين، ولذلك ذكر السندي هذا الاعتذار.

قال المنذري: وأخرجه النسائي، وفيه أن ساب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُقتل، وقد قيل: إنه لا خلاف في أن سابه من المسلمين يجب قتله، وإنما الخلاف إذا كان ذميًاº فقال الشافعي: يُقتل وتَبرأ منه الذمة، وقال أبو حنيفة لا يقتلº ما هم عليه من الشرك أعظم، وقال مالك: من شتم النبي - صلى الله عليه وسلم - من اليهود والنصارى قُتِل إلا أن يسلم. [انتهى كلام المنذري]

وعن القاسم بن عبد الرحمن بن رافع أخو بني عدي بن النجار قال: انتهى أنس بن النضر ـ عم أنس بن مالك ـ إلى عمر بن الخطاب وطلحة بن عبيد الله في رجال من المهاجرين والأنصار وقد اتقوا بأيديهم، فقال: فما يجلسكم؟ قالوا: قُتِل - صلى الله عليه وسلم -، قال: فما تصنعون بالحياة بعده؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم استقبل القوم فقاتل حتى قتل، وبه سمي أنس بن مالك، فحدثني حميد الطويل عن أنس بن مالك، قال: لقد وجدنا بأنس بن النضر يومئذ سبعين ضربة، فما عرفه إلا أخته عرفته ببنانه.

كذلك فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما افتقد سعد بن الربيع الأنصاري بعث إليه من يبحث عنه ويطلبه بين القتلى، فإذا به وهو في الرمق الأخير يصيح في قومه الأنصار بأنهم لا عذر لهم أن يمس النبي - صلى الله عليه وسلم - أذى وهم على قيد الحياة. عن بكير قال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أُحُد لطلب سعد بن الربيع وقال لي: إن رأيته فأقرئه مني السلام وقل له: يقول لك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كيف تجدك؟ قال: فجعلتُ أطوف بين القتلى فأصبته في آخر رمق، وبه سبعون ضربة ما بين طعنة برمح، وضربة بسيف، ورمية بسهم، فقلت له: يا سعدº إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ السلام عليك ويقول لك: «كيف تجدك؟ » قال: على رسول الله السلام، وعليك السلام، قل له: يا رسول اللهº أجدني أجد ريح الجنة، وقل لقومي الأنصار: لا عذر لكم عند الله أن يُخلَصَ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفيكم شفر يطرف (أي رمش يتحرك). قال: وفاضت نفسه - رحمه الله -

[الحاكم وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه]

فسبحان الله عاشوا على حب رسولهم والدفاع عنه، وماتوا على خير وهم يوصون به، وجراحات كثيرة، ودماء غزيرة دفاعًا عن الإسلام ورسول الإسلام، ليس كلامًا وشعارات.

 

ثانيًا: والنساء فداء لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -

ومن النسوة اللاتي تربّت في مدرسة الحبيب محمد - صلى الله عليه وسلم - من كن مدافعات عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقت الشدة معرضات أنفسهن للقتل. لكنه قليل جلل إذا كان ذلك نصرًا لله ورسوله، والله - تعالى -قد وصفهم وشهد لهم بالصدق فقال:... يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون [الحشر: 8]. من هؤلاء النسوة أم عمارة (نسيبة بنت كعب المازنية).

قال ابن هشام: وقاتلت أم عمارة نسيبة بنت كعب المازنية يوم أُحُد، فذكر سعيد ابن أبي زيد الأنصاري أن أم سعد بنت سعد بن الربيع كانت تقول: دخلتُ على أم عمارة فقلت لها: يا خالة أخبريني خبركº فقالت: خرجتُ أول النهار أنظر ما يصنع الناس، ومعي سقاء فيه ماء، فانتهيت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في أصحابه والدولة والريح للمسلمين (أي الغلبة والنصر للمسلمين)، فلما انهزم المسلمون انحزت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقمت أباشر القتال وأَذُبٌّ عنه بالسيف وأرمي عن القوس حتى خلصت الجراح إليَّ. قالت أم سعد: فرأيتُ على عاتقها جرحًا أجوف له غَور، فقلت لها: مَن أصابكِ بهذا؟ قالت: ابن قمئة أقمأه اللهº لَمَّا وَلَّى الناس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -º أقبل ابن قمئة يقول: دلوني على محمدº لا نجوتُ إن نجا، فاعترضتُ له أنا ومصعب بن عمير وأناس ممن ثبت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فضربني هذه الضربة، ولقد ضربتُه على ذلك ضربات، ولكن عدو الله كانت عليه درعان.

كم تساوي هذه المرأة التي كانت تقاتل الرجال وتنازلهم دفاعًا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - رغم الضربات التي تعرضت لها؟

ـ وهذه امرأة أخرى من أروع الأمثلة في نفس الغزوة ـ أحد ـ وقد أصاب المسلمين ما أصابهم، بل وقد أصيبت هذه المرأة في زوجها وأخيها وأبيها، ولا هم لها إلا أن تطمئن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ماذا فُعل به؟

عن سعد بن أبي وقاص قال: مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بامرأة من بني دينار وقد أصيب (قُتِل) زوجها وأخوها وأبوها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأُحُد، فلما نُعُوا لها (أي وصلها خبر مقتلهم) قالت: ما فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالوا: خيرًا يا أم فلان، هو بحمد الله كما تحبين، قالت: أرونيه حتى أنظر إليه، قال: فأشير لها إليه حتى إذا رأته قالت: كل مصيبة بعدك جلل (أي هينة). قال ابن هشام: الجلل يكون من القليل والكثير وهو ههنا القليل. يعني كل مصيبة تكون قليلة وتهون من أجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

[سيرة ابن كثير والبداية والنهاية]

 

ثالثا: الأطفال يدافعون عن النبي - صلى الله عليه وسلم -

وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن جده قال: بينا أنا واقف في الصف يوم بدرº فنظرت عن يميني وعن شمالي فإذا أنا بغلامين من الأنصار، حديثة أسنانهما، تمنيت أن أكون بين أضلَعَ منهما، فغمزني أحدهما فقال: يا عمº هل تعرف أبا جهل؟ قلت نعم، ما حاجتك إليه يا ابن أخي؟ قال: أُخبِرتُ أنه يسب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا، فتعجبت لذلك. فغمزني الآخر فقال لي مثلها، فلم أنشب أن نظرتُ إلى أبي جهل يجول في الناس قلت: ألا إن هذا صاحبكما الذي سألتماني، فابتدراه بسيفيهما فضرباه حتى قتلاه، ثم انصرفا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبراه، فقال: «أيكما قتله؟ ». قال كل واحد منهما: أنا قتلته، فقال: «هل مسحتما سيفيكما؟ ». قالا: لا، فنظر في السيفين فقال: «كلاكما قتله». وكانا معاذ بن عمرو بن الجموح ومعاذ بن عفراء.

ومعنى (حديثة أسنانهما) أي صغيرين. (أضلَع) أشد وأقوى. (فغمزني) جسني بيده والغمز أيضا الإشارة بالعين أو الحاجب أو نحوهما. (سوادي) شخصي. (الأعجل منا) الأقرب أجلاً. (فابتدراه) أسرعا في ضربه وسبقاه. (فنظر في السيفين) ليرى مقدار عمق دخولهما في جسم المقتول وأيهما أقوى تأثيرًا في إزهاق روحه.

فهذان الصبيان كانا بجوار عبد الرحمن بن عوف رضي الله عن الجميع، ولما رآهما أشفق عليهما وتمنى أن يكون بين مقاتلَين أقوى وأشد من هذين الصبيين، لكنه فوجئ بفرسان الملاحم وصقور الحرب. صبيان يقتلان طاغوت قريش ورمز كبريائها ورأس الكفر والعناد والصد عن سبيل الرشاد. رحم الله المعاذَين. معاذ بن عفراء، ومعاذ بن عمرو بن الجموح. وإذا كانت الأمة الإسلامية قديما بهذه العزة وهذه الكرامة التي هي منظومة بين جميع أفراد الأسرة الرجال والنساء والأطفال، فما الذي جعل أعداء الإسلام يطمعون في أمة الإسلام ويتوجهون إليها بالإهانة حتى يصل الأمر إلى سب نبيها والوقوع فيه؟

وهؤلاء فتية يتسابقون ويبكون من أجل المشاركة في جيش النبي - صلى الله عليه وسلم - لنصرته.

إن رسولنا - صلى الله عليه وسلم - أخبر عن الداء والدواء في آن واحد.

عن سمرة بن جندب - رضي الله عنه - قال: تأيّمت أمي (صارت أرملة)، وقدمَت المدينة، فخطبها الناس، فقالت: لا أتزوج إلا برجل يكفل لي هذا اليتيم، فتزوجها رجل من الأنصار، قال: فكان رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - يعرض غلمان الأنصار في كل عام، فيُلحِق من أدرك منهم، قال: فعُرِضتُ عامًا فألحق غلامًا وردني، فقلت: يا رسول اللَّه، لقد ألحقته ورددتني، ولو صارعتُه لصرعته، قال: «فصارعه» فصارعته فصرعته، فألحَقَني.

[الحاكم 2/2356، والبيهقي 9/17588]

ولا شك أن إعداد النبي - صلى الله عليه وسلم - لهذا العرض لقبول المجاهدين فيه تشويق للمشاركة، وحرص على القبول، وأسى وأسف لمن لم يلتحق من الصبيان بالمجاهدين، وبذلك يشارك الشباب في الجهاد عن رغبة وحرص، فيبذل روحه سهلة رخيصة في سبيل إعلاء كلمات هذا الدين وهكذا كان أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -.

وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن فتى من أسلم (أنصاري) قال: يا رسول اللَّه، إني أريد الغزو وليس معي ما أتجهز، قال: «ائت فلانًا فإنه قد كان تجهز فمرض»، فأتاه فقال: إن رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - يقرئك السلام، ويقول: أعطني الذي تجهزتَ به، فقال: يا فلانة، أعطيه الذي تجهزتُ به ولا تحبسي عنه شيئًا، فواللَّه لا تحبسي منه شيئًا فيبارَك لنا فيه. [مسلم 3510].

وعن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: رأيت أخي عمير بن أبي وقاص قبل أن يعرضنا رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر يتوارى، فقلت: ما لَك يا أخي؟ قال: إني أخاف أن يراني رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - فيردَّني، وأنا أحب الخروج لعل اللَّه يرزقني الشهادة، قال: فعُرِض على رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - فردَّه لصغره فبكى، فأجازه (قَبِله) - عليه الصلاة والسلام -. فكان سعد - رضي الله عنه - يقول: فكنت أعقد حمائل سيفه من صغره، فقاتل وهو ابن ست عشرة سنة - رضي الله عنه -. [الحاكم 3/4864]

ولما خرج المسلمون إلى أُحد للقاء المشركين استعرض النبي - صلى الله عليه وسلم - الجيش فرأى فيه صغارًا حشروا أنفسهم مع الرجال ليكونوا مع المجاهدين لإعلاء كلمات اللَّه، فأشفق عليهم - صلى الله عليه وسلم - وردَّ من استصغر منهم، وكان فيمن ردهم - عليه الصلاة والسلام - رافع بن خديج، وسمرة بن جندب، ثم أجاز رافعًا لما قيل له: إنه رامٍ, يحسن الرماية، فبكى سمرة وقال لزوج أمه: أجاز رسول اللَّه رافعًا وردَّني، مع أني أصرعه، فبلغ رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - الخبر فأمرهما بالمصارعة، فكان الغالب سمرة فأجازه - عليه الصلاة والسلام -.

وهذه أم حارثة بن الربيع، رضي اللَّهُ عنهماº يقول أنس - رضي الله عنه - أنها أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان حارثة ابنها قُتل يوم بدر، أصابه سهم غرب (خطأ)، فقالت يا رسول اللَّه، ألا تحدِّثُني عن حارثة؟ فإن كان في الجنة صبرتُ، وإن كان غير ذلك اجتهدتُ عليه في البكاء. فقال - صلى الله عليه وسلم -: «يا أم حارثة، إنها جِنان في الجنة، وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى». قال قتادة: والفَردوس ربوة الجنة وأوسطها وأفضلها.

[البخاري 2598، والترمذي 3058].

 

سبب ضعف الأمة

أخرج الإمام أحمد - رحمه الله - عن ثوبان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الآكلة على قصعتها، قال: قلنا يا رسول اللهº أمن قلة بنا يومئذ؟ قال: «أنتم يومئذ كثير ولكن تكونون غثاءً كغثاء السيل، يُنتزع المهابة من قلوب عدوكم، ويُجعل في قلوبكم الوهن». قال: قلنا: وما الوهن؟ قال: «حب الحياة وكراهية الموت».

[مسند أحمد ح05422 بإسناد حسن]

إنه لشيء محزن أن تكون أمة الإسلام يومًا ما كغثاء السيل على كثرة عددها، لأن غثاء السيل هو كل ما يحمله السيل الجارف من على وجه الأرض من ما ينفع ويضر، ومن ما هو طاهر وما هو نجس، فهل يكون أتباع النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - بهذا الوصف؟

نسأل الله أن يردنا إلى هدي نبيه ردًا جميلا، والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply