أمة المليار .. هل تنتصر لرسولها صلى الله عليه وسلم ؟!


  

بسم الله الرحمن الرحيم

تعجبت وتألمت أن تكون ردود الفعل تجاه السخرية من النبي - صلى الله عليه وسلم - جرّاء الفعل الشنيع الذي قامت به صحيفة(جيلا ندز بوسطن) الدنماركية بمثل هذا الضعف والخوف والهوان...

وتوقعت أن مؤسساتنا الرسمية و الأهلية وممثلياتنا الإسلامية في الغرب ستتولى تلقين هذه الصحيفة درسا لا تنساه في احترام مقدسات الأمم والشعوب الأخرى، ولكن المفاجأة المركّبة أن الحراك كان ساكنا وخائرا في فاعليته وكأن الكل ينتظر من الأخر أن يقوم بالمدافعة عنه والمبادأة بما يرفع حرج التساؤل الشعبي عن دوره، مع العلم أن الكاريكاتير الساخر قد نشر في تلك الصحيفة في 26شعبان 1426هـ الموافق30 سبتمبر 2005م أي قبل أربعة أشهر تقريبا؟!!. و تراكمت المفاجأة أو اللطمة الأخرى على جبين أمتنا الدامي أن تتجرأ مجلة نرويجية تدعى (ماغازينت) وتعيد الدوس بكل تبجح على أعظم مقدساتنا بالإهانة والتحطيم لمشاعرنا الباردة وتنشر تهكمها بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في يوم عيد الأضحى الماضي دون أي اعتبار لجموعنا ودولنا و حقوقنا المغتالة؟!!..

 

أتسال بعد هذه الصدمات ونحن أمة ردود الأفعال: أين الغيورين وأصحاب العواطف الملتهبة والتصريحات الإعلامية بالدفاع عن حرمات المسلمين؟؟ أين من يدعي حب المصطفى - عليه الصلاة والسلام - ويزايد على ذلك متهما الكل بالتهوين من قدره؟؟ أين المبادرات الايجابية و التحرك الفاعل والتضحية المالية بالدفاع عن نبينا الكريم - عليه الصلاة والسلام -؟؟. ألا يحرك في قلوبنا دفاع كل امة عن معتقداتها واعتزازهم بها مهما كانت ضئيلة أو هينة في أعينناºكما فعل البوذيون عند هدم تماثيل باميان، وما يفعله اليهود فيمن ينكر الهولوكوست (محرقة النازيين لليهود)، أو الهندوس في أي إهانة تمس تاريخهم الملفق أو أبقارهم المقدسة، بل دفاع الشواذ والسقطة عن حقوقهم حتى المعنوية منها!!.

 

أكتب هذا المقال متأخرا لاعتقادي أن المؤسسات الرسمية والأهلية سوف تتولى الردّ والمدافعة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم أكن أتصور أبدا أن نحتاج إلى كتابة مثل هذا المقال أو غيره لاعتقادي أن المقام هو للمبادرات الرسمية الجماعية الفاعلة وليس للخطب أو المكاتبات أوالتقارير الصحفية الاستهلاكية.. لذلك سأبين في هذا المقام بعض المبادرات الواجبة التي ينبغي أن نساهم بها عمليا ممن يرجى تحركه و تُأمّل نهضته لنصرة نبيه - عليه الصلاة والسلام -، أذكر بعضها على سبيل المثال:

 

1- قيام منظمة المؤتمر الإسلامي برفع دعوى قضائية على الصحيفة الدنماركية والمجلة النرويجية خلال الأيام القادمة وتكليف جهة متابعة تعطي تقاريرها الدورية عن نتائج المرافعة، مع عدم الاكتفاء بالاعتذار الرسمي بل ومعاقبة القائمين على تلك الصحف والمجلات.

 

2- تشكيل وفد رسمي من ممثلي مؤسسات المجتمع المدني من علماء ومفكرين وإعلاميين ورجال أعمال للالتقاء بالمسئولين في الدولتين أو في سفاراتهم في دولنا العربية والإسلامية، وتفعيل هذا الحق من خلال مقابلات ومكاتبات احتجاجية للهيئات الرسمية التابعة لهيئة الأمم المتحدة التي كفلت بحق التعظيم للمقدسات الإنسانية من خلال إعلان الأمم المتحدة للقضاء على جميع أشكال التعصب أو التمييز القائمين على أساس الدين أو المعتقد والذي وقعت عليه الدول الأعضاء في 1981 م.

 

3- قيام ممثلين عن رابطة العالم الإسلامي واتحاد علماء المسلمين ومجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي بزيارة لممثلي الديانة المسيحية في الفاتيكان للاحتجاج على هذه التصرفات التي تهدم ما توصلت إليه لجان الحوار بين الأديان خلال العقدين الماضيين.

 

4- الاحتجاج الرسمي من قبل أصحاب الوكالات التجارية للصادرات الدنماركية والنرويجية في البلدان العربية بالتهديد بقطع العلاقة معهم حتى يتم الاعتذار الرسمي ومعاقبة القائمين على تلك الصحف، مع التأكيد أن تقاعس شركاتنا التجارية عن أداء هذا الواجب والحراك السريع سيجعل تلك المنتجات في قائمة المقاطعة التجارية لها ونشر أسماء الشركات الوكيلة في القنوات الإعلامية المتنوعة لمنع التعامل معها أو الشراء منها.

 

5- مطالبة الكتّاب والصحفيين والإعلاميين بل وكل غيور على دينه ومعتقده بالقيام بدور النصرة للنبي - عليه الصلاة والسلام - ومحاولة إثارة الرأي العام الغربي لهذا الانتهاك الحقوقي والتدنيس العلني للمعتقدات الدينية، وتفعيل النقابات المهنية لأداء دورهم في القضية بالاحتجاج المباشر على الصحيفة الدنماركية وهذا هو عنوانها المباشر في مملكة الدنمارك: صحيفة (Jyllands - Posten).

الهاتف والفاكس: (+45 87 38 38 38) و (+45 33 30 30 30). البريد الإلكتروني. ([email protected]).

 

6- تشكيل مكتب لمتابعة تفعيل هذه المبادرات يُنشأ في اللجنة الإسلامية للقانون الدولي الإنساني التابع للجنة الإسلامية للهلال الدولي احدى المؤسسات المختصة لمنظمة المؤتمر الإسلامي، أو من خلال التنسيق مع الأمين العام لمنظمة الأسيسكو الدكتور عبد العزيز التويجري الذي ساهم بدور كبير في تفعيل الدعوى على الصحيفة الدنماركية والكتابة والمقابلة لعدد من المسئولين في الحكومة الدنماركية.

 

ومع الاعتذار الشديد والاستغفار العميق لعجزنا عن القيام بواجب النصرة لمقام نبي الرحمة والهدى - عليه الصلاة والسلام - فهذه المبادرات هي أقل ما يمكن القيام به تعظيما لحقه - عليه الصلاة والسلام - من أمته التي تجاوزت المليار مسلم في كل أنحاء الدنيا؟!!. أما مؤسساتنا الدينية الرسمية والأهلية ومراكزنا وهيئاتنا الإسلامية التي كثرت إلى حد الغثائية فعليها أن تعيد تحديد أهدافها التي تأسست من أجلها وتفعيل دورها المنتظر واللائق بها والمشابه لمثلها عند أصحاب الديانات السماوية والنحل الأرضية. والتاريخ الذي يسطّر هذه المواقف لن يغفر لنا هذا التخاذلº ولو فعل، فهل سيغفر ربنا هذا التهاون والتنازل؟؟!

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply