زوج محطمٌ جداً !!


 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد:

قال : أتعلمُ امرأةً عاقلةً ؟!
قلت : ماذا تعني بعاقلة ؟! أتعني أنها – كما يقول الفلاسفة - : حيوانٌ ناطق ، أي : مفكرٌ بعقل ؟! أم تعني عاقلةً بمعنى : أنها تتعقل الأمور ، وتزنُها بعقل راجح ؟!.
قال : دعنا من فلسفتك ! أعني بها تلك التي يكون زوجها في حياتها يحتل الدرجة الأولى ، ثم أولادها وبيتها بعد ذلك ،ثم أهلها من بعد في المرتبة الثالثة ! .
لأن نساءَنا ، حفظ اللهُ نساءنا ! ، تريد الواحدةُ منهن أن نعاملها كأنها ( الأُمٌّ ) ! .. تريد من زوجها العطفَ والحنانَ والسمعَ والطاعةَ والفلوسَ والاستئذانَ...الخ ، ونحن الرجالَ ( في ستين داهية !) .
قلت : وأين الجديد فيما ذكرت ؟!
قال : الجديد أني سأعيد عليك هذه الترتيبات حتى تعيها جيداً ! اسمع ! 
المرأةُ العاقلةُ هي التي 
:
1. تعيش لزوجها أولاً ، فسعادتها في سعادته وليس العكس ! فهمت؟!
2. ثم تعيش لأولادها وبناتها وبيتها ثانياً ،هل فهمت ؟! 
3
. بعد ذلك أهلها ! .
فإن عكَسَت القضيةَ وبدَأَت بالرقم (3) فإن البيت سيخرب كما خرب سدٌّ مأرب في اليمن ، وخرب بيتي هنا ! .
قلت : ومتى خرب بيتك وأنا أعرفك منذ زمن ، ما شاء الله ، ستنفجر من النعمة ؟!
قال : منذ أن رأيتُ ذلك المشؤوم جاء يحمل حقيبته !.
قلت : أي مشؤوم ؟! أنت اليوم مضطربٌ جداً .
قال : المأذون الشرعي ! .. جاء فرحاً مستبشراً يحمل حقيبته تسبقه ابتسامته ، فخدعني وجعلني أوقع عقداً يقضي بذهاب عقلي وصحتي ومالي ورجولتي يارجل ! ولم أستفد من ذلك العقد إلاَّ اسمه ومشتقاته ( عَقدٌ، تعقيدٌ ، عُقَدٌ ، مُعقدةٌ ، مُعقدٌ ، عقَّدَتني ، تعقَّدتُ..)
قلت : إذاً أنت أصبرُ رجلٍ, على وجه الأرض ! فما الذي جعلك تصبر كل هذه السنوات إن كان ما تقوله حقاً ؟!.
قال : ماذا تريديني أفعل ؟! أطلقها فأقع في مصائب لا تنتهي ، أخفها بكاء البنات والأولاد ، أم أغامر مرةً أخرى فأوقع عقداً آخر على امرأةٍ, أخرى ،لربما كان في توقيعه انتقالي إلى الدار الآخرة مباشرةً ! ، وفي أحسن الأحوال تكون هذه الزوجة التي عندي مقارنةً بتلك الجديدة جنةً من جنات الأرض!.
ثم قال : أرجوك ابحث لي عن حلٍّ, بغير فلسفة !.
قلت : أمهلني حتى ندخلَ الجنة إن شاء الله تعالى وستجد فيها (ما لا عينٌ رأت ، ولا أذنٌ سمعت ، ولا خطر على قلب بشر )(1) !!.
------------------------------------------
(1) حديث ( صحيح) رواه أحمد وغيره ، وهو في السلسلة الصحيحة برقم (1086).

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply