نفع الناس


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

الخطبة الأولى:

الحمدُ للهِ ربِّ العَالَمِينَ، الحمدُ للهِ الذي بِنِعمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالحاتُ وبالعَمَلِ بطَاعَتِهِ تَطِيبُ الحياةُ وتَنْزِلُ البَرَكَاتُ، سبحانَهُ يقولُ في كتابِهِ المبينِ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾ نحمَدُهُ ونسْتعِينُهُ ونستَهْدِيهِ، ونؤمِنُ بِهِ ونتوكّلُ عليهِ ، ونسْتَغفِرُهُ ونتُوبُ إليهِ، وأشْهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ، وحْدَهُ لا شريكَ لهُ ، لهُ المُلْكُ ولهُ الحمدُ، يُحيِى ويُمِيتُ وَهُوَ حيٌّ لا يَموتُ، بِيدِهِ الخيرُ وَهُوَ على كُلِّ شيءٍ قديرٌ، وأشْهدُ أنَّ سيّدَنا ونبيَّنا محمداً عبدُهُ ورسولُهُ، أرسلَهُ بشيراً ونذيراً ، وداعياً إلى اللهِ بإذنِهِ وسراجاً مُنيراً، أرسلَهُ رحمةً للعالَمينَ، وسراجاً للمُهتدِينَ، وإماماً للمُتقينَ، صلى اللهُ عليهِ وسلمَ  وعلى آلِهِ وصحْبِهِ أجمعين.

 أمّا بعد فيا أيّها المؤمنون الكرام، يقول عزّ من قائل:﴿وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾البقرة 148

فالناس معادن كل واحد منهم يحمل بين جوانحه قيما وأخلاقا تعبر عن شخصيته وإن منهم مفاتيح للخير ومغاليق للشر، وإنّ منهم مغاليق للخير مفاتيح للشرّ، قال رسول الله  «إِنَّ مِنَ النَّاسِ نَاسًا مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ، وَإِنَّ مِنَ النَّاسِ نَاسًا مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ مَغَالِيقَ لِلْخَيْرِ، فَطُوبَى لِمَنْ كَانَ مَفَاتِيحُ الْخَيْرِ عَلَى يَدَيْهِ، وَوَيْلٌ لِمَنْ جُعِلَ مَفَاتِيحُ الشَّرِّ عَلَى يَدَيْهِ«

ولذلك جاءت تشريعات الإسلام وأحكامُه لتربّي المسلم على أن لا يعيـــــــــــــش لنفسه فحسب، بل يمتدّ نفعُه وخيرُه إلى غيره من النّاس ويقدّم ما يستطيع من أعمال ينتفعون بها، ويُعطي من وقته وجهده وماله لخدمتهم ونفعهم وإدخال البهجة والسرور عليهم وله بذلك الغنم والأجر، قال :«كُلُّ سُلامَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ كُلُّ يَومٍ تَطْلُعُ فِيْهِ الشَّمْسُ: تَعْدِلُ بَيْنَ اثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، وَتُعِيْنُ الرَّجُلَ في دَابَّتِهِ فَتَحْمِلُ لَهُ عَلَيْهَا أَو تَرْفَعُ لَهُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ، وَالكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وَبِكُلِّ خُطْوَةٍ تَمْشِيْهَا إِلَى الصَّلاةِ صَدَقَةٌ، وَتُمِيْطُ الأَذى عَنِ الطَّرِيْقِ صَدَقَةٌ« متفق عليه.

أيّها المؤمنون الكرام، لا يخفى على أحد منّا ولا من أبناء بلدنا الظروفَ الّتي نمرّ بها، والأحوالَ التي نعيشها اجتماعيا واقتصاديا وسياسيّا... وهذه الظروف والأحوال كما تقتضي إرادة صادقة، وعزما قويّا من أجل تجاوزها فتعودَ الطمأنينةُ إلى النفوس، والأمنُ إلى حياة الناس، والبسط في الرزق، فإنّها تقتضي أيضا أن نتعاون مع بعضنا بعضا وأن ينفعَ بعضنا بعضاً، وأن يبذل المعروفَ من يقدرُ عليه دون أن يطلب أحد منه ذلك،  ولا ينتظر من الآخرين أن يكافئوه أو يشكروه، فالمؤمن العظيم لا ينتظر جزاءه من العباد بل غايته أسمى وهدفُه أكبر من ذلك  ويكفيه ثوابُ الله ورضــاه.. هذا موسى عليه السلام  في أرض لا يعرف فيها أحدا وهو خائف ومطارد من فرعون وجنوده و مع ذلك لم يتباطأ وهو يرى امرأتين ضعيفتين لا تسقيان بسبب الزحام وكثرة الرجال فبادر إلى بذل المعروف و تقديم النفع فسقى لهما قال تعالى: ﴿وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنْ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمْ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ  فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ﴾ (القصص21) سقا لهما ثم تولّى إلى الظلّ ليشكر الله على ما حباه من النعم وهيّأ له الأسباب لنفع الآخرين..

وكم دعانا نبيُّنا محمّدٌ إلى بذل المعروف وتقديم النفع للنّاس، وكم حثّنا على ذلك ورغبنا في هذا العمل، بل وتمثلَ هذا الخلقَ وهذا السلوكَ واقعاً عملياً في حياته وسيرته، فنفع الله به الصغيرَ والكبير والرجلَ والمرأة والمسلمَ والكافر والطيرَ والحيوان.

وها أنّا نرى الناس اليوم يسيء بعضهم إلى بعض، ويعتدي بعضهم على بعض، ويأكل بعضهم مال بعض، ويغشّ بعضهم بعضا، ويسرق بعضهم بعضا، ويقطع بعضهم طريق بعض... يقول: «ثَلاَثَةٌ لاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ ، وَلاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ : رَجُلٌ حَلَفَ عَلَى سِلْعَةٍ لَقَدْ أَعْطَى بِهَا أَكْثَرَ مِمَّا أَعْطَى وَهُوَ كَاذِبٌ ، وَرَجُلٌ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ كَاذِبَةٍ بَعْدَ العَصْرِ لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ رَجُلٍ مُسْلِمٍ ، وَرَجُلٌ مَنَعَ فَضْلَ مَاءٍ فَيَقُولُ اللَّهُ اليَوْمَ أَمْنَعُكَ فَضْلِي كَمَا مَنَعْتَ فَضْلَ مَا لَمْ تَعْمَلْ يَدَاكَ« البخاري.

أيّها المؤمنون الكرام، ماذا ننتظر لكي يقوم كل واحدٍ منّا بواجبه تجاه الآخرين من حوله، وتجاه مجتمعه حتى يكون من أهل المعروف الذين تفتح لهم أبواب السماء ويتجاوز عنهم الله جل جلاله في يوم لا ينفع فيه  إلاّ الأعمال الّتي تبيض الوجوه وترفع الدرجات، عن حذيفة قال: قال رسول الله: «تلقت الملائكة روح رجل ممن كان قبلكم فقالوا: أعملت من الخير شيئاً؟ قال: لا. قالوا: تذكر ،قال: كنت أداين الناس فآمر فتياني أن ينظروا المعسر ويتجوزوا عن الموسر، قال: قال الله عز وجل: «تجوزوا عنه« وفي رواية عند مسلم «فقال الله أنا أحق بذا منك تجاوزوا عن عبدي« مسلم

أيّها المؤمن أتريد أن تتمتّع بالحياة الطيّبة؟ أتريد أن تنعم براحة البال وانشراح الصّدر وطمأنينة القلب؟ أتريد أن يصرف الله عنك البلاء وسوء القضاء ودرك الشقاء؟ أدخل السرور على قلوب إخوانك المؤمنين، وارسم البسمة على المبتلين، وقدّم العون للمحتاجين. عن أبي أمامة رضي الله عنه أنه سمع النبي يقول: «إن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وإن أول أهل الجنة دخولاً أهل المعروف« الطبراني

أقول ما سمعتم، وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب فآستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم،ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

 

الخطبة الثانية :

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾آل عمران:102﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾النساء:1﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾الأحزاب:70

أمّا بعد فيا أيّها المؤمنون الكرام، انظروا كم سيجني مجتمعنا من ثمرات المعروف؟ وكم من قضايا ومشاكل تعصف بالناس عصفاً،سياسية كانت أو اقتصادية أو اجتماعية سيجد الناس لها حلاًّ؟ وكم ستقوى الروابط والأواصر بين أفراد مجتمعنا وينتشر الحبّ والتراحم وتطيب نفوسُ أبنائه؟ وكم من حقوق ستردّ لأصحابها؟ وكم من مظلوم ستظهر براءته ويُزال الظلم عنه؟ وكم من ضعيف سيجد القوة في هذا المعروف عدلاً ورحمة؟ قال النبي  :«على كل مسلم صدقة. فقالوا: يا نبي الله فمن لم يجد؟ قال: يعمل بيده فينفع نفسه ويتصدق. قالوا: فإن لم يجد؟ قال: يعين ذا الحاجة الملهوف.قالوا: فإن لم يجد؟ قال:فليعمل بالمعروف وليمسك عــــن

الشر فإنها له صدقة«(البخاري).

فيا أيها السياسيون ويا أيها الحكام ويا قادة الأحزاب في بلادنا ادعوا النّاس إلى الخير،واستحضروا رقابة الله في تصرفاتكم ومواقفكم، وأخلصوا نياتكم، واقبلوا النّصيحة، وساهموا في حفظ الدماء والأعراض والأموال والتأليف بين القلوب، وحلّ الخلافات بمعروفٍ تقدموه بين يدي الله وعملٍ عظيم يُسجل في ديوان أعمالكم، ويثقل موازين حسناتكم.. ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾105 التوبة

ويا أيّها العلماء والخطباء والدّعاة...ابذلوا المعروف وعلموا الناس دينَهم وعقيدتَهم واصدعوا بكلمة الحق وكونوا بحقّ ورثة الأنبياء كما ثبت عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في قوله: «إِنَّ الْعُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ، إِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا، إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ « أخرجه مسلم والترمذي وأبي داوود وابن ماجة.

ويا أيها التجار اعملوا معروفا.. وَفُّوا الكيل والميزان، وتجنبوا النقص فيهما  لأنّ البخس في المكيال والميزان خيانةٌ للأمانة، واستحضروا في بيعكم قول الله عزّ وجلّ: ﴿وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾ الإسراء 35

واجتنبوا الغش بجميع أنواعه، واعلموا أنّ كل مال تكسبونه بغشّ أو خداعٍ أو تدليس على المشترين فهو مال محرّمٌ لا يحل لكم، ولا تتصَّوروا أنه بتصريفكم للبضاعة المغشوشة أنكم قد استطعتم أن تخدعوا النّاس وتستغفلونهم، فإن الله تعالى مطَّلِع على سرِّكم وعلانيتكم، فلتتقوا الله تعالى، ولتحذروا من أليم عذابه وعظيم سَخَطِه وعقابه.

يا أهل الدّثور.. يا من أنعم الله عليكم بالمال.. الفقراء من أبناء وطنكم ينهشهم الفقر والبطالة، فابذلوا ما يمكنكم بذله من خير، وقدّموا ليوم لا ينفع فيه دينار ولا درهم إلا العمل الصالح ﴿وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾المنافقون 10

ويا أيها الإعلاميون ألا يكفي تفريقُ المجتمع وزعزعةُ دينه وعقيدته ووحدته ألا يكفي إثارة الأحقاد والضغائن بما تقدمونه في برامجكم.أين معروفكم بتربية النشء والشباب وتثقيفه وتعليمه وتوحيده والانتصار للحق ومصالح البلاد .

هذا واجب الجميع.. فاللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا غايةَ رغبتِنا. واجعل الحياة زيادة لنا من كل خير، ووفقنا للقيام بالمعروف وتقبل منا أعمالنا وأصلح نياتنا وألف بين قلوبنا ووحد صفنا برحمتك يا أرحم الراحمين..

وصلوا وسلموا رحمكم الله على نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله، فقد أمركم الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾[الأحزاب:56) اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد، وارضَ  اللهم عن أزواجه وآل بيته الطيبين الطاهرين، وعن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة أجمعين،  وعن التابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك ورحمتك يا أرحم الراحمين.اللهمَّ احفظْ بلادنا وسائرَ بلاد المسلمين، وقِنا الأسواء والأدواء والبلواء وما يوغرُ الشيطان صدورنا فنتعادى ونتباغض على غير بصيرة وبيّنة. يا كاشف الغمم اكشف الغمة عن الأمة، واجل بفضلك الظلمة، وابسط بساط الفضل والرحمة، اللَّهُمَّ ألِّفْ ذاتَ بينِ المسلمين، واجمع شملهم، وأَعِزَّهُم بِدِيْنِك، وَأعِزَّ بهم دينَكَ في المشارق والمغارب، وأوزِعهم أن يُوفُوا بعهدِك الذي عاهدتَهُم عليه.

اللَّهُمَّ ارزقنا الوعيَ في خطابِ الوحي، وما بلَّغَهُ عنك رسولُك المصطفى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، حتى نسعد بالاهتداء وحُسنِ الاقتداء، ونحوزَ خيرات الدنيا وغدا، برحمتك يا أرحم الراحمين. واغفر للمتقدمين في هذا المسجد وهذه البلدة مِن المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات، أحيائهم وموتاهم إلى يوم الدين يا مجيب الدعوات. ولا تصرف أحداً منّا من هذه الجمعة إلا وقلبُه مجموعٌ عليك ووجهتُه صادقة إليك. وارزقنا الاستنارةَ بوحيِ نبيك الذي أوحيته، وبلاغِ رسولِك الذي به أرسلته، وارزُقْنَا الاهتداء بذلك الهدى فيما خَفِي وبدا، يا أرحم الراحمين، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم . ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

 وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply