فضل إغاثة المحتاجين


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

 

إحدى أغرب المواقف التى عشتها فى التبرعات:
تبرع بعشرين ألف جنيه لأسرة شهيد ثم حدث أمر عجيب:
ذات مرة راسلتنى أخت (ثقة) أن لديها زوجة شهيد عليهم قسط عقار يسكنون فيه وأخبرتنى أن أبنها وهو عائلهم الوحيد قد سُجن فلم يعد لهم عائل،
قلت: كم تبقى من ثمن العقار؟
قالت: عشرون ألفًا،
خِلتُ أن المبلغ كبير، لكنى استعنت بالله وكتبت على صفحتى هذه،
فراسلنى بعد خمس دقائق أخٌ كريم وقال سأرسل المبلغ كاملا.
قلتُ: ألن تتثبت؟
قال: وكيلى ووكيلك الله، وأثق بالله أن المبلغ يصل لمستحقه.
قلت: يجب أن تتثبت؟
قال: لا أحتاج، أعطنى بياناتك أرسل لك المبلغ غدا بالدولار.
وفى صبيحة اليوم التالي استلمت المبلغ.
تواصلت مع الأخت وأخبرتها أن الله يسر الأمر ودُبر المبلغ.
قالت: دعنى أرتب لك الزياره.
غابت ثلاثة أيام ثم عادت وأخبرتنى أن الله قد يسر لهم المبلغ من طريق آخر وأنهم ليسوا فى حاجة لهذا المبلغ، ثم قالت لي: لو تحب تزورهم وتشوف حالهم ارتب لك موعدا.
فقلت: أزورهم
تعرفتُ إليهم وتكلمتُ مع السيدة الفاضلة زوجة الشهيد ومع ابنها ذا العشر سنين، سألتهم بالله أن لو كانوا فى حاجة لمال أو كان عليهم دين أو قسط شيئ، فضربوا مثلا رائعا فى التعفف.
فلما خرجت كابدتُ عناء البحث عن صاحب المال فى الرسائل وما إن وصلت إليه حتى وجدتُ حسابه قد أُغلق ولم يك ثمة طريق للتواصل.
خزنتُ المال وحفظتُ رسالة الرجل.
ومر أسبوعين كاملين،
ثم نقبتُ عنهُ فوجدتُه قد عاد، سلمتُ عليه، قلت له قد قبل الله صدقتك ولعله يرزقك بها خيرا.
قال الأخ: أدع لي فأنا فى حاجة ماسة للدعاء.
قلت: أصابك شيئ؟
قال: أسألك الدعاء فحسب. 
قلت: أعطنى بياناتك التى أرسل إليك عليها المبلغ الذى أرسلته إلي فقد قضى الله الأمر لهؤلاء الناس من طرفٍ آخر.
صمتٌ مطبق،
أحسستُ معه بريبة،
كتبت: أخى؟
لم يرد.
خمس دقائق..
كتبت: أخى لم لا ترد؟
فقال والله ما كنت أرى كلامك من البكاء. ثم تابع: أتعرف ما الذى حدث؟
قلت ماذا؟
قال: بعد يوم من تحويلى للمبلغ إحتاجت زوجتى لعملية مفاجأة ونفذ كل مالي وأنا فى غربة ولم أعد أملك حلًا، ثم دعوتُ الله بمثل ما دعاه أصحاب الصخره، وقلتُ اللهم إن علمت منى صدقة فيها خيرٌ وقبلتها منى فتصدق علىّ بالستر ولا تجعلنى أمد يدى أطلُبُ العون من أحد.
ثم ها قد أتيتنى تقول لي رد الله إليك مالك،
لا أدرى أأقول لك أمسك المال وأنفقه لحالات مماثلة أم أقول لك أعده إلى فأنا فى حاجته أم ماذا أقول؟
أرسلتُ إليه المال في الصباح.
وعاهدني أن يُرسله إلي من أول مبلغ يقع تحت يده من عمله لأعيد إنفاقه على أسر الشهداء.
غاب شهرين وأرسل المال على دفعات لحالات كنت أكتب عنها.
وبرأت زوجتُه.
فيالله من كرمه وجوده على عباده، سبحان باسط النعم لعباده، سبحان الذى خزائنُهُ ملأى لا تُغيضها نفقة. 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply