عندك واسطة؟!


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

((ثلاثة أشياء تحتاجها في حياتك كي تنجح: الثقة في نفسك والإصرار على التنفيذ والتفاؤل كل يوم، وإذا كان عندك واسطة تجاهل جميع ما سبق((

لا أحب شكوى بعض الشباب من أنهم لم يجدوا الوظيفة لأنهم لا يملكون الواسطة، ولكن الواقع يقول إن هذه الطرفة تتكلم عن واقع وأن الواسطة أصبحت ركناً ركيناً في حياتنا!

فلا يمكن أن ترى تقديماً على وظيفة إلا وتجد البشوت أكثر من عدد المتقدمين، وبعض هذه البشوت لا تملك من الأمر إلا التكسب باسم الواسطة!

والمواطن العزيز لا يمكن أن يذهب إلى أي إدارة حكومية إلا بعد أن يعيد تكرار السؤال الشهير من خلال جميع وسائل التواصل (من يعرف أحدا؟!).

وجوالاتنا لا يمكن أن تمر عليها فترة طويلة إلا وتتلقى اتصالاً يبحث عن واسطة، وفي أحيان كثيرة من أجل العلاج، حتى علاج المريض أصبح يحتاج واسطة!

بل إننا تطرفنا في موضوع الواسطة حتى وصلت بنا الحال إلى أننا أصبحنا نحتاج إلى الواسطة لدى الشركات الخاصة التي نحن أساس وجودها، فموظف البنك يحتاج إلى واسطة كي يتفضل ويفتح لك حسابا! والاتصالات تحتاج إلى واسطة حتى تحصل على خط هاتفي! وشركة الكهرباء تحتاج إلى واسطة لكي لا يتأخر تركيب العداد! والمحلات التجارية تحتاج إلى واسطة كي لا تُنكب بالبضاعة المغشوشة!

حتى السباك والكهربائي تحتاج إلى أحد يعرفهما لكي لا تُضرب بمبلغ لا تعرف هل هو التكلفة الحقيقية لعمله أم لا؟ خصوصاً وأننا نعيش في ظل سياسة السقف المفتوح الذي فرضته علينا هذه العمالة!

 

ماذا بقي إذن للثقة بالنفس والإصرار والتفاؤل؟!

بقي أن نعلم أن ليست كل واسطة هي شفاعة حسنة كما يظن البعض، فبعض الواسطات لا يكسب منها أصحابها إلا دعوات المظلومين الذين حُرموا حقهم بسبب واسطته! بل إنه يكسب إثم فشل الفاشل الذي جاء عن طريقه!

وبقي أيضاً أن نبحث عن واسطة لدى هيئة مكافحة الفساد لتتحرك بصورة أكبر وتدرك أن الواسطات لا يمكن أن تتواجد وتترعرع إلا في مناخ تلوثه ميكروبات الفساد!

وأولاً وأخيراً: أين سنذهب أمام الله ممن لا يملك الواسطة؟!

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply