من يسبق إلى الشباب؟!


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

 

خلال الشهر الحالي تيسر لي بحمد الله حضور اجتماعين لإحدى لجان جامعة القصيم، وهذه اللجنة تعنى بتقديم البرامج العلمية والفكرية للطلاب والطالبات، ودار نقاش بناء وقوي حول منطلقات اللجنة ورؤيتها وأهدافها لأجل أن تبنى- على ضوء ذلك- الأساليب والآليات التي تحقق الأهداف المرجوة.

وهذا جهد مشكور للجامعة، وهذا الحوار لا شك جميل لرسم خطة العمل المطلوب، لكن السؤال الكبير الذي يطرح نفسه، ما أنواع التفكير التي تظهر على هذه الفئة؟! وما مجالات أنشطتهم؟ وهل لديهم فراغ في يومهم؟ وما المهارات التي يتقنونها؟ وما المواهب التي يملكونها؟ وهل ثمة مراكز تعنى بذلك دراسة وبحثاً وصناعة وبرمجة؟ حسب اطلاعي المحدود وما قرأت في بعض الدراسات فإن الشباب ما بين ١٥ إلى ٢٥ عاما لديهم ساعات فراغ متوسطها ٤ ساعات يومياً، ومعظم طرق التفكير تدور حول التفكير العاطفي، والواقعي، أما المهارات التي تعنى بالتحليل والمنطق والابداع فهذه محدودة.

أما مجالات أنشطتهم فتتمحور -عدا الدراسة والعمل- صباحاً، حول الرياضة والأصدقاء والاستراحات والانشغال بأجهزة التواصل الاجتماعي، ماذا يدار فيها؟ فحسب اهتماماتهم انها ترفيهية غالباً، مع أن كثيرا منهم يملكون مواهب كثيرة ومتعددة لكنها تحتاج اكتشافاً وتحفيزاً وصناعة بيئة مستثمرة ومحفزة، أما المهارات فهذه حسب المربين حولهم، إلا أن معظمهم ينشأ على ما اعتاده، وغالبا يدور حول الاستهلاك والروتين اليومي ما بين دراسة وطعام واستراحة أو شقة ونوم..الخ.

أما المراكز المتخصصة، سواء بحثية او برامجية في الجامعات أو القطاع الخاص، فتوجد على نطاق محدود، لكنها تحتاج تفعيلاً وحضوراً وتكاملاً، فطلابنا وطالباتنا وشبابنا وشاباتنا يمثلون ٥٠٪ تقريباً من المجتمع بحاجة ماسة للاستثمار بهم وخلق جو من الفهم والعلم والعمل والتحفيز والمنافسة الشريفة، وهذا يتأتى بضخ برامج تربوية ونفسية واجتماعية تصنعهم وتحتضنهم وتدعمهم، تقدمها الوزارات المعنية كالتعليم، والتدريب، والإعلام والشؤون الإسلامية والاجتماعية، ورئاسة رعاية الشباب، يرسم ذلك وزارة التخطيط، ومثل هذه المؤسسات الحكومية بحاجة لثلاثة أمور ضرورية:

الأول: مراجعة خططها وبرامجها مع وضع مؤشرات لأدائها وتطوير له.

الثاني: التعاون بينها مع التكامل ولعل في إنشاء المجلس الاقتصادي التنموي دفعة لتحقيق ذلك.

الثالث: أن لاُ يشغل المخططين منهجُ إطفاء الحرائق أو اللوم حول خطأ ماض، نعم يقيّم الماضي ويؤخذ منه عبرة، ويرتب الحاضر، ويخطط لمستقبلهم والانطلاق بمشروع كبيريحتضن هؤلاء الشباب والشابات ينطلق قراره من الإدارة العليا للبلد، لا سيما والقدرة متوفرة قبل مفاجآت قادمة، ويجب أن لا يتأخر كثيرا.. فالأعداد تتزايد والمتغيرات تتتابع فإن لم نبادر إليهم.. سيسبقنا غيرنا، والحياة سباق.

نحن في المملكة قادرون على صناعة جيل متميز مبدع فالعوامل متوفرة، مالاً، وقدرات، وخبرات، بقي البرامج المتكاملة، ولنا في بعض الدول المتقدمة الناشئة قدوة، كماليزيا، وكوريا الجنوبية، وسنغافورة وتركيا وغيرها، ولعل مركز الملك سلمان يتبنى ذلك في خططه الاستراتيجية؛ احتضانا وصناعة وريادة.

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply