تفسير قول الله تعالى (سيماهم في وجوههم من أثر السجود)


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

السيما ليست العلامة البارزة في الوجه بسبب وضع الجبهة والسجود لا يكون بالجبهة وحسب بل بجميع الجسد فمعنى (سيماهم في وجوههم) أي في أجسادهم وهو من باب ذكر الجزء وإرادة الكل على سبيل المجاز المرسل الذي علاقته الجزئية قال أمير المؤمنين عثمان: ما أسر أحد سريرة إلا أبداها الله على صَفَحَات وجهه، وفَلتَات لسانه.

وفي الحديث الذي في السنن: "اتقوا فراسة المؤمن، فإنه ينظر بنور الله"

وعن أبي سعيد، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، أنه قال: "لو أن أحدكم يعمل في صخرة صماء ليس لها باب ولا كوة ، لخرج عمله للناس كائنا ما كان" والسيما نور في الوجه ومواضع الغرر -بعد المرفقين وفوق الكعبين- وخشوع في الجوارح ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: "إن أمتي يُدْعَوْن يوم القيامة غُرًّا مُحَجَّلين من آثار الوضوء، فمن استطاع منكم أن يطيل غُرَّته فليفعل" وكذا سائر الجسد أيضا بدليل قوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: "تبلغ الحِلْية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء" وقد أثبت العلم أن طيف الطاقة الصادرة من أجساد المصلين تكون أكثر من غيرهم وأن المساجد القديمة كلها بنيت على مراكز طاقة تشع طيفا أكثر من غيرها (نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء) .

والله تعالى أعلى وأعلم .

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply