خمسون فائدة نفيسة من مقدمة التسهيل لابن جزي


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

 

الحمد لله القاهر، وصلى الله وسلم على نبيه الحاشر، أما بعدُ: فقد وفقني الله لقراءة شرح العلامة مساعد الطيار على مقدمة التسهيل لابن جزي مرتين، أولاهما في شهر شعبان عام أربع وثلاثين بعد الأربعمائة والألف، وثانيهما اليوم، ورأيت أن من حق مؤلفه علي بعد أن ارتويت من نهره أن أرسله كي تعم منفعته كما قال صلى الله عليه وسلم للزبير: اسق يا زبير ثم أرسل الماء إلى جارك)) أخرجاه. وهذه خمسون درة من الدرر المنثورة في طيات الكتاب، أسأل الله أن ينفع بها.

كتبه: باسل العنزي، السبت، الثاني من رجب لعام سبع وثلاثين بعد الأربعمائة والألف.

1- قال الشيخ مساعد الطيار وفقه الله عن أنواع التفاسير:

ومنهم من آثر الاختصار: كتفسير الوجيز للواحدي.

ومنهم من طول حتى أكثر الأسفار: كتفسير الرازي.

ومنهم من تكلم في بعض فنون العلم: كابن العربي في أحكام القران، وكذا كتب غريب القرآن.

ومنهم من اعتمد على نقل أقوال الناس: كالثعلبي، وابن أبي حاتم، والماوردي، وابن الجوزي، فهؤلاء يعدون نقلة للتفسير. ومنهم من عول على النظر والتحقيق والتدقيق: كابن جرير الطبري، وابن عطية. ص۱۱

2- العالم عندما يؤلف كتاباً، فهو يرجو الثواب الأخروي، فالتأليف عمل صالح كغيره من الأعمال الصالحة.

إذن؛ فلا يصح أن يقال لمن ألف كتاباً: الكتب كثيرة فلمَ تؤلف!! ولهذا لا نستغرب من كثرة مؤلفات علماء المسلمين لأنهم يرجون الثواب الأخروي. ص۱٢

3- قال الواحدي ت(٤٦٨هــ) في تفسيره الوجيز:

وهذا كتاب أنا نازل فيه إلى درجة أهل زماننا لتعجيل منفعتهم وتحيصباً للمثوبة من إفادتهم.

قال الطيار: وهذا يحسن أن يكون مقصداً لمن أراد أن يؤلف لعامة الناس. ص۱٤.

4- قال الشيخ الطيار وفقه الله: وكتاب السهيلي ت(٥٨۱هــ) نتائج الفكر هو في كتاب في علم النحو، وفيه من النكت والفوائد والطرائف التفسيرية الكثير والعجيب، وقد استفاد منه ابن القيم كثيراً في كتابه بدائع الفوائد. شرح مقدمة التسيهل ص۱٧

5- قال الشيخ الطيار وفقه الغفار: وبعض كتب التفسير يغلب عليها نقل الأقوال وعدم التحقيق، وأما الكتب التي تتميز بالتحقيق:

تفسير ابن جرير ت(٣۱۰هــ) فهو من الكتب للتي تعتمد تمييز الراجح من المرجوح والتحقيق في أقوال المفسرين، وكذلك تفسير ابن عطية ت(٥٤٢هــ) وتفسير القرطبي ت(٦٧۱هــ) وتفسير أبي حيان ت(٧٤٥هــ) وتفسير ابن كثير ت(٧٧٤هــ) وتفسير الألوسي ت(۱٢٧۰هــ) وتفسير ابن عاشور ت(۱٣٩٣هــ).

فهذه الكتب المحررة ستجد فيها نقاشات علمية وترجيحات وتحريرات في التفسير. شرح مقدمة التسهيل ص۱٩

6- قال الشيخ الطيار وفقه الغفار:

إن ما يتعلق بصحة الإسناد لم يكن مشكلة جوهرية عند علماء المفسرين... والمقصود أن قضية صحة الإسناد في آثار السلف لا تمثل مشكلة كبيرة؛ بدلالة أن علماءنا منذ القرن الثاني ومن بعده لم يتوقفوا في هذه الأسانيد وقبلوها وعملوا بما فيها، مع علمهم التام أن في بعضها كلام، كما في رواية الضحاك ت(۱۰٥هــ) عن ابن عباس ت(٦٨هــ) فإن فيها انقطاعاً، وكذل رواية العوفيين عن جدهم عطية العوفي ت(۱۱۱هــ) عن ابن عباس فيها ضعفاً، ومع ذلك أخذوا بها.

وهنا ينبه إلى فائدة مهمة قد تخفى على طلاب العلم وهو: أن عمل العلماء وتتابعهم على قبول هذه الروايات محكّم معتبر، وكذا هو الحال في كثير من روايات السلف التي علمت مخارجها أو كانت نسخاً تروي عن أصحابها بالإسناد كنسخة العوفي عن ابن عباس، أو نسخة علي بن أبي طلحة ت(۱٤٥هــ) عن ابن عباس. ص٢٣

7- قال الشيخ الطيار وفقه الغفار:

فيجب أن نعرف أن للعلماء مناهج في الحديث عن علوم القرآن، فبعضهم ألف مؤلفات مفردة كالناسخ والمنسوخ والمكي والمدني، وبعضهم ألف كتاباً فيه عدد من علوم القرآن: مثل كتاب البرهان للزركشي ت(٧٩٤هــ) والإتقان للسيوطي ت(٩۱۱هــ).

والمشكلة التي تقع للبعض في الوقت الحاضر أنه لا يفهم أنواع علوم القرآن إلا من خلال ما كتبه الزركشي والسيوطي، فأي كتاب لا يتمثل فيه صبغة البرهان أو الإاقان فإنه عنده ليس من علوم القرآن، وتنظير علوم القرآن من هذين الكتابين فحسب فيه نظر. ص٢٥هــ

8- قال الشيخ الطيار وفقه الغفار:

علوم التفسير وعلوم القرآن بينهما فرق، ونعرفه إذا فهمنا المراد بالتفسير وهو: بيان معلني كلام الله، فإذا جئنا إلى قوله تعال: خلق للإنسان من علق)) فمعناه خلق الإنسان من العلقة التي تتمون في الرحم وهذا هو التفسير.

وإن قلنا أن هذه الآيات من سورة العلق أول ما نول من القرآن، فهذا من علوم القرآن لا التفسير.

والمقصود: أن المعنى إذا كان لا يتم إلا بفهم معلومة معينة فنقول هذه المعلومة من الافسير، وإذا كان المعنى يفهم بدونها فهي من علوم القرآن.

وعلوم القرآن قد تكون من علوم السورة: كفضائلها وعدد آياتها واسمها.

وقد تكون من علوم الآية: كسبب نزولها ومكان نزولها ومشكلها وناسخها...إلخ. ص٢٩

9- قال الشيخ الطيار وفقه الغفار:

ومن الأخطاء الطريفة من قال: كتب الصحابة في مصحف (فتبينوا) وفي مصحف (فتثبتوا)

وهذا غلط؛ لأن النقط ليس من عمل الصحابة ولا هو مما يتعلق بالرسم. ص٤٦

10- قال الشيخ الطيار وفقه الغفار:

ومن أنفس الكتب في الرسم ما طبع في مجمع الملك فهد (الطراز شرح ضبط الخراز) وهو أصل من الأصول التي اعتمد عليها في المصاحف المطبوعة في عصرنا. ص٥۰

11- قال الشيخ الطيار وفقه الغفار:

لما نسخ عثمان المصاحف لم يلزم الناس بحرف واحد ما نزل. ص٤٦

12- قال الشيخ الطيار وفقه الغفار:

عثمان كتب ستة مصاحف، ولا يصح وجود شيء منها الآن، ومصحف طشقند الذي ينسب إلى عثمان ليس بصحيح. ص٤٩

13- قال الشيخ الطيار وفقه الغفار:

أول من أدخل النقط في المصحف هو أبو الأسود الدؤلي ت(٦٩هــ). شرح مقدمة التسهيل ص٥٥

14- قال الشيخ الطيار وفقه الغفار:

نقط الإعجام على يد يحيى بن يعمر ت(۱٢٩هــ) وقيل نصر بن عاصم ت(٩۰هــ) وهي النقط التي توضع فوق الحرف وتحته. شرح مقدمة التسهيل ص٥٦

15- قال الشيخ الطيار وفقه الغفار:

الخليل ت(۱٧٥هــ) أدخل الشكل الذي هو الآن الفتحة والضمة والكسرة، وكان له فيها اصطلاح، ثم عُدل بعده بعض الشكل. ص٥٧

16- قال الشيخ الطيار وفقه الغفار:

المشتهر عند العلماء أن أسماء القرآن أربعة فقط: القرآن والفرقان والذكر والكتاب، وما عداها فهو صفات لا أسماء.ص٦۱

17- قال الشيخ الطيار وفقه الغفار:

الأصل في تسمية سور القرآن أنها من الرسول صلى الله عليه وسلم، أما المسميات الموجودة الآن فعلى ثلاث مراتب: منها ما ثبت تسميته عن الرسول، ومنها عن الصحابة، ومنها عن التابعين إلى يومنا هذا. ص٦٣

18- قال الشيخ الطيار وفقه الغفار:

الاصطلاح على تسمية سورة باسم: جائز، ولم يرد نهي عن ذلك، وما زال العمل على هذا من عهد الصحابة إلى يومنا هذا. ص٦٤

19- هذا الضابط بأن ما نزل قبل الهجرة فهو مكي، وما نزل بعدها فهو مدني، ضابط متقدم قد قال به علماء من التابعين، مثل يحيى بن سلام ت(٢۰۰هــ) وعلي بن الحسين بن واقد ت(٢۱۱هــ). ص٦٩

20- قال الشيخ الطيار وفقه الغفار:

نزول الآية مرتين خلاف الأصل، والأحاديث الواردة في كون اية نزلت مرتين فيها ضعف، وينظر في هذه المسألة: المحرر في أسباب النزول للدكتور خالد المزيني، وليس نزول جبريل عليه السلام لمدارسة الرسول عليه الصلاة والسلام في رمضان من هذا الباب. ص٧۰

21- قال الشيخ الطيار وفقه الغفار:

أغلب مسائل المكي والمدني من علوم القرآن وليست من علوم التفسير لأنه ليس لها أثر في المعنى.

وهناك مسائل جزئية من المكي والمدني لها أثر في التفسير، خاصة ما يتعلق بالترجيح بين الأقوال. ص٧٣

22- العلماء المتقدمون قد ذكروا الموضوعات القرانية، لذا يحسن أن ننبه إلى أن تراث العلماء فيه أشياء كثيرة قد نغفل عنها فنظن أنهم لم يتكلموا بها وهم قد تكلموا وأفاضوا، وفي أثر عائشة إشارة إلى النظر الموضوعي للقرآن. ص٧٨

23- هناك تشابه فيما كتب في علوم القرآن وما كتب في أصول الفقه، وسبب ذلك أن من كتب في أصول الفقه أسبق ممن كتب في علوم القرآن، ولو نُظر لهذه العلوم -الناسخ والمنسوخ والمطلق والمقيد وغيرها-  على أنها من علوم القرآن لظهر عندنا مسائل مغايرة لما في أصول الفقه، فأخذ علوم القران من كتب أصول الفقه دون تحرير المسائل المختصة بالتفسير جعل في كتب علوم القرآن قصوراً، ومما يحسن أن يوجه الطلاب في البحوث إلى استخراج مسائل علوم القرآن من كتب المفسرين وأن يجتهدوا في استدراك المسائل المتعلقة بعلوم القران مما لم يذكره المتقدمون. ص٨٣

24- والذين تكلموا عن أنواع اختلاف التفسير الوارد في التفسير هم: ابن تيمية ثم ابن جزي ثم الشاطبي ثم ابن عثيمين، فهؤلاء لهم تنظير في أنواع الاختلاف الوارد في التفسير. ص٩٦

25- طريقة تلقي القراءات تختلف عن تلقي الأحاديث، فالأحاديث تنفع فيها الوجادة، أما القراءات فلا ينفع فيها إلا المذافهة فقط إما عرضاً وإما سماعاً. ص۱۰٢

26- تفسير ابن جزي هذا مبني على قراءة نافع ت(۱۱٧هــ) لذا فإنه يلزم في طباعة هذا التفسير أن يكون مرسوماً بهذه الرواية، ولو طبع على قراءة حفص ت(۱٨۰هــ) فسيقع خلل في التفسير. ص۱۰٢

27- المفسر لا يحتاج كل علم القراءات في التفسير، بل يحتاج إلى الاختلاف الذي يبين المعنى، ولا يلزم المفسر أن يكون عالماً بتفلصيل القراءات، ولا يطلب منه أن يكون مقرئاً، كما لا نطلب من المقرئ أن يكون مفسراً، ولا يقال للمفسر ماذا قرأ نافع وماذا قرأ قالون، بل هذا يطلب من المقرئين. ص۱۰٣

28- المفسر لا يحتاج إلى علم الفقه بأصوله وفروعه في علم التفسير، لأن المفسر لا يطلب منه ذكر فروع المسائل الفقهية؛ بل يطلب منه أن يفهم المسائل الفقهية المنصوص عليها في القران، أما ما عدا ذلك من الاستنباطات وتفصيل مسائل الفقه فليس من مهمة المفسر ولا من صلب التفسير ولا هو مما يحسن إدخاله في كتب التفسير. ص۱۰٦

29- لا يكاد يوجد للحنابلة كتاب في أحكام القرآن. ص۱۰٧

30- تضييق بعض المعاصرين لمسألة الإسرائيليات خطأ، فللذي رفع الحرج عن الأمة في التحديث عنهم هو الرسول. ص۱۱٩

31- أنفس كتب غريب القرآن: كتاب مفردات القرآن للراغب الأصفهاني. ص۱٣٧

32- المفسر لا يطلب منه أن يكون متقناً للنحو بجميع تفاصيله، وإنما يطلب منه أصول المسائل من هذا العلم. ص۱٣٩

33- من العجيب أن ترى من يدافع عن قول شيخه أو يمجد قول عالم متأخر ولا تراه يلقي بالاً لقول السلف، والسبب هو التربية العلمية التي يتلقاها الطالب في بداية طلبه، فكلما كان تلقيه عن شيخ يرى قول السلف ويعتبره كان أكثر احتراماً لقولهم واعتباراً به ممن تلقى العلم على من لم يعتبرهم وحاله يقول هم رجال ونحن رجال!! ص۱٨٣

34- لم يرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم النهي عن تفسير القرآن، بل الوارد عنه هو الدعاء لابن عباس بفهمه للتأويل. ص۱٩٥

35- الماوردي في تفسيره أقوال للمعتزلة ولم ينتقدها،وبهذا طعن عليه حتى قيل إنه من المعتزلة. ص٢۰٦

36- كتب أبي جعفر النحاس ت(٣٣٨هــ) نفيسة جداً، ويلحظ أنه استفاد من في جميع كتبه من تفسير الطبري. ص٢۰٨

37- ابن عطية أشعري، وقد اشتد عليه ابن حجر الهيتمي وابن عرفة المالكي ونسباه إلى الاعتزال، قال عنه ابن حجر: ضرر تفسير ابن عطية أشد من ضرر الكشاف للزمخشري. ص٢۱٣

38- تفسير ابن عطية من أتفس كتب التفسير وفيه عناية في توجيه أقوال المفسرين وله في ذلك ما لم يسبق إليه فيما أعلم. ص٢۱٣

39- قال البلقيني ت(٨۰٥هــ) استخرجت من الكشاف اعتزالاً بالمناقيش. ص٢۱٥

40- الرازي ت(٦۰٤هــ) استفاد من تفسير الزمخشري ت(٥٨٣هــ) فترى الفائدة في تفسير الزمخشري في سطر وعند الرازي يشققها إلى مسائل. ص٢۱٦

41- من أنفس كتب النسخ كتاب الدكتور مصطفى زيد (النسخ في القرآن). ص٢٢٤

42- مصطلح التواتر قد أحدث مشكلات علمية في الحديث والاعتقاد وانجر ذلك إلى أسانيد القراءة وغيرها،مما يحتاج إلى إعادة النظر فيه مفهوم هذا المصطلح وإلى استبداله بما يناسب طبيعة كل علم بحيث لا يبقى غامضاً موهماً إذ كم هدم معلومات بسبب القول به على اصطلاح المتكلمين. ص٢٣٩

43- أصل اللغات توقيفي ثم دخله الاصطلاح. ص٢٦٢

44- أصول كلام العرب كان ممتداً إلى قوم نوح فأسماء أصنامهم عربية. ص٢٦٣

45- الكناية فيها خلاف هل وقعت في القران أم لا، وهناك كتاب معاصر قال مؤلفه أنها لم تقع. ص٢٦٥

46- مصطلح المعجزة لا يوجد في الكتاب ولا السنة ولا كلام السلف بل ورد عن المعتزلة. ص٢٧٥

47- الصواب الذي أراه أن المعجزات لم يقع فيها تحدي، بل التحدي وقع بالقرآن فقط، فحنين الجذع وتسبيح الحصى وغير ذلك لم يقع فيه تحدي. ص٢٧٧

48- في رأيي الخاص: لا يلزم في معجزات الأنبياء أن تتوافق مع ما اشتهر به أقوامهم. ص٢٨٣

49- قد وُضع في فضل كل سورة حديث، حيث وضع على أبي بن كعب ورفع إلى النبي، وهو الذي يصدر به الزمخشري تفسير كل سورة وكذا البيضاوي والواحدي والثعلبي. ص٢٨٨

50- من كتب التفسير التي تتميز بضغط العبارة واحتياجها إلى شرح وفك؛ تفسير البيضاوي، وفي بعض عباراته غموض،وهذا موجود في تفسير الجلالين، والإفراط في الاختصار إذا أدى إلى الغموض فهو عيب في التأليف. ص۱٥

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply