ولاء السائق ووفاء الدكتور!!


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

تمتاز المنطقة الشرقية عن غيرها من مناطق بلدنا الحبيبة بكثرة الديوانيات، والتي تجمع نخبة من افراد المجتمع والإخوة المقيمين بعيدا عن الرسميات فنجد تلك المجالس عبارة عن امسيات أسبوعية لطيفة خفيفة يتم من خلالها نقاش مواضيع عامة وهامة واحيانا يكون هناك ضيف مدعو للحديث عن موضوع من مواضيع الساعة الساخنة وما أكثر المواضيع الساخنة في هذا العصر, قد يكون الموضوع دينيا، علميا، طبيا، اقتصاديا، رياضيا، فنيا.. الخ.

كان لابد من المقدمة لمن قد يجهل عالم الديوانيات وطقوسها مثل (حكايتي) قبل ان أصبح من رواد تلك الديوانيات، يوم الثلاثاء الثامن من شهر مارس 2016 كان جميع رواد ديوانية الدكتور احمد العلي على موعد مع ضيف خاص كما ذكر الدكتور، البعض كان يتساءل، يا ترى من هو ذلك الضيف، تعودنا من الدكتور ان يخبرنا عن طريق مجموعة (الواتس اب) بالديوانية عن اسم الضيف وما سيتم طرحه من موضوع للنقاش في الأمسية فالديوانية تشرفت برجال علم ودين ورجال اعمال ومحللين سياسيين واقتصاديين فمن يكون ذلك الضيف المميز!؟

فعلا، كان ضيفا مميزا، ومكمن التميز انه السيد رفيق احمد الذي يخدم رواد الديوانية دون كلل او ملل ولم يتوقع احد انه الضيف المحتفى به، ضيف تلك الليلة سائق العائلة عند الدكتور احمد منذ خمسة وعشرين عاما، وكما نقل لي الأخ عبداللطيف المتحدث البارع كيف كانت الفرحة على وجوه الجميع عندما أعلن اسم السائق رفيق كضيف ومحتفى به، وبعد ان اثنى الدكتور احمد على السائق من خلال كلمته، قدم له شهادة تقدير مع مكافأة مالية عبارة عن راتبين قدرها (5000) ريال وهذا ما سماه الجميع في تلك الليلة الوفاء لأهل العطاء، جميل جدا ان نلتفت إلى من يعمل معنا وقد يكونون في خانة ما يسمى (النقطة العمياء) لأنه عادة الناس قد تهتم بمن هم على بعد ولكن تتجاهل المقربين دون قصد وقد يتناسون اقرب الناس لهم, في حياتنا الكثير من النقاط العمياء والتي تحتاج منا ان نتحرك قليلا لكي نستطيع مشاهدة او مساعدة من يقع في تلك البقعة من النسيان، سواء أكانوا أقرباء أم ممن يعمل تحت كفالتنا، البعض يعتقد انه بمجرد ان يعطي الاجير راتبه فقد وفى وكفى، ونسي ان سحر وقوة الابتسامة مع الكلمة الطيبة لا تقل أهمية عن الراتب الذي اتى من اجله.

وعلى فكرة الأمثلة في هذا الجانب المضيء لا تعد ولا تحصى من اهل الخير في بلدنا ولكن للأسف، ما يطغى على وسائل الاعلام سوى الصور السلبية ولا نعلم هل التفرقة في النشر مقصودة وان وراء الاكمة ما وراءها ام ان اهل الخير هم من حجب اعمالهم خوفا من الرياء والسمعة!!؟ من وجهة نظري، ان أحد اهم الأسباب في عدم انتشار الصور والمواقف الإيجابية، ان أصحاب المواقف الإيجابية يخافون ان تعد أعمالهم من الرياء والسمعة فلا يحبذون ان يذكروها، بلدنا يتعرض لهجوم مدروس وشرس وهناك من يتربص بنا على كل شاردة وواردة خصوصا ما يتعلق بمعاملة المكفولين، من خدم وسائقين وهاهم قد حققوا مبتغاهم والدليل ان اغلب الدول ممن كنا نتعامل معهم قد أحجموا في التعاون معنا ولم نعد نستطيع ان نستقدم، بسبب الصور السلبية التي طغت على كل إيجابي.

رسالة لمن قد يسيء او يجهل التعامل مع من يعمل تحت كفالته، عليكم ان تخافوا الله فيهم, اعطوهم رواتبهم في اوقاتها ولا تنسوا انهم قد تغربوا من اجل توفير لقمة عيش كريمة لأسرهم ولن يحتملوا تأخير رواتبهم فهناك المريض والمحتاج والجائع فلا تخذلوهم, فيما يخص المسكن، اسكنوهم في مساكن تليق بإنسانيتهم, اكسوهم مع كل مناسبة واعياد، وكذلك عند الحجز لهم لا تبحثوا عن الارخص من بين شركات الطيران وعدم اختيار تلك الرحلات التي تهبط في عدد من المطارات قبل ان يصل او تصل الى اوطانهم من اجل توفير مبلغ زهيد.

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply