مِنْ أعلام اللغة المعاصرين


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

يستضيء هذا الرِّواقُ بأحد أعلام العربية المعاصرين وعلمائها الشاهدين على تاريخها، نجتني من سيرته رُطبًا جنيًّا، ونقتطف من محاورته أفكارًا ورؤًى تنير دروب السالكين مهادَ العربيةِ، وتضيء آفاق الباحثين عن لآلئها بين الأصداف، وتقدم جزءًا من حق هؤلاء العلماء علينا، وتُزْخِرُ المكتبة العربية بإشراقات من حياة هؤلاء السادة وآثارهم الساطعة وسِيَرِهم الناصعة، فهم الذين جَلَوا بكلامهم الأبصارَ الكَليلةَ، وشَحَذوا بمنطقهم الأذهانَ العَليلة، فنبَّهوا القلوبَ مِنْ رَقْدتها، ونقلوها مِن سوء عادتها، فداوَوها من العيِّ الفاضح، ونهجوا لها الطريق الواضح.

شيخ البلاغيين العلامة اللغوي الأستاذ الدكتور محمد محمد أبو موسى

أستاذ البلاغة بجامعة الأزهر القاهرة

حين نتلمَّسُ الكتابة في سيرة علم من أعلام اللغة المعاصرين في شأن العلامة الأستاذ الدكتور أبي موسى لا يبرح القلمُ مكانه إلا ريثما تتفجر قوى النفس على استيعاب تلك الملكات العالية التي مُنِحَتْهَا تلك الشخصيةُ الفذَّة التي تحمل نفسًا كبيرة متشبِّعة بكل ما هو قَمِينٌ بحسن الموقع وبانتفاع المستمع.

حُبِّب العلامة أبو موسى إلى النفوس، واتصلت مدرسته البلاغية بالأذهان، والتحمتْ مسالكه في الفكر اللغوي بالعقول فهشَّتْ له الأسماع، وخفَّت كلماته المأثوراتُ على ألسُن الرواة، وصارت سيرته مثلًا للعالم الرئيس الرَّيِّضِ في علمه وبابته، فأحببنا أن نأخذ منها بقبس نستضيء به في حوالك الليالي ، ونتلمس منها الهدى في بلوغ المعالي .

 

نشأته ومرباه وتخرجه العلمي ومسيرته العملية:

ولد العلامة محمد محمد حسنين أبو موسى في مصر المحروسة عام سبعة وثلاثين وتسعمئة بعد الألف الميلادية (1937م)، في قرية من قرى محافظة كفر الشيخ تسمى قرية الزوامل، ونشأ كما ينشأ الطفل آنئذ على حفظ القرآن الكريم، والتحق بالأزهر الشريف وتدرج في سنواته ومراحله الدراسية بداية من معهد دسوق الديني التابع للأزهر الشريف حتى تخرج في كلية اللغة العربية عام (1963م)، وكان من أوائل الكلية فعُيِّن معيدًا بها، وحصل على درجة التخصص (الماجستير) في البلاغة بتقدير ممتاز من الكلية نفسها عام (1967م)، ثم حصل على درجة العالمية (الدكتوراه) عام (1971م)، وترقى في الوظائف العلمية بالكلية، فعُيِّن أستاذًا مساعدًا عام (1971م)، ورُقِّي إلى درجة أستاذ مشارك عام (1976م)، ورُقِّيَ إلى درجة أستاذ بالكلية عام (1981م)، أعير من جامعة الأزهر إلى جامعة بني غازي في ليبيا من عام (1973م إلى 1977م)، وطبعت له جامعة " بني غازي" كتابين هما (التصوير البياني ودلالات التراكيب)، وفي عام (1977م) رجع إلى العمل في جامعة الأزهر، وفي العام نفسه خرج أستاذًا زائرًا إلى جامعة أم درمان الإسلامية لمدة ثلاثة أشهر، ثم أعير من جامعة الأزهر إلى جامعة أم القرى في عام (1981م) وبقي إلى سنة (1985م)، ثم رجع إلى الأزهر حيث عُيِّن رئيسًا لقسم البلاغة عام (1985م)، واختير عضوًا في اللجنة الدائمة لترقية الأساتذة بقسم البلاغة بجامعة الأزهر سنة (1987م)، ثم أعير مرة ثانية من الأزهر إلى أم القرى (1994م) وبقي فيها إلى وقت قريب، وهو الآن يعمل بالتدريس لمادة البلاغة في قسم الدراسات العليا بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر-القاهرة، وفي عام (2012م)، اختير عضوًا في هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، وللشيخ دروس أسبوعية يلقيها في الجامع الأزهر يوم الثلاثاء يشرح فيها أُمَّات الكتب البلاغية كأسرار البلاغة لعبد القاهر الجرجاني.

 

من شيوخه:

الأستاذ عبد السميع شبانة، ورفعت فتح الله، وأحمد كحيل، والشيخ الحجار، امتحنه شفويًّا الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد، والشيخ محمد علي النجار محقق الخصائص واختبره بالنحو.

ومن زملائه: العلامة المحقق النحوي د.محمد إبراهيم البنا محقق ابن كثير ونتائج الفكر للسهيلي وأسد الغابة، وعبد الفتاح حجاب، وعبدالعز علاّم، وسيد العراقي.

تربى على كتب الكبار من علماء عصره وأدبائهم وقد سُئل حفظه الله عن العلماء الذين يهتم بكتاباتهم ومؤلفاتهم فأجاب قائلًا: ((العلامة محمود شاكر وكانت لي علاقة وصداقة معه، وهو من شيوخي وكان له اهتمام بالجيل الناشئ، بل كان بمجلس الكبار والوزراء يهتم بالجيل الواعد ويقدمهم على من حضر، ومنهم الرافعي والعقاد مع أني أرفض كثيرًا من آراء العقاد، ولكن هناك فرق بين عمق علمه وبين تفكيره))(1).

 

الإنجازات والمؤتمرات والندوات :

أشرف الشيخ أبو موسى على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه في جامعتي الأزهر وأم القرى، وناقش طائفة من رسائل الماجستير والدكتوراه في جامعتي الأزهر وأم القرى ، وفي خارجهما في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وجامعة الإمام محمد ابن سعود ، والرئاسة العامة لتعليم البنات (سابقا)، وجامعة البحرين بدولة البحرين , وجامعة اليرموك بالأردن، وشارك في العديد من المنتديات الفكرية والمؤتمرات العلمية النقدية واللغوية في مصر والعالم العربي.

 

الكتب والبحوث :

له عدد من البحوث المحكمة في مجلات الكليات العلمية في الأزهر وبني غازي، وأم القرى،و نشر مقالات شهرية في مجلات الوعي الإسلامي (الكويت)،والثقافة العربية (ليبيا) ،ومنبر الإسلام (مصر)، ومجلة الأزهر (مصر)، ومن كتبه:

-البلاغة القرآنية في تفسير الزمخشري و أثرها في الدراسات البلاغية-مكتبة وهبة بالقاهرة .

-خصائص التراكيب-مكتبة وهبة بالقاهرة .

-دلالات التراكيب-دراسة بلاغية-مكتبة وهبة بالقاهرة .

-قراءة في الأدب القديم-مكتبة وهبة بالقاهرة .

-التصوير البياني -دراسة تحليلية لمسائل البيان-مكتبة وهبة بالقاهرة .

-دراسة في البلاغة والشعر-مكتبة وهبة بالقاهرة .

-الإعجاز البلاغي -دراسة تحليلية لتراث أهل العلم-مكتبة وهبة بالقاهرة .

-القوس العذراء وقراءة التراث-مكتبة وهبة بالقاهرة .

-مدخل إلى كتابي عبد القاهر الجرجاني-مكتبة وهبة بالقاهرة.

-مراجعات في أصول الدرس البلاغي-مكتبة وهبة بالقاهرة .

-تقريب منهاج البلغاء لحازم القرطاجني-مكتبة وهبة بالقاهرة .

-شرح أحاديث من صحيح البخاري، دراسة في سمت الكلام الأول-مكتبة وهبة بالقاهرة.

-شرح أحاديث من صحيح مسلم،دراسة في سمت الكلام الأول-مكتبة وهبة بالقاهرة.

-من أسرار التعبير القرآني ، دراسة تحليلية لسورة الأحزاب -مكتبة وهبة بالقاهرة .

-الشعر الجاهلي ، دراسة في منازع الشعراء -مكتبة وهبة، القاهرة.

-مناهج علمائنا في بناء المعرفة-مكتبة وهبة، القاهرة.

-آل حم الجاثية - الأحقاف دراسة فى أسرار البيان-مكتبة وهبة، القاهرة.

-آل حم الشورى - الزخرف - الدخان دراسة فى أسرار البيان-مكتبة وهبة، القاهرة.

-آل حم غافر - فصلت دراسة فى أسرار البيان-مكتبة وهبة، القاهرة.

-سلسلة دروس ومحاضرات مرئية في شرح دلائل الإعجاز لعبد القاهر الجرجاني.

-سلسلة دروس ومحاضرات مرئية في شرح أسرار البلاغة لعبد القاهر.

 

ملامح شخصيته الفكرية:

تربى العلامة أبو موسى في أروقة المدرسة الشاكرية (مدرسة العلامة محمود شاكر رحمه الله)، ونهل من منابعها الفكرية والثقافية، ولا ريب فقد كان الشيخ شاكر رحمة الله عليه جامعة تجمع طلابها وتحتضنهم وتربِّتُ عليهم وتمدهم من العلم والاحتفاء مدًّا، يقول الدكتور أبو موسى متحدثًا عن شيخه محمود شاكر-رحمه الله-: ((ومن المفيد أنْ أذكر أنَّ الأستاذ -رحمه الله- كان شديد الحفاوة بالجيل الجديد، وكان يستشعر أنَّ لهذا الجيل حقًّا عليه، وأنَّ له أمانةً في عنقه، وأنَّ عليه أنْ يُنير له الطريق، حتى لا يسقط في المِحَن التي تُشْبه المحنة التي أوشك أنْ يسقط فيها، وهي مِحْنة الشِّعْر الجاهليِّ، وأنَّ الله سبحانه نجَّاه منها، وسقط فيها جِيلُه، وأنَّ جيله الذي سقط في هذه المِحْنة هو الذي يُربِّي الجيل القادم)). وقد تشبَّع الشيخ في بداياته بكتابات شاكر ومعاركه الأدبية، وعن كتابه "نمط صعب ونمط مخيف" يقول أبو موسى: ((لا يجوز لمن يتكلم في الشعر أن يكون بمعزلٍ عن طول المراجعة في هذا الكتاب، إذا كان هذا المتكلم يحرص على أن يقول شيئًا نافعًا، ويرفض أن يكون من الذين يتكلمون بما في عقول غيرهم، ومن الذين يتكلمون عن أدبنا بغير كلامنا)).

وربما كان من أبرز ملامح هذه الشخصية الفذة هي الإيمان الراسخ بفكرة تشاجر العلوم وهي فكرة أدركها سلفنا؛ فطبقوها عمليًّا حين وجدنا العالم منهم يكاد يكون متخصصًا في أكثر من علم، وإن غلب عليه التفرد في علم أو أكثر من تلك العلوم، وقد كان لهذه الرؤية الشاملة في تلقِّي العلم ومدارسته أثرٌ واضح في إثراء تجاربهم العلمية، وغنى مؤلفاتهم، وسعة أفقهم، ورسوخ قدمهم في مسالك الأفكار ودقة نظرهم في ما تقصد إليه الأبصار.

ومن هذا الباب كان احتفاء العلامة أبي موسى بضرورة النظر الشامل إلى التراث العربي الإسلامي، في علومه المختلفة نظرًا يتتبع الصلات والوشائج التي تقِفُك على تشاجر العلوم وكونها تسقى بماء واحد؛ وتلتقي وتتحد في منهج واحد وإنْ بَدَتْ في الظاهر علومًا متعددة(2).

كما كان الشيخ يركز دائمًا على فكرة أساس نهضة الأمم، ويرى" أن من الحقائق المقررة أنَّ نهضاتِ الأمم لا تكونُ إلا بعقولِ أبنائها، واجتهاداتِهم الخلّاقةِ، وأنَّ تجديد العلوم والمعارف ليس له إلّا طريقٌ واحدٌ، وهو أنْ نُعْمِلَ عقولَنا في هذه العلوم والمعارف، وأنْ نستخرجَ مضموناتِها المضمراتِ في كلماتها، أو التي هي مندسّةٌ مُبْهَمةٌ في نفوس كاتبيها، غمغمتْ بها آثارهم غمغمةً تائهةً، لا يلتقطها إلا الباحث الدَّرِب "(3).

وقد حرص الشيخ في غير موضعٍ من كتبه على بثِّ هذه الحقيقة، مؤكِّدًا على أنه " لم تُعْرَفْ أُمّةٌ بَنَتْ حضارتَها بعقول غيرها، ولا جدَّدَتْ معارفَها بمعارف غيرها، وأنّه لن يكون هناك نموٌّ معرفيٌّ إلّا إذا كان الامتدادُ امتدادًا من داخل الحياة الفكرية والأدبيّة، يتناسلُ بعضُهُ من بعض، كما يتناسلُ جيلٌ من جيل، ولن يكون هناك تطوّرٌ إلا إذا استُخرِجتْ هذه المرحلةُ مما قبلها، ولنْ يتمَّ هذا إلا إذا دارتْ عقولُنا وقلوبُنا في هذا الفكر الذي بين أيدينا، ودارتْ به، وعانَتْ تحليلَهُ و الاستنباطَ منه، وكانت هذه المادةُ هي مادة الدرسِ في حلقات العلم في كل جامعة، ومادة النظر بين يدي كلِّ كاتبٍ "(4).

 

منهج شخصيته العلمية:

يرى أبو موسى أن المنهجية العلمية تعني أن يكون العالم مراعيًا لجانبين جانب البحث العلمي المنهجي المناسب لواقعه وظروفه، وجانب تيسير العلوم وتقريبها للأجيال اللاحقة، وفي ذلك يقول: ((كان لكل عالم من علمائنا قديما عينان: عينٌ تبحثُ في العلم فتنتج فيه ما يناسب العلم، وعينٌ تقرِّبُ العلم للجيل الذي هو مسئول عنه.. ومثال ذلك ابن هشام الأنصاري، ألَّف في العلم (علم النحو) "مغني اللبيب" وهو ناتج بحثه في العلم.. وقرَّب العلم للجيل الذي عاصره فألَّف القَطْرَ والشُّذُورَ وأوضح المسالك... لمستويات متباينة)).

وقد قامت أكثر دراسات الشيخ أبي موسى على ركنين ركينين : تتبع الفكرة البلاغية ومسائل هذا الفن وقد تجلى ذلك في كتبٍ مثل : "خصائص التراكيب "، و" دلالات التراكيب"، و " التصوير البياني "، وشيء مما في كتابه: "دراسة في البلاغة والشعر " وغيرها . وتتبع حركة عقول العلماء وأفذاذ الرجال، وقد ظهر ذلك في كتب من مثل : " الإعجاز البلاغي، دراسة تحليلية لتراث أهل العلم "، و "مدخل إلى كتابي عبد القاهر الجرجاني "، وكتاب " تقريب منهاج البلغاء لحازم القرطاجني"، وبعض مباحث كتاب " دراسة في البلاغة والشعر ". وجمع بين الركنين في دراسات متعددة متنوعة من مثل : " البلاغة القرآنية في تفسير الزمخشري وأثرها في الدراسات البلاغية "، و" شرح أحاديث من صحيح البخاري دراسة في سمت الكلام الأول "، و " قراءة في الأدب القديم "، ومباحث متعددة من كتبه التي سلف ذكرها(5).

وقد عني الشيخ في هذا الجانب بفكرة شغلته كثيرًا وهي " دراسة تطور تراكيب الكلام في الشعر والنثر وفي كل ما يجري به اللسان: " فكل نصٍّ لابد أن يُرى عليه ميسم عصره ؛ والوصول إلى هذا لا يتأتّى عند شيخنا من طريق الحدس الذي يشعر به كل أحد حين يعرف أن هذا من كلام الجاهليين وهذا من كلام العباسيين، أو أن هذا من كلام أهل زماننا، ولكنه لا يتم إلا بأن " تَكتشفَ العناصرَ التي تمَيّز بها كلامٌ من كلام، وتُحدّدَ بدقة عناصر التطوير التي تُداخِل اللسان، من جهة بناء الجملة، وتراكيب الكلام، وليست من جهة الفنون البلاغية فحسب... وإن كان الأمران لا يتباعدان " فدراسة الفروق في ذلك بين كلام أهل زماننا وكلام الأوائل - على سبيل المثال- لا يمكن تحصيلها من النظر في ثوابت الكلام مثل أصول تصريف الكلمات والجمع والتصغير والنسب ونحوها، أو من المعجم اللفظي، ولكنّ صناعة الكلام والمتكلم إنما تتحقق في أخص صفاتها وسماتها في الإسناد الذي به يصير المتكلم متكلما؛ إذ لا يصنع المتكلمُ الإسنادَ إلا بما في نفسه من معانٍ وصور وأخيلة وتراكيب" (6).

وقد تعدد احتفاء الشيخ بالنص البلاغي العلمي والأدبي، وتنوَّع تنوُّعًا أثرى دراساته وكتبه؛ فقد شملت كتبه دراسة النصوص البلاغية ونصوص العلم، وكان يقصد فيها إلى تمييز مراتب الكلام، من النص العالي المعجز إلى كلام المقتدرين من ذوي اللسن؛ فقام بعضها على دراسة النص القرآني وما يتّصل به,كما ترى في كتابه (البلاغة القرآنية في تفسير الزمخشري وأثرها في الدراسات البلاغية)، وكتابه (من أسرار التعبير القرآني ، دراسة تحليلية لسورة الأحزاب)، وكتابه (الإعجاز البلاغي)، ومباحثَ من كتابه (دراسة في البلاغة والشعر)، وقامت بعضُها على دراسة الحديث الشريف كما تجد في كتابه (شرح أحاديث من صحيح البخاري، دراسة في سمت الكلام الأول)، ومباحث متفرقة من كتبه الأخرى، وقامت بعضُها على دراسة نصوص الشعر، كما تجد في كتابه (قراءة في الأدب القديم)، وفي مواضع متفرقة من كتبه ( دراسة في البلاغة والشعر، و"التصوير البياني"، و"خصائص التراكيب"، و"دلالات التراكيب"، وهذا الأخير هو عينه التصوير البياني في طبعةٍ منقحة له، وكان الشيخُ قد أصدر كتاب الخصائص باسم دلالات التراكيب في طبعة بنغازي، ثمّ أخلص الخصائص لعلم المعاني، ودلالات التراكيب لعلم البيان، ثم أصدر التصوير البياني)، وعني الشيخ على نحوٍ خاص بالشعر الجاهلي الذي أصدرَ فيه كتابًا جديدًا يتناول فيه فكرة (منازع الشعراء)، وهي التي أشرتُ إليها في صدر الكلام، وعنوان كتابه هذا: (الشعر الجاهلي دراسة في منازع الشعراء).وعُرِفَ الشيخُ بفهمه العميق للشعر,لاسيما الجاهلي منه,وهذا من أهم سماته(7).

وللعلامة أبي موسى في مسيرته التدريسية احتفاء بتراث عبد القاهر الجرجاني، ويرى أنه لم يكن فارسًا في معرفة أسرار البيان، إلا لأنه كان فارسًا في صناعة البيان، وأن ما كتبه عبد القاهر في القسم التخييلي هو أوسع ما كتبه في كتابه "أسرار البلاغة"، وربما لأن عبد القاهر قد توفرت فيه فكرة اشتجار العلوم وترابطها وتسليم بعضها لبعض، فعبد القاهر استنبط في البلاغة من كلام من تقدموه مثل سيبويه وغيره حتى هُدِي إلى منهج متكامل من الدرس والفهم والتدقيق والتمحيص، وقد كان هذا المنهج بتكاليفه الصعبة ظاهرًا ظهورًا بيِّنًا في كلام عبد القاهر(8).

ويبجِّل الدكتور عبد القاهر ويرى أن فكرته تقوم على أساس بناء النفس على مكارم الأخلاق، فيقول: ((وكان عبد القاهر يختار شواهده بعد مراجعة، وكأنه كان يقصد إلى ما فيها من فضائل النفوس حتى ينتفع القارئ بها؛ لأن الهدف الأهم هو بناء النفس على مكارم الأخلاق))(9).

ويركز الشيخ غاية التركيز على استخلاص المعاني المكنونة في قوالب الألفاظ، ويرى أن " جوهر الدرس البلاغي ليس أن أقول: إن القصر هو كذا، وإن الفصل هو كذا، وإن الاستفهام يكون لكذا، وإنما هو بعد هذا أن أستخرج بهذه الأصول المعاني المتلبسة بهذه الأدوات، وأن أرتاضَ على أن أُحسن وأصيب في هذا الاستخراج، وأن أنفُذَ إلى سرِّ المعاني الذي وقعت عليه هذه الأدوات في نفوس المتكلمين"(10).

 

منهجه في التدريس:

من أهم ما يميّز الشيخ أنه لا يعتمد في تدريسه طلابه على الملخصات والمذكرات؛كما يفعلُ الكثرة الكاثرة من أساتذة الجامعات! ولكنه حريصٌ على أن يصلَ طلابَه بكتب أهل العلم ,فكانت نصوص عبد القاهر، والسكاكي، والقزويني بين يدي طلابه في المرحلة الجامعية! و للشيخ نفَسٌ طويلٌ في الصبر على شرح مسائل العلم,ووصل طلابه بمواطن الجمال في نصوص القرآن والشعر.

وممّا يميّز الشيخ أنّه يعرف طلابَه كما يعرف الوالدُ أولاده؛فيعرف النبيه من الخامل, ويعطي كلًّا حقّه من الاهتمام والعناية، وكان بيتُ الشيخ وما زال منارةَ علمٍ لبعض طلاب الشيخ يجتمعون عنده بين الفينة والفينة للاقتباس من نوره, والتحاور معه في مسائل العلم ومشكلات الثقافة! والشيخ يرعى طلابه رعاية الأب لأبنائه ؛فهو لا يكتفي بدور المعلم فحسب؛بل تجده مربيًا حازمًا في موضع الحزم ,ليّنا حيث يكون اللين,مرشدًا ناصحا, محفّزًا: غاديًا ورائحا؛فلا تكاد تلتقي به في مكانٍ دون أن يحادثك في مسألةٍ من مسائل العلم أو بابٍ من أبوابه, وكنتُ حيثما لقيتُه لقيتُ عِلْمًا ونَفْعًا وأُنْسا(11).

 

رأيه في وصل علوم اللغة بالدين :

يرى العلامة أبو موسى أن أحد أهم أسباب هبوط الدراسات الشرعية هو البعد عن اللغة العربية، الأمر الذي يحتم علينا الرجوع إلى الوضع الأصلي والنهوض بالمعرفة اللغوية، فمهما يكن التخصص لابد من اللغة (12).

ويرى أن وَصْلَ علومِ الأدب بعلوم الدين يؤكد حقيقةً لا شية فيها هي "أن الثقافة والدين وجهان لحقيقة واحدة" و "أنّ العلوم التي استنبطها علماء الإسلام في اللغة والأدب هي دين في صورة علم, وأنَّ الثقافة النصرانية والآداب النصرانية هي (نصرانية) في صورة معرفة, وأنَّ شيوع علوم النصرانية في ديار الإسلام هي طلائع تبشير, وأن تغييب علوم الإسلام في ديار الإسلام هو تغييبٌ للإسلام "((13).

 

التجديد من منظور العلامة أبي موسى (14):

-تجديد الدين ليس معناه تجديد المعارف في الكتب، ولا تجديدها في أدمغة المسلمين، وإنما تجديد سلوك المسلمين.

-ما دامت لا توجد قراءة واعية فالكلام في التجديد عبث.

-عمر بن عبد العزيز هو مُجدِّد «المائة الأولى»، فالتجديد خرج من دار الخلافة، التي هي دار السياسة، وأول تجديد للدين حدث في السياسة ونظام الحكم؛ فأُقيم العدلُ مكان الظلم، والصدقُ مكان الكذب.

-لن يكون هناك تجديد إلا بوجود «كتيبة» في كل فرع من فروع العلم، تنقطع وتخلص وتتدبر.

-من أهم صفات المجددين أنهم انقطعوا لطلب العلم، وأحبوه، وشُغلوا به، ووجدوا لذة في مشقة الطلب.. ولم يجددوا ليُقال: مُجدِّدون.

-في التجديد... عليك أن تحيي الفقه بشرط أن يظل فقهًا ، وتحيي النحو بشرط أن يظل نحوًا...

 

رأيه في الشعر والمعنى والخيال وصنوف البلاغة:

-الشعر أول ما يطرق نفسك يطرقها بالكذب (التخييل) وهذا الكذب جعله الشاعر يغزو قلبك وعقلك رغم أنفك.

-الشاعر عنده القدرة على أن يُكسِبَ الكذبَ شيئًا من الحق، حتى ليخيل إليك أنه الحق، وهذا أول ضابط ذكره عبد القاهر في المعاني التخييلية.

-المعاني التخييلية تحتاج من الشاعر إلى جهد أكبر مما تحتاجه المعاني العقلية؛ لأن الشاعر في التخييلية لا يستطيع أن يقنع بباطلها إلا إذا كان قادرًا على أن يلبس الباطل ثوب الحق، أما العقلية فلا تحتاج إلى جهد كبير لكي يوصلها الشاعر إلى أقاصي نفسك؛ لأنها شريفة في ذاتها.

-قدرة الشاعر البيانية هي التي تُنطق اللفظة بما أضمرت...

-قدرة الشاعر على أن يزلزل ألفاظ اللغة حتى تبوح بما لم تبح به من قبلُ, وقدرته على أن ينطق الكلمات بما لم تنطق به, شيء بديع جدًّا جدًّا.. وللأسف لم يدرس...

-الشعر التخييلي صنعة ، والصنعة هنا معناها المهارة واللطف، أما الشعر العقلي فهو حكمة.

-عليك أن ترِد موارد الشعر سواء لحكمته أو لصنعته.

-الشيء لا ينتقد إلا من الجهة التي ينتقد منها، فلا تنتقد الشعر إلا من الجهة التي صار بها شعرًا.. وهذا مما يعلم العقل في التعامل مع كل شيء.

-واجهتني مبهمات في الشعر، ولم أجد مدخلًا لبيانها إلا الشعر نفسه؛ لأن فيه مفاتيح غوامضه، والمشكلة أن البحث في هذا الجانب من الشعر بحث في خفايا لا تظهر إلا بعد طول المراجعة، والشعر يعطيك القليل بعدما تعطيه الكثير.

-باب التخييل كله عند عبد القاهر ليس فيه كلمة واحدة إلا وهي تعلمك كيف يبني الشعراء الشعر، وكيف يبني أصحاب البيان البيان، وهذا هو الضائع منا ، وهذا هو العمل الحقيقي للدرس البلاغي والدرس الأدبي والدرس النقدي، وهو في غاية الأهمية لطالب التاريخ والفلسفة والشريعة وما سواها؛ لأنه يعلمك كيف يُبنى الكلام، والبلاغة حيثما ذهبت بها فشاغِلُهَا وشُغْلُها هو كيف يصنع الشاعر شعره.

-كل كتاب "أسرار البلاغة" ضوابط ، وكل كتاب "دلائل الإعجاز" ضوابط ، والذي انفلت عن هذه الضوابط في أسرار البلاغة هو باب التخييل.

-من حسن طالع الشاعر أن يجد من يحسن قراءة شعره ويدل الناس على سره.

-الاستعارة ليست تغييرًا في ألفاظ اللغة، وإنما هي تغيير في ماهيات الأشياء، وتغيير حقائق الأشياء أصعب بكثير جدًّا من نقل ألفاظ اللغة، وما تفعله الاستعارة هو تغيير حقائق الأشياء؛ ولذلك ليست هي التخييل، والمجاز مجاز في الأشياء وليس مجازًا في اللغة.

-وجدت أن العلاقات والروابط والأرحام بين المعاني موجودة في "خيال" عبد القاهر.

-ليس بعد كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أفضل من الشعر الجاهلي، ويوشك أن يكون هذا إجماع الأمة، والشعر الجاهلي كنز ضائع.

*رأيه في أهمية النحو وضرر اللحن في الكلام:

-الكلام الذي لا يخلو من اللحن ليس كلامًا عربيًّا , فالجملة الملحونة ليست من كلام العرب ، فكأن وجود النحو في الكلام شرط في إضافته ونسبته إلى العربية...

-قيل إن الذي يلحن في كلامه لا يستفتى في الفقه.

-لا يقتصر دارس العربية على النحو والصرف، لا بد من الملكة اللسانية من خلال القراءة، وكما قال ابن خلدون: "العربية ما نطقت به العرب"، فيبدأ من الطفولة وينشأ عليها، وهناك ديوان الأطفال لشوقي يبدأ به، وقراءة القرآن أول معلم.

-النحو هو جذر علوم العربية....

-النحاة قالوا: الشاعر يريد شيئًا ويقول غيره...

*من هو العالم المعلم في رأي العلامة أبي موسى؟

-خاصةُ العلماء لا يكتفى منهم أن يكونوا صالحين ، وإنما لابد أن يكونوا مصلحين ..

-عليك - كمعلم - أن تبعث الحيوية في الخلايا النائمة...

-كنت أقول لطلابي: إن الأستاذ المعلم "مِسِحَّرَاتِي" ينادي في طلابه:"اصحَ يا نايم"...

-عليك أن تكون قادرًا على العطاء في صغير مسائل العلم وكبيرها ..

-العالم الحق هو الذي يربي أبناءه وطلابه على أن يكونوا مستقلين عنه لا تابعين له.

-الكلام الذي يكتبه العالم في الشيخوخة عادة ما يكون مبللًا بالقرب من الله عز وجل

وعبد القاهر كتب دلائل الإعجاز وهو في شيخوخته ، وأنت تجد فيه هذا.

-كلام أهل العلم مفيد وإن كان قد كتب فيما لا يفيد...

-العالم إذا مرَّ على لحظة عطاء لأهل العلم أدركها, وتقرب إلى الله بفهمها.

-لغة العلماء ليست حركة لسان ، وإنما هي حركة عقل ، ولولا أن اللسان يتقاطر عليه البيان من عقل المبدع لما سمعت شيئًا من هذا البيان.

-من شأن أهل العلم أنهم إذا كانوا أمام مذهبين بأمانة ودقة شديدة، ولا يذكرون فيهما ما يشوه أحدهما ؛ وإنما كانوا يحرصون على عقد أواصر المحبة بين طالب العلم ومسائل العلم وقضاياه، وهذا دورك إن كنت معلمًا، أن تعقد المحبة عقدًا بين طلاب العلم والعلم.

*رأيه في ثقافتنا وفي الاطلاع على الثقافات الأجنبية الوافدة:

-تعدد الثقافات مطلوب والإطلالة على ثقافة الآخرين مهمة، ولا تقتصر على ثقافات أوروبا، بل تشمل كل ما يحتاج له، بغض النظر عن كونها ثقافة عربية أو غيرها، ويعتبر هذا إشباعًا لرغبة المثقف، لكن إذا كتب ثقافة عربية كتبها محضة غير مهجنة لتبقى على نقاوتها.

- هناك فرق شاسع بين ثقافتنا قبل الاستعمار وثقافتنا بعد الاستعمار..

-لو أن كل أستاذ كتب لنا صفحة واحدة تحاول فتح أفق جديد لكان لنا من وراء ذلك خير كثير، والغريب أن هذا العدد الكبير من الأساتذة الذين رضوا بمضغ رَجِيع الثقافات لم يفطنوا إلى أنهم يعملون في إنفاذ مشروع غربي مسيحي صهيوني لا يقبل عاقل أن يكون مشروع نهضة، إلا أن تكون نهضة العبيد، ولم يفطنوا إلى أن سادتنا الزعماء قدَّموا أرضنا لتكون قرابين لبقاء سلطانهم وسلطان أبنائهم من بعدهم، وهؤلاء الزعماء الكذبة بمؤازرتهم التغريب يقدمون الأمة كلها قربانًا لبقائهم في الحكم، والصمت على هذا صمتٌ على جريمة تاريخية، وهي حالقة الدين والشعر والوطن معًا.

 

وصاياه لطلاب العلم في جميع الأقطار:

-أوصي الجيل بأن تكون مراجعته في كلام العرب أكثر من مراجعته في كتب العلماء, وأن يتعمق كلام العرب ليفهم إشارات العلماء..والصلاح نِعِمَّا , لكن لابد أن يكون معه إصلاح , حتى يتعهد المجتمع بعضُه بعضًا...

-إذا كنت تجد لغوًا في زمانك الذي تعيش فيه فاعلم أن الكبار من أهل العلم قد وجدوا في زمانهم لغوًا كمثله، واعلم كذلك أن هذا اللغو لم يمنعهم أن يكونوا كبارًا, وكما أن "الهلافيت" موجودون في زماننا فقد وجدوا في أزمنة علمائنا، لكنهم - أبدًا - لم يكونوا عوائق في طريق علمائنا، لكنْ ثمة فرق بين زمن يتبنى فيه القادةُ الهلافيتَ، وزمن لم يتبنَّ فيه قادتُه هلافيتَه..الأول يحتاج إلى عزم أولي العزم...

-القرآن أول معلم ومدرب للسان، بالإضافة إلى المقالات الجميلة لطه حسين والعقاد ومحمود شاكر، وكتب الجاحظ كالبخلاء والحيوان، ويعيش مع كتب الجرجاني وأبي علي الفارسي والزمخشري، هؤلاء بالرغم من أنهم أعاجم كانوا إذا كتبوا بالعربية لا يهجنون ولا يخلطون، وكذلك قراءة دواوين الشعر مثل دواوين أحمد شوقي وحافظ إبراهيم والبحتري والمتنبي.

-احذر من الكلام الذي لا يحصَل منه على طائل.. واحذر أن تدخل على طلابك فتُصدِّع رؤوسهم بكلام لا يُحصَل منه على طائل؛ لأنك ساعتئذٍ ستكون آثما...

-القانون الأول في البلاغة هو: "عُدْ إلى نفسك" ، وحِسُّكَ البياني هو الفتوى التي لا تنقضها فتوى بشرط أن يكون حسًّا مراعًى.

-فهْرسُ الكتاب لو قرأته بعين صحيحة لأكسبك ذلك علمًا؛ لأنك مثلًا ستجد أن المؤلف قد أطال النفَسَ في فكرة دون أخرى، فاسأل نفسك: لماذا فعل هذا؟!

-معاناتك في فهم كلام أهل العلم من أقرب القربات إلى الله تعالى.

-النفس إذا غشيتها طُربة وجدتَ هذه الطربة في بيانها ، فتجد بيانها يتغنى ذا عبارات راقصة؛ ولذلك كانت عبارات عبد القاهر مسجوعة تتغنى إذا اعترته هذه الطُّربة، والخنساء هي من علمني هذا في شعرها، فما علا نغمها إلا بعد أن اعتراها ما اعتراها من لواعِجِ فَقْدِ أخيها صَخْرٍ.

-عليك أن تُعلم إنسانًا يأبى أن يقهر، يحمي الأرض والعرض..

-أن تتلقى العلم بغفلة جعلك تشكو من أنك لا تقرأ..

-لا تقرأ إلا قراءة مَنْ ينجلي لعقله الخفيُّ من الجلي..

-تعلموا كيف تفصِّلون المجمل، وتبينون المبهم؛ لأنكم إذا أحكمتم ذلك بعلم العلماء لا بجرأة الجهَّال تحركتم بالعلم خطوة للأمام..

-عليك أن تصم آذانك عن "البعبعة" لأنها تفسد الطباع, واسمع الكلام الشريف...

-في شبابي لم أكن مشغولًا بالسياسة ليس كُرهًا فيها، وإنما كان همِّي البحث العلمي، والقراءة، والتفكير، والتدبُّر، والبحث عن الفكرة الرائعة، ولكنْ: لا يمكن لأحد أن يعيش دون أن يدري إلى أين تذهبُ بلاده؛ أيْما إلى جنة أيْما إلى نارٍ.

- قال لي الأستاذ محمود شاكر - حين رددت كلامًا لبعض الناس فيه تقليل من شأن الشروح والحواشي وأنها لا تعلم التذوق - : إنها لا تعلمك التذوق وإنما تعلمك كيف تفكر وكيف تناقش وكيف ينغلُّ عقلك في مسائل العلم ، وكيف يصل عقلك إلى المستكن فيها. ومن أجلِّ ما استفدته من الحواشي أن أصحابها كانوا يذكرون لي الرابط بين الباب والباب الذي قبله.

-أنا لا أريدك أن تكون مجتهدًا ؛ لأن هذا ليس بيدي ولا بيدك وإنما أريد منك أن تسلك الطريق ؛ لأن الله لن يحاسبك على ما جئت به وإنما سيحاسبك على سعيك فيما جئت به.

-القراءة هي الخطوة التي نسلكها جميعًا فيخرج فينا العالم ونصف العالم وشبه العالم.

-أفضل شيء أن تنصف خصمك ؛ ولذلك أعجبت جدا بسعد الدين التفتازاني ، وتعلقت به.

-عليك أن تقرأ السنة لتطلب البيان العالي من المختار صلى الله عليه وسلم ..

*من أقواله ومأثوراته:

-كل ليل لابد له من فجر ، فلا يوجد ليل طامس دامس إلا وله فجر يزيحه.

-ما دام الناس يهتمون بما يقال عنهم لا بما يفعلون فإننا نتجه نحو الخراب.

-كلام من سبق منبهة لمن لَحِقَ، وليس كلام من سبق هو كل العلم، ولكن فيه إشارة إلى علم آخر.

-عبارات العلماء لها مَنَادِحُ لو سارت بها العِيسُ كلَّتْ.

-للعالم غَورٌ يَرُوع ويَرُوق، وربما يخرج من هذا الغَوْر مُنْهَكًا فيقول كلامًا لا يروع ولا يروق.

-لا تقل :"أبي" إلا إذا كانت لك صنائعُ كصنائع أبيك.

-الوطاويط لا تظهر إلا في الظلام فإذا أشرقت الأرض بنور العلم اختفت، وأفضل ما تقدمه للأمة هو إخفاء الوطاويط.

-ألعن ما يعيشه الناس هو رفعة الخسيس ووضع الشريف الكريم.

-أكرم الناس من يحافظ على كِرَامِهم.

-تكون قياديًّا بمقدار ما تقدم للمجتمع من قيادات.

-مَنْ ذاق خدمة العلم لا يستلذ أن يكون خادمًا لغيره ولا حتى لنفسه..

-إن قرأتَ قراءة العلماء، جاز يومًا من الأيام أن تكون منهم..

-من التوفيق أن تصل إلى الصواب ، ومن تمام التوفيق أن يصادف صوابك قلبًا حيًّا صادقًا.

-إنسانيتك نموها وازدهارها يكون بمقدار استحسانك للحسن..

-تذوق العلم شيء آخر غير فهم العلم وتحصيل العلم، وإذا تذوقته لن تمل..

-ما أحسن المعرفة إذا داخلت العقل والقلب، وصارت جزءًا من اللحم والدم.

-للبيان منطق كمنطق الطير، له آذان خاصة واعية تسمعه..

-الصحابة - رضوان الله عليهم - ليسوا هم في ذواتهم النجوم التي يؤخذ عنها الهدى, وإنما الذي يؤخذ منهم هو علم رسول الله الذي سكن في قلوبهم، هذا هو الهدى الذي يؤخذ عنهم.

-أنا لا أُرَبِّيْكَ تفضُّلًا مني عليك، ولكني أربيك لكي تحمي عظامي وأنا في قبري، ولكي تحمي ترابي وأرضي وأنا في باطنها، وإذا غاب هذا عن الناس فقد غاب سر الوجود.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

(1) حوار: العلامة اللغوي د.محمد أبو موسى لـ«الوعي الإسلامي- العدد566، أغسطس-سبتمبر2012.

(2) من ملامح منهج شيخنا أبي موسى مقال شبكي للدكتور علي بن محمد الشعابي الحارثي أستاذ البلاغة والنقد الأدبي المساعد –جامعة أم القرى.

(3) القوس العذراء وقراءة التراث، للعلامة أبي موسى ص 5.

(4) القوس العذراء وقراءة التراث ص 6,5.

(5) من مقال:ملامح منهج شيخنا أبي موسى للدكتور علي الحارثي.

(6) مراجعات في أصول الدرس البلاغي ص 20.

(7) مقال:من ملامح منهج شيخنا أبي موسى للدكتور علي الحارثي.

(8) مدخل إلى كتابي عبد القاهر الجرجاني، للعلامة أبي موسى ص4،3.

(9) من كتاب خصائص التراكيب للدكتور أبي موسى.

(10) من كتاب دلالات التركيب للدكتور أبي موسى.

(11) مقال:من ملامح منهج شيخنا أبي موسى للدكتور علي.

(12) حوار: العلامة اللغوي د.محمد أبو موسى لـ«الوعي الإسلامي- العدد566، أغسطس-سبتمبر2012.

(13) مدخل إلى كتابي عبد القاهر الجرجاني ص 7,6.

(14) كل هذه الأقوال المأثورة عن الشيخ في هذا الجانب وفي الجوانب التي بعده منقولة من موقع الشيخ على صفحة الفيس بوك، وهو موقع أنشأه طلابه بإشراف الشيخ وإذنه ومتابعته.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply