فن الحديث مع الزوج


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

زينت الشريعة الإسلامية الحوار بين أي شخصين بمجموعة من الآداب السامية، إلا أن الحديث بين الزوجين له خصوصية معينة فهو يتمتع بقليل من التحفظ وكثير من التلقائية والانسيابية أكثر من غيره من الحوارات، ورغم هذا يبقى للحديث بين الزوجين مجموعة من الفنون الرائعة التي تكفل المزيد من الود والألفة والعواطف الجياشة، فالحياة الزوجية بدون كلمات طيبة جميلة وعبارات دافئة، تعتبر حياة قد فارقتها السعادة الزوجية، ويبقى على الزوجة الحنون الدور الأكبر في استخدام هذه الفنون بحكم رومانسيتها المعهودة ودورها كامرأة تحكمها المشاعر أكثر من أي عامل آخر.   

·       دوما كوني مرحة معه، وعوضي الاستظراف المفرط بالابتسام الدائم.

·       لا تجعلي يوما يمضى دون إخباره أنك تحبيه، فالرجال يحبون المديح والثناء كما تحبه النساء، فقولي له مثلاً: إنني فخورة بك، أنت عندي أغلى إنسان في الدنيا، وأحب إنسان إلى قلبي، أنت صديقي وحبيبي وزوجي الغالي... الخ .

·       ناديه بأحب الأسماء إليه، فكل إنسانٍ يحب اسمه أو اسماً أو كنية يشتهر بها، ويحب كذلك أن ينادى بها، وقد جاء في الحديث: (ثلاث يصفين لك ود أخيك: تسلم عليه إذا لقيته، وتوسع له في المجلس، وتدعوه بأحب الأسماء إليه)[رواه الحاكم] وهذا سيد الخلق محمد –صلى الله عليه وسلم- يقول لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: (إني أعرف عندما تكوني غاضبة مني تقولي ورب إبراهيم، وعندما تكوني راضية عني تقولي ورب محمد) ويمكن أن تجعلي له اسما للدلع تناديه به في أوقات صفائكم فضلا عن الاسم الذي تناديه به في الأوقات العادية.

·       احترامك لرأي زوجك يوجد عنده شعوراً بالاحترام لك والارتياح لطبيعتك بل والامتنان أيضاً منك، فهناك نوع من الزوجات لا تطيع الزوج في أمر إلا بعد أن يتنفس الصعداء من جراء جدالها معه ومناقشتها إياه، والحياة بهذه الطريقة لا تستقيم، فالجدال يعمل على اختلاف القلوب، وكثرته تؤدي إلى النُّفرة، قال -صلى الله عليه وسلم-: (لا تختلفوا فتختلف قلوبكم)[رواه أحمد] ومع كثرة الاختلاف تختلف القلوب ولا يعرف الحب طريقه إليه، ولا يكون معنى للطاعة إذا كانت الزوجة لا تطيع زوجها في أي أمر إلا بعد نقاشٍ أو جدال. وقد قيل: يا رسول الله، أي النساء خير؟ قال: (التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها، ولا في ماله بما يكره)[رواه النسائي].

·       الرجل دائما مستغرق في عمله وهو عالمه، لذا حاولي إطلاعه يوميا على ما يجرى حوله، اسردي عليه ما يهمه من الأخبار المحلية والعالمية، وأيضا شاركيه المعلومة الدينية التي أثريت نفسك بها في يومك، ودائما اخبريه عن طرائف التي حدثت خلال اليوم.

·       كوني صديقة له بحسن استماعك لأحداث يومه دون تبرم إن صدر منه ما يضايقك، فإنك إن تبرمت لن يحكى لك ثانية أبد.

·       لا تتحدثي عن مشاكلك اليومية معه فقط، وإذا أردت طلب شيء منه لابد أن تسبقه بـ «لو سمحت» واطلبيه بدلال ورقة ولطف.

·       لا تمدحي رجلاً أجنبياً أمامه إلا لصفة دينية في ذلك الرجل، لأن ذلك يثير غيرة زوجك ويولد العديد من المشاكل الأسرية، وقد يصرف نظر زوجك عنك.

·       التسامح مع أخطائه الصغيرة: فإن تسامحك في أخطاء زوجك الصغيرة وعدم تكرار معاتبته فيها يوجد عنده نوعاً من الإعزاز لك وعرفان بالجميل. فكثرة العتاب تورث البغض، لذلك يجب عليك أن تتنازلي قليلاً وتقبلي لزوجك بعض العثرات، يقول الأستاذ محمد حسين في كتابه «العشرة مع الرجل»:

(والعتاب في أوقات الصفاء من الجفاء، فقد تعمد الزوجة إلى عتاب زوجها عند قدومه من خارج البيت لتأخره أو لعدم إحضار المطلوب.. الخ، وهذا من تعكير الصفو، وسوء الفهم، لقد أوصدت هذه الزوجة بسلوكها أبواب القبول والرضا عند الزوج.. كما تظن زوجة حريصة أن أوقات الصفاء مع الزوج هي المناسبة لمعاتبته على أمورٍ أخَّرتها بحرص حتى ذلك الوقت المناسب، وهذا خطأٌ شائع تقع فيه الزوجات، فعليها أن تعلم أن أوقات الصفاء مع قلتها فرصة للهناء والسرور والبهجة، وليست فرصة للكدر وتعكير الصفو وتغيير النفس).

·       إذا قام زوجك بأي فعل ضايقك لا تعاتبيه في الحال.. انتظري يوما أو يومين ثم عاتبيه بهدوء، ولا تركزي على أنه اخطأ، ولكن ركزي على أن هذا التصرف آلمك.

·       إذا انفعل عليك بمفردكما فابتسمي في وجهه، وإن ظل غاضبا داعبيه، وإن استمر اصمتي وحاذري من ترك الغرفة وهو لازال يوجه لك الكلام.

·       لا تتركي المنزل أبدا في حالة الخلاف، ولا تتركي غرفتك، وابدأي بالصلح حتى ولو لم تكوني مخطئة فكلمة «آسف» ثقيلة جدا على لسان الرجال.

·       إذا نهرك أمام الناس لا تردى عليه إطلاقا، وبعد أن ينتهي أكملي حديثك معه كالعادة بدون أي تغيير من ناحيتك ثم عاتبيه لاحقا.

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply