فضائل تسبيح الله تعالى


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

إن ذكر الله تعالى من أعظم العبادات في الإسلام، وهي عبادةٌ يسَّرها الله ذو الجلال والإكرام لعباده، ووعد الذاكرين والذاكراتِ أجرًا عظيمًا، وفضلًا كبيرًا؛ قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾[الأحزاب: 35]، وتسبيح الله سبحانه من السُّبل الشريفة لذكر الله تعالى، وفي السنن النبوية درر ثمينة في فضائل التسبيح، وعِظَم أجره، وملازمة فعله؛ ولذا يتم بيان هذه الكنوز للمسلمين؛ لكي يعرفوا فضلها، ويدركوا أجرَها، ويَلزَموا تتبُّع فعلها.

عن أبي أمامة الباهلي رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا أخبرُك بأفضلَ -أو أكثر- من ذكرك الليل مع النهار، والنهار مع الليل؟ أن تقول: سبحان الله عدد ما خلق، سبحان الله ملء ما خلق، سبحان الله عددَ ما في الأرض والسماء، سبحان الله ملء ما في السماء والأرض، سبحان الله ملء ما خلق، سبحان الله عدد ما أحصى كتابُه، وسبحان الله ملء كلِّ شيء، وتقول: الحمد الله، مثل ذلك))؛ صححه الألباني.

عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: "جاء رجل بَدَوِيٌّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، علِّمني خيرًا، قال: ((قل: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر))، قال: وعقد بيده أربعًا، ثم رتَّب فقال: (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر)، ثم رجع، فلما أراه رسول الله تبسَّم وقال: ((تفكَّر البائس!))، فقال: يا رسول الله، (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر) هذا كله لله، فما لي؟ فقال رسول الله: ((إذا قلتَ: سبحان الله، قال الله: صدقتَ، وإذا قلتَ: الحمد لله، قال الله: صدقتَ، وإذا قلتَ: لا إله إلا الله، قال الله: صدقتَ، وإذا قلتَ: الله أكبر، قال الله: صدقتَ، فتقول: اللهم اغفر لي؛ فيقول الله: قد فعلتُ، فتقول: اللهم ارحمني؛ فيقول الله: قد فعلتُ، وتقول: اللهم ارزقني، فيقول الله: قد فعلتُ))، قال: فعقد الأعرابي سبعًا في يديه"؛ صححه الألباني.

عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من سبَّح الله في دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين، وحمد الله ثلاثًا وثلاثين، وكبَّر الله ثلاثًا وثلاثين، فتلك تسعة وتسعون، وقال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، غُفرت خطاياه وإن كانت مثل زَبَد البحر))؛ مسلم.

عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خَلَّتانِ لا يحصيهما رجلٌ مسلم إلا دخل الجنة، وهما يسيرٌ، ومن يعملُ بهما قليل))، قال: قال رسول الله: ((الصلوات الخمس، يُسبِّح أحدكم في دُبُر كلِّ صلاة عشرًا، ويحمد عشرًا، ويُكبِّر عشرًا، فهي خمسون ومائة في اللسان، وألف وخمسمائة في الميزان))، وأنا رأيت رسولَ الله يعقدهن بيده، ((وإذا أوى أحدُكم إلى فراشه -أو مضجعه- سبَّح ثلاثًا وثلاثين، وحَمِد ثلاثًا وثلاثين، وكبَّر أربعًا وثلاثين، فهي مائة على اللسان، وألف في الميزان))، قال: قال رسول الله: ((فأيُّكم يعمل في كل يوم وليلة ألفين وخمسمائة سيئة؟))، قيل: يا رسول الله، وكيف لا نحصيهما؟ فقال: ((إن الشيطان يأتي أحدَكم وهو في صلاته، فيقول: اذكر كذا، اذكر كذا، ويأتيه عند منامه فيُنيمه))؛ النسائي، وصححه الألباني.

عن أم سَلَمة هند بنت أبي أمية رضي الله تعالى عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت يُكثِرُ أن يقول: ((سبحانك اللهم وبحمدك، أستغفرك وأتوب إليك))، قلت: يا رسول الله، إني أراك تُكثِرُ أن تقول: ((سبحانك اللهم وبحمدك، أستغفرك وأتوب إليك))؟ فقال: ((إني أمرت بأمرٍ -فقرأ- ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ﴾ [النصر: 1]))؛ صححه الألباني.

عن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكثر من قول: ((سبحان الله وبحمده، أستغفر الله وأتوب إليه))، قالت: فقلت يا رسولَ الله، أراك تُكثرُ من قول: ((سبحان الله وبحمده، أستغفر الله وأتوب إليه))؟ فقال: ((خبَّرَني ربِّي أني سأرى علامةً في أمتي، فإذا رأيتُها أكثرت من قول: سبحان الله وبحمده، أستغفر الله وأتوب إليه، فقد رأيتها ﴿ ِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ﴾ [النصر: 1]؛ فتح مكة، ﴿وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا﴾ [النصر: 2، 3]))؛ مسلم.

عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم))؛ البخاري.

عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن قال: سبحان الله وبحمده، في يوم مائة مرة، حُطَّت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر))؛ البخاري.

عن أبي ذرٍّ الغفاري رضي الله تعالى عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل: أيُّ الكلام أفضل؟ قال: ((ما اصطفى الله لملائكته أو لعباده: سبحان الله وبحمده))؛ مسلم.

عن أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله تعالى عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرةً حين صلَّى الصبح وهي في مسجدها، ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة، فقال: ((ما زلتِ على الحال التي فارقتُك عليها؟))، قالت: نعم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لقد قلتُ بعدك أربع كلمات، ثلاث مرات، لو وُزِنَتْ بما قلتِ منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته))؛ مسلم.

عن أبي ذرٍّ الغفاري رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا أخبرُك بأحب الكلام إلى الله؟))، قلت: يا رسول الله، أخبرني بأحبِّ الكلام إلى الله، فقال: ((إن أحبَّ الكلام إلى الله: سبحان الله وبحمده))؛ مسلم.

عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن قال حين يصبح وحين يمسي: سبحان الله وبحمده، مائة مرة، لم يأتِ أحد يومَ القيامة بأفضل مما جاء به، إلا أحد قال مثل ما قال، أو زاد عليه))؛ مسلم.

عن جابر بن عبدالله رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن قال: سبحان الله العظيم وبحمده، غرست له نخلة في الجنة))؛ الترمذي، وصححه الألباني.

عن أبي أمامة الباهلي رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن هاله الليل أن يُكابده، أو بخِل بالمال أن ينفقه، أو جبن عن العدو أن يُقاتِلَه، فليُكثر من (سبحان الله وبحمده)؛ فإنها أحبُّ إلى الله من جبل ذهب ينفقه في سبيل الله عز وجل))؛ (صححه الألباني).

عن جُبير بن مطعم رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قال: سبحان الله وبحمده، سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، فقالها في مجلس ذكر، كان كالطابع يطبع عليه، ومَن قالها في مجلس لغو، كان كفارة له))؛ صححه الألباني.

عن رجل من الأنصار رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قال نوح لابنه: إني موصيك بوصيةٍ، وقاصرها لكي لا تنساها: أوصيك باثنتين، وأنهاك عن اثنتين: أما اللتان أوصيك بهما، فيستبشر الله بهما وصالح خلقه، وهما يكثران الولوج على الله: أوصيك بـ (لا إله إلا الله)؛ فإن السموات والأرض لو كانتا حلقةً قصمتهما، ولو كانتا في كفة وزنتهما، وأوصيك بـ (سبحان الله وبحمده)؛ فإنهما صلاة الخلق، وبهما يُرزَقُ الخلق، وإن من شيء إلا يُسبِّح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليمًا غفورًا، وأما اللتان أنهاك عنهما، فيحتجب الله منهما وصالح خلقه: أنهاك عن الشِّرك، والكِبر))؛ صححه الألباني في صحيح الترغيب.

عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قال حين يأوي إلى فراشه: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، سبحان الله وبحمده، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر)، غفرت له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر))؛ صححه الألباني في صحيح الترغيب.

عن ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله تعالى عنه قال: كنت أبيتُ عند حجرة النبي صلى الله عليه وسلم، فكنت أسمعه إذا قام من الليل يقول: ((سبحان الله رب العالمين الهَوِيَّ)) ثم يقول: ((سبحان الله وبحمده الهَوِيَّ))؛ النسائي، وصححه الألباني.

عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله تعالى عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله تعالى اصطفى من الكلام أربعًا: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فمَن قال: سبحان الله، كتبت له عشرون حسنة، وحُطَّت عنه عشرون سيئة، ومن قال: الله أكبر، مثل ذلك، ومن قال: لا إله إلا الله، مثل ذلك، ومن قال: الحمد لله رب العالمين، من قبل نفسه، كُتبت له ثلاثون حسنة، وحُطَّ عنه ثلاثون خطيئة))؛ صححه الألباني في صحيح الجامع.

عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر: تنفض الخطايا كما تنفض الشجرة ورقها))؛ صححه الألباني.

عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا أدلُّك على غراسٍ هو خير من هذا؟ تقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر؛ يُغرَس لك بكل كلمة منها شجرةً في الجنة))؛ صححه الألباني في صحيح الجامع.

عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خذوا جُنَّتَكم من النار؛ قولوا: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فإنهن يأتين يوم القيامة مُقدِّمات ومُعقِّبات ومُجنِّبات، وهن الباقيات الصالحات))؛ صححه الألباني في صحيح الجامع.

عن عبدالله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لقيتُ إبراهيمَ ليلة أُسرِيَ بي، فقال: يا محمد، أقرِئْ أمتك مني السلام، وأخبرهم أن الجنة طيبة التُّربة، عَذْبة الماء، وأنها قِيعان، وأن غراسَها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر))؛ الترمذي، وصححه الألباني.

عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لأَنْ أقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر - أحَبُّ إليَّ مما طلعت عليه الشمس))؛ مسلم.

عن عُبادة بن الصامت رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن تعارَّ من الليل فقال حين يستيقظ: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم دعا: رب اغفر لي، استُجيب له، فإن قام فتوضأ ثم صلى، قُبلت صلاته))؛ أبو داود، وصحَّحه الألباني.

عن أبي ذرٍّ الغفاري رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أحبُّ الكلام إلى الله: سبحان الله لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، سبحان الله وبحمده))؛ صححه الألباني.

عن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: ((سبحانك اللهم وبحمدك، اللهم اغفر لي))؛ يتأول القرآن؛ ابن ماجه، وصححه الألباني.

عن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: كان إذا افتتح الصلاة قال: ((سبحانك اللهم وبحمدك، تبارك اسمك، وتعالى جدُّك، ولا إله غيرك))؛ ابن ماجه، وصححه الألباني.

عن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا جلس مجلسًا، أو صلى، تكلَّم بكلمات، فسألته عائشة عن الكلمات، فقال: ((إن تكلم بخير كان طابعًا عليهن إلى يوم القيامة، وإن تكلم بغير ذلك كان كفَّارة له: سبحانك اللهم وبحمدك، أستغفرك وأتوب إليك))؛ النسائي، وصححه الألباني.

عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه قال: إن فاطمةَ عليها السلام أتَتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم تسأله خادمًا، فقال: ((ألا أخبرُك ما هو خيرٌ لك منه؟ تُسبِّحين الله عند منامك ثلاثًا وثلاثين، وتحمدين الله ثلاثًا وثلاثين، وتُكبِّرين الله أربعًا وثلاثين)) - ثم قال سفيان: إحداهن أربع وثلاثون - فما تركتُها بعد، قيل: ولا ليلةَ صِفِّينَ؟ قال: ولا ليلةَ صِفِّينَ"؛ البخاري.

عن عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب: ((لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، سبحان الله رب السموات السبع ورب العرش الكريم))، قال وكيع مرة: لا إله إلا الله فيها كلها"؛ ابن ماجه، وصحَّحه الألباني.

عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أيها الناس، ما لكم حين نابكم شيءٌ في الصلاة أخذتم في التصفيق؟ إنما التصفيق للنساء، ومَن نابه شيء في صلاته، فليقل: سبحان الله؛ فإنه لا يسمعه أحد حين يقول: سبحان الله، إلا التفت))؛ صححه الألباني.

عن عبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: إن رجلًا رأى فيما يرى النائم قيل له: بأي شيء أمركم نبيكم صلى الله عليه وسلم؟ قال: أمرنا أن نسبِّح ثلاثًا وثلاثين، ونحمد الله ثلاثًا وثلاثين، ونُكبِّر أربعًا وثلاثين، فتلك مائة، قال: سبِّحوا خمسًا وعشرين، واحمدوا خمسًا وعشرين، وكبروا خمسًا وعشرين، وهللوا خمسًا وعشرين، فتلك مائة، فلما أصبح ذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((افعلوا كما قال الأنصاري))؛ النسائي، وصححه الألباني.

عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال أبو ذر: يا رسول الله، ذهب أهل الدثور بالأجور؛ يصلُّون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضول أموال يتصدَّقون بها، وليس لنا مال نتصدق به!

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا ذرٍّ، ألا أعلمُك كلمات تُدرِكُ بهن مَن سَبَقك، ولا يلحقك مَن خلفك، إلا من أخذ بمثل عملك؟ تُكبِّر اللهَ دبرَ كلِّ صلاة ثلاثًا وثلاثين، وتحمده ثلاثًا وثلاثين، وتسبِّحه ثلاثًا وثلاثين، وتختمها بلا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير)) وزاد في آخره: ((غفرت له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر))؛ صححه الألباني.

عن أبي ذرٍّ الغفاري رضي الله تعالى عنه: "أن ناسًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، ذهب أهل الدثور بالأجور؛ يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدَّقون بفضول أموالهم!

قال: ((أوَليس قد جعل الله لكم ما تَصدَّقون؟ إن بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكلِّ تحميدة صدقة، وكلِّ تهليلة صدقةٌ، وأمرٌ بالمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة، وفي بُضْع أحدكم صدقة))، قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟! قال: ((أرأيتم لو وضعها في حرام، أكان عليه فيها وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر))؛ مسلم.

عن عبدالله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خصلتان لا يحصيهما رجل مسلم إلا دخل الجنة، وهما يسير، ومن يعمل بهما قليل؛ يسبح الله في دبر كل صلاة عشرًا، ويُكبِّر عشرًا، ويحمد عشرًا)) - فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدها بيده - فذلك خمسون ومائة باللسان، وألف وخمسمائة في الميزان، وإذا أوى إلى فراشه سبَّح وحمد وكبر مائة، فتلك مائة باللسان، وألف في الميزان، فأيُّكم يعمل في اليوم ألفين وخمسمائة سيئة؟))، قالوا: وكيف لا يحصيهما؟ قال: ((يأتي أحدكم الشيطان وهو في الصلاة فيقول: اذكر كذا وكذا؛ حتى ينفكَّ العبد لا يعقل، ويأتيه وهو في مضجعه فلا يزال يُنوِّمه حتى ينام))؛ ابن ماجه؛ وصححه الألباني.

عن عاصم بن حميد رضي الله تعالى عنه قال: "سألت عائشة: ماذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يَفتَتِح به قيام الليل؟ قالت: لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحدٌ قبلك، كان يُكبِّر عشرًا، ويحمد عشرًا، ويُسبِّح عشرًا، ويستغفر عشرًا، ويقول: ((اللهم اغفر لي، واهدني، وارزقني، وعافني))، ويتعوذ من ضيق المقام يوم القيامة"؛ ابن ماجه، وصححه الألباني.

عن عبدالله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما قال: "قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: ((ائتني غدًا أحبوك وأثيبك وأعطيك)) حتى ظَننتُ أنه يعطيني عطيَّة، قال: ((إذا زال النهار، فقم فصلِّ أربع ركعات)) فذكر نحوه، قال: ((ثم ترفع رأسك - يعني من السجدة الثانية - فاستوِ جالسًا، ولا تقم حتى تسبِّح عشرًا، وتحمد عشرًا، وتُكبِّر عشرًا، وتُهلِّل عشرًا، ثم تصنع ذلك في الأربع الركعات - قال: - فإنك لو كنت أعظم أهل الأرض ذنبًا، غفر لك بذلك))، قلت: فإن لم أستطع أن أصلِّيَها تلك الساعة؟ قال: ((صلِّها من الليل والنهار))؛ أبو داود، وصححه الألباني.

عن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: كان رسول الله يكبر عشرًا، ويحمد عشرًا، ويسبح عشرًا، ويُهلِّل عشرًا، ويستغفر عشرًا، ويقول: ((اللهم اغفر لي، واهدني، وارزقني، وعافني، أعوذ بالله من ضيق المقام يوم القيامة))؛ النسائي، وصححه الألباني.

عن عبدالله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وآمركما بـ (لا إله إلا الله)؛ فإن السموات والأرض وما فيهما لو وضعت في كفة، ووضعت (لا إله إلا الله) في الكفة الأخرى، كانت أرجح منهما، ولو أن السموات والأرض وما فيهما كانت حلقة، فوضعت (لا إله إلا الله) عليهما لقصمتهما، وآمركما بـ (سبحان الله وبحمده)؛ فإنها صلاةُ كلِّ شيء، وبها يُرزَق كلُّ شيء))؛ صححه الألباني.

فلنُكثِر إخواني الكرام من ذكر الله تعالى، ولنحرص على التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والاستغفار، ونسأل الله تعالى أن يجعلنا وأهلنا والمسلمين من الذاكرين الشاكرين المحسنين،

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply

التعليقات ( 3 )

سبحان الله

-

meriemdian

20:10:20 2020-06-10

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

الفيسبوك: الصديق الحميم والعدو اللدود

-

حسين أحمد عبدالقادر

13:46:28 2017-03-19

بسم الله، والحمد لله، والصلاةُ والسلام على رسول الله، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين. إنَّ مواقع التواصل الاجتماعي تحتلُّ الصَّدارةَ في عدد الزَّائرين، ويشغل موقع الفيسبوك حيِّزًا كبيرًا من الاهتمام، وله أثرٌ كبير في المجتمعات لا يستطيع المرء تجاهله، أو التقليل من رواجه في نَشر الأفكار البنَّاءة وأيضًا في نشر الأفكار المنحرِفة، ويرتكز هذا الأثر على توجُّه الزَّائرين ومقاصِد المشارِكين، وفي خضمِّ هذا التباين العَظيم يُعتبر الفيسبوك إمَّا صديقًا حميمًا أو عدوًّا لدودًا. الكثير قد لا يَعلم عواقبَ الوجود والمشارَكة على مواقِع التواصُل الاجتماعي بشكلٍ عام، والفيسبوك بشكلٍ خاص، فالبعض يتكاسَل عن اغتنام فضائل هذه النِّعمة في نَشر الخير؛ وهذا لعدم معرفته وإدراكه لهذا الخَير، والبعض الآخر يتغافَل عن الشرِّ الذي يكتسبه من جرَّاء نَشر الشرور، والبعض يقتنِص هذه الفرصةَ السَّانحة لكي يَحظى بشرف التِّجارة الرَّابحة، وهي التجارة المنجية من العذاب، والطريق الممهد لنَيل الثواب. الفيسبوك صديقك الحميم: إنَّ نشر الخير على الفيسبوك من أبواب الخير العظيمة، ولو عَلِم المرءُ نتائجَ مشاركته الطيِّبة، لسعى لها سعيًا محمودًا، فنَشر المعلومات الشرعيَّة من أبواب الحسنات الجارية، والحسنات الجارية هي التي تستمرُّ بعد الممات، فعسى أن يكون ما يتم نشرُه سبيلاً لذلك، ولقد قال الرسولُ صلى الله عليه وسلم: ((إذا مات الإنسانُ انقطع عملُه إلا من ثلاثة: إلا من صدقةٍ جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولدٍ صالحٍ يدعُو له))؛ (رواه مسلم)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الله وملائكته وأهل السَّموات والأرض حتى النَّملة في جُحرها، وحتى الحوت، ليُصلُّون على معلِّم الناس الخير))؛ رواه الترمذي وصحَّحه الألباني. إنَّ نشر المعلومات الشرعيَّة، ومحتوى الصَّفحات والمواقع الدَّعويَّة - له فَضل كبير، وفيما يلي توضيح لهذا الفضل؛ لكي يعلمه كلُّ طالبٍ لرضا الله تعالى، ويدرِكه من يَسعى لنَيل الأجور العظيمة من الله ذي الجلال والإكرام. • نشرك للأذكار الشرعيَّة تَذكِرة لعباد الله تعالى بالله سبحانه، وهو من أعظم العبادات وأجلِّ الأعمال، وفي الحديث القدسي: ((أنا عند ظنِّ عبدي بي، وأنا معه إذا ذَكَرني؛ فإن ذكَرَني في نفسه ذكرتُه في نفسي، وإن ذكرني في مَلأ ذكرتُه في مَلأ خير منهم))؛ رواه البخاري ومسلم. • نشرك للصَّفحات الدعويَّة الموثوق بها دلالة على الخير، وكلُّ مَن يشترك في هذه الصَّفحات عن طريقك، وكلُّ من يتعلَّم من هذه الصفحات عن طريقك - يكون بفضل الله تعالى في ميزانك، فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلَّم قال: ((من دعا إلى هدًى، كان له من الأجر مثلُ أُجور من تَبِعه، لا ينقُص ذلك من أُجورهم شيئًا، ومن دعا إلى ضلالةٍ، كان عليه من الإثم مثلُ آثام من تبعه، لا ينقُصُ ذلك من آثامهم شيئًا))؛ (رواه مسلم). • سارِع بالاشتراك في الصَّفحات الدعويَّة، ولا تَبخل على نفسك بنَشر المعلومات الشرعيَّة، ولا تتكاسَل عن نَشر كلِّ خيرٍ يَصل إلى يديك، ومن الصَّفحات الدعويَّة التي يوصى بالاشتراك فيها صفحة موقع الألوكة، وصفحة موقع طريق الإسلام، وصفحة موقع الإسلام سؤال وجواب، وصفحة موقع إسلام ويب، وصفحة موقع البطاقة. • شارِك بتذكير المسلِمين بالتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والاستغفار، وكلُّ أجر يترتَّب على تَذكرة الغير يكون في ميزان الحسنات، وكل مرَّة تَذكر اللهَ تعالى في ملأ يَذكرك الله تعالى في ملأٍ خير منهم، والدالُّ على الخير كفاعله. • شارِك بتذكير المسلمين بفضل الصَّلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي كلِّ مرَّة يُصلُّون على رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّة، يصلِّي الله تعالى عليهم وعليكَ مقابلها عشر مرات. • شارِك بتعليم المسلمين سننَ الرَّسول صلى الله عليه وسلم، وثابِر على نَيل هذا الأجر العظيم، ولقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((من أحيا سنَّةً من سُنَّتي قد أُميتَت بعدي، فإنَّ له من الأجر مثل من عمل بها، مِن غير أن يَنقص من أجورهم شيئًا))؛ رواه الترمذي. • شارِك بتعليم المسلمين صفةَ الصلاة الصَّحيحة كما وردَت عن الرسول صلى الله عليه وسلم. • شارِك بتعريف المسلمين بفضائل ومكارم الأخلاق والأجر المترتب على ذلك. • شارِك بنشر الفتاوى الشرعيَّة. • شارِك بنشر التلاوات من القرآن الكريم. • شارِك بنشر معلومة نافِعة ومفيدة للمسلمين. • شارِك بنشر الفقه الإسلامي، وساهِم في توعية المسلمين بما يجب عليهم تعلُّمه، وثابِر على ذلك، واحتسِب الأجر عند الله عزَّ وجلَّ. • لا تبخل على نفسك، وكلُّ ما تقوم بنشره تَنال بسببه أجرًا عظيمًا في الدنيا والآخرة. الفيسبوك عدوك اللَّدود: البعض على الفيسبوك يسعى سعيًا حثيثًا إلى جهنَّم؛ فهو لا يكتفي بذنوبه، بل يحب أن يجاهِر بها، ويقوم بمشارَكة الآخرين في أوزارهم، يسعى لرِضا الغير، وهو لا يَعلم أنَّه يحمل سيِّئاتهم، ولقد قال الله تعالى: ﴿ لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ﴾ [النحل: 25]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: ((مَن دعا إلى هدًى، كان له من الأجر مثلُ أُجور من تَبعه، لا ينقُصُ ذلك من أُجورهم شيئًا، ومن دعا إلى ضلالةٍ، كان عليه من الإثم مثلُ آثام من تَبعه، لا ينقُصُ ذلك من آثامهم شيئًا))؛ (رواه مسلم)، فمَن يدُلَّ على الخير يَنَلْ أجرَ من يتَّبع هذا الخير، ومن يكنْ سببًا في جَلب الشر للناس واكتسابهم للوِزر يَحملْ أوزارَهم. • لا تَنشر النُّكت، ولا تشترك في صفحات النكت، فهذه الصَّفحات لا تدرك عواقب ما تقوم بنشره، وتوجد الكثير من المخالَفات الشرعيَّة والكذب في هذه الصَّفحات، لن يدرِك عواقبَها مَن لا يعلم أنَّ الأمر عظيم، ولقد قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((ويلٌ للذي يُحدِّث فيَكذب ليُضحك به القوم، ويلٌ له ثم ويل له))؛ (أخرجه: أبو داود، والترمذي، والنسائي بإسنادٍ جيد). • لا تنشر الموسيقا، وصور النِّساء، وأخبار الفاسِقين؛ حتى لا تتحمَّل أوزارًا لا قِبَل لك بها يوم القيامة، وتذكَّر أنَّ سيئة قد تكون سببًا في دخول جهنم. • لا تقم بنشر الأحاديث الضَّعيفة والمنكَرة؛ حتى لا تشترك في نَشر الكَذِب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنَّما قم بنشر المعلومات الشرعيَّة من المصادر الشرعية والصفحات الإسلاميَّة الموثوق بها والموثوق في منهجها؛ وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ كذبًا عليَّ ليس ككذبٍ على أحد، مَن كذب عليَّ مُتعمِّدًا فليتبوَّأ مقعده من النار))؛ (رواه البخاري، ورواه مسلم في مقدِّمة صحيحه دون قوله: ((إنَّ كذبًا عليَّ ليس ككذبٍ على أحد)). • لا تَقم بنشر الصور التي يطلقون عليها Comics؛ فهي حافِلة بالكذب، وتروِّج مَشاهد لأهل الفِسق من أفلام وأغانٍ، والبعض ممَّن يَقوم بنشر هذه الصور لا يدرِك الجريمةَ العظيمة التي يَرتكبها بكتابة لفظ الجلالة في سياق ترويجهم للنكت والكذب، فيكتبون جُملاً مثل: "إن شاء الله"، وهذه الأفعال كفيلة بدخول جهنم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنَّ العبد لَيتكلَّمُ بالكلمة من رِضوان الله لا يُلقي لها بالاً، يرفعُه الله بها درجاتٍ، وإنَّ العبد ليتكلَّمُ بالكلمة من سخط الله لا يُلقي لها بالاً، يهوي بها في جهنَّم))؛ (رواه البخاري)، ولا يتجرَّأ على المشارَكة في نشر مثل هذه الأمور من يتدبر قولَ الله تعالى: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ﴾ [التوبة: 65، 66]. • لا تقم بالإعجاب بمنشورٍ يخالِف الشرعَ، أو به إسفافٌ وخدش للحَياء، وترويج لمطامع النَّفس السيئة؛ فإعجابك بالمنشور تَشجيع لمرتكِب المعصية، ودلالة للغير على ما قمتَ بالإعجاب به. • لا تشترك في صفحات المنحرِفين والفاسِقين والموسيقيِّين، ممَّن يبيعون السوء ويتاجرون بالمعصية، وتذكَّر أنَّ المرء يُحشر مع من أحبَّ، ولقد قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثٌ هنَّ حقٌّ: لا يجعلُ الله مَن له سهمٌ في الإسلام كمن لا سهم له، ولا يتولَّى اللهَ عبدٌ فيُوليه غيره، ولا يُحبُّ رجُلٌ قومًا إلاَّ حُشر معهم))؛ رواه الطبراني وصححه الألباني. ختامًا: احرص كلَّ الحرص على معرفة وإدراك أنَّ قيامك بالكتابة والمشارَكة والإعجاب والنَّشر على الفيسبوك - له عاقبتان، فاختَر إحداهما: • عاقبة الخير الكبير بنَشر الخير والعِلم النَّافع، وهو طريق للجنَّة، وباب للحسنات الجارية التي تستمر بعد الموت، فلا يَنقطع عمل المرء وهو في أشد الحاجَة لنَيل الثواب والحسنات. • عاقبة الشرِّ المستطير بنَشر المخالفات الشرعيَّة والمنكرات، وهو طريقٌ لجهنَّم، وباب للسيئات الجارِية التي تستمر بعد الموت الذي لا يعلم المرء متى يكون. أخي الكريم، لا تَقم بنشر إلاَّ ما يسُرُّك أن تراه في صحِيفَتك يوم القيامة، واسأل نفسَك قبل النَّشر: هل هذا في ميزان الحسنات أم في ميزان السيئات؟ هل نَشرك لهذا العمل يقرِّبك من الجنَّة أم يقرِّبك من النَّار؟ نسأل الله تعالى أن يسلِّمنا من كلِّ شرٍّ، وأن يَرزقنا من فضله وعِلمه، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.

رصيد المسلم من غراس الجنة

-

حسين أحمد عبدالقادر

13:18:24 2017-03-19

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين. إن ذكر الله تعالى من العبادات الجليلة، وهي عبادة عظيمة تستوجب حرص المسلم عليها، وتتطلب معرفة قدرها، واكتساب أرباحها، فهي نعم التجارة للمسلم اللبيب، وهي نبع عذب يرتوي منه المذنبون، وحصن متين يحتمي به التائبون، ونور يلتمسه الصالحون، وهي عبادة أمر الله تعالى بالإكثار منها في كتابه الحكيم، قال الله تعالى: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب:35]، ووصف الرسول صلى الله عليه وسلم فضل ذكر الله سبحانه ببيان مثال عظيم للتفرقة بين حال من يذكر الله تعالى وحال غيره، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثلُ الَّذي يذكُرُ ربَّه والَّذي لا يذكُرُ ربَّه مثلُ الحيِّ والميِّتِ» (البخاري). ورد في فضائل قول: "سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر" الكثير من الأحاديث الشريفة وفيما يلي بيان لبعضها، وتذكير بفضلها، والحرص على اكتساب أجورها، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقيتُ إبراهيمَ ليلة أُسرِيَ بي، فقال: يا محمد، أقرِئْ أمتك مني السلام، وأخبرهم أن الجنة طيبة التُّربة، عَذْبة الماء، وأنها قِيعان، وأن غراسَها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر» (الترمذي، وصححه الألباني)، وعن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن قال: سبحان الله العظيم وبحمده، غرست له نخلة في الجنة» (الترمذي، وصححه الألباني)، وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «ألا أدلُّك على غراسٍ هو خير من هذا؟ تقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر؛ يُغرَس لك بكل كلمة منها شجرةً في الجنة» (صححه الألباني في صحيح الجامع). في واقع الأمر يفقد الكثير من المسلمين رصيداً كبيراً من غراس الجنة ونخلها يومياً، فهذه الأذكار العظيمة يسيرة على من يسرها الله تعالى عليه، وبإمكان المسلم طبقا لطموحه وسعيه للقرب من الله تعالى أن يكثر من هذه الغراس العظيمة، يستطيع المسلم بفضل الله تعالى أن يكون له يومياً آلاف الأشجار والنخيل في الجنة، بسعيه للإكثار من قول: "سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر"، و"سبحان الله العظيم وبحمده"، في ساعة واحدة بفضل الله ملك الملوك يمكن للمسلم أن يحصل على أكثر من 2000 شجرة في الجنة، أو أكثر من 2000 نخلة في الجنة، ويتأتى ذلك بملازمة ذكر الله تعالى بتدبر وتعظيم لله جل جلاله، وبتحريك الشفاه، وبشكر الله جل جلاله على نعمة الذكر ونعمة اللسان، يستطيع المسلم أن يحصل بفضل الله تعالى على أكثر من ذلك عند تعليمه للغير فضل هذه الأذكار الشريفة، والدال على الخير كفاعله، يستطيع المسلم أن يغرس في أطفال المسلمين حب ذكر الله تعالى، يستطيع المسلم أن يبلغ غيره بمختلف الوسائل هذه الفضائل، بالتواصي الشخصي، وبالنشر عبر وسائل التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي، يستطيع المسلم بفضل الله تعالى عند السير في الشوارع وركوب وسائل المواصلات أن يغتنم الفرص لغرس الكثير من أشجار الجنة ونخلها، يستطيع المسلم بفضل الله تعالى أن يجد رصيداً وافر من غراس الجنة ونخلها عند سعيه لذلك، فلنحرص على شرف هذه العبادة الكريمة، ولنكن من الذاكرين، ولا نخسر رصيداً عظيماً من غراس الجنة، وذلك حتى لا نتحسر على فواته يوم القيامة. نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذاكرين الشاكرين المخلصين، والحمد لله رب العالمين، ونصلي ونسلم على خير خلق الله تعالى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين.