خلاصات منتخبة من كتاب المرقاة


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

1-              السؤال عن نسيان المعارف يُطرح في مدارج الطلب عادةً على شقّين : سؤال عن شرود المعرفة، وسؤال عن كمونها وعدم القدرة على استثمارها مع وجودها.

2-              حين تمتلك الأرضية العلمية لعلم ما تستطيع أن تبني فوقها بُنيانًا من المعارف بيسر وسهولة.

3-              المعارف بطبيعتها سريعة التناسل كثيرة التوالد، ولكنها لا تتخلّق خارج جدار الرحم.

4-              بعض العوام يستقر في ذهنه من المعلومات في شؤون شتّى أكثر عددًا مما هو في ذهن بعض طلاب العلم، وإنما تباينت الاهتمامات فحسب.

5-              من وسائل ضبط العلم المشهورة عند العلماء (وسيلة الاختصار والتلخيص)، والعلّامة الذهبي كان شديد الحفاوة بها في أثناء طلبه للعلم.

6-              من مقاصد الاختصار حذف الحشو والزائد والمكرّر ليسهل ضبط أصول الكتاب.

7-              الفوارق بين الناس فيما يتعلق بضبط المعرفة تتعلق غالبًا بمدى تهيئة الأرضية العلمية، وليست متعلقة بالفوارق العقلية، فعلى طالب العلم أن يجتهد في فتح الخزانة قبل جمع الثروة.

8-              لا يُتصوّر أن يوجد عالم لم يتكئ على محفوظٍ يتأمّله ويُنفق منه متى شاء، كما أنه لا يُتصوّر وجود علمٍ ليس فيه ما يُحفظ.

9-              المفارقة الحادّة تظهر حينما ترى اثنين يشتركان في قدر المحفوظ، لكنّهما يتفاوتان تفاوتًا هائلًا في إمكانيات التوظيف ومدى الاستحضار للمعارف الكامنة.

10-         ن التمييزات التي يذكرها بعض العلماء في كتب التراجم؛ التمييز بين (الحافظ) و(المستحضر)، والحافظ ابن حجر كان في تراجمه حفيًّا بالإشارة إلى ملكة استحضار العالم معارفه الكامنة.

11-         ليست غزارة الحفظ مرتبطة بقوة الاستحضار، فربما وجدت عالمين : أحدَهما أحفظ من الآخر، والآخر أكثر استحضارًا، ومن مثالات ذلك ما أورده ابن حجر عن الهيثمي والعراقي.

12-         من الأوهام الشائعة ربط قوة الاستحضار بعُمق الفهم، وجعله فرعًا عنه، وهذا المعنى غير صحيح بهذا الإطلاق، فابن حجر وَصَفَ عالمًا بسعة المحفوظ وجودة الذهن لكنه ضعيف الاستحضار.

13-         العلم الإنساني بطبعه يحضر ويغيب، فليس هو لازمًا لزوم الألوان للمتلونّات.

14-         الاستنباط قدر زائد على الاستحضار، فهو استحضار مركّب من استحضار الدليل والدلالة.

15-         العلم لا يمكن أن يكون ثمرةَ خصْلة واحدة كالفهم أو الحفظ أو الاستحضار، لكن تغلب في بعض المواقف خصلة على أخرى.

16-         مساءلة المادة المدخلة، وتفعيل النظرة الشاملة هما قطبا رُحى الاستحضار للمعارف.

17-         القراءة بلا تأمل ولا تفكّر ولا إعمال للذهن؛ هي مجرد إرهاق للعينين وعظام الرقبة.

18-         المعلومات التي يختزنها طالب العلم هي مواد مصمتة (خام)، ودوام بقائها بهذه الصورة يُعرقل القدرة التامة على استثمارها.

19-         المحصَّل من تقنية المساءلة الدائمة شحذ الذهن ونفض الغبار الذي يُسرع في التراكم فوق رفوف المعارف.

20-         ثمّة تحفّز عقلي يجده طالب العلم زمن (المدارسة العلمية)، وهناك توثّب روحي يشعر به لحظةَ تناظره مع الأقران بالمعارف، وهذا التوثّب هو خير معين لتنمية ملكة الاستحضار للمعارف الكامنة.

21-         معارف ابن تيمية لم تكن حبيسة فؤاد ساكن، أو أسيرة مكتبة معزولة، او مرتبطة بدرس أسبوعي محكوم الفقرات والسؤالات، وإنما مذْ طرِّ شارُ الفتى الحرّاني إلى أن وخَطَه الشّيبُ شيخًا للإسلام ومعارفُه تتعرّض لمعاول الاستخراج الدائمة والمباحثة المستمرّة.

22-         كثرة (الممارسة للعلم) بأيّ صورة كانت؛ هي أساس ملكة استحضار المعارف الكامنة.

23-         من طرائق تقليب المادّة العلمية على وجوه مختلفة؛ حفظ الأدلة ضمن سياقاتها التداولية، كحفظ أحاديث الأحكام ضمن السياقات الفقهية.

24-         العلماء من القرون الأولى لديهم عناية بقضية استحضار المعارف الكامنة، ويتفنّنون في تقليب المادة العلمية على وجوه مختلفة.

25-         من نعم الله على الطالبين أنْ جعل في كل حقل معرفي قواعد جامعة تطوّق أطرافه وتلمّ شعثه.

26-         الضوابط والقواعد لا تقتصر مطلقًا على ما يُسمّيه العلماء قواعد كالقواعد الفقهية، وقواعد الصفات، وإنما لا تنتثر حبّات الفروع في أي حقلٍ إلا من خيط قاعدة كلية.

27-         النظرة الكلية المطلوب تفعيلها لا تقتصر على مجال العلوم الشرعية، فحتّى الأطروحات الفكرية والشخصيات والكتب من الممكن أن توضع أصولها وروافدها ومحركاتها الداخلية في بضعة أسطر.

28-         أشار ابن القيم إلى أن تحصيل النظرة الكلية يُعين على معرفة حتى الجزئيات التي لم يُطالعها الناظر.

29-         فكرة التقليل من (المحفوظ العلمي) ليسهل استثماره؛ ليست فكرةً حديثة كما يُتوهّم، وإنما أشار إليها بعض المتقدّمون من أهل العلم.

30-         ملكة استحضار المعارف الكامنة هي رونق العلم وأبّهة العالم، وطالب العلم إنما تعلّم وعانى ليعرف الجوابَ حال الحاجة إليه، فإذا لم يستحضر الدليل أو لم يتذكّر المعلومة التي بين جنبيه؛ فاتتْ عليه الثمرة التي كان يرتجيها.

31-         الإشارة إلى اتحادِ النبْع مع اختلاف الأُكل معنى ثابتٌ في الوحي، وهو مستقرٌّ في بدائِهِ العقول ومتناثرة في كلام أهل العلم.

32-         لو رأى الأئمة والعلماء الذين تركوا خلفهم تُراثًا هائلًا ما انهمك فيه (المُلَحيّون) من نتاجهم؛ لارتفعت حواجبُ دهشتهم، فهم كمن بنى قصرًا مشيّدًا لقوم، فوجدهم قد افترشوا عتبةَ بابِه.

33-         خلق الله الناس متباينين في قدراتهم؛ فجعل منهم الحفيَّ بأصول العلم، بينما فطر آخرين على الولع بالمُلَح.

34-         من المعارف ما هي أصول علمٍ ما، بينما هي مُلَحُ علمٍ آخر، كبعض المعلومات التاريخية : هي أساس بنيان المؤرّخ وصُلْب معرفته، بينما تنزل من المتن لتحل في الهامش بالنسبة للفقيه.

35-         ثمّة ظاهرة متنامية تلْفت الانتباه؛ وهي انصراف كثيرٍ من طلاب العلم الأصيل عن صُلْب معارفهم وأساس بنائهم على حساب مسائل مفضولة.

36-         كلّما حلّت مناسبة علمية كـ(معرض الكتاب) طفحَ على السطح الثقافي سَدَنة الارتخاء المعرفي، ووجّهوا بوصلة الشراء نحو قِبْلة الارتخاء، وكم تَنْفُق بسببهم بضاعة الروايات والتراجم والسير الذاتية.

37-         نحن في زمن أمست فيه شبكات التواصل تُكيِّف طرائق التلقّي والتأصيل، وتفرضُ ذوقها الخاص بها.

38-         ليست المشكلة في مجرّد قراءة الروايات لتحصيل مقاصد معيّنة، فإذا بقيت هذه الأقاصيص في حدّها اللائق بها ضاقت مآخذ الإشكال فيه.

39-         الذّهن الإنساني بطبيعته يتكيّف ويعتاد ما حُمِل عليه، فإنه إذا ألِفَ ثقيل العلم وأصوله؛ سَهُلَ عليه ما سواه.

40-         من صور المُلَح المقنّعة الإغراق في المفاضلة بين المحقّقين ودور النشر والانهماك في تتبع الطبعات.

41-         المُلَح ما لم تنتظم وتتّسق داخل منظومة معرفية متكاملة فهي أقرب ما تكون إلى قصاصات ورقية متناثرة، والتأصيل هو الذي يَلمُّ شتات هذه القصاصات ويصنع منها دفترًا متماسكًا.

42-         من المعارف دورًا للسُكنْى ومنها حدائق للنزهة، والعاقل من يبني الدار قبل رصف البساتين.

43-         ثمّةَ حواجزُ صَدّ خفيّة تحول بيننا وبين الصعود إلى قمم المعاني الراقية التي جاء بتفصيلها القرآن، وما زال كثيرٌ من أولئك الذين يتوهّمون أنهم صعدوا إلى القمة السماوية متاخمين لسفوح القناعات الأرضية.

44-         أكثرُ ما يُحاذره المدافعون عن المحكمات هي تلك القناعات المبايِنة مبايَنةً كليةً لمضامين الوحي، بينما نغفلُ كثيرًا عن عمليات الشطب اليسيرة.

45-         التشغيب والتشويش على بعض المعاني الشرعية واتخاذها سخريًّا؛ قادت بعض أهل العلم وحملة القرآن إلى شيء من الركون إلى تخفيض كمية الدلالة لمعاني الوحي العظيمة والإخلاد إلى الطريقة الأمية، كما عبٍّ بذلك شيخ الإسلام ابن تيمية.

46-         كثيرًا ما ينسى المدافع عن المحكمات طبيعةَ عمله، ويذهل عن حقيقة كونه مجرد (ساعي بريد) لرسالةٍ لم يكتبها، فيُمسي (سمسارًا) يخفض ويزيد في السلعة وثمنِها ملتمسًا رضا الزبائن.

47-         الخسارة الكبرى من سلوك الطرق المعوجّة في الرد على الباطل هو ما تعلٌّق بيقيننا وإيماننا بكمال الرسالة الإلهية، وما نَتَجَ عن الضَّغط الرّهيب حال استحضار تشويش الخصم من ضمور المعاني القرآنية الشريفة في القلب.

48-         طالب الحق الذي يبني تصوراته ابتداءً على أنقاض الأطروحات المتصادمة إنما يبني بناءً مشوّهًا مهددًا بالانهيار؛ لذا يُحَذِّر بعض العلماء من التأسيس ابنداءً على كتب الردود ولو كانت ردود أهل السنة على المبتدعة، فحينما يُخصَف ثوبُ التصوّرات الأولية من قماش تجاذبته الأيدي فلا تسلْ عن الخروق في وسطه وعلى أطرافه.

49-         كان صبيغُ بن عسل لافتًا على الساحة الثقافية في القرن الأول، وكان يُلقي أحجارًا في مياه راكدة، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يُعيد الركود بالدرّة لتلك المياه التي حرّكها صبيغ.

50-         معيارَ الإثارة يجب أن يتنحّى بعيدًا عن ورقة التقييم الشرعي للأطروحات، وأن يظلَّ في منأى عن الإشادة به مجردًا عن عامل إصابة الحق.

51-         اليقين الشرعي يُحصَّل من تظاهر الأدلة وتعاضد الحجج لا مِن ملاحقة المعارضات الخارجية ونقضِها.

52-         الفارق العلمي بين الناس من أسباب الخلاف، لكن ما أكثر ما يُذكر دون التغلغل إلى معانيه.

53-         مِنْ عمق فِقه العالم أن يستحضرَ أن الإشكال القائم ليس أحقَّ بالنظر من الإشكالَ المستوفزِ للقيام.

54-         من نظرَ في تصرفات المحقّقين من أهل العلم وجَدهم لا يتوقّفون عند سطح المقالات، وإنما يتغلغلون لملامسة جذورها، ويتتبعون ظروف ولادتها الغامضة، ويكون الحكمُ متوجهًا للقول وظروف ولادته جميعًا.

55-         أكثر الغلط بين أهل العلم في تقويم الأطروحات الجديدة هو بسبب فقه يفتقر للعمق أو الشُّمول.

56-         من صنيع السلف أنهم كلما اشتبهت مقالة معينة رفعوا بعضَ ما يترتب عليها من أحكام.

57-         أشياء كثيرة تجعل الناس يقولون خلاف الحقيقة غير تعمد الغلط، ومن أدرك هذه الطبيعة البشرية؛ هان عليه بناء جدار سامقٍ يفصل بين صلاحهم وآرائهم.

58-         لا يجوز أن تضيع الحقائق العلمية باسم الحفاظ على مكانة الرجال، فالأمانة التي ترثها الأجيال القادمة منّا هي الحقائق العلمية وليست جَثَامين حملتِها.

59-         من عادةِ كلُّ من يردّ، أن يكتب أوَّل ردِّه : (ليس من عادتي أن أردّ).

60-         من طبيعة النفوس حينما تهدر طاقتها في معركة صغيرة أن تنفخ بالون هذا العِراك الصغير ببعض الأدلة الشرعية وتطوّقه بشيء من العبارات المنطقيّة.

61-         العلاقة مع الناس عمومًا غزيرةٌ بالمفاجآت غير المحتسبة، وهي مليئةٌ بالتعرّجات والمنحدرات الكثيرة.

62-         حين ينتقلُ الذنبُ من كونه نتيجةً تُفعل تحت ضغط الشهوة العارِمة إلى عادةً تُقض بها أوقات الفراغ؛ فالمعركةُ مع الشيطان في هذه المرحلة الحرجة ليست متكافئة مطلقًا.

63-         يُزيّن الشيطان المعصية للتقيّ أكثر من تزيينها للفاجر، فما عُهِدَ أن الصياد يُطعم السمكة وهي في الشّبَكة.

64-         ينتصرُ السائر على خصمه اللدود حينما يبرح الأرض التي يحسن الخصمُ اللدود المنازلةَ فيها، ويُغيّر مسارَ المعركة، وينتقل لتسييج الحصن بدل الانهماك في مطاردة اللصوص.

65-         أدرَكَ أبو حامد الغزالي أهدى الخيارات الأربعة التي افترضها، وإن فاته خيارٌ أهدى منها سبيلًا وأقومُ قيلًا، إذ مِن عادة المسافر الضّارب في الأرض أن تفوته معالم كثيرة في غاية الوضوح إذا لم يستجلبها بطَرْفِه.

66-         يشتد بعض المهتدين إلى أنوار الحق في مباينة أهل طريقته قبل الهداية، وذلك لمعرفته حقائق أقوالهم.

67-         أغلب السّاليكن الذين تنقطع أنفاس إصرارهم ويرتخي حبلُ العزيمة في أيديهم، إنما استسلموا خلالَ منطقةِ الابتلاء الأولى.

68-         توارد غلاةُ الصوفية فقد تواردوا على معنى إبطاء وقت البوارق، وشحنوا به رسائلهم وأشعارهم ومواجيدهم، لكنّهم حمّلوه دلالاتٍ هائلةٍ غير شرعية.

69-         ثمّة مرحلةً حتميةً تلي عزيمةَ السير إلى الله، وتَسبق بوارقَ التأييد الرّحمانيّة، هذه المرحلة مفازةٌ تُقطع براحلتي الصّبر والالتجاء، وفي هذه المفازة ضلّت طريقها أكثرُ الرواحل.

70-         الإيغال المفرِط في الحديث عن العوائق الخارجية في طلب العلم، ربما شغل عن الحديث عن العوائق الداخلية وهي أشدّ فتكًا.

71-         انتفاخ بالون الزهو أمرٌ معتاد يصحب مراحلَ الطلبِ كلّها، ويُحسِنُ تجفيفَ منابعِهِ وتقليصَ مناطق نفوذه على الفور الموفَّقون في طريق الطّلب.

72-         جرت العادة أن تكثر الكتابة والتآليف في المستدركات والمآخذ العلمية في أوائل الطلب.

73-         أكثر ما يغرُّ السالك في دروب المعرفة المتطاولة ويبعث في نفسه الفتور في مسالكها الممتدة هو هذه الاستنامة لتقويمات الجهّال، ولا شيء أصلحَ له من الاعتبار بحال الأكابر.

74-         يفرح طالبُ العلم حين يكتشف أن عالمًا سبقه إلى تحقيق علمي ما .. من جهةِ شعوره أن ذهنه يسير على الطريق الصحيح ويردُ على مواردِ أذهانِ العلماء، وهو من جهة أخرى يُحجِّم بالون الزهو الخفيِّ في الأعطاف حتى يكاد يتلاشى في لحظات!.

75-         أكثرَ الناس لا يكادُ ينفكُّ من تعظيم أحدٍ أصلًا، فحتى أولئك الذين يجرّون أعطاف الزهو وتطولُ ألسنتهم في الوقيعة في أكابر الأئمة باسم الاستقلال وتساوي الرؤوس، تجدهم في غاية الإجلال والخضوع لمعظّميهم.

76-         السُنّة الماضية أنه حيثما تمدّدت (الأنا) على أديمِ قلبٍ بَشَريٍّ انكمشتْ فيه ضراعةُ الاهتداء والائتساء.

77-         فأكثر التصورات التي تنشأ في ذهن الطالب زمن البدايات جالت فيه يدُ التعديل عبر رحلته العلمية الطويلة.

78-         الأوساط الثقافية تروْجُ فيها هذه مفاهيم الاستقلال المغلوط أكثر منها في الأوساط الشرعية الخالصة.

79-         كثير من الناس يظن الاستقلال والتميّز في كل حركة وسكنة أمرًا مقصودًا في ذاته، فيشوّه مفهوم الاستقلال الجميل بتكلفه أوجه المغايرة.

80-         ليس من الاستقلال إظهار التبلُّدَ والوقارَ المفرطَ تجاه مواطن التميّز، ليس المستقلّ من يظاهر أن يوسف عليه السلام ليس جميلًا، وأن الشمس التي تملأ الأفق ليست حارقة، وأن السماء الزرقاء ليست مدهشة .. لا .. هذا ليس استقلالًا، هذه (حماقة) تلبس أردية الاستقلال البالية.

81-         بعضَ الناس له مسالك خفيّة معاكسِة في سبيل التظاهر بالاستقلال، فينتفع بأحدٍ انتفاعًا تامّا ثم يتكلّف وجوه المفارقة والاختلاف.

82-         ليتذكر السالك أن أول الإبداع محاكاة، ثم ينفردُ الإنسان بعد حين بزيّه الخاص وطريقته التي جمعت المتفرّق في الجميع، فهو تقليدٌ منظِّم لعددٍ من المبدعين، وجمعٌ جادّ لمتفرقٍ في الآخرين؛ ثم بعدها تكون خلقًا آخر.. فتبارك الله أحسن الخالقين.

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply