من فقه أحاديث الفتن


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال النبي : "ادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً ويمسي الرجل مؤمناً ويصبح كافراً يبيع دينه بعرَض من الدنيا قليل "

·       هذا حديث جليل عظيم اجتمع فيه :

- تصوير الفتنة

- وذكر نتاجها

- وبيان أعظم أسبابها

- والتذكير بالمخرج منها

 

·       فوصفها بشدة الظلمة حتى صورها كقطع الليل، كأنها لا منفذ فيها، فهي مظلمة "متراﻛﻤﺔ ﻛﺘﺮاﻛﻢ ﻇﻼﻡ اﻟﻠﻴﻞ اﻟﻤﻈﻠﻢ" (النووي في شرح مسلم 2/133) .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "ووصفت بذلك لأنها بضد العلم الذي هو النور "

·       وذكر نتيجة تلك الفتن في صورة تخلع القلوب، وتبين شدة تلك الفتن، وعظيم زحزحتها للقلوب عن الإيمان، ولئن كان أشنع ما يقع فيه التبديل هو الدين، فإن الشناعة تشتد حين يكون ذلك الافتتان والتحول في ساعات: "يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً "

 

·       ولقد نطق الحديث بسبب من أعظم أسباب الفتن، وأفتكها بالقلوب: "يبيع دينه بعرض من الدنيا" إنه استحباب الحياة الدنيا على الآخرة، والاطمئنان لها.

 

وأنت واجد لا محالة -إن تأملت- أن أكثر الشبهات التي حصدت أصحابها إنما جرّها وأخذ بعنقها حب الدنيا، والرضا بها .

 

·       واستهل الحديث فأمر المؤمنين بالأخذ بعروة النجا، وقطب السلامة "بادروا بالأعمال"، فأوصى بالاستعداد -قبل مور الفتن وموجها- بالتعبد، حتى إذا ما عصف عاصفها وضرب قاصفها كانت جذور شجرة الإيمان قد استمسكت بمدى القلب فلا تضره فتنة مادامت السموات والأرض .

 

                وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply