الأزمات الزوجية... كيف نخرج منها سالمين؟؟؟


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

مهما تعددت الأسباب والمواجهات والنصائح، تبقى المشكلة واحدة: كيف نجعل علاقتنا الزوجية متألقة دوما لنعيش حياة مريحة وهنية؟.. إن المناوشات بين رأسين في بيت واحد لن تنتهي ولا المشاكسات حتى المشاجرات، فكل ذلك جزء من الحياة اليومية العصرية المليئة بالمزاحمات والمنافسات والمعارك "العاطفية". المهم أن نتعلم كيف نخرج منها سالمين مسالمين مقتنعين بضرورة التفاوض للحفاظ على عشرة حلوة وحميمة.

من خلال أحدث الدراسات الاجتماعية يؤكد خبراء علم الاجتماع أن المشاكل الزوجية لا تخلو من فوائد، لأنها -من وجهة نظرهم- فرصة حقيقية ليتعرف من خلالها كل من الزوجين على ما يغضب الطرف الآخر ويزعجه أو ما يفرحه ويسعده، ويتلمس طباعه على أرض الواقع، بل ويعرف أخطاء نفسه، فيحاول إصلاحها وتعديل مسارها وتصحيح المفاهيم والأفكار الخاطئة التي قد تكونت لديه ضد الطرف الآخر. ومن ناحية أخرى يستطيع كلا الزوجين أن يتعرفا على أفكار وطموحات وتطلعات زوجه فيشارك في تلك التطلعات والآمال وبذلك تمتد جسور التواصل بين الطرفين.

خير علاج:

·       الكثير من الأزواج يعتقدون أن مسؤولياتهم تعتمد بل وتقتصر على الإنفاق على الأسرة، كذلك بعض الزوجات يعتقدن أن مسؤولياتهن تنحصر في إعداد أصناف متميزة من الطعام، ورغم ظن هذا النوع من الأزواج والزوجات أن كليهما يقوم بدوره على أكمل وجه إلا أنهما لا يشعران بالسعادة لغياب عنصر الاحتياج العاطفي، ورغبة الزوجة في الزوج تماماً مثلما هو يرغب فيها.. فالحياة العاطفية هي نقطة هامة للقاء بين الزوجين، وتعد من أهم أسباب نجاح أو فشل الحياة الزوجية، وعليها يقع عبء الاستمرار أو الانفصال، لذا لا بد أن تبنى العلاقة الزوجية من البداية على أسس سليمة من جانب الطرفين، وفهم كامل لمعاني الحب والزواج والمسؤولية الأسرية، وعدم إغفال الاستيعاب العاطفي.

·       يجب أن يعرف كل طرف خريطة نفسه أولاً، ثم الخريطة النفسية للطرف الأخر، وأن يوازن ويوفق بين الخريطتين، وأولى الخطوات هي الوعي والإدراك لكيفية تفريغ التوتر والتعامل مع الضغوط حتى لا ننفجر في أقرب الناس إلينا.. شريك الحياة، وثمرة الصحبة.. أطفالنا.

·       تختلف احتياجات الرجل عن المرأة، والطرف الذكي، هو الطرف الذي يعلم احتياجات الطرف الآخر، فيلبيها ويحققها.. فالرجل يحتاج إلى الثقة، بينما تحتاج المرأة إلى الاهتمام. ويحتاج الرجل إلى القبول، والمرأة إلى التفهم. يحتاج الرجل إلى التقدير، بينما تحتاج المرأة إلى الاحترام. يحتاج الرجل إلى الإعجاب، بينما تحتاج المرأة إلى الإخلاص. يحتاج الرجل إلى إبداء الاستحسان، بينما تحتاج المرأة إلى الموافقة. يحتاج الرجل إلى التشجيع، بينما تحتاج المرأة إلى الطمأنينة.

·       إحدى الدراسات التي أجريت على خمسة آلاف زوج، بيّنت بوضوح أنّ الأزواج يرتاحون للصفات الجسمية السلبية المضادّة لأحدهما في الآخر. وأنّ سعادة الأزواج المتضادّين في الصفات أكثر من غيرهم. حيث وجد أنّ النسـاء النحيفات يرتحن للرجال البدينين، فيما ينسجم الرجال النحفاء مع النساء البدينات نسبياً.. فإذا كانت هذه الحالة في الصفات الجسمية الظاهرة، فإنّها قد تكون أكثر وضوحاً في الصـفات النفسـية التي يبحث فيها الرجل الصاخب عن واحـة هادئة يستفيء بظلالها.

·       مجرد عرض المساعدة من الزوج -المرهق- لزوجته يكون غالبا كافياً لإظهار الرحمة بالزوجة، و90% من الزوجات يشفقن على الزوج العائد من يوم عمل شاق (حتى لو كانت الزوجة تعمل خارج المنزل)، فلا تبخل أخي الزوج بمجرد العرض بالمساعدة.. وتذكّر أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان في بيته في (مهنة أهله).. يساعد ويشارك معهن.

·       حسب دراسة اجتماعية حديثة: أقر الباحثون أن التعاون بين الزوجين في الأعمال المنزلية يعمل على تقوية الروابط الزوجية والمشاركة الوجدانية، لكن من المهم أن تعلمي زوجك ما هو مطلوب منه بالتحديد‏،‏ فغالبا لا يعرف الرجال ما ينبغي أن يصنعوه‏،‏ بمعني أنه لا يكفي أن تطلبي منه ترتيب مكتبته –مثلا- بل يجب أن تحددي له المهام المطلوبة منه‏ بالضبط.‏ ولا يغيب عنك مدحك لزوجك عندما يؤدي أي عمل من الأعمال المنزلية، واشكريه بطريقة رومانسية‏،‏ فالرجال -كما يقول خبراء العلاقات الزوجية- يستمتعون عادة برؤية زوجاتهم سعيدات.‏

·       المجاملة مطلوبة دائما، فلا مانع من مساعدة الزوجة في حمل الأشياء الثقيلة، أو القيام بإعداد مشروب دافئ للزوجة المرهقة أو المريضة، والتعاطف القوي معها والمساندة النفسية أثناء مرضها.

·       لا نبالغ إذا قلنا أن المدح هو «إكسير الحياة الزوجية» لكن هناك بعض المواقف التي لا يكون للثناء والمدح بين الزوجين فيها أثر على حياتهما الزوجية، منها ما إذا كانت علاقة أحد الزوجين بالآخر قائمة على عدم الاحترام والتقدير والتجريح الدائم، فان المدح في هذه الحالة لا يكون له قيمة، لأن الحياة الزوجية أصبحت صبغتها الإعراض من كل طرف عن الآخر وعدم احترامه، وفي هذه الحال تفقد الحياة الزوجية رونقها وحيويتها، ومن الحالات أيضا التي لا يكون فيها للمدح أثر: عندما يفقد كل طرف الثقة بالطرف الآخر، وعندما يكون الزوجان، كثيرا المدح أحدهما للآخر بحيث يصعب أن يفرق الواحد منهما بين الجد والهزل فيه، وأن يميز بين المدح الصادق والكاذب.

·       حاولي قدر المستطاع منع المنبهات عن زوجك أثناء تواجده في المنزل لأنها تعمل على التوتر، واستبدليها بالعصائر الطبيعية غير المحلاة.

·       احرصي على أن تكوني يقظة ومنظمة في بيتك، خاصة في الأشياء الصغيرة البسيطة، ولا تعتبري تلك الأشياء تافهة.. فهي وإن كانت صغيرة إلا أنها تعطي لزوجك انطباعاً بأنك مهملة، ومن المهم معرفة أماكن تلك الأشياء مثل الخيط وإبر الخياطة والمقص والأوراق الهامة.. وما إلى ذلك، وإذ فتحت باباً لا تنسي أن تغلقيه، وإن نبهك زوجك إلى خطأ ما فاحرصي على ألا تكرريه.

·       صفات اللطف والصبر والاحتمال.. هي كالشحم للآلات يلينها ويسهل عملها. وهكذا لا تسير عجلة الحياة الزوجية إن لم تشحم بشحم هذه الصفات السامية. وكما أن الآلة تحدث أصواتا مزعجة، ويصعب إدارتها بدون تشحيم، هكذا يحدث لماكينة الحياة الزوجية، تحدث صخبا وصياحا وإزعاجا بل تتعطل وتتوقف عن التقدم.

·       من الطبيعي جدا أن يواجه الزوجان المشاكل من حين لآخر. لكن ليس من الطبيعي أن كل مشكلة تواجهكما تعتقدان أنها ستكون نهاية العلاقة، وفرق كبير ونحن نتحاور في وجود نية للتسامح والاستمرار وبين التحاور في جو يسيطر عليه الشعور بأنه اللقاء الأخير.. إن الدخول في حوار بناء من منطلق «إن المشكلة تتلخص في أنا» سيجعل الطرف الآخر يصل حتما إلى ذات النتيجة، وتذوب جبال المشاكل.

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply