لولا الإسلام لما كانت أوروبا


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

يعتبر سقوط الإمبراطورية الرومانية على يد القبائل الجرمانية أحد أهم الأسباب التي ساعدت على ظهور إمبراطوريات ودول داخل العمق الأوروبي غير معتمدة بشكل أساسي على البحر المتوسط الذي كان شريان الحياة بالنسبة للرومان. خلال فترة الإمبراطورية كان التبادل التجاري و الحضاري قائم بين مراكز الحضارات المطلة على المتوسط مثل القسطنطينية، الإسكندرية، أثينا، قرطاج و روما.

يرى المؤرخ إدوارد جيبن أن السبب الرئيسي للسقوط هو همجية القبائل الجرمانية غير القادرة على إدارة الإمبراطورية وتعاليم المسيحية التي كانت تدعو الناس إلى الزهد في الحياة الدنيا والسعي للآخرة الأمر الذي غير من شخصية الرومان بشكل سلبي.

هذا السبب يعتبر هو عمدة الأسباب في سقوط الإمبراطورية، إلا أن خلال الحرب العالمية الأولى وفي أحد سجون القوات الألمانية كان هناك سجين، وهو المؤرخ البلجيكي هنري بيرين، الذي كتب خلال فترة السجن أطروحة تعارض رأي المؤرخ جيبن.

يقول بيرين أن السبب في سقوط الإمبراطورية الرومانية ليس همجية البرابرة بل الفتح الإسلامي الذي أدى بدوره إلى تشكيل ما يعرف اليوم بأوروبا. كيف؟

من جانب إقتصادي، يرى بيرين أن القبائل الجرمانية إستطاعت أن تدير الإمبراطورية سياسيا وإقتصاديا لفترة من الزمن وكان هناك تواصل بين مراكز الحضارات المطلة على المتوسط والذي هو شريان الحياة. ولكن بعد الفتح الإسلامي لمناطق الهلال الخصيب وشمال أفريقيا، يقول بيرين أن دخول الإسلام في هذه المناطق أدى إلى فصل الدولة التي كانت مطلة على المتوسط وهذا أضعفها إقتصادياً بشكل كبير. وبسبب تدهور الإقتصاد تمكنت المناطق غير المطلة على المتوسط من تشكيل كيانات جديدة مثل لندن وباريس ومدريد وغيرهم. وهنا تبرز أطروحة بيرين بأن الإسلام هو السبب الرئيسي الذي شكل أروربا كما نعرفها اليوم.

يقول بيرين في مقدمة كتابة محمد و شارلمان "لولا محمد (صلى الله عليه و سلم) لما كان شارلمان" أي لولا الفتح والتوسع الإسلامي في الهلال الخصيب وشمال أفريقيا ما كان لشرلمان مؤسس الإمبراطورية الرومانية المقدسة القدرة على تكوين إمبراطورية جديدة والتي كانت النواة لكيانات أوروبية شكلت مفهوم الهوية الأوروبية المسيحية مقابل الآخر الإسلامي.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply