كتاب التوحيد لابن عبدالوهاب: أبرز طرق دراسته وأفضلها


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

يمكن القول بأن أبرز مناهج شرح كتاب التوحيد ثلاثة مناهج:

1-  الشرح التفصيلي للمتن مع الالتزام بترتيب الأبواب: وهي طريقة أغلب الشروح المقروءة والمسموعة.

2-  الشرح الموضوعي والمقاصدي للمتن مع الالتزام بترتيب الأبواب؛ وهي طريقة الشيخ ابن سعدي في كتابه "القول السديد".

3-  الشرح الموضوعي والمقاصدي مع إعادة ترتيب المتن بما يتناسب مع موضوعات توحيد الألوهية ومسائله:
كطريقة الشيخ عيسى السعدي في كتابه "مقاصد التوحيد"، وطريقة الشيخ عبدالرحيم السلمي في شرحه الصوتي على الكتاب.

وكل هذه المناهج مفيدة ونافعة، ولكن المفترض بمن يريد دراسة كتاب التوحيد أن يكون غرضه الأساس "ضبط أصول مسائل توحيد الألوهية وما يناقضه من الشرك بأنواعه".

وبناءً على هذا فإن أفضل الطرق التي تعين على تحقيق هذا الغرض: "الطريقة الثالثة ثم الثانية".

والطريقة الثالثة أضبط وأفضل في تحقيق تمام الفائدة، لأنها جمعت بين التركيز على المقاصد الأساسية، وبين ترتيب الكتاب بما يناسب هذا المقصد، ومن خلالها يمكن فهم المسائل بشكل واضح ومرتب، لأنها تركز على المقاصد والمسائل الأساسية، ولا تتطرق لما ليس له علاقة مباشرة بمسائل توحيد الألوهية.

وسبب تفضيلها على طريقة الشيخ ابن سعدي أن التزام الشيخ بترتيب الكتاب لا يساعد على الوصول لتلك المزايا بشكل أفضل.

أما الطريقة السائدة وهي الطريقة الأولى فإن الإشكال فيها غالباً يرجع إلى أمرين أو إلى واحد منهما:

1-  أن الكتاب مليء بالآيات والأحاديث، والشرح التفصيلي لها يستدعي شرح مسائل بعيدة عن الأساس الذي أراده مؤلفه وعن الغرض الذي ينشده دارس الكتاب.

2-  أن ترتيب الكتاب –سواء قيل أنه كان مقصوداً أم أنه كان بحسب الفترات الزمنية التي جمع فيها- لا يساعد على تحقيق المقصد بصورة أفضل، فكثير من الموضوعات المترابطة عرضت بشكل منفصل ومتباعد، وهذا يوقع الطالب المبتدئ في نوع من التشتت الذهني وهو مظنة لعدم الفهم المنضبط للمسائل المترابطة.

والخلاصة:

أن الذي يُنصح به لمن يريد الاستفادة من كتاب التوحيد بشكل أفضل أن يكتفي:

1-  بدراسة كتاب مقاصد التوحيد للشيخ عيسى السعدي.

2-  مع سماع الدروس الصوتية للشيخ عبدالرحيم السلمي.

ويمكن الرجوع للاستزادة والتوسع إلى الشروح المطولة، وأفضلها شرح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله.

والله أعلم.

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply