مسائل في صيام عاشوراء


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

فقد شرع الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته نوافل يتقربون بها إلى الله عز وجل، تزداد بها محبة الله لهم، كما قال عز وجل «ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه» (رواه البخاري)

فالمسلم ينبغي عليه أن يحافظ على هذه النوافل ولا يتركها، أو يتكاسل عن أدائها، ومن هذه النوافل صيام عاشوراء وفيه مسائل فأقول مستعيناً بالله :

-         المسألة الأولى: يستحب للمسلم الإكثار من الصيام في شهر المحرم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم)) رواه مسلم

-         المسألة الثانية: ولا يشرع صيام الشهر كله، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم الشهر تاما إلا شهر رمضان .

-         المسألة الثالثة: ويتأكد في هذا الشهر صيام يوم عاشوراء لما ورد فيه من الفضل العظيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (صيام يوم عاشوراء إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله) رواه مسلم

-         المسألة الرابعة: الصحيح أن المراد بعاشوراء هو اليوم العاشر

-         المسألة الخامسة: كان صومه واجبا في أول الأمر ثم نسخ ذلك حين وجب صوم رمضان

-         المسألة السادسة: يستحب مخالفة اليهود فرغب في صيام التاسع مع العاشر أخرج مسلم في صحيحة أن رسول الله الله صلى الله عليه وسلم قال (لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع)

-         المسألة السابعة: صيام عاشوراء على مرتبتين:

الأولى : أن يصوم التاسع والعاشر، وهذا هو الأفضل.

الثانية : أن يصوم العاشر فقط، وهذا جائز وإن كان خلاف الأولى ، ولا دليل لمن كره ذلك.

-         المسألة الثامنة: وقد ذكر بعض أهل العلم مرتبة ثالثة وهي صيام يوماً بعده ، والصحيح أن ذلك لا يشرع لأسباب :-

١ - الحديث المروي فيه لا يصح فقد رواه ابن أبي ليلى وهو سيء الحفظ

٢- وفيه مخالفة للأحاديث الصحيحة ، والمحفوظ في الصحيح هو التاسع والعاشر

٣- لا حجة لمن استحبه من التابعين

-          المسألة التاسعة: من وجد نشاطاً وصام ثلاثة أيام ولم يعتقد استحباب اليوم الثالث بخصوصه فحسن لعموم قوله صلى الله عليه وسلم ((أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم))

-         المسألة العاشرة: يستحب صيام عاشوراء للسافر كما ذكر ذلك ابن رجب وهو اختيار الإمام أحمد

-         المسألة الحادية عشر: يجب تبيت النية من الليل في صيام الفرض ويستحب في النافلة ويصح صيام النافلة من النهار واختلفوا في أجره هل هو من اليوم أو من النية والذي رجحه ابن عثيمين رحمه الله من النية فعليه يستحب تبيت النية لعاسوراء من الليل

-         المسألة الثالثة عشر: من كان عليه قضاء من رمضان فلا يخلو من حالات :

الاولى: يصوم القضاء ثم يصوم عاشوراء وهذا الأفضل لأن أداء الفرائض مقدم على النوافل

الثانية: صيام عاشوراء وتأخير القضاء وهذا جائز لأن القضاء موسع

الثالثة: أن ينوي القضاء وعاشوراء فله أجر القضاء وأجر عاشوراء فقد أجازة جمع من أهل العلم منهم العلامة ابن عثيمين

-         المسألة الرابعة عشر: يكفر صيام يوم عاشوراء الصغائر قال النووي : يكفر كل الذنوب الصغائر وتقديره يغفر ذنوبه كلها إلا الكبائر، قال شيخ الاسلام: وتكفير عاشوراء للصغائر فقط

-         المسألة الخامسة عشر: إن لم يصادف صغيرة ولا كبيرة كتبت به حسنه ورفعت له به درجات وإن صادف كبيرة أو كبائر ولم يصادف صغائر رجونا أن يخفف من الكبائر قاله النووي في المجموع

-         المسألة السادسة عشر: قد ضل في هذا اليوم طائفتان :

الأولى: اتخذت هذا اليوم فرحا وإظهارا للسرور وهذا مسلك الصوفية .

الثانية: اتخذت هذا اليوم مأتما وإظهارا للحزن وهذا مذهب الرافضة.

والله أسأل أن يوفق المسلمين لما يحب ويرضى من الأقوال والأفعال والصالحة.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply