صلاة المسافرين وقصرها


بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

 

بعد أن انتهيت من قراءة كتاب "صلاة المسافرين وقصرها" من صحيح مسلم وأتبعته بسماع تعليقات عبدالعزيز الراجحي عليه، استطيع أن اقول اني اتممت شرح 843 حديثا صحيحا، وكانت مدة القراءة والاستماع 64 ساعة،

والذي يعرفني يعلم أني لا استمع إلا وأنا امشي،

وعلماء الرياضة يقدرون معدل سرعة مشي الانسأن الطبيعي خمسة كيلو في الساعة، أي انني قطعت 320كيلوا، فكأني سافرت من الرياض الى الشرقية، فهل يجوز لي أن اقصر الصلاة واجمع؟؟؟!!!

-أظنكم بعد هذه المقدمة ستضعوني في معدل مشي الانسأن غير طبيعي -

بالتأكيد لا يجوز لي القصر ، فشرط صلاة المسافر أن تخرج من بلد اقامتك،

وما كتبت هذه المقدمة الا لِما أصابني من الجنون من كثرة اسئلة العامة عن صلاة المسافر،

وهم معذورن في ذلك ، فكثرة الاراء من دون ادلة، تحير الناس وتكثر اسئلتهم.

 

انتبهوا ايها الافاضل الكرام من ادخال العقول والعواطف في احكام الله دون ادلة، فذلك يشوش على العامة امور عبادتهم.

 

ها أنا اقرأ في صحيح مسلم عن يعلى بن أمية، قال: قلت لعمر بن الخطاب: {ليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة، أن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا} فقد أمن الناس، فقال- عمر- : عجبت مما عجبت منه، فسألت رسول الله عن ذلك، فقال (صدقة تصدق الله بها عليكم، فاقبلوا صدقته).

فلماذا لا نقبل صدقته كما هي؟

لماذا نحجر على الناس؟؟

الرسول وهو اخشانا واتقانا، قبل صدقة الله كما هي،

أقام في تبوك عشرين يوماً يقصر الصلاة، وأقام في مكة عام الفتح تسعة عشر يوماً يقصر الصلاة.

ونحن نحجر على الناس ونقول اذا بقيت اكثر من ثلاث ايام فلا يجوز لك القصر،

بحجة، أن النبي ماكأن يعلم متى يرجع!!!

من أخبركم أن الرسول ماكأن يعلم، هل قال بذلك أو لمح لذلك؟؟!!

أم كيف دخلتم قلبه فعلمتم انه لم يكن يعلم، وأن هذا هو سبب قصره للصلاة؟؟؟

ثم يأتي آخرون ويقولون الذي يسافر سفر معصية لا يجوز له أن يقصرالصلاة، يا سبحأن الله!!! الصلاة لكم ام لله عز وجل !!!!

الحمد لله انها لله عز وجل وهي صدقة جارية لكل مسافر سواء سافر سفر معصية او سفر تجارة رغما عن انوفكم.

صلاة المسافر ياسادة صدقه تصدق الله بها عليكم، فلذلك اطلقها ولم يجعل لها شروط ولا حدود، والكريم لا يمن بصدقته، ولو لم تكن صدقة لبينها كما بين كيفية الوضوء وكما حدد مدة المسح على الخفين وكما أعلمنا بأوقات الصلاة وكيفيتها وما نقول فيها، وكما بين لنا الزكاة ومقدارها بالعدد والميزان، وغير ذلك من الصيام والحج.

 

صلاة المسافر ياكرام لم يبين الله لنا فيها شي، تركها لنا صدقة

تصدق علينا بها من دون شرط ولا حد، سوى أن نخرج من بلدنا الى أن نرجع، فهل نقبل صدقته دون أن ننغص على الناس فيها.

قال عليه الصلاة والسلام (أن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته).

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply