الأساليب الشرعية في التعامل مع الناس -2-


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

قواعد في التعامل مع الناس:

إنصاف المخالف والعدل معه:

من تلك القواعد إنصاف المخالف والعدل معه وعدم ظلمه مهما كان، فالعدل مطلوب مع جميع المخالفين، حتى مع الكفار يقول الله – جل وعلا: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾[سورة المائدة: الآية 8]، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ﴾[سورة النساء: الآية 135]، ويقول جل وعلا: ﴿وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ﴾[سورة النساء: الآية 58]، ويقول جل وعلا: ﴿وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا﴾[سورة الأنعام: الآية 152]، فلا بد من إنصاف المخالف، حتى لو أردت أن تبين له ما عنده أو ترد عليه لا بد من الإنصاف، فالإنصاف وتوخي العدل لا بد من مراعاته.

 

مراعاة جلب المصالح ودفع المضار:

القاعدة الثانية لا بد من مراعاة جلب المصالح ودفع المضار، حتى ولو بارتكاب أدنى المفسدتين من أجل إحداهما، والمهم هو أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح؛ بأن يوازن المرء عندما يريد أن يعامل الآخرين، أو يتعامل مع الآخرين بين المصلحة والمفسدة، فيسلك الأسلوب المناسب الذي يحقق المصلحة ويدرأ المفسدة، وهذا أمر قد سلكه النبي –صلى الله عليه وسلم– في تعامله مع الآخرين، يدلل على ذلك كثير من الوقائع والعقود التي عقدها النبي –صلى الله عليه وسلم– مع الآخرين، حتى ولو كان في هذه العقود والمعاهدات حيف أحيانا على المسلمين.

 

معرفة لغة المتكلم وسماع رأيه:

ومن القواعد أيضا التي تنبغي مراعاتها، معرفة لغة المتكلم وحقيقة رأيه؛ لئلا يظلم أو يحمل قوله على غير وجه الصواب؛ لأن فهم المراد أمر في غاية الأهمية، وربما وقعت كثير من المصائب بسبب عدم فهم المراد، أو بسبب كلمة غير مفهومة، وربما حصلت  الحروب والمفاسد بسبب كلمة، فلا بد من معرفة لغة المتكلم ومعرفة مراده، وإذا كان كلامه يَحْتَمِلُ أكثر من وجه فلنحمله على الوجه الحسن.

 

ضرورة التثبت من الأقوال:

القاعدة الرابعة التثبت من الأقوال، يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾[سورة الحجرات: الآية 6]، فالمسلم يجب عليه أن يتثبت من الأمور، وألا يتسرع في تصديق الشائعات أو نشرها بين الناس، لاسيما وأن نشرها قد يؤدي إلى فتن خطيرة ربما تؤدي إلى مفاسد لا تحمد عقباها.

 

التخلص من سلطة الأتباع:

كذلك من المسائل المهمة في التعامل مع الناس، التخلص من سلطة الأتباع، فكثيرا ما تحصل المفاسد في التعاملات بسبب تسلط بعض الأتباع على المتبوعين، هذا في غياب المسؤل وغفلته، بل ربما ينقلون إليه كلاما غير واقع، أو يصورون له الأمر صورة تهيجه وتجعله يتفاعل مع الموقف، ويبالغ في الموضوع ويُحَمِّلُ المسألةَ مالم تحتمل، فالأتباع قد يوقعون متبوعَهُمْ في أمور خطيرة، فيجب على هذا المتبوع أو المتكلم أن يتثبت وأن يتأكد من الأقوال، وهذا يتضح ويتعلق بالقاعدة السادسة.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply