طلحة بن عبيدالله


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

طلحة بن عبيدالله بن عثمان بن عمرو التيمي ابن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة القرشي، التيمي، المكي، أبو محمد.

وهذا يعني أنه يلتقي مع النبي في الجد السادس، ويلتقي مع ابا بكر في الجد الثاني، ويلتقي مع عمر بن الخطاب في الجد السابع، ويلتقي مع ابي عبيدة بن الجراح في الجد الثامن، ويلتقي مع عثمان بن عفان في الجد السادس.

أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، كان ممن سبق إلى الإسلام، وأوذي في الله، ثم هاجر، فاتفق أنه غاب عن وقعة بدر في تجارة له بالشام، وتألم لغيبته، فضرب له رسول الله بسهمه، وأجره  .

قال رسول الله (من اراد أن ينظر إلى شهيد يمشي على رجليه، فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله)

لما كان يوم أحد، وولى الناس، كان رسول الله في ناحية، في اثني عشر رجلا، منهم طلحة، فأدركهم المشركون.

فقال النبي (من للقوم؟) .

قال طلحة: أنا.

قال: (كما أنت) .

فقال رجل: أنا.

قال: (أنت) .

فقاتل حتى قتل، ثم التفت، فإذا المشركون.

فقال: (من لهم؟) .

قال طلحة: أنا.

قال: (كما أنت) .

فقال رجل من الأنصار: أنا.

قال: (أنت) .

فقاتل حتى قتل، فلم يزل كذلك حتى بقي مع نبي الله طلحة.

فقال: (من للقوم؟) .

قال طلحة: أنا.

فقاتل طلحة قتال الأحد عشر، حتى قطعت أصابعه.

فقال: حس.

فقال رسول الله (لو قلت: باسم الله، لرفعتك الملائكة والناس ينظرون) .

ثم رد الله المشركين .

عن موسى وعيسى ابني طلحة، عن أبيهما: -طلحة بن عبيد الله - أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا لأعرابي جاء يسأله عمن قضى نحبه: من هو؟ - اي قالوا للأعرابي اسأل الرسول من هم الذين قضو نحبهم؟، والنحب العهد اي صدقوا العهد عند لقاء العدو-

وكانوا لا يجترؤون على مسألته يوقرونه، ويهابونه.

فسأله الأعرابي، فأعرض عنه، ثم سأله، فأعرض عنه، ثم إني اطلعت من باب المسجد -وعلي ثياب خضر-

فلما رآني رسول الله قال: (أين السائل عمن قضى نحبه؟) .

قال الأعرابي: أنا.

قال: (هذا ممن قضى نحبه) .

وفي صحيح مسلم

أن رسول الله كان على حراء هو، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، فتحركت الصخرة.

فقال رسول الله: (اهدأ! فما عليك إلا نبي، أو صديق، أو شهيد)

عن سلمة بن الأكوع، قال: ابتاع طلحة بئرا بناحية الجبل، ونحر جزورا، فأطعم الناس، فقال رسول الله (أنت طلحة الفياض)

لما كان يوم أحد سماه النبي طلحة الخير، وفي غزوة ذي العشيرة: طلحة الفياض، ويوم خيبر: طلحة الجود.

عن قبيصة بن جابر، قال: صحبت طلحة، فما رأيت أعطى لجزيل مال من غير مسألة منه .

أتاه -أي طلحة- مال من حضرموت سبع مائة ألف، فبات ليلته يتململ.

فقالت له زوجته: ما لك؟

قال: تفكرت منذ الليلة، فقلت: ما ظن رجل بربه يبيت وهذا المال في بيته؟

قالت: فأين أنت عن بعض أخلائك؟ فإذا أصبحت، فادع بجفان وقصاع، فقسمه.

فقال لها: رحمك الله، إنك موفقة بنت موفق، وهي أم كلثوم بنت الصديق.

فلما أصبح، دعا بجفان، فقسمها بين المهاجرين والأنصار، فبعث إلى علي منها بجفنة.

فقالت له زوجته: أبا محمد! أما كان لنا في هذا المال من نصيب؟

قال: فأين كنت منذ اليوم؟ فشأنك بما بقي.

قالت: فكانت صرة فيها نحو ألف درهم. - هكذا هم الدعاة يدفعون المال لا يطلبونه-

جاء أعرابي إلى طلحة يسأله، فتقرب إليه برحم.

فقال: إن هذه لرحم ما سألني بها أحد قبلك، إن لي أرضا قد أعطاني بها عثمان ثلاث مائة ألف، فاقبضها، وإن شئت بعتها من عثمان، ودفعت إليك الثمن.

فقال: الثمن. فأعطاه. -صلة الارحام ليس بالزيارات فقط بل ببذل المال والهدايا-

عن سعدى بنت عوف المرية، قالت:

دخلت على طلحة يوما وهو خاثر .

فقلت: ما لك، لعل رابك من أهلك شيء؟

قال: لا والله، ونعم حليلة المسلم أنت، ولكن مال عندي قد غمني.

فقلت: ما يغمك؟ عليك بقومك.

قال: يا غلام! ادع لي قومي، فقسمه فيهم.

فسألت الخازن: كم أعطى؟

قال: أربع مائة ألف . - هل تتوقعون الدعاة اليوم تأرقهم مافي حساباتهم البنكية التي تم جمعها عن طريق الدعوة الدعايات-

عن الحسن البصري: أن طلحة بن عبيد الله باع أرضا له بسبع مائة ألف، فبات أرقا من مخافة ذلك المال حتى أصبح، ففرقه.

كان لا يدع أحدا من بني تيم عائلا إلا كفاه، وقضى دينه، ولقد كان يرسل إلى عائشة إذا جاءت غلته كل سنة بعشرة آلاف، -فعائشة من بني تيم- ولقد قضى عن فلان التيمي ثلاثين ألفا . -ومع ذلك لم يعترض عليه احد بحجة العنصرية، لأنه طبق  قول الرسول "تؤخذ من اغنياهم وترد على فقرائهم"- ، فلو كل عميد اسرة او عميد حي يتفقد حال الفقراء القربين منه من قرابة او جوار وأخذ من اغنياهم وسلمها لهؤلاء الفقراء لحدث لنا كما حدث في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عندما لم يجد الناس فقراء لمدة سنتين، وإن بقينا نأخذ من اغنيائنا ونعطيها فقراء الدول غيرنا ، سيزداد فقراؤنا ، وينقص اغنيائنا-

قال معاوية -عن طلحة-: عاش حميدا، سخيا، شريفا، وقتل فقيدا ، رحمه الله .

مابين الخطين من مختصر سير أعلام النبلاء.

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply