بدعة الاحتفال بالمولد النبوي


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

سئل عن صوم الاثنين؟ قال "ذاك يوم ولدت فيه، ويوم بعثت فيه، أو أنزل علي فيه".

يتعلق بعض المبتدعة من الصوفية وأشباههم بهذا الحديث على مشروعية الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه شرع فيه الصيام، ولا ريب أن هذا الاستدلال عن الصواب بمعزل، ولا تمسك للمبتدعة بهذا الحديث لأمور:

١-أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بيوم مولده في حياته، ولم يحتفل به أصحابه من بعده صلى الله عليه وسلم ولا التابعون لهم بإحسان، ولو كان مشروعا لسبقونا إليه.

٢-أن العبادات توقيفية، والشارع عيَّن العبادة المشروعة يوم الأثنين، وهي الصيام، فيقتصر على الوارد، ولا يُتعدى إلى غيره.

٣-أن علّة الصوم ليست منحصرة بكونه يوم المولد؛ بل الرسول صلى والله عليه وسلم ذكر علة أخرى: وهي إنزال الوحي، وعلة ثالثة: وهي عرض الأعمال على الله، فلماذا تؤخذ علة واحدة فقط وتُعدى إلى أمر لم يشرعه الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم؟!

ولا ريب أن الإحتفال بالموالد من البدع المحدثة في الدين.

وهذا بصرف النظر عما يقع في هذا الاحتفال من المنكرات العظيمة، والغُلو بالرسول صلى الله عليه وسلم الذي يصل إلى حد الشرك بالله تعالى.

وقد ذكر بعض أهل العلم أن أول من أحدث الإحتفال بالموالد الشيعة الفاطميون، في المائة الرابعة، ثم تبعهم بعض من ينتسبون إلى السنة في هذه البدعة جهلاً وتقليداً، والله المستعان!.

(منحة العلام في شرح بلوغ المرام ٧٨/٥).

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply