أزمةُ منهجٍ علميٍّ، وليس نقصًا بالثقافة العامة


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

يعيش الشابُّ بزمننا واسعَ المعرفة بالثقافة العامة مِن خلال مواقع التواصل ووسائلِ الاتصالات العامة، ويمكنه كذلك البحثُ عن مسألةٍ فقهية أو حديثٍ نبويٍّ بضغطة زرٍّ، بل وصل الحالُ للبحث عن طريق الصوت !

ولكنَّ هذا كلَّه ومثلَه معه لا يجعل الشابَّ طالبَ علمٍ فضلًا عن متعلِّم، إذ لطلب العلم طرقٌ ومسالكُ لا بد مِن وُلوجها، والثباتِ الحثيثِ عليها.

وكان من مناهج طلب العلم للمسلم عامة، ولطالب الحديث خاصةً ـ ببلاد الشام وغيرها ـ حفظُ «الأربعين النووية»، وقراءة «الأربعين العجلونية».

وفي ذلك يقول العلامة محمد سعيد الباني (ت1351) رحمه الله:

«وقد جرتْ عادةُ الشُّيوخ في دمشقَ أنْ يُلقِّنوا تلامذتَهم أربعينيَّتي: النَّوويِّ والعَجلونيِّ، ويمنحونهم الإجازةَ بهما. وحِكْمَة ذلك: أنَّ الأُولَى اشتملتْ على أربعينَ حديثًا مِن قواعد الإسلام، والثَّانيةَ اشتملتْ على أربعينَ حديثًا من أربعينَ مُسنَدًا مِن مسانيد السُّنة، فإذا أجاز المحدِّث روايةَ الأربعينَ العجلونيَّة فقد أجازه إجمالًا بالمسانيد الأربعين».

فأنت ترى كيف اعتنى العلماءُ بتكوين فِكر المسلم، وتأسيسِ طالب العلم، وجعلِه متماشيًا مع الدراية والفهمِ للأمور الشرعية، ومرتبطًا بالرواية والاتصالِ بالكتب الحديثية.

وهذه رسالة: «عِقْد الجوهر الثَّمين في أربعينَ حديثًا مِن أحاديث سيد المُرسَلين» لعلامة الشام ومحدِّثِها إسماعيلَ بنِ محمدٍ العجلوني (ت1162)، الذي كان يُدرِّس بالجامع الأموي بدمشق.

وهي رسالةٌ تشتمل على أربعين حديثًا مِن أربعين كتابًا مِن كتب الحديث الشريف.

ووظيفة هذه الرسالة أن يطَّلعَ المسلمُ على أربعينَ كتابًا من كتب السنة، يجدها كوجبةٍ جاهزةٍ بينَ يدَيه، فيتعرَّف مع أستاذه على هذه الكتب ومؤلِّفيها، ويتصل إسنادُه بها.

وقد أكرمني الله تعالى بالاعتناء بهذه الرسالةِ سماعًا وإسماعًا وتحقيقًا، واعتمدت على نسخٍ عدة، منها نسخةٌ عليها خطُّ المؤلِّف، وأسأل الله أن ينفعَ بها ...

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply