الخصائص الفنية في الحكم والأمثال العربية


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

(رسالة الخصائص الفنية في الحكم والأمثال العربية (دراسة تحليلية تطبيقية على كتاب مجمع الأمثال للميداني) رسالة عليها حصل بها الباحث أمين عبد الله محمد اليزيدي على درجة الدكتوراه من جامعة النيلين، كلية الدراسات العليا، كلية الآداب، قسم اللغة العربية، عام 1426هـ).

 وفي مستهل رسالته يذكر الباحث أن المثَل تعبير تصويري إيحائي أكثر منه تعبيرًا مقننًا, يختلف عن الحكمة في شيوعه وعمومه وغرضه وأدائه التصويري, وكل مثل حكمة وليس كل حكمة مثلا, ولعله أن يكون أقدم الفنون التعبيرية التي عرفها الإنسان, فقد يكون البذرة الأولى للقص والإنشاء, كما إنه قد يكون ممهداً لظهور الفن الشعري.

وأن فن الأمثال يتميز عن غيره من الفنون باعتماده على المتلقي, وبقدرته الاختزالية للتجارب والأحوال. وقد نظر إليه في كتب البلاغة على أنه فن مستقل.

 

دواعي الدراسة وأهدافها:

هذا التواضع والرضا عن أقوال بعينها والاستدلال بها, أو تضمينها الكلام والتمثل بها دليل كاف على مدى انبهار المجتمع بتلك الأقوال, وإعجابه وسروره بها, وإن كان سبب السرور غير معروف, أهو في ألفاظ هذه الجمل, أم في دلالتها؟ ولماذا سُرَّ بها المجتمع ابتداء؟! ولماذا اقتطعها دون غيرها من الكلام؟!

كل هذه التساؤلات, الإجابة عنها تتطلب العودة إلى هذه الأقوال, ودراستها دراسة تحليلية للحصول على الجواب الشافي. ومما دعا الباحث إلى هذه الدراسة:

1-              ملاحظة الباحث أن النصوص تتمايز في حضورها لدى المجتمع اللغوي, وسير بعضها دون بعض, وحدوث ذلك بما يشبه الاتفاق, مما يثير الانتباه إلى هذه النصوص.

2-              أن الأمثال تنتمي إلى الفن, كما تنتمي إلى لغة الحديث اليومي, وتكون في الفن الشعري والنثر الأدبي, مع بقائها مكوناً من مكونات الخطاب اليومي, كل ذلك يسترعي الانتباه, و يستوجب دراسة هذا اللون من الفن اللغوي وعلاقته بالمجتمع واللغة, وخصائصه التي تميزه عن الأداء العادي للغة, مع وجوده الدائم.

3-              من طبيعة النصوص أن تكرارها يذهب بعضاً من جدتها, إلا الأمثال لا تذهب جدتها.

4-              حضور هذا اللون من الأداء اللغوي في الخطاب اليومي, و في النثر الفني وفي الشعر, يعني وجوده في العملية اللغوية بشكل عام, وهذا يجعل من دراسته (دراسة فنية كانت أو غير فنية ) دراسة لفن اللغة عموماً.

5-              إدراك الباحث أن هذا الموضوع لم ينل حقه من الدراسة.

تلك كانت من أبرز دواعي دراسة هذا اللون من الفن القولي في الأدب العربي.

وهدفت الدراسة إلى:

1-              توضيح الخصائص الفنية والجمالية للحِكَم والأمثال.

2-              الكشف عن عناصر البقاء الفني لهذه الجمل.

3-              أن تكون هذه الدراسة دراسة عامة غير محددة بفن الأمثال فقط؛ بل الإفادة منها في تحليل النص الأدبي عموماً.

4-              دراسة النصوص وفق رؤى حديثة, مع عدم التنكر للقديم؛ بل للإفادة من المناهج والأساليب الحديثة.

ويذكر الباحث أن هذه الدراسة تنطلق للأمثال في كتاب "مجمع الأمثال" للميداني من عدد المحاور أهمها:

1-                المثل تعبير تصويري.

2-                تكامل عناصر الحدث اللساني وهي المرسل, اللغة, المتلقي.

3-                تناول الوحدات والسمات الكلية للعمل الأدبي.

ويمكن إجمال مظاهر تحقق فنية التعبير والأداء في الأمثال كما وجدها الباحث في مجمع الميداني في التالي:

1-              التصوير والتشخيص. وهي أبرز السمات الفنية والجمالية للأمثال، وقد استعان مبدع المثل بعدد من الوسائط الحسية والفنية لإتمام عملية التعبير بالتصوير, وأبرز الوسائط الحسية كانت استعانة المبدع بالعنصر البشري والحيواني ومظاهر الطبيعة في التعبير والتصوير, واستغل المبدع هذه المكونات الحسية للتعبير عن المفاهيم المجردة كالخير والشر, والذل والعز, والبخل والكرم, وغير ذلك.

وقد وظف المبدع العناصر الحسية في التصوير عبر وسائط فنية هي:

أ‌- الرمز.

ب‌- المحاكاة.

ت‌- السرد والحكاية.

وهذه الوسائط الفنية لا تتحقق إلا من خلال لغة بلاغية وفنية, ولذا فإنها تحوي التشبيه والكناية والاستعارة والمجاز.

2-              التنوع الإيقاعي والبديع. ومن أبرز الفنون التي يحويها المثل في مجمع الميداني:

أ‌- التكرار.

ب‌- الجناس.

ت‌- السجع.

ث‌- الإيقاع المعتمد على التقسيم الزمني للوحدات الكلامية.

3-              التنوع البنائي والأسلوبي. فقد تجلت في الأمثال عدد من الظواهر المعجمية والتركيبية التي تستدعي التوقف أمامها, وهي:

1-              انتماء معجم الأمثال إلى البيئة المحيطة وتمثيله لها خير تمثيل.

2-              استخدمت المفردة في الأمثال استخداماً مجازياً يخرج بها عن الأصل.

3-              استغل المبدع وسيلة التضاد بغرض البيان والإيضاح والإمتاع والتصوير.

4-              بنيت الجملة في المثل وفقاً لسنن العربية, واستفاد المبدع من آلية العدول ليخرج بالتركيب عن الأصل إلى غيره وفق قواعد اللغة وسننها, واستغل المبدع التنوع الأسلوبي في اللغة ليفيد منه في بناء جملة المثل, ومن مظاهر هذا التنوع والعدول: الحذف. التقديم والتأخير. المفعول المطلق.

4-              التكثيف والإيحاء والاستدلال, وهذه الخاصية غير مستقلة عن غيرها, إنَّما هي مستندة إلى السمات السابق عرضها, كما إنها مبثوثة خلالها, ذلك إن التكثيف والإيحاء والاستدلال أمور لا تتحقق إلا عبر لغة النص وأسلوب بنائه, وعناصره الفنية بما يؤدي إلى تحقق الإيجاز وتكثيف الدلالة. وهذه الخاصية تجعل من المثل فناً يتسم بالإيجاز وكثافة التعبير وقوة الدلالة وغرابة الاستدلال وجماله.

ويعلل الباحث أسباب اختياره كتاب "مجمع الأمثال" للميداني ليكون أنموذجاً للدراسة التطبيقية؛ لكونه أحد الكتب التي وجدت في مرحلة متأخرة من مراحل تدوين الأمثال (عاش الميداني في القرن السادس الهجري)؛ مما يبعث على الاطمئنان إلى أن الكتاب قد شمل كثيراً مما ورد من أمثال العرب, كما أنه أحد أشهر الكتب التي وصلت إلينا من الكتب التي تمثل جمع العرب للأمثال, وأيضاً فإن الميداني قد جمع الأمثال والحكم في سفر واحد باعتبار أن الفرق بينهما في عملية التلقي, وذلك ما يوافق طبيعة هذه الدراسة.

 

مكونات الدراسة:

قسم الباحث الدراسة بعد المقدمة إلى بابين:

1- تناول الباب الأول ما يخص هذا الفن من التأصيل, ففي الفصل الأول تناول مفهوم المثل باعتباره يدل دلالة مفهومية وليس دلالة اصطلاحية نظراً لتعدد استعمال هذه الكلمة في الإطار الأدبي والفني, وذلك من خلال عرض دلالة الكلمة في المعاجم, وفي القرآن الكريم, وعند المحدثين, ثم فرق بين المثل والحكمة وناقش الرأي القائل بأن المثل يعني أقوال ذوي السيادة, ثم تناول جمع الأمثال وجهود الميداني ومنهجه في جمع الأمثال, وخصص الفصل الثاني لعرض ما يخص الأمثال بصفة عامة فكان المبحث الأول عن بداية المثل, والمبحث الثاني عن ضرب المثل, والمبحث الثالث عن سير المثل، وقد كان لهذا المبحث عناية خاصة؛ لأن سير الأقوال قد يكون هو الفارق الأساسي بين الأمثال وغيرها من الأقوال, وتناول في المبحث الرابع قيمة المثل, وفي المبحث الخامس عرض لمفهوم المثل في كتب البلاغة, وقد خصص كتب البلاغة دون غيرها حتى لا تتشعب الدراسة؛ ولأن كتب البلاغة تمثل نوعاً من التناول التطبيقي والاصطلاحي والفني للنصوص الأدبية بعامة ومنها الأمثال.

2- وتناول الباب الثاني الدراسة التحليلية التطبيقية, وهو موزع في فصلين:

-       تناول في الفصل الأول أبرز خصائص الأمثال, والفن بشكل عام, وهو التعبير بالتصوير, وتناول في المبحث الأول مفهوم التعبير التصويري عند قدماء النقاد والأدباء العرب, ثم انتقل إلى عرض الوسائط الحسية للتعبير التصويري للأمثال في كتاب الميداني, واقتصر على العنصر الإنساني والحيواني. ثم انتقل البحث إلى الوسائط الفنية والبلاغية للتعبير التصويري للأمثال في كتاب مجمع الأمثال للميداني, وأبرز هذه الوسائط: الرمز, والمحاكاة, والسرد والحكاية, ثم أثر المثل وقدرته الفنية من خلال وجوده في الفنون القولية الأخرى كالشعر, وكيف وظف المثل توظيفاً فنياً في الفن القولي الرفيع, بعدها ينتقل البحث للتطرق لأبرز خصائص وسمات الصورة المثلية وقد طبق على بعض النماذج من الأمثال من كتاب الميداني بحيث تكون ممثلة لما يتضمنه الكتاب من النصوص بما في ذلك الأمثال المرتبطة بالحكايات كما قام بتحليل نماذج من الأمثال, وقد حظي هذا الفصل بنصيب وافر من مساحة البحث لأن الأمثال تعبير تصويري.

-       أما الفصل الثاني فتناول بالبحث والتحليل والتطبيق نماذج من نصوص الأمثال من كتاب مجمع الأمثال الميداني, حُلِلَت وفقاً للمستويات المتبعة في التحليل الأسلوبي حيث تناول المبحث الأول الظواهر المعجمية, وهي:علاقة معجم الأمثال ببيئتها, ثم ظاهرة العدول على مستوى المفردات في الأمثال وكيف استخدمت المفردة في المثل, ثم ظاهرة التضاد. وتناول في المبحث الثاني الظواهر التركيبية للمثل في مجمع الميداني, وأبرزها: الجملة الاسمية والجملة الفعلية, ثم انتقل البحث إلى ظاهرة العدول على مستوى الجمل وذلك من خلال بعض الظواهر, كان أبرزها: التقديم والتأخير, والحذف, والمفعول المطلق. ثم انتقل البحث إلى مستوى الإيقاع وفيه تناولت علاقة الظاهرة الصوتية والإيقاعية بالتعبير التصويري, وبطبيعة الحال فإن البحث تطرق لأبرز الظواهر الإيقاعية للمثل في كتاب مجمع الأمثال للميداني, وأبرز هذه الظواهر: التكرار, والجناس, والسجع, والإيقاع المعتمد على التقسيم الزمني للوحدات الكلامية.

واقتضى أسلوب الدراسة أن يكون كل تحليل لهذه الجزئيات إنما يخدم العنصر النهائي في الاتصال والفن وهو الدلالة, وذلك كان موضوع المبحث الأخير من هذا الفصل, وفيه تناول البحث عناصر ومكونات الدلالة, وهي المكون المقالي والمكون المقامي, ثم العوامل المؤثرة والفاعلة في الدلالة وهي السياق, والعنصر الاجتماعي, والمقام, وأخيرًا انبناء الدلالة في الأمثال و العلاقة بين جملة المثل والصورة الدلالية.

وأثناء الدراسة تم التركيز على ظواهر أساسية تتميز بها الأمثال في مجمع الميداني, هذه الظواهر هي: العدول, الإيجاز والتكثيف, التعبير بالتصوير, انطلاقاً من العلاقة التكاملية القائمة بين عناصر الحدث اللساني وهي المرسل, واللغة, والمتلقي.

ولا تفرق الدراسة التطبيقية بين الأمثال التي أساسها الحكمة أو الأمثال المولدة وبين بقية الأمثال, خشية التكرار الممل؛ ولأن ذلك التفريق ليس من غرض البحث في مرحلة التطبيق.

وتضمنت الخاتمة النتائج التي توصل إليها.

وقد كان اعتماد الباحث الأول على "مجمع الأمثال" للميداني, وذلك بطبيعة الحال لكونه هدف الدراسة وميدانها الذي تطبق عليه, و "جمهرة الأمثال" للعسكري, واطلعت على عدد من كتب الأمثال مثل: "فصل المقال شرح كتاب الأمثال" لأبي عبيده البكري, و"الزاهر في معاني كلمات الناس" لابن الأنباري, و"نكتة الأمثال" للكلاعي.

 ومن كتب الأدب التي أفدت منها: "البيان والتبيين" و"الحيوان" للجاحظ, و"الكامل" للمبرد. ومن كتب البلاغة والنقد في التراث العربي: "دلائل الإعجاز" لعبد القاهر الجرجاني, و"العمدة" لابن رشيق, و"منهاج البلغاء" لحازم القرطاجني و"الطراز" ليحيى بن حمزة العلوي, و"المثل السائر" لابن الأثير.

ومن المعاجم: "لسان العرب" لابن منظور, و"القاموس المحيط" للفيروز آبادي. كما أفدت من عدد من الدراسات النقدية والبلاغية الحديثة.

وقد اتبع الباحث الدراسة المنهج الوصفي ومنهج التحليل اللغوي الأسلوبي, مع الإفادة من المناهج الأخرى كلما دعت الحاجة.

 ويذكر الباحث أن الأمثال فن محبب إلى النفس البشرية, تميل الفطرة إليه وإلى التماسه. ولمداخلة الأمثال والحكم النفس الإنسانية, وموافقتها للطبيعة البشرية, ضرب الله عز وجل للناس الأمثال في كتابه العزيز.

 

       وأضحى المثل والحكمة كالعقد من اللؤلؤ على جيد الحسناء؛ فهو ليس طوع كل أحد, ولا يستطيع أن يناله، كما لن يعدم الناس نواله، وإن بجمال النظرة وإفادة العبرة.

وكانت الأمثال -لجمالها وبلاغتها- أكثر سيرورة وأسرع انتشارًا, وأقدر على البقاء, ونظرًا لما تستدعيه من أحداث وأقوال فإنها ذات قدرة حافظة للمآثر, تنقلها للأجيال, جيلاً عن جيل, ولها مظاهر وامتيازات.

       والأمثال, هذه الكلمات المتداولة, يؤمن بها المجتمع ويُسَرُ بها؛ لأنها جزء من تاريخه ولغته, وله بها عناية؛ حتى إنها تمثل جزءاً منه. ولم لا؟! فهو من تواضع عليها واعتمدها؛ لتكون بنى استدلالية وتعبيرية على المفاهيم والمعاني والأحوال, ليست شيئاً غريباً عما يتداوله المجتمع من لغتهم وأقوالهم, بل هي من سننهم التعبيرية اللغوية.

 وإذا كان الخطاب الشعري يقوم على العدول عن لغة الخطاب اليومي مما يجعله أكثر جدة وإثارة, فما الذي جعل من الأمثال نصوصاً جمالية وفنية, بها قدر غير قليل من الإثارة, وقدر كبير من أثر التلقي, فهل ذلك يعود إلى طبيعة المجتمع العربي ولغته؟ وهل كان المجتمع بطبيعته مجتمعاً أدبياً، وأن التخاطب اليومي كان نوعاً من الفن والأدب؟ وهل كون الأمثال جزءاً من لغة الاتصال اليومي جعلها أكثر سيراً وحضوراً من غيرها؟

 وقد خلص الباحث إلى أن المثل من مادة (مَثَل) وأنه إذا كانت هذه المادة قد استعملت بمعان متعددة فإن هذا يعني أن مصطلح المثل غير محدد, وأنه أسلوب خطاب يفهم نوعه وأثره دون تحديد علمي دقيق, فالأمثال أسلوب تعبيري تصويري أكثر منه أداءً بنائياً, أو مضمونيًا ممكن التحديد.

أما الحكمة فهي تلتقي مع المثل في بعض وظائفها كالتوجيه والإرشاد, أما هي من حيث كونها مصطلحاً فهي غير المثل, ولها -من حيث طبيعة كل نوع- ما يميزها عن المثل, فالحكمة تقرر وتقنع فهي تميل إلى الخطابية, والمثل يغمض ويوحي ويخيل, فهو يميل إلى التخييل والشعرية, ودلالة الحكمة مباشرة, ودلالة المثل إيحائية, ووظيفة الحكمة التوجيه, ووظيفة المثل التصوير والتشخيص.

 وقد اعتني بجمع الأمثال منذ البدايات الأولى للتدوين, ويعد كتاب "مجمع الأمثال" للميداني من أبرز الكتب التي تمثل جمع العرب للأمثال, ويتميز عن غيره باشتماله على أمثال المولدين.

أما فن المثل فيظهر أنه من أبرز وأقدم فنون القول لما يشتمل عليه من بذور الفنون الأخرى كالإيقاع والخرافة والحكاية على لسان الحيوان, والقص والإنشاء, كما يمكن أن نعده ممهداً لظهور الفن الشعري.

وضرب المثل يعني صوغه وإنشاؤه كما يعني التمثل به, وفي الحالين فإن ضرب المثل كان استجابة لحاجة لغوية و فنية واجتماعية, فهو أحد عوامل إثراء التعبير والاستدلال وحفظ التجارب وتناقلها.كما أن التمثل بالأمثال يعد من قبيل العمل الإبداعي.

 ولا يكون القول مثلًا إلا إذا شاع واشتهر وتداوله المجتمع المتلقي، ولذا فإن أبرز المعايير التي يمكن أن يتميز بها فن الأمثال عن غيره المعايير, هو معيار السير والذيوع والشهرة, وخلص الباحث إلى أن شهرة القول وسيره معيار نقدي أكثر منه معياراً أدائياً لغوياً, بل هو آلية اجتماعية قام بها المجتمع المتلقي, مما يعني أن طبيعة التلقي هي الفيصل فيما يخص هذا الفن, أو مما يعمل على الإضافة إليه.

 كما خلص الباحث إلى أن عملية الإبداع في الأمثال عملية خاصة, يجب فيها تضافر القول الفردي, والسلوك الجماعي المتمثل في التمثل بالمثل وتسييره من قبل جماعة التلقي ضمن الجماعة اللغوية؛ إذ بدون الشق الثاني من عملية الإبداع يكون هذا القول إما مهملاً أو بيتاً شعرياً غير معروف, أو حكمة أو نادرة, لا يرقى أيٍ منها إلى أن يكون مثلاً, وهنا لم تكتمل عملية الإبداع المقصودة في المثل, وإن كان هذا القول عملاً إبداعياً في ذاته.

 ثم عرض ما قيل عن قيمة الأمثال وأهميتها, وخلص إلى أن الأسلم عدم تحديد قيمة الأثر الفني, ومنها الأمثال, بمعيار واحد, وإنما ينظر إليه على أنه لغة أدبية وفنية خاصة, ثم ينظر إليه وما يؤديه من ارتباطات مع البيئة والمجتمع, إضافة إلى مضمونه القيمي والفكري أو التاريخي إن وجد, ثم موقعه من البناء الاجتماعي والفكري والفني للجماعة اللغوية.

 ثم بين كيف تناول علماء البلاغة والنقد في التراث العربي القديم مفهوم المثل ونصه, وخلص إلى وجود ما يشبه الإجماع على أن المثل تعبير تصويري وأن وظيفته الأولى هي التشخيص للمجرد, وإبراز المعقول في هيئة المحسوس, والاستدلال على المعقول بالقول التعبيري الإيحائي, ذلك أن الأمثال فن قولي تصويري مجازي يبتعد عن التقرير والمباشرة, وأنها تشتمل على فنون القول الفني؛ لاشتمالها على ما لم يشتمل عليه غيرها من الفنون القولية.

أما الدراسة التطبيقية لكتاب مجمع الأمثال للميداني فقد كانت مجزأة في قسمين: الأول يخص التعبير التصويري للأمثال, والثاني يتعلق بلغة المثل ودلالته, دون إغفال لدور المثل في التصوير, ذلك أن أهم الوظائف التي تقوم بها الأمثال هي التعبير بالتصوير, وقد استعان مبدع الأمثال لإتمام عملية التعبير التصويري بوسائط حسية تمثلت في المحيط العام للمبدع بما تشمله من إنسان أو حيوان أو غير ذلك من المحسوسات, واستغلها لتصوير المجردات والمفاهيم المختلفة, وللتوصل بذلك إلى دلالات إيحائية غير مباشرة.

كما استغل المبدع عددًا من الوسائط الفنية ظهرت جلية في الأمثال في مجمع الميداني ومن أبرز هذه الوسائط:

1-  الرمز, وتعد الأمثال تعبيراً رمزياً في حد ذاتها؛ نظراً لأدائها الكنائي وقدرتها التصويرية, وإحالتها على البيئة والتاريخ والعادات والمعتقدات, ولما لها من قدرة تكثيفية واختزالية, ولتأثيرها في الأحاسيس لمجتمع التلقي وارتباطها بتاريخه وتراثه.

2-  المحاكاة, ومن خلالها يظهر أثر المحيط على التعبير, وكيف يمكن أن يستفيد منه المبدع, وقد خلصت من خلال العرض والتطبيق إلى وجود أنماط متعددة تمظهرت من خلالها المحاكاة في الأمثال في كتاب الميداني وهي: محاكاة صادقة. محاكاة إمكان. محاكاة استلهام. محاكاة تخيلية.

3-  السرد والحكاية, وبين الباحث من خلال نماذج تطبيقية كيف تمظهرت عناصر السرد عبر اللغة بما فيها اللغة الفنية, وخلال ذلك تطرق للقضايا الاجتماعية التي عرضتها تلك البنى السردية, وقد تجلت في لغة السرد في الأمثال في مجمع الميداني, لغة المجتمع وعاداته التعبيرية, وأساليبه القولية, وعاداته الاجتماعية.

وهذه الوسائط الفنية تعمل بصورة أو بأخرى تحت مظلة المحاكاة وتؤدي عملها في رسم الواقع والإفادة منه في التصوير وإن اختلفت التقنية الفنية, و هذه الوسائط ما كان لها أن تكون لولا اللغة وأساليبها فقد تمظهرت هذه التقنيات عبر وسائل بلاغية أبرزها: التشبيه, والاستعارة, والكناية, والمثل, والعبارة التصويرية, والعبارة الإيقاعية, والقول الشعري

 وتقوم الأمثال ضمن النص الأدبي بأداء وظيفة فنية تتمثل في الإسهام في إنتاج الدلالة وتفعيلها, ويقصد الباحث بالإنتاج أن تخرج بالصورة التي هي عليها, وبالفاعلية كونها عنصراً قادراً على التأثير في المتلقي وإيصال الدلالة وتكثيفها بصورة أفضل. وتكمن جمالية التوظيف الفني للصورة المثلية في أنها استلهام لتعبير تصويري, استلهام لبنية فنية داخل بنية فنية أخرى.

ثم عرض الباحث بإيجاز ما تتميز به الصورة المثلية من ميزات فنية وجمالية تمثلت في:

1-              قربها وألفتها كونها متكونة من عناصر حسية مألوفة للمتلقي.

2-              تعدد طبقاتها للوصول إلى الصورة التجريدية.

3-              ثراء التعبير فيها.

4-              واقعيتها.

5-              إيحائيتها.

6-              قدرتها التصويرية وبراعتها في التقاط الجزئيات.

7-              غرابتها و فجائيتها.

8-              تركيبية ولا يمكن اكتمالها إلا باكتمال كل مكوناتها اللغوية.

9-              صلاحيتها للإفادة منها في الفن التشكيلي والمسرحي.

10-         الوصول إلى التعبير عن جزئيات من غير الممكن الوصول إليها بدون الصورة المثلية.

11-         تعدد وظائفها التعبيرية والفنية.

 ولما كانت اللغة هي الظاهرة الأولى في كل عمل فني يستخدم الكلمة أداة للتعبير, بل هي النافذة والمفتاح إلى آفاق النص ورحابه الواسع, ومن خلال اللغة يمكن أن تتجلى عبقرية الأداء الفني للغة وللمبدع. فقد قام بتحليل المثل في كتاب مجمع الميداني عبر نماذج منه في المستوى المعجمي والتركيبي والإيقاعي والدلالي.

 ثم وضح انعكاس البيئة في نص المثل من خلال مفرداته, وكيف يظهر عبر مفردات الأمثال في مجمع الميداني نمط البيئة والحياة الاجتماعية والفكرية والعادات والأسماء والمسميات وغير ذلك مما ينعكس من خلال لغة النص, وبين أن مفردات الأمثال المولدة تعد انعكاساً للتطور الذي حدث في المجتمع, وخلص إلى أن أبرز مظاهر التطور من خلال مفردات الأمثال المولدة تتلخص في:

1-  دخول ألفاظ جديدة من اللغات الأخرى.

2-  ظهور مصطلحات جديدة بعضها استجد وبعضها كان موجوداً, ويظهر فيها التأثر بالتفاعل الديني والاجتماعي والثقافي والسياسي.

3-  دوران ألفاظ لم تكن كثيرة التوارد في الأمثال القديمة.

4-  وجدت صور جديدة تمثل التغير الحاصل في المجتمع وعاداته وثقافته.

 وانعكاس البيئة في المثل من خلال مفرداته هي الظاهرة الأولى المتعلقة بالمفردة في الأمثال في مجمع الميداني.

ولأن الفن إنما هو أداء اللغة بطريقة مغايرة, فقد تناول المفردات والتراكيب من اتجاهين: الأول ما هي عليه في الأصل, والثاني ما هي عليه في المثل, وذلك عبر تقنية العدول وهي آلية لغوية ودلالية تمكن للمبدع التحرك بحرية في التعبير والإيحاء.

ومن الظواهر المتعلقة بالمفردات في أمثال مجمع الميداني عدا انعكاس البيئة من خلالها:

-       ظاهرة العدول على المستوى الصرفي ويتمثل في العدول عن المصدر أو الفعل إلى المشتق, ودلالة ذلك التعبيرية والتصويرية, ذلك أن العدول عن الأصل إلى غيره إنما يكون لدلالة اقتضتها طبيعة القول وغرضه.

-       العدول على مستوى دلالة المفردة, حيث إن المفردات في الأمثال في مجمع الميداني قد استخدمت استخداماً مجازياً يخرج بها عن المباشرة والتقرير, إلى الإيحاء والاحتمال والتعدد والتأويل.

وبين قيمة العدول على مستوى المفردات ويتمثل في:

1-  أحد الخيارات المتاحة لزيادة معان ودلالات غير ممكنة إلا بألفاظ عدة.

2-  إضافة وظائف دلالية وتعبيرية وتركيبية للألفاظ.

3-  حماية النص من الترهل والطول, وحمايته أيضاً من تعدد الإيحاءات التي قد تجلبها ألفاظ جديدة جيء بها للدلالة على معنى ما.

4-  اقتصادية اللغة وعدم تشتيت المتلقي, وتكثيف الدلالة في اللفظ بزيادة على مبناه الأصلي حيث يمكن للفظ الدلالة على معنى مفهومي وتركيبي بفلظ واحد لم تكن تلك الدلالة من شأنه, وفي هذا إثراء للدلالة.

5-  لفت انتباه المتلقي وكسر حاجز الألفة والرتابة, وهذا يعمل على إدهاش المتلقي وتحريك تفكيره.

-       ثم تطرق البحث لظاهرة التضاد وقيمتها التعبيرية.

ثم انتقل إلى التراكيب وبدأت بعرض الأصل في تركيب الجملة العربية وهو في نمطين أساسيين هما:

- نمط الجملة الاسمية.

- نمط الجملة الفعلية. وقد عرض الباحث لهذين النمطين وفق نماذج تطبيقية من جمل الأمثال في مجمع الميداني.

بعدها انتقل لبيان أبرز الظواهر التركيبية التي تمثل العدول عن الأصل وهي:

1- ظاهرة الحذف, وفي هذه الظاهرة اقتصرت على عرض ظاهرة حذف المبتدأ ودلالة ذلك, فالأساليب اللغوية ليست مجرد حلية, فللجملة عند بنائها على الحذف أو الإضمار من البيان والتصوير ما ليس لها لو صرح بالمحذوف, وبينت ذلك من خلال أمثلة تطبيقية لأمثال حذف أو أضمر فيها المبتدأ وأخرى صرح به, ويعمل الحذف على:

- حماية الجملة من الترهل.

- تحريك المتلقي وإثارة خياله.

- كسر ألفة ورتابة اللغة.

2- ظاهرة التقديم والتأخير, وهذه الظاهرة من أبرز الظواهر التركيبية التي تمثل عدولاً عن الأصل لنمط بناء جملة المثل في مجمع الميداني, وتعمل هذه الظاهرة على تشويش المتلقي وإثارته, وإعادة النظر في رؤيته للمعنى وفق النمط البنائي المشتمل على التقديم والتأخير وقد اقتصرت على بيان تقديم الخبر وتقديم المفعول به من خلال التركيز على ظاهرة أخرى هي ظاهرة المجرورات والظرف والإضافة. ومن أهم الوظائف التي يؤديها التقديم والتأخير بعد كسر المألوف من اللغة, كان التخصيص والعناية, فضلاً عن التكثيف والإيجاز.

3- بعدها تطرق البحث لظاهرة مغايرة للظاهرتين الأوليين حيث كانت الظاهرة الأولى تمثل النقص في البناء لدلالة, وتمثل الظاهرة الثانية تغيير المواقع المألوفة لنمط البناء, أما هذه الظاهرة فتمثل الزيادة في نمط البناء لدلالة تعبيرية وتصويرية ودلالية, وهي ظاهرة المفعول المطلق. وكما كان الحذف, أو التقديم والتأخير يؤديان دلالة وظيفة فكذلك المفعول المطلق, فقد أدى مجيء المفعول المطلق ضمن جملة المثل إلى:

- تصوير الحدث والعناية بهيئة وقوع الحدث والاستفادة من تلك الهيئة في الاستدلال.

- زيادة البيان والإيضاح.

- إيقاع التشبيه بدون أداة التشبيه وأسلوبه.

- المبالغة.

- إفادة الحالية بتصوير كيفية وهيئة الحدث بغير أسلوبه.

- إثراء التعبير.

وكل ذلك تم في أسلوب تطبيقي تحليلي.

بعدها تناول البحث المستوى الإيقاعي للأمثال في مجمع الميداني, وبين الباحث في هذا المبحث علاقة الظاهرة الصوتية بالتعبير والتصوير ثم تناول علاقة الصوت بالخيال, وخلص إلى أنه يمكن الاطمئنان إلى أن البنى الإيقاعية تمثل بنى تعبيرية وتصويرية, وأوضحت أبرز الظواهر الإيقاعية الموجودة في أمثال مجمع الميداني وهي: التكرار, الجناس, السجع, الإيقاع المعتمد على التقسيم الزمني للوحدات الكلامية.

وتؤدي البنى الإيقاعية في أمثال الميداني عددًا من الوظائف الفنية والدلالية, هي:

1-  تثبيت الصورة الأولى ثم تخصيصها.

2-  تكرار نفس النغمة خلال وقت قصير يسترعي انتباه المتلقي لمرور هذه النغمة أو ما يشبهها قبل لحظات.

3-  مفاجأة المتلقي بدلالة غير الأولى.

4-  تفيد في إضفاء معنى جديد لم يكن موجوداً من قبل كما في قولهم: لطمه لطم المنتفش.

5-  بناء النص اللغوي وفق بنى إيقاعية ليس عملية صناعة وحسب بل عملية غريزية في الإنسان العربي, و توافق طبيعة اللغة العربية.

6-  البنى الإيقاعية ليست زينة شكلية, أو إطاراً بنائياً، بل هي ذات وظائف فنية ودلالية وجمالية, فهي تفيد التأكيد والمبالغة, وبناء النص موافقاً للإيقاع أوقع في السمع وأذهب في الدلالة على القصد, وسبيلاً إلى الالتذاذ بالنص وحفظه والعمل به, والتأثر به والقياس إليه.

7-  البنى الإيقاعية تمثل بنى حسية ونفسية؛ لأنها حروف منطوقة, وأصوات مسموعة وحروف مكتوبة مرئية تشارك الفن التشكيلي في التكرار البصري, وفي هذه العلاقة ما يؤيد أن الإيقاع تعبير وتصوير ودلالة.

8-  إيناس المتلقي.

9-  الإيقاع بنية نحوية ودلالية وليس مجرد بنية صوتية, ومن هنا نجد التضاد والتجانس, والتأكيد وغير ذلك, فضلاً عن استناد التعبير الإيقاعي إلى الأثر النفسي والإيحائي لجرس الحروف عند تضامها, وإيقاع الوحدات الكلامية.

 وكل ما مضى من تحليل وبيان أو عرض إنما يخدم مستوى الدلالة, ولذا فإن هذا المستوى قد مضى في كل مستوى سبق تناوله, وتنبني دلالة المثل في مجمع الميداني من خلال مكونين هما:

المكون المقالي, ويشمل العناصر اللغوية وما يتصل بها مفردة أو ضمن بنية تركيبية.

المكون المقامي, وهو نتاج التفاعل بين العناصر اللغوية والسياقية والاجتماعية, ويشمل أيضاً ظروف الأداء وبواعثه ومسبباته.

ثم تطرق البحث لبيان أهم العوامل المؤثرة والفاعلة في الدلالة وهي:

- السياق, وما يتعلق به من تغيير الدلالة وفقاً لموقع المفردة وصيغتها, ووظيفتها النحوية والتعبيرية.

- العنصر الاجتماعي, وبينت من خلال بعض الأمثال وجود أمثال لا يمكن التوصل إلى دلالتها إلا بمعرفة السياق الاجتماعي لها, ومعرفة العادات التعبيرية للمجتمع.

- المقام, وهو ما يحدد الدلالة بعد العنصرين السابقين, إذ يؤثر ظرف الأداء تأثيراً واضحاً في دلالة النص المرسل.

ثم تطرق إلى انبناء الدلالة في الأمثال, وبين أنها تنبني على وجود علاقة تأويلية, ولا تكتفي بالعلاقة التفسيرية, وبين ذلك من خلال تحليل بعض الأمثال من مجمع الميداني, ووضح عدم ابتناء الدلالة عند مرحلة التفسير, أما الحِكَم فإن الدلالة فيها تميل إلى التقرير والوضوح والمباشرة.

كل ذلك دون أن إغفال لأحد أركان الحدث اللساني: المرسل, اللغة, المتلقي.

أما الجديد في هذه الدراسة فيتمثل في الأسلوب الذي تناول الباحث به نصوص الأمثال في كتاب الميداني.

وبعد هذا العرض الموجز, يذكر الباحث أن الظاهر الجلي أن الأمثال في كتاب مجمع الميداني موضوع لم يفض خاتمه بعد, ويحتاج لعدد غير قليل من الدراسات لتتناوله بالدرس والتحليل, ومن الموضوعات المقترحة للدراسة بحيث يكون ميدانها التطبيقي مجمع الميداني:

- شخصية العربي من خلال أمثاله.

- الجملة في كتاب الميداني دراسة أسلوبية.

- القضايا اللغوية في شرح الميداني للأمثال في مجمع الأمثال, مع مقارنة شرح الميداني للأمثال مع شرح أبي هلال العسكري.

- مظاهر التطور في المجتمع العربي, دراسة مقارنة بين الأمثال القديمة والأمثال المولدة.

- سرد المثل.

- الأساليب البلاغية في المثل. مدخل لتدريس البلاغة, والتحليل اللغوي.

- الأساليب التربوية والتعليمية في المثل, نحو اعتماد الأمثال مدخلاً تربوياً في مناهجنا.

- جمالية التلقي, دراسة في شواهد الميداني.

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply

التعليقات ( 2 )

اشادة وتنويه

-

فاطمة الزهراء عطية

07:46:10 2024-02-23

السلام عليكم عمل ممتاز نتمنى لصاحبه مزيد الابداع والتوفيق

نقد بناء

23:42:55 2023-01-10

الموضوع شائق جدا ومفيد وبنّاء إلا أنه يخلو من أي مثال يذكر أي لا يوجد أمثلة تطبيقية وهذا عيب كبير في الموضوع