كفَّارة الغيبة


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: "إذا اغتاب الشخص شخصًا آخر غائب عند مجمع من الناس فما كفارة ذلك؟

هذا اختلف فيه العلماء؛ فمنهم من قال: لا بد أن تذهب إليه وتقول له يا فلان إني تكلمت فيك عند الناس فأرجوك أن تسمح عني وتحللني .

وقال بعض العلماء: لا تذهب إليه، بل فيه تفصيل: فإن كان علم بهذه الغيبة فلا بد أن تذهب إليه وتستحله، وإن لم يكن علم فلا تذهب إليه واستغفر له وتحدث بمحاسنه في المجالس التي كنت تغتابه فيها، فإن الحسنات يذهبن السيئات، وهذا القول أصح". (شرح رياض الصالحين | ( 1 / 90).

 

وهنا ينبغي التنبيه لمسألتين في شأن الغيبة:

أولًا: أن هذه المعصية متعلقة بحقوق العباد، فهي لذلك أشد خطرًا، إذ يتعدى فيها الظلم إلى الناس.

ثانيًا: يجب على من وقع في الغيبة أن يتفطن أنه عليه التوبة لله تعالى من هذا الذنب، وليس فقط يتحلل من المغتاب أو يستغفر له ويدعو له ويغفل عن حق الله تعالى -وهو التوبة-.

وأيضًا مما ينبغي التنبيه إليه:

أن تعلم -رحمني الله وإياك- أن تقرير كون الاستغفار كفارة للغيبة لا يعني وقوعها كافيةً في ذلك، فإن الأصل أن الذنوب لا تُمحى إلا بالتوبة الصادقة التي يصحبها الإقلاع، والندم،وعدم العود، وصدق القلب في معاملة الخالق سبحانه، ثم يُرجى لمن جاء بهذه التوبة أن يغفر الله له ذنبه، ويعفو عنه خطيئته.

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply