براءة الأطفال!


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

كم مرة قرأنا تقارير غربية تندد وتستنكر التنشئة الدينية الجادة في بلادنا؟

كم مرة قرأنا وسمعنا استنكاراً من بعض مثقفينا لتعليم الأطفال أمور دينهم "الموت، القبر، الآخرة، الجهاد، الولاء والبراء، آخ" بحجة براءتهم؟

لا زالوا صغاراً.. دعهم يستمتعون بحياتهم..

لا بأس! دعونا نرى..

في أمريكا توجد معاهد غير ربحية مهمتها تربية الأطفال من سن الثامنة فما فوق على حياة المقاتلين.. بحيث يتخرج الطالب من الثانوية وهو جاهز للالتحاق بالجيش الأمريكي؛ وشعار هذه الأندية "How to live like a soldier “ كيف تعيش مثل الجندي. في هذه الأندية يتعلم الطفل كلما يتعلمه الجندي في الجيش ويتدرب على ذلك ويلبس لباسه ويعيش في الثكنات وهكذا.

واحدة فقط من هذه المؤسسات youngmarines لديها أكثر من ٣٠٠ فرع في أمريكا، ويلتحق بها الطفل الأمريكي من سنّ الثامنة.

ونفس الشيء في روسيا، فهناك ما يسمى بجيش بوتين الصغير! أو Putin's Tiny Army

وهدفه تدريب الأطفال على السلاح والعيش في الثكنات وممارسة ما يمارسه الجنود البالغين بهدف تهيئة الأطفال ليكونوا جنوداً لأوطانهم غداً! ويلتحق بهاً الأطفال في سن السادسة تقريباً.

وهناك أمثلة أخرى لكن نكتفي بما سبق.

الغرابة ولا غرابة، أنه لا توجد بيانات ولا تقارير تندد بهذا التصرف؛ بل على العكس هناك فخر وإعجاب بهذه الممارسات سواء من النظام في تلك الدول أو من المجتمع! فالكلام العاطفي المتعلق بالطفل وتنشئته وبراءته والحذر من ثقافة الموت ووو، هي شعارات تُكتب وتُزين ثم تُصدر إلينا، ونقوم نحن بترديدها والتأكيد عليها أما صانعها فهو لا يلتفت إليها بل يمارس خلافها.

هذه الأمم عرفت أن الطفل محتاجٌ للتشبع بقيمها والحياة من أجل كرامتها، وأن التربية على البذل والعطاء لأجل الأمة ينبغي أن تكون قبل اشتداد العود وسن الشباب، فهذه التنشئة الجادة لا تقل أهمية عن التغذية الصحية وينبغي أن يرضعها النشأ مع ثدي أمه.

أما الطفل المسلم للأسف فتنتشر شعارات تدعوا لتركه فارغاً بلا هدف ولا معنى لحياته ولا بوصلة تهديه، بزعم براءة الطفولة! وشعارات أكثر سطوة تندد بكل ما يُعلّم الطفل أمور دينه والغاية من الحياة والمصير بعد الموت، وهذه الشعارات تستند لذات الدعوى = براءة الأطفال .. والاستمتاع بالحياة .. التفكير الظلامي.. الخ.

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply