شذرات من كتاب المحدث الشيخ عبدالله الدويش سيرته وأخباره


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

شذرات من كتاب المحدث الشيخ عبدالله الدويش سيرته وأخباره - نواف الرعوجي

بداية: الكتاب صدر حديثًا وهو من إصدارات دار النفائس والمخطوطات ببريدة وهو من تآليف الشيخ الفاضل: نواف الرعوجي جزاه الله خيرًا وبارك فيه.

الكتاب نافع وماتع جدًا وفيه لطائف لا توجد في غيره، واعتمد في معظم الكتاب على الرواية عن طلاب الشيخ الدويش الملازمين له وأيضًا ممن عاصروه وغيرهم

ويقع الكتاب في ٣٠٤ صفحةً.

جمال الكتاب وروعته تكمن في ثلاثة أمور:

الأول: أن سيرة الدويش لم تدون ولم تجمع سوى نتف يسيرة ولذا عمل المؤلف كان شاقًا لأنّ النقل من كتب كثيرة أيسر ولاشك من الأخذ من أفواه الرجال.

والثاني: المترجم له لا يحبذ الظهور ويحرص على إخفاء أعماله فيما يُحسب.

والثالث: وفرة القصص والحكايات عن الدويش، وليس هو كتابًا جامدًا مملاً.

 

إضاءة: الشيخ الدويش ولد في عام ١٣٧٣ في مدينة الزلفي وهو من قبيلة سبيع، ونشأ يتيم الأم، ويعتبر من المحدثين في هذا العصر وكثير من طلاب العلم متشوقين لسماع خبره.

 

ندلف بإعانة من المعين سبحانه إلى الشذرات:

1-عمل في صغره في التلبين في بناء البيوت وعمل أيضًا في الرعي.

2-في صغره كان عنده بسطة في السوق فآذاه رجل واعتدى عليه فلحقه الشيخ وضربه على ظهره فسقط الرجل وتقيأ وكان مصاب في مرض السرطان وبحول الله شفي هذا الرجل وخرج مابه مع القيء، فكان كلما قابله يقول: يا شيخ عبد الله عملية ناجحة.

3-ارتحل من مسقط رأسه محافظة الزلفي إلى مدينة بريدة بغية العلم والالتقاء بالعلماء العاملين، ومما قيل عن سبب ارتحاله هو أنه انقطع عن الدراسة في المعهد العلمي في الزلفي بسبب أنهم طلبوا منه صورةً فرفض إحضارها وترك الدراسة واتجه لبريدة.

4-تزوج الشيخ حصة السحيمان وله منها ذرية، وكان يمازح أبناءه وقد ساعدهم في بناء أعشاش الطيور التي يحبونها.

5-ومع علمه الواسع وحافظته النادرة: إلا أنه لم يكن طلقاً في الحديث ويعتريه أحيانًا نوع تردد.

6-كان زاهدًا عابدًا عفيف اللسان مقبلاً على الله والدار الآخرة، وكان على وجهه مسحة حزن.

7-وكان لا يحلق شعر رأسه إلا في حج أو عمرة.

8-ودخل مرة هو ومجموعة من الاخوان على الزاهد الشيخ فهد العبيد فقال لهم: أنا سراج انطفأ نوره! أنتم أعلم مني، فعلا الدويش البكاء وسمع له النشيج!

9-وكان يتبسط في السفر والرحلات: ومرة جعلوا سباقاً في الأقدام وأيضًا مسابقة في القفز ، فأخذ الدويش فيهما المركز الأول.

10-ومرةً في الحج: فقد أحد الرفقة حذاءه فخلع الدويش حذاءه وألح عليه أن يلبسه ومشى الدويش ماشيًا.

11-أراد أن يشتري خبزة بنصف ريال ولم يجد معه شيئًا فرهن البائع ساعته! لله درك من زاهد.

12-وكان مقلا من الدنيا حتى أنه لا يقبل من أحد عطية.

13-ولما ألّف الألباني مختصر البخاري ، قال الدويش: ذهب طعم البخاري، وكان لا يرى المختصرات.

14-أما محبته للكتب فكان يعجب منه العجب: فقد كان رفيقه ومؤنسه في شتى أحواله، وهو من عشاق الكتب، وهذه بعض سيرته في سفره:

مرة كان في السفر وكان راكبًا في حوض الجمس فكان إذا رأى ضوء سيارة قادمة رفع كتابه وقرأ على ضوئها.

بل إنه كان يقرأ على ضوء النار إذا نزلوا في السفر.

•ويقرأ أيضًا على ضوء القمر.

15-وكان حافظة واعيًا للعلم، فقد كان يحفظ الكتب الستة وغيرها، وحفظ كتاب الروح لابن القيم على الشيخ البليهي!

وكان الدويش يقول: يا ليت الكتب مالها فهارس.

16-وكان لا يؤذن المؤذن وهو خارج المسجد، وصلّى مرة الخسوف بجماعة المسجد فقرأ بهم البقرة كاملة!

بل إنّ الشيخ فهد العبيد نصحه ألا يثقل على نفسه بكثرة العبادة!

17-ومرةً في السفر قام الليل أكثر من ثلاث ساعات وكان متعبًا مُجهدًا.

18-ويقول عن نفسه: دعوتُ الله أن يذهب عني الحدة، فأذهبها عني!

19-ولما قيل له: إن الألباني يجيز كشف الوجه قال: هذا ما يدين الله به، وهو محدث جليل.

20-ولا يرغب أن يطلق عليه لفظ : الشيخ!

21-وكان يقول بعبرة مؤثرة :تعوذوا بالله من ذنوب الخلوات.

22-وكان يفطر يومًا ويصوم يومًا ويخفي ذلك!

23-ومن كلمه الذي تشنفت منه الأسماع: من سكن بريدة وخالط أهلها ،صعب عليه فراقها.

24-وذهب مرةً إلى محافظة البدائع وقصر الصلاة فيها!

25-ولما أراد الدويش أن يقرأ السنن حفظاً على شيخه صالح الخريصي أبى عليه خشية أن يصاب بالعين.

26-وفاء: كان يقرأ على الشيخ ابن حميد في مكة متن الورقات في الأصول، وكان يزور الشخص الذي أعاره الورقات.

27-الشيخ صالح العيد: فاتتة تكبيرة الإحرام فتحسر عليها طوال اليوم ويردد فاتتني تكبيرة الإحرام

28-في بداية تعليمه كان يقوم بتقديم الزنجبيل بنفسه للطلاب.

29-ولا يأخذ في تدريسه في المدرسة الدينية أجرةً إلا على مادة الحساب.

30-ومرة تعطل إطار سيارته وهو في المسجد فأصلحها طلابُه وهو لا يعلم بذلك!

31-وكان يجعل القارئ الشيخ محمد المحيسني يختم الحلقة بقرآءة آيات من القرآن قبل أن تقام الصلاة.

32-وسئل: عن عمل الصحابة أنهم كانوا يتبادحون بالبطيخ لو عملنا مثلهم؟

فقال: كانوا غالب وقتهم عملاً وجدًا فإذا كنتم مثلهم فافعلوا.

33-ولما ألّف كتاب: التنبيهات النقيات: فرح به طلابه وكادوا يحفظونه من كثرة تكراره.

34-وفي مرضه الذي لقي الله فيه قال: رأيت في المنام كأن أحدًا طعنني في ظهري، ولما مات قام بتغسيله وتكفينه الشيخ فهد العبيد.

وقد توفي رحمه الله في عام ١٤٠٨ في مدينة بريدة حرسها الله من كل سوء.

وبعدُ: هذه أرب وثلاثون -كسن الدويش- لطيفة وفائدة من هذا الكتاب الجميل، أسأل أن ينفع بها، وأن يرحم الشيخ عبد الله الدويش الذي رحل ولم تكتحل عيناي برؤيته وجهه البهي وسماع صوته الشجي، وأن يجمعنا ووالدينا وذرياتنا في الجنان.

 

وكتبه/ درع بن عبد الله الدرع أبو عزام

عفى عنه العفو

بريدة ،في ٥/شوال/١٤٣٩

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply