واقع وآفاق القصة القصيرة السعودية


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

واقع وآفاق القصة القصيرة السعودية - محمد عباس محمد عرابي

 

أَصَّل الناقدُ السوري عمران عز الدين في دراسته المنشورة بمجلة الجوبة العدد السادس والثلاثون صيف1433ه

(1)واقع وآفاق القصة القصيرة السعودية من خلال أربعة محاور:

القصة السعودية واقع وآفاق، حول مسألة الريادة في القصة القصيرة السعودية، ومضة واختزال القصة القصيرة السعودية لدى محمد علوان وحسن البطران، السرد أرض نثوية.

ويبين عمران في هذه الدراسة أن أهمية القصة القصيرة السعودية تكمن في حقبة ريادتها في السبعينات وحتى الآن في إخلاصها الشديد لعنصر الحكاية والتكتيك السردي، وفي انفتاحها المفصلي المتواصل على التجديد الفني المنفتح بدوره على روح القص، والذي ينأى بنفسه عن الابتذال اللغوي والحشو الحكائي الذي لا طائل من ورائهما، وكسر النمطية والتمرد على الأطر التقليدية، فضلًا عن تناولها وبرؤية عصرية لموضوعات موغلة في المحلية حياتية ومفصلية واجتماعية من صلب الواقع السعودي.

 

وفي هذه الدراسة يبين عمران أن القصة القصيرة السعودية استطاعت أن تتملص من مقص الرقيب بالاتكاء على الرمز أحيانًا وأنسنة الحيوان والجماد استنادًا لضرورات ومقتضيات الحبكة الفنية في أحيانًا أخرى، فكانت في الأغلب الأعم قصصًا مكثفة بعيدة عن الوعظية والتعليمية والمباشرة والتقريرية والحشو والرتابة التي توسم بها مرحلة البدايات.

 

ويرى عمران أن كُتَّاب القصة السعوديين انقسموا إلى فرق ومذاهب مختلفة أبرزها:

-فريق جنح للتغريب والتجريب من خلال تقليده لكبار كُتاب القصة في العالم فكان قصصهم فرقعة باهتة ؛لأنهم كسروا العمود الفقري للقصة وهو الحكاية بأن قدموا للقارئ سطورًا هلامية وفضفاضة.

-فريق أوغل في الاستعراض ،وكان همه الأوحد المغالاة في خرق التابوهات والخطوط الحمراء ،وفريق شُغل بالجانب الإبداعي المحض فقدم قصصصًا فريدة ومستوفية.

 

ويذهب عمران إلى أن أول مجموعة قصصية سعودية للكاتب أحمد عبد الغفور عطار، ويرى علوان أن مجموعة (الخبز والصمت) للقاص محمد علوان من المجاميع السعودية الرائدة ومتوفرة على جُل تقنيات القص، وكان لها أثر محمود في القصة السعودية.

حيث برز في سمائها أسماء قصصية مهمة كحسين علي حسين في مجموعته الرحيل وعبد العزيز بشري في مجموعته (موت على الماء) وعبد الله الساير في مجموعته (مكعبات من الرطوبة)، وخالد الصمت في مجموعته (احتمال وارد)، وفهد العتيق في (أظافر صغيرة جدًا) وحسن البطران في (نزف من تحت الرمال).

 

ويرى عمران في دراسته أن القصة السعودية تطورت لدرجة اختصار القصة القصيرة ذاتها في عبارة، ويدلل على ذلك بقصة (الخبز والصمت) للقاص محمد علوان، وقصة (صور من عقيدة) للقاص حسن البطران.

 

ويؤكد عمران على أن القاصة السعودية ساهمت في تطور القصة السعودية بدء من أول قصة سعودية نسوية (مخاض الصمت) للقاصة نجاة خياط، فالقاصة السعوديةكانت أمينة في كتابتها لشكل القصة القصيرة الذي يتكئ في جوهره على وحدة الشعور والانطباع.

والقاصة السعودية كانت لها دور كبير في تطور القصة جنبًا إلى جنب مع القاص السعودي منذ السبعينات التي شهدت أسماء قاصات سعوديات بارزات مثل فوزية البكر، وهند باغفار، وحصة التويجري وعهود الشبل، و برزت في الثمانينات خيرية السقاف في مجموعتها (أن تبحر نحو الأبعاد) ولطيفة السالم في مجموعتها (الزحف الأبيض) ونجوى هاشم في (السفر في ليل الأحزان) وشريفة الشملان في (منتهى الهدوء) ومريم الغامدي في (أحبك ولكن).

 

وفي التسعينيات وحتى الآن برزت مئات القاصات تصدرت المشهد القصصي السعودي والعربي منهن:

أميمة الخميس، وبدرية البشر، وهيام المفلح، وأمل الفاران، وهناء حجازي، وأمل زاهد وشمس على وتركية العمري، وهيفاء الفريح.

لقد حفرت القاصة السعودية عميقًا في هذا الفن، ليس همسًا بل إبداعًا وتنظيرًا، فكان صدى همسها إبداعًا منقطع النظير لكنها لجأت إلى الأسلوب الرمزي تعبيرًا عن رؤيتها القصصية.

لقد ظلت القاصة السعودية أمينة في كتابتها لشكل القصة القصيرة الذي يتكئ في جوهره على لغة التفتيت والتشظي التي تفرضها طبيعة البوح والانثيالات الشاعرية، وهما الصيغة الأبرز في شكل الأداء، حتى غدت القصة القصيرة في كثير من نماذجها أشبه بمحاكمة تخضع للغة الانفعالية، وأخرى أشبه بالسيرة الذاتية التي تغرف فيها الكاتبة من اللاشعور.

وانطلاقاً من نقد النقد يرى الباحث أن دراسة عمران بالرغم من أنها موجزة ومختصرة إلا أنها استطاعت أن تحلل واقع وآفاق القصة القصيرة السعودية، حيث بين عمران أبرز السمات الفنية للقصة القصيرة السعودية من خلال بيان واقع وآفاق القصة السعودية، ومسألة الريادة واختزال القصة القصيرة السعودية لدى محمد علوان وحسن البطران، ودور القاصات السعوديات في تطور القصة السعودية.

الهوامش:

عمران عز الدين، واقع وآفاق القصة القصيرة السعودية، مجلة الجوبة العدد السادس والثلاثون صيف 1433ه، ص-ص26

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply