عندما كنت سمينًا


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

عندما كنت سمينًا – سامي الجاسم

فشلت كل محاولاتي في إنقاص الوزن، أو اتباع حمية، أو برنامج رياضي، حيث كانت كل تلك المحاولات مصيرها الفشل ، وقد تكون النتائج عكسية، بزيادة مفرطة في الوزن .

وفي الأخير كان القرار الحاسم، باللجوء لعملية التكميم ، وكان التنفيذ بعد تردد طويل، فقد كان لابد من حل جذري ينهي معاناتي مع السمنة.

وكانت العملية التي تعرضت بعدها لمضاعفات وتدهور صحي دام لعدة أيام ، عدت بعده رجل مختلف في كل أمور الحياة ، وحتى في نظرتي للأشياء.

ولا أعلم أن كانت السمنة تشكل عائق نفسي وبدني في مختلف الأمور، فعدت أرى الأشياء أجمل، ويبدو أن حتى الجانب النفسي تغير للأفضل، وكأن هناك سر خفي يكمن في هذا التغير الذي جعل الإيجابية تطغى على الحياة.

لا اعلم مدى تحسسي من كلمة سمين ، وحرجي من كل التعليقات التي كنت أجدها من الآخرين ، بسبب السمنة المفرطة ، وكيف أنني  كنت أتمنى التخلص بسرعة من السمنة .

مع نقص الوزن يوم عن يوم ، والتغير التدريجي في الشكل ، والتخلص النهائي من بعض إشكاليات ومعوقات السمنة، بدأت أشعر ببهجة وجمالية لم أدركها وانا سمين ، فقد أحسست بروح كانت غائبة، وحماس كبير، وحب للحياة، وممارسات إنسانية رائعة، فالحياة بدون سمنة مختلفة وأجمل .

شعرت بعد تخلصي من السمنة، أن نطاق رغباتي في العمل والبذل اتسع، وأن روح الشباب باقية، وأنني لازلت أملك الكثير واستطيع أن أقدمه.وانا لست اسير لسمنة تتعبني و تعيقني، وتجعلني محرج، دائم الشكوى، متضايق، متعب صحيا، لدي إشكاليات كبيرة كنت عاجز عن حلها.

كل الأمور التي كنت لا أستطيع أن أنجزها ، أو تركتها خلفي عندما كنت سمينا ، وجدتها الآن أمامي لكن مع قدرة فائقة مني على الإنجاز وقبول كل تحدي و تغير.

الحياة بعد التخلص من السمنة تدفعني للتبسم ، والانطلاق ، ربما كانت السمنة تقيدني و تجعلني أقف مكاني ، وانا اعيش حسرة الهزيمة ، ونظرة العاجز ، الذي يرغب بالتغيير لكنه لا يملك أدواته.

الآن كل شيء بيدي، استطيع ممارسة ما كنت لا استطيع ممارسته، لا اجد مشكلة في اختيار مقاسات ملابسي، بل أصبحت اتفنن في اختياراتي المتنوعة، تخلصت من معاناتي مع بعض الظروف الصحية ، وحتى الاستقرار النفسي اصبح افضل ، ولعل هذا الأمر جعلني حاضر البديهة، عالي المزاج، فيما حققت لنفسي بعض الإنجازات الصغيرة، التي يعتقد البعض أنها هامشية، بينما كنت اراها مهمة للغاية، حتى في ادق تفاصيل الأمور في حياتي، والتي ربما كان تأثيرها يطالني ويطال من حولي .

كانت المسافة بين أيام السمنة، وأيام الضعف كبيرة، لكنني تخطيتها بعزم وقوة، حتى اغدو شخص مختلف ، وتكون السمنة ذكرى منسية في حياتي ، ولعلني اقولها كنت سمينا  ،وكانت السمنة تزعجني، ولكنها لا تقتل الأمل في داخلي.

هذه بعض التداعيات في أيام رجل كان سمين ، وغدى اليوم يشعر أن السمنة كانت مرحلة لن تعود…

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply