عبادة انتظار الصلاة


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

عبادة انتظار الصلاة – صالح بن فريح البهلال

عبادة يسيرٌ فعلها، عظيمٌ أجرها، ربما خفي على البعض ثوابها، وربما خفي على آخرين أمرها؛ ألا وهي عبادة انتظار الصلاة؛ وقد قال أبو الدرداء: (من قلة فقه الرجل أن يكون في المسجد منتظرًا للصلاة، وهو يحسب أنه ليس في صلاة)، وفي هذه العبادة مسائل:

1- من هو منتظر الصلاة؟

قال ابن رجب في الفتح 5/27: وهذا يشمل:

أ. من دخل المسجد للصلاة فيه جماعة قبل إقامة الصلاة فجلس ينتظر الصلاة.

ب. ومن صلى مع الإمام ثم جلس ينتظر الصلاة الثانية.

2- هل يدخل فيه من جلس بعد الصلاة للذكر وهو لا يريد انتظار الصلاة الأخرى؟

الأظهر أنه يدخل، قال ابن رجب في اختيار الأولى ص8: (هو شبيهٌ لمن جلس ينتظر صلاةً أخرى، لأنه قد قضى ما جاء المسجد لأجله من الصلاة وجلس ينتظر طاعة أخرى).

3- ما ثوابه؟

أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة، أن رسول الله قال: (لا يزال العبد في صلاة ما كان في مصلاه ينتظر الصلاة، وتقول الملائكة: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، حتى ينصرف أو يحدث)، ففي الحديث فضلان:

أ. أن له أجر المصلي وثوابه بمجرد جلوسه في المسجد منتظرًا الصلاة.

ب. دعاء الملائكة له، قال ابن بطال في شرح صحيح البخاري 2/95: (من كان كثير الذنوب، وأراد أن يحطها الله عنه بغير تعب فليغتنم ملازمة مكان مصلاه بعد الصلاة، وليستكثر من دعاء الملائكة واستغفارهم له، فهو مرجو إجابته)، وقال الشيخ ابن عثيمين في الشرح الممتع 3/8: (رجل تصلي عليه الملائكة حري بأن يستجيب الله سبحانه وتعالى دعاء الملائكة له).

4- هل المراد بمصلاه نفس الموضع الذي صلى فيه أو المسجد الذي صلى فيه كله؟

فيه احتمال، والأقرب أنه يشمل المسجد كله حتى ولو انتقل من مصلاه الذي صلى فيه، وهو اختيار العراقي، وابن حجر، وابن باز، وابن عثيمين.

5- هل يلزم لحصول ثواب انتظار الصلاة الاشتغال بالذكر؟

أجاب ابن رجب في الفتح 5/28 فقال: (ليس في هذا الحديث، ولا في غيره من أحاديث الباب الاشتراط للجالس في مصلاه أن يكون مشتغلًا بالذكر، ولكنه أفضل وأكمل).

6- هل يدخل في ذلك النساء؟

نقل ابن رجب في الفتح 5/27: عن ابن عبدالبر قوله: (ولو صلت المرأة في مسجد بيتها، وجلست فيه تنتظر الصلاة، فهي داخلة في هذا المعنى، وإذا كان يحبسها عن قيامها لأشغالها انتظار الصلاة).

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply