عرض بعض الكتب المختصرة في تفسير القرآن الكريم للقارئ المبتدئ


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

عرض بعض الكتب المختصرة في تفسير القرآن الكريم للقارئ المبتدئ – عبدالرحمن بن معاضة الشهري

فهذا استعراض لبعض كتب التفسير المختصرة الموجزة التي قصد مؤلفوها بيان معاني القرآن بعبارة سهلة مختصرة سهلة بحسب زمن تأليف هذه المختصرات، وسأعرض في هذا الموضوع المختصرات ذات العبارة السهلة التي لا تحتاج إلى من يفكّ عبارتها من الشروح والحواشي، وإنما يمكن للقارئ المبتدئ أن يقرأ هذه الكتب ويفهمها دون الحاجة إلى شرح وإيضاح، وسأجعل المختصرات ذات العبارة المركزة التي تحتاج إلى شرح وبيان كتفسير الجلالين والبيضاوي ونحوها للمرحلة المتوسطة.

ويمكن أن نبدأ بالكتب المختصرة في التفسير المؤلفة حسب تاريخ وفيات مؤلفيها، وهي بلغتها مناسبة لزمن تأليفها، ولذلك تتجدد الحاجة لتأليف كتب في التفسير تناسب لغة العصر حتى يفهم المسلم القرآن الكريم بلغة عصره دون عناء، وهذه مسؤولية علماء التفسير في كلّ زمان.

1- «الوجيز في تفسير الكتاب العزيز»، للإمام علي بن أحمد الواحدي (ت 468هـ):

وهو من أقدم المختصرات وأسهلها في التفسير، وقد صنّفه بناء على طلب من طلابه رغبة في كتابٍ سهلٍ ميسّرٍ يقتصر فيه على قولٍ واحدٍ في معنى الآيات المختلف في معناها، وقد سارع بتلبية طلبهم بتأليف هذا الكتاب، وهو يقتصر فيه غالبًا على قولٍ واحدٍ، وعبارة الكتاب سهلة بالنظر إلى زمن تأليفه، وقد توفي الواحدي عام (468هـ)، ومن أفضل تحقيقاته تحقيق صفوان داوودي، طبعة دار القلم.

2-«كفاية ضعفاء السودان»، لعبد الله فودي (ت1250هـ):

هذا الكتاب اقتصر فيه المؤلف عبد الله فودي النيجيري المتوفى سنة (1245هـ) على تفسيرٍ وجيزٍ سهلٍ ميسّرٍ على رواية ورش عن نافع، وعلى قول مالك وأصحابه في المسائل الفقهية، وأخلاه من الاستطرادات. وعبارته سهلة ميسرة، وقد طبع على حاشية المصحف برواية ورش.

3-«توفيق الرحمن في دروس القرآن»، للشيخ فيصل آل مبارك (ت1366هـ):

أصل هذا الكتاب دروس ألقاها المؤلف في المسجد، وقد اعتمد في تأليف هذا الكتاب على تفسير الطبري والبغوي وابن كثير وغيرهما، وهو سهل العبارة، حسن الترتيب، يقرؤه المبتدئ ويفهم المقصود بسهولة. وقد طبع مؤخرًا بدار العاصمة بالرياض طبعة ثانية.

4-«صفوة العرفان»، لمحمد فريد الوجدي (ت1373هـ):

هذا التفسير صنفه محمد فريد وجدي سنة (1321هـ) تقريبًا، وهذا تاريخ طبعته الأولى، وقد صنفه لنفسه أولًا ليكون مرجعًا له على حاشية المصحف، واعتمد في تأليفه على عدد من أمهات الكتب، ثم رأى أن حاجة الناس إليه ماسّة فنشره، ويعتبر من أول من كتب تفسيرًا على حاشية المصحف بحيث لا يزيد على عدد صفحات المصحف. وعبارته سهلة، وهو يبدأ بذكر معاني المفردات ثم يبين المعنى الإجمالي للآيات بعبارة ميسرة.

5- «التفسير الوجيز لكتاب الله العزيز»، لأسامة عبد الكريم الرفاعي:

مؤلف هذا الكتاب من آل الرفاعي من علماء سوريا المعاصرين، وهو ابن الشيخ العالم الجليل عبد الكريم الرفاعي، وقد اقتصر فيه على بيان معاني الآيات بعبارة موجزة سهلة على حاشية المصحف، ويتجاوز تفسير المفردات الواضحة السهلة، ثم أضاف بعد ذلك حديثًا مأثورًا في كلّ صفحة فيه بيان لآية من آيات تلك الصفحة رغبة في ربط القارئ بتفسير النبي -صلى الله عليه وسلم- للآيات، ثم أضاف بعد ذلك كتاب السيوطي في أسباب النزول المسمى «لباب النقول».

6- «المنتخب في تفسير القرآن الكريم»، تأليف لجنة القرآن والسّنة بوزارة الشؤون الإسلامية بمصر:

هذا التفسير قام بتأليفه عدّة علماء من علماء الأزهر، وهو بيان إجمالي لكلّ آية من الآيات، وقد طبع على حاشية المصحف، وروعي في صياغته دقة العبارة بقدر الطاقة، ولا يخلو من ملحوظات في بعض تفاسير الآيات، ولكنه إجمالًا من أجود كتب التفسير المختصرة التي اطلعتُ عليها، وهو جدير بالمراجعة وإصدار طبعة جديدة منه عن الأزهر تكون طبعة فيها عناية بالإخراج وتنشر بعدة مقاسات كما في «التفسير الميسر» الذي يصدره مجمع الملك فهد؛ لتكون أسهل في التداول بين القراء في المساجد وغيرها.

7- «الوجيز في تفسير القرآن الكريم»، للدكتور شوقي ضيف:

مؤلف هذا التفسير هو الأديب المعروف الدكتور شوقي ضيف -رحمه الله-، وهو تفسير سهل العبارة، يفسّر فيه الآيات بعبارات وجيزة، وقد راجع من أجل تأليف الكتاب أمهات كتب التفسير، وصاغ بعد ذلك عبارات التفسير بأسلوبه الأدبي الجميل، وفيه إضافات واستنباطات دقيقة جميلة. وهو جدير بالطباعة في حلّة أجمل من الطبعة المتداولة للكتاب عند دار المعارف، وقد أصدر طبعة ثانية له عام (1415هـ)، ولكن حجمها الكبير يعوق عن تداولها بسهولة. وبعض الباحثين لا يعرف هذا التفسير للدكتور شوقي ضيف لاشتهاره بالأدب واللغة دون التفسير.

8- «التفسير المختصر الصحيح»، للأستاذ الدكتور حكمت بشير ياسين:

هذا التفسير مختصر وجيز عني فيه مؤلفه بتفسير السلف من الصحابة والتابعين وغيرهم، وقد رمز لأسماء السلف وتفسيراتهم برموز بينها في مقدمته، والمؤلف له عناية بجمع تفاسير السلف ظهرت في تفسيره، وهو سهل العبارة، مطبوع على حاشية المصحف.

9- «المختصر الجامع في بيان وجوه التفسير وأسباب التنزيل»، لعبد السلام محمد علوش:

هذا التفسير حرص فيه مؤلفه على سهولة العبارة، وفيه إطالة في تفسير الآيات، ولكن سهولة عبارته تجعله في متناول القارئ المبتدئ، وهو جدير بطبعة أخفّ وأجمل من طبعته التي أخرجتها مكتبة الرشد في مجلد ضخم يصعب تداوله.

10- «الكافي في تفسير الآيات وإيضاح القراءات»، لعبد العزيز رباح وبشير جويجاتي:

هذا التفسير سهل العبارة، وقد عني فيه المؤلفان عناية بالغة بدقة العبارة وسهولتها مع بيان أسباب النزول في ثنايا الآيات، وفي أسفل الصفحة بيان القراءات السبع ومعانيها بعبارة سهلة، وقد صدر عن دار المأمون بسوريا.

11- «التفسير الميسّر»، تأليف نخبة من العلماء، إصدار مجمع الملك فهد بالمدينة المنورة:

صدر هذا التفسير عن مجمع الملك فهد بالمدينة المنورة، وقد شارك في كتابته عدد من العلماء منهم الدكتور عبد العزيز إسماعيل والدكتور حكمت بشير ياسين والدكتور محمد بن عبد الرحمن الشايع وغيرهم، وراجعه الدكتور عبد الله التركي، ونشر تحت اسم (إعداد نخبة من العلماء)، وقد طبع مرات عديدة، وهو تفسير إجمالي سهل العبارة جدًّا، يصلح للمبتدئ يطالعه على حاشية المصحف ويفهم المقصود بالآية بسهولة، وهو من أجود التفاسير المختصرة وأسلمها إن شاء الله. وهو جدير بأن يكون في كلّ بيت، وأن ينتشر في العالم الإسلامي.

12- «المختصر في التفسير»، إشراف مركز تفسير للدراسات القرآنية:

جاء في مقدمته: «ولما رأى مركز تفسير للدراسات القرآنية حاجة الناس في هذا العصر ما تزال قائمة إلى تفسير مختصر يناسب جميع طبقات المجتمع ويتلافى أوجه القصور في الجهود السابقة ويصلح ليكون أصلًا لترجمته إلى اللغات العالمية الأخرى مجتنبًا الأخطاء والعقبات التي تعثرت بسببها كثيرٌ من الترجمات المنشورة لمعاني القرآن الكريم؛ حرص على تأليف هذا التفسير.

ميزات المختصر في التفسير:

- وضوح العبارة وسهولتها, بعيدًا عن الحشو والتعقيد اللفظي.

- الاقتصار على تفسير الآيات وبيان معانيها دون دخول في مسائل القراءات والإعراب والفقه ونحو ذلك.

- شرح المفردات القرآنية أثناء التفسير وتلوين الشرح بلون مختلف ليسهل الوقوف عليه لمن أراده.

- انتهاج منهج سلف الأمة -رضوان الله عنهم- باتباع ما دلّ عليه القرآن والسنة.

-تحرّي المعنى الأرجح عند الاختلاف, مع مراعاة ضوابط التفسير وقواعد الترجيح.

-سياق جملة من هدايات الآيات وفوائدها بما يعين على تدبرها وتمام الانتفاع بها, تحت عنوان مستقل: من فوائد الآيات.

- التقديم بين يدي كلّ سورة ببيان مقصدها ومحورها العام الذي تدور حوله.

- جمع ما سبق كلّه وكتابته على حاشية المصحف الشريف؛ ليكون عونًا لقارئ القرآن على فهم كلام الله تعالى بأيسر طريق دون حاجة للرجوع إلى كتاب آخر.

- نشر الكتاب وبيعه بسعر منخفض ليعم النفع به ويسهل اقتناؤه على جميع الناس.

وقد طُبِع الكتاب عدة طبعات، ولقي -بحمد الله- قبولًا كبيرًا.

13- «التفسير المنهجي»، تأليف عدد من الباحثين الأردنيين:

هذا التفسير يصلح للتدريس في المعاهد والمدارس، وهو مقسّم على هيئة دروس وفيها بيان للمفردات الغريبة، ثم تفسير إجمالي للآيات بعبارة سهلة موجزة، ثم أسئلة وأنشطة وتقويم لما فهمه القارئ. فهو من أنسب ما يكون للتدريس في المدارس. وقد قام بتأليفه ثلّة من أساتذة التفسير في الأردن، منهم صديقنا وزميلنا الأستاذ الدكتور أحمد خالد شكري وفقه الله.

14- «التفسير الواضح الميسر»، للشيخ محمد بن علي الصابوني:

هذا التفسير أحد المؤلفات التي ألفها الشيخ محمد بن علي الصابوني؛ فقد ألّف قبله «صفوة التفاسير» و«درة التفاسير» وغيرها. وكتابه «التفسير الواضح الميسر» من أجودها وأسلمها، وعبارته سهلة مختصرة، وفيه فوائد وتعليقات قيمة، ويعيبه طبعته مع أنه طبع عدة طبعات، وفي تقديري أنه يمكن طباعته على حاشية المصحف، ويكون أخف وأجمل وأسهل في الحمل. وهو خالٍ من التأويلات التي في «صفوة التفاسير»، وقد جرى فيه على تفسير السلف.

15- «التفسير الميسّر»، للشيخ عائض القرني:

عبارة «التفسير الميسّر» للشيخ عايض القرني عبارة سهلة ميسرة قريبة، وقد لقي قبولًا لدى عامّة القراء، ويعيبه طباعته، فلو طبع على حاشية المصحف لكان أكثر فائدة ونفعًا.

16- «زبدة التفسير»، لمحمد الأشقر:

وهو اختصار لكتاب «فتح القدير» للشوكاني، وقد طبع على حاشية المصحف، وانتشر في الناس، وعبارته سهلة.

17- «تفسير القرآن للناشئين»، للدكتور عبد الحليم عويس وعلي جبر:

حرص المؤلفان على سهولة العبارة قدر الطاقة، فبدءا ببيان معاني العبارات والآيات بلغة سهلة ميسرة، ثم أوضحا المعنى الإجمالي للآيات، ويجمعان بيان مقاطع متقاربة مرة واحدة، ثم يختمان بما ترشدنا إليه الآيات في نقاط؛ مما يناسب فئة الناشئين. وهو جهدٌ مشكورٌ، وإن كان التأليف للأطفال فنٌّ صعب يحتاج إلى دراية بلغتهم وقاموسهم المناسب لكتابة التفسير بمفردات ذلك القاموس الذي يفهمونه، وهذا جهد علمي لم أره متحققًا بعد، وهو جدير بالعمل على تحقيقه.

18- «السهل المفيد في تفسير القرآن المجيد»، للدكتور عبد الحي الفرماوي:

هذا التفسير كتبه مؤلفه الأستاذ الدكتور عبد الحي الفرماوي بعبارة ميسرة سهلة، وفيه إطالة ولكنه سهل، ويصلح للقارئ المبتدئ، وقد أوضح فيه أسباب النزول، وتوقف عند بعض الآيات وذكر ما يمكن استنباطه منها من الفوائد على وجه الاختصار. وقد طبع في ثلاثة أجزاء عن دار المعرفة ببيروت.

19- «المعين على تدبر الكتاب المبين»، للشيخ مجد مكي:

التفسير مطبوع على حواشي المصحف الجانبية والسفلية بحيث لا يزيد كثيرًا عن جوانب صفحات مصحف المدينة النبوية.

وقد استهلّ تفسيره بمقدمة تحدّث فيها عن أهمية تدبر القرآن، ومعناه في اللغة والاصطلاح، ثم تحدّث عن الحاجة المتجددة لتصنيف تفسير للقرآن الكريم يلائم أهل العصر ولغتهم وأفهامهم. وقد كتبه المؤلف بلغة سهلة ميسرة، وفيه فوائد.

وأكتفي بهذا الذي ذكرته، والله الموفق.

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply