ضغوط الحياة


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

أول خطوة للتعامل الصحيح مع ضغوط الحياة هو التعرف عليها وفهمها ومعرفة أنواعها، فنحن لن ننجح في التعامل مع أي شيء دون أن نبذل وقتا في محاولة فهمه واستيعابه.

النوع الأول: الضغوط الخارجية Stressfull Life Events

في عام ١٩٦٧م قام اثنان من الأطباء النفسيين وهما توماس هولمز وريتشارد راهي بنشر دراسة علمية تضمنت أهم ٤٠ حدث في حياة الانسان يمكن أن تكون سبباً في شعوره بالضغط النفسي والمشاعر الصعبة ، في أعلى القائمة وضعوا أحداثاً متعلقة بالضغوط التي تنشأ بسبب فقد أشخاص لهم أهمية في حياة الشخص ، بالإضافة إلى أحداث أخرى، لكن العجيب أنهم وضعوا أيضاً أحداثاً قد يعتبرها البعض ميزة أو حدث جميل مثل : الترقية في العمل والزواج وقدوم مولود بل حتى الحصول على إجازة !! هم بذلك يقصدون أن هذه الأحداث أيضاً قد تكون مصدراً للضغط النفسي إذا لم يتم التعامل معها بالشكل الصحيح ، فالترقية في العمل قد تتضمن مسؤوليات أكبر ومهام أكثر، والحياة الأسرية تتطلب جهداً ومسؤولية، وحتى قضاء وقت خارج مدينة أو دولتك أيضا قد يترتب عليه ضغط نفسي متعلق بالحجوزات والأمور المالية وغيرها، هذا يدل على أن أموراً كثرة في حياتنا قد تحدث لنا فتكون مصدراً للعناء والشقاء إن لم نكن نمتلك المهارات الكافية والمرونة النفسية العالية.

النوع الثاني: الضغوط الداخلية

وهي تلك الضغوط التي يكون مصدرها من داخلنا من تفكيرنا في أمور حدثت وانتهت أو أمور نقلق من وقوعها، أي بسبب عيشنا بتفكيرنا في الماضي أو المستقبل، بطريقة تستنزف منها جهداً نفسياً كبيراً دون أن يكون بوسعنا أصلاً فعل شيء !

النوع الثالث: ضغوط التميز والنجاح

تعمدت أن اجعل هذا النوع مستقلا ، لكون الانسان الذي يود تحقيق أهدافاً رائعة سيحتاج دوماً أن يخرج من منطقة ارتياحه إلى منطقة أحلامه، ففي معظم الاحيان تحتاج أحلامنا تضحية ودفع ثمن ، لكن ذلك الدفع -حين يكون بوعي ومعرفة- سيحقق لنا مكاسب أكبر وفرص أفضل ومستوى أعلى من السعادة . فالذي يود مثلا أن يحقق هدفاً علمياً أكاديمياً قد يحتاج للتضحية مؤقتاً بأمور اجتماعية ومالية وغيرها، سيحتاج أن يبذل وقتاً وجهداً، وقد يضطر للتخلي عن أشياء يحبها ويفعل أمور قد لا يحبذها، لكن في نفس الوقت هو يعيش برضا داخلي عن نفسه، ويشعر أنه بمجرد أن يفعل ما يستطيعه -حتى وإن لم يحقق حلمه- فهو سينظر لذاته بتقدير عالي، وسيمتلك مشاعر إيجابية وحكمة ورؤية أجمل للحياة في حاضره ومستقبل حياته، فهو ينظر لسيره في طريق تحقيق أحلامه كالشخص الذي يلعب كرة قدم فهو قد يعاني ويتعب بل قد يصاب لكنه في قرارة نفسه مستمع لكونه يفعل شيئا لحياته وحياة من حوله، وفي حال تحققت أحلامه سينظر بامتنان وفرح وسعادة إلى المكان الذي وصل إليه وإلى الأشياء التي حققها.

في مقالات قادمة سأتحدث عن مهارات للتعامل مع كل هذه الانواع من الضغوط.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply